أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - توما حميد - المؤسسة الملكية هي الخندق الأخير للرجعية البرجوازية! حول وفاة الملكة اليزابيث الثانية.















المزيد.....

المؤسسة الملكية هي الخندق الأخير للرجعية البرجوازية! حول وفاة الملكة اليزابيث الثانية.


توما حميد
كاتب وناشط سياسي


الحوار المتمدن-العدد: 7375 - 2022 / 9 / 18 - 20:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد تمت الإطاحة بمعظم الأنظمة الملكية في أوروبا من خلال الثورات البرجوازية التي شهد بعضها صراعا عنيفا في اعقاب الثورة الصناعية. لقد وجدت البرجوازية الناشئة بان الملكية كنظام سياسي للحكم عائق امام توسع مصالحها. لذا فإن البرجوازية في اوروبا التي انتصرت في صراع استمر عدة قرون، قد اقرت بان المنصب السياسي والسلطة السياسية يجب ان لا تكون وراثية او "امتياز يمنحه الله" بل يجب ان تكون من خلال الانتخابات و"الكفاءة والأهلية". ولكن لم تطبق البرجوازية يوم من الأيام هذا المبدأ في الميدان الاقتصادي.



ولكن رغم هذا تخاف البرجوازية من السلطة البرلمانية والانتخابات البرجوازية وحق التصويت العام. لان النظام الرأسمالي هو نظام طبقي مقسم الى طبقة صغيرة تملك كل شيء واغلبية معدومة، هناك دائما خطر ان تستخدم الانتخابات كوسيلة لتغير الوضع القائم والقضاء على عدم المساواة. لذا تقوم البرجوازية من بين إجراءات أخرى بالمحافظة على قوة او مؤسسة رجعية احتياطية مثل العائلة الملكية، او مجلس الشيوخ نصفه غير منتخب او المحكما العليا او حتى الجيش كسلطة سياسية نهائية للتدخل بالضد من أي تغير جذري في وقت الازمات.



تحاول البرجوازية إعطاء انطباع بان المؤسسة الملكية والسلطة الملكية هي سلطة رمزية او مجموعة من المشاهير الذين يشاركون في فعاليات اجتماعية مفيدة مثل العمل الخيري الخ. تؤكد بان وظيفتها هي ان تكون رمز لوحدة البلاد والمحافظة على الهوية الوطنية وهي جزء من التقليد والارث الوطني.











وقد تنظرُ حتى غالبية الجماهير في أسوأ الأحوال الى العائلة الملكية كمؤسسة غالية التكاليف، مجموعة من العاطلين عن العمل الذين يعيشون على خيرات المجتمع، ولكن في المطاف الأخير ليس لها أذى معين.



ولكن بالنسبة للدول التي تعرضت للاستعمار مثل الصين والهند وافريقيا ودول الشرق الأوسط، وامريكا تعتبر العائلة الملكية في بريطانيا رمز الامبراطورية البريطانية أي رمز للنهب، والقتل الجماعي، والتميز والعبودية وحرمان الاستقلال السياسي والثقافي وانتهاك الكرامة.







ان هذه المؤسسة بالنسبة للطبقة الحاكمة حتى في الدول المتقدمة مثل بريطانيا وكندا واستراليا تلعب دور مهم وهي الخندق الأخير للإبقاء على حكم البرجوازية. ان أهمية هذه المؤسسة هي أكبر الان حيث تمر الرأسمالية بأزمة متعددة الجوانب، ونشهد درجات خرافية من عدم المساواة، ويشعر القسم الأعظم من المجتمع بان الوضع الحالي غير قابل للتحمل ويزداد الغضب وتزداد المطالبة بتغيرات عميقة في النظام الاقتصادي والسياسي. تمثل العائلة الملكية رمز الإبقاء على الوضع الحالي وتقديسه.



يبقى التاج الملكي شيء رمزي مادام بقي البرلمان او أي شكل حكم برجوازي اخر مقبول من قبل المجتمع، ولكن ما ان تشكل الطبقة العاملة خطر على السلطة سوف تقوم البرجوازية بإحضار المؤسسة الملكية من القصور ومن وراء اسوار القلاع المظلمة من اجل حماية حكم الطبقة الحاكمة.







لذا تصرف البرجوازية جهود جبارة وتنفق الملايين من اجل اعطاء العائلة المالكة هيبة، والمحافظة على راهنيتها، أي خلق علاقة بينها والواقع الراهن للمجتمع، جعلها جزء من حياة المجتمع اليومية، وتاريخيه وثقافته وشخصيته وقيمه التي يجب المحافظة عليها. لذا تبث المراسيم المتعلقة بالعائلة الملكية بشكل يومي، تبث اخبار فعاليتها، تضع صورة الملكة على النقود الخ.







تدعي الدعاية البرجوازية بان احدى ميزات العائلة المالكة هي انها لا تتدخل في السياسة، هي فوق السياسة وهي تقف حيادية من الأحزاب.



ولكن في الواقع ان العائلة الملكية هي منحازة الى جانب الطبقة الحاكمة وكل الجرائم التي قامت بها بريطانيا تمت تحت التاج البريطاني. اننا لا نتحدث عن تاريخ قديم بل نتحدث عن قتل نصف مليون طفل عراقي من خلال الحصار وقتل اكثر من 6 مليون انسان بشكل مباشر وغير مباشر نتيجة التدخلات الامريكية والغربية في اخر عقدين التي كانت بريطانيا طرف فعال فيها. نتحدث عن الدفاع عن نظام التميز العنصري في جنوب افريقيا وعن الدفاع عن القمع الإسرائيلي للفلسطينيين وغيرها من الجرائم. ان عدم الوقوف ضد هذه الجرائم يعني ان العائلة الملكية موافقة عليها.



ان حيادية العائلة الملكية في الوضع الطبيعي، هي من اجل إعطائها الشرعية للتدخل بشكل سافر في وقت الازمات. عندما تفقد اغلبية الجماهير الثقة في الأحزاب السياسية، ويكون النظام في ازمة ويبرز احتمال خروج الأوضاع من يد الطبقة الحاكمة، تدوس هذه المؤسسة على مبدأ الحيادية وتفرض الحل الذي يحافظ على مصالح الطبقة الحاكمة. ان ادعاء ان التاج الملكي منفصل عن السياسة وحتى مصالح الرأسماليين هو وهم صرف.



ان حيادية التاج الملكي بين الأحزاب التي تتنافس على السلطة هو لان هذه الأحزاب كلها تمثل بشكل مقبول مصالح الطبقة الحاكمة.



اذ هناك الكثير من الأمثلة حيث تم استخدام السلطة الملكية من قبل الطبقة الحاكمة للتلاعب بنتائج الانتخابات البرجوازية والوقوف ضد أي تغيير في الوضع الراهن. هنا لا نتحدث فقط عن دول مثل تايلند والأردن، بل عن دول مثل استراليا وكندا وهولندا.



قامت البرجوازية في استراليا باستخدام الحاكم العام الذي يمثل التاج الملكي ضد حكومة لا تخدم مصالح البرجوازية. اذ قام بإزالة رئيس وزراء حزب العمال في عام 1975، وايتلام، وإعطاء السلطة للحزب الليبرالي على الرغم من كونه اقلية.



واستخدمت السطات الملكية بالضد من العملية البرلمانية في كندا في عام 1926 عندما قام الحاكم العام بينغ برفض طلب رئيس الوزراء ماكينزي بحل البرلمان واجراء انتخابات وبدلا من ذلك قام بإعطاء السلطة الى حزب المحافظين.



واستخدمت الملكية في هولندا في أواخر 1918 بعد نهاية الحرب العالمية الأولى بعد اضطرابات كبيرة في البلاد وتصاعد نضال الطبقة العاملة وبروز مجالس الجنود تحت تأثير ثورة العمال في روسيا مثل باقي الدول الغربية لاتخاذ إجراءات منعت خروج الأوضاع من ايدي الطبقة الحاكمة.



وتعيش هذه الشريحة عالة على المجتمع، اذ خصصت للعائلة الملكية في 2020 ميزانية مقدراها 117 مليون جني إسترليني وقد قطعت هذه الميزانية من الضمان الاجتماعي والصحة والتعليم وغيرها من البرامج الاجتماعية من اجل المحافظة على وجود هذه المؤسسة الطفيلية وجعلها بشكل مستمر جزء من النظام السياسي والقانوني والدستوري للبلاد.



هذا ينطبق على المرجعيات في العراق. يجب ان ينظر لها كقوة احتياطية رجعية للإبقاء على الوضع الحالي الذي يديم نهب البرجوازية لخيرات المجتمع. ان أي نضال من اجل قلب الواقع الحالي الذي أصبح غير قابل للتحمل، يجب ان يجعل القضاء على هذه المؤسسات هدف أساسي له.



#توما_حميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا نهاية في الأفق لصراع القوى الرجعية في العراق!
- العراق والصراع مع -وباء- السرطان! الجزء الثاني والأخير
- العراق والصراع مع “وباء” السرطان! الجزء الاول
- التضخم: سلاح طبقي لإفقار العمال!
- حول زيارة بايدن الى الشرق الأوسط!
- مستجدات قضية جوليان أسانج!
- حول عمليات القتل الجماعي في أمريكا!
- منصور حكمت وعالم متعدد الأقطاب!
- أولويات النظام الرأسمالي والتحديات التي تواجه البشرية!
- أزمة الغذاء دليل آخر على وصول النظام الرأسمالي إلى طريق مسدو ...
- الصراع في أوكرانيا ومهمة الشيوعيين!
- العواقب الاقتصادية للحرب في أوكرانيا!
- بروز عالم متعدد الأقطاب: المخاطر والفرص!
- حرب اوكرانيا: حرب اخرى يخسرها الغرب!
- كيف ستعمق القضية الأوكرانية ازمة النظام الرأسمالي؟
- حول الصراع على أوكرانيا !
- ما المطلوب القيام به نحو التغيّر المناخي؟؟ بحث في تفاصيل الت ...
- مناقشة التقرير الأخير لهيئة الأمم المتحدة المعنية بتغير المن ...
- ماذا يقول تقرير هيئة الامم المتحدة المعنية بتغير المناخ حول ...
- حول تقرير هيئة الأمم المتحدة المعنية بتغير المناخ! بحث في تف ...


المزيد.....




- الناطق باسم نتنياهو يرد على تصريحات نائب قطري: لا تصدر عن وس ...
- تقرير: مصر تتعهد بالكف عن الاقتراض المباشر
- القضاء الفرنسي يصدر حكمه على رئيس حكومة سابق لتورطه في فضيحة ...
- بتكليف من بوتين.. مسؤولة روسية في الدوحة بعد حديث عن مفاوضات ...
- هروب خيول عسكرية في جميع أنحاء لندن
- العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز يدخل المستشفى التخص ...
- شاهد: نائب وزير الدفاع الروسي يمثل أمام المحكمة بتهمة الرشوة ...
- مقتل عائلة أوكرانية ونجاة طفل في السادسة من عمره بأعجوبة في ...
- الرئيس الألماني يختتم زيارته لتركيا بلقاء أردوغان
- شويغو: هذا العام لدينا ثلاث عمليات إطلاق جديدة لصاروخ -أنغار ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - توما حميد - المؤسسة الملكية هي الخندق الأخير للرجعية البرجوازية! حول وفاة الملكة اليزابيث الثانية.