أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - توما حميد - بروز عالم متعدد الأقطاب: المخاطر والفرص!















المزيد.....

بروز عالم متعدد الأقطاب: المخاطر والفرص!


توما حميد
كاتب وناشط سياسي


الحوار المتمدن-العدد: 7193 - 2022 / 3 / 17 - 15:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس هناك شك بأننا نشهد بروز عالم جديد، عالم متعدد الأقطاب، لا يكون الغرب بقيادة أمريكا هو القوة العظمى الوحيدة التي تتحكم بالعالم، بل ظهور اقطاب جديدة وخاصة قطب يتمركز حول الصين وروسيا يكون له مكانة أكبر في صياغة واقع واحداث العالم المعاصر. ولكن هذه الفترة الانتقالية لم تنتهِ بعد؛ بل سوف تسمر لسنوات وربما لعقد آخر. باتت هذه المرحلة الانتقالية التي تتمخض عن عالم متعدد الأقطاب أكثر وضوحا خاصة مع ازمة 2008 الاقتصادية التي أدت الى رسوخ مكانة الصين وتراجع مكانة أمريكا الاقتصادية. حيث شهدت هذه الفترة توقيع بين 138 الى 145 دولة مذكرة التفاهم مع الصين للتعاون ضمن مبادرة (الطريق والحزام*). وكانت هناك محطات أخرى مهمة من الناحية العسكرية ومنها حرب روسيا ضد جورجيا في 2008 وضم روسيا لشبه جزيرة القرم في 2014 وتدخل روسيا وحماية النظام السوري من السقوط نتيجة التدخل الغربي في 2015 إضافة الى اخفاق الغرب في مواجهة ازمة كورونا وانسحاب أمريكا من افغانستان.

يعد التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا محطة جديدة مهمة من محطات ترسيخ هذا العالم الجديد، والتي سوف تعجل من السرعة التي تتبين ملامحه خاصة إذا خرجت روسيا منتصرة. كما ان الرد الغربي وخاصة العقوبات بما فيها العقوبات على البنك المركزي الروسي، ومصادرة مدخرات هذا البنك المودعة في الغرب، ومصادرة املاك الرأسماليين من الاصول الروسية سوف تعجل من بروز هذا القطب. فمن جهة سوف يؤدي هذا العمل الى بروز هياكل مالية بديلة للهياكل المالية الغربية مثل نظام سويفت وحتى استخدام الدولار كالعملة الاحتياطية. ومن جهة أخرى سوف تجعل كل هذه الإجراءات الحكومات والرأسماليين من الدول الأخرى قلقين من إيداع او استثمار أموالهم في الغرب الامر الذي سيساهم في تراجع مكانة الغرب.
ليس هناك شك بان لروسيا قلق جدي مما يقوم به الغرب في أوكرانيا مثل الحديث عن عضوية أوكرانيا في الناتو واحتمال وضع الأسلحة الغربية في الأراضي الأوكرانية الامر الذي يجعل معظم المراكز السكانية الكبرى في روسيا مثل موسكو على بعد دقائق في حال اطلاق صواريخ الناتو باتجاهها، في وقت قامت أمريكا تحت إدارة ترامب بالانسحاب من معاهدة الصواريخ المتوسطة المدى، ودعم الغرب للقوى النازية الجديدة و الفاشية والقومية المتطرفة في أوكرانيا التي تعادي روسيا وحديث الكثير من الاستراتيجيين والساسة في الغرب عن الرغبة في بلقنة روسيا وتقسيمها الى ثلاث دول أو اكثر.
ولكن رغم ان بوتين وادارته الذين يمثلون التيار القومي في روسيا يسوّقون المخاوف، من التهديد الذي يشكله الناتو الى جانب اضطهاد حكومة أوكرانيا للأقلية من الأصول الروسية في شرق أوكرانيا، ولكن في الواقع فان للحرب الروسية دوافع استراتيجية كثيرة أخرى.

من المعروف ان قدرة روسيا للوصول الى البحر محدودة لأسباب جغرافية. تعتبر قاعدة سيفاستوبول في شبه جزية القرم قاعدة استراتيجية للأسطول البحري الروسي وهي قاعدة المياه الدافئة الوحيدة لروسيا عدا قاعدة (حميم) في سوريا. لقد سمحت معاهدة بين روسيا وأوكرانيا في عام 1997 لروسيا بالحفاظ على اسطولها في البحر الأسود عن طريق استئجار القاعدة في سيفاستوبول من الحكومة الأوكرانية، ولكن برز خطر ان لا تجدد أوكرانيا العقد في يوم من الأيام وقررت روسيا ضم شبة جزيرة القرم التي معظم سكانها هم من الناطقين باللغة الروسية في 2014 بعد سقوط حكومة يانوكوفيتش وصعود القوى اليمينية الموالية للغرب في أوكرانيا الى الحكم. قامت أوكرانيا بقطع امدادات المياه العذبة عن شبه جزيرة القرم من خلال بناء سد في منطقة خيرسون باوكرانيا على القناة التي كانت توفر معظم احتياجات شبه الجزيرة. ان احتلال الجزء الشرقي من أوكرانيا وربط شبه جزيرة القرم باليابسة وعدم الاعتماد على جسر لنقل الامدادات بما فيها المياه وابعاد القاعدة الروسية من خطر القوى اليمينية الاوكرانية هي كلها أسباب لشن الحرب. ولكن كل هذه الأسباب لا تفسر لماذا شنت الحرب الان في وقت ان روسيا لم تستنزف كل السبل الأخرى لتحقيق مطالبها العلنية لتفادي الحرب، مثل طرح مسالة الاضطهاد ضد سكان منطقة دونباس وعدم التزام أوكرانيا باتفاقية مينسك في مجلس الامن، وحشد الدعم العالمي لقضيتها حول توسع الناتو.
ان ما يفسر توقيت الحرب وشن الحرب الآن هي معادلات العالم الجديد الذي هو بصدد البروز. فخطر الناتو والغرب لم يكن قد أوشك ولم يكن بالمستوى الذي يبرر شن الحرب على أوكرانيا الان واوكرنيا جددت عقد ايجار قاعدة سيفاستوبول.
فالسبب الأساسي للتوقيت هو ان روسيا، بغض النظر عن مدى صحة رؤيتها، وجدت بان الفرصة مناسبة لفرض تراجع على القطب الغربي. اذ اعتقدوا بان روسيا وخاصة مع وجود الصين سوف تتمكن من تحمل العقوبات الاقتصادية الغربية، كما ان الوقت مناسب لان ليس هناك شهية في أمريكا للتورط في الحرب نتيجة خروجها خاسرة من الحرب في العراق وأفغانستان، ونتيجة الوضع الاقتصادي في أمريكا ونسبة التضخم الكبيرة إضافة الى كون الاقتصاد العالمي على حافة ازمة اقتصادية نتيجة كورونا، مما يحد من قدرة الاقتصاد العالمي والغربي من تحمل عواقب عقوبات طويلة الامد على روسيا او حتى إطالة امد الحرب.
سوف تكون السنوات القادمة خطرة وسوف تشهد الكثير من المواجهات بالوكالة بين الأقطاب الرأسمالية. لقد قام الغرب من قبل، بحشد عشرات الالاف من الجهاديين في سوريا للقتال ضد نظام بشار الأسد وحلفائه وهي العملية التي أدت الى بروز داعش كقوى عسكرية وتدمير الكثير من المدن في سوريا والعراق وتسببت في موت الاف ومآسي انسانية لا تحصى. يقوم الغرب الان بنفس الشي في أوكرانيا. اذ يتم نقل اعداد كبيرة من النازيين الجدد وعناصر اقصى اليمين والمرتزقة وحتى المجرمين من جميع انحاء دول الغرب الى أوكرانيا لمواجهة التدخل الروسي. وهناك تقارير بان الغرب يجلب الجهاديين الإسلاميين الى أوكرانيا. ان جمع قوى اقصى اليمين في أوكرانيا وتزويدهم بأحدث الأسلحة مثل صواريخ جافيل وستنغر سوف يكون لها عواقب وخيمة على أوكرانيا وربما على امن واستقرار اوروبا نفسها بغض النظر عن النتيجة التي ستنتهي اليها الحرب.
سوف لا تتورع جميع الأطراف وخاصة الغرب من اللجوء الى أقذر الوسائل للي أذرع الأقطاب المقابلة. ولكن لم يعد هذا حكر على السي آي أي والاستخبارات الدول الغربية الاخرى، ففي مجال تجنيد المرتزقة مثلا الذي أصبح جزء أساسي من الحرب في السنوات الأخيرة، لروسيا مرتزقة عملت في سوريا وتعمل في افريقيا. وتقوم روسيا باستخدام المرتزقة من الشرق الأوسط او القوات الشيشانية الموالية لقادروف في الحرب في أوكرانيا.
سيكون الوضع في ظل العالم الجديد وخاص في فترة مخاضه مختلف عن الوضع اثناء الحرب الباردة حيث كان هناك من جهة قطب يتحدث عن حق الشعوب في التحرر وعن المساواة الاجتماعية ومن جهة أخرى قطب يتحدث عن "الديمقراطية"، والحريات الفردية والتقدم والرفاه. لن يكون لأي قطب او طرف في ظل العالم الجديد أرضية أخلاقية عالية.
لقد فقد الغرب بالذات معظم الحجج حول افضلية نموذجه وامتلاكه قيم راقية. من جهة، يقوم الغرب بفرض العقوبات الاقتصادية الجماعية على الملايين من البشر نتيجة اعمال حكامهم. لقد بلغ استخدام الغرب لهذا السلاح درجة بحيث لم تعد لهم القدرة للتحكم بهذه العقوبات. لهذا، في حمية معقابة روسيا ومقاطعة نفطها، تقوم أمريكا بالتوسل الى فنزويلا وايران، بان يمدوا أمريكا والسوق العالمي بالنفط وهي الدول التي رزحت تحت الحصار لسنوات. بدورها طلبت فنزويلا من أمريكا بالاعتراف بحكومة مادورو كممثل شرعي لفنزويلا وتحرير كل الاموال الفنزويلية التي حجزت في أمريكيا وبريطانيا. من جهة أخرى تبين الازمة الأوكرانية الرغبة العارمة للطبقة الحاكمة في الغرب لسفك الدماء واطالة الحرب في أوكرانيا حتى إذا كان هذا يعني تحويل أوكرانيا الى رماد. لقد قام الغرب بإطالة امد الحرب في سوريا على حساب الجماهير في هذا البلد من اجل ارهاق روسيا ويقومون بنفس الشيء في أوكرانيا. ان إطالة امد الحرب في أوكرانيا دون وجود أي فرصة لهزيمة روسيا وانتصار أوكرانيا يعني التسبب بالمزيد من القتل والمعاناة والدمار.
كما ان معايير الغرب المزدوجة للتعامل مع الاحداث والوقائع لم تعد خافية على أحد. ففي الوقت الذي يفصح الغرب عن اعتراض وغضب وهياج ليس له حدود تجاه الحرب في أوكرانيا، لا يعير اهتمام يذكر لحروب أخرى أكثر قساوة وبربرية مثل حرب اليمين. وفي الوقت الذي تمنع شركة فيسبوك الكثير من المحتوى بحجة انها تحرض على العنف حتى عندما يكون هذا العنف ضد الجيش الإسرائيلي، تسمح هذه الشركة الان بنشر المشاركات في عدد كبير من الدول التي تدعو الى العنف ليس ضد الجيش الروسي فحسب، بل ضد القادة المدنيين في روسيا، بل الأكثر من ذلك تسمح بمدح النازيين في أوكرانيا، طالما يقاومون الجيش الروسي.
كما ان ادعاء الغرب حول الوقوف ضد الحرب في أوكرانيا لأنها تعتبر تجاوز على سيادة دولة لم تعد تقنع أحدا، ولهذا لا يجد سيرغي لافروف صعوبة في احراج مراسيلي وسائل الاعلام الغربية من خلال تذكيرهم بما قام به الغرب في اخر عشرين سنة في العراق وأفغانستان، وليبيا وسوريا واليمن. اذ تدعي امريكا بانها تدافع عن سيادة الدول في الوقت الذي تقوم به بالتجاوز على سيادة الدول بالجملة.
ويتم محاربة أي شخص في الغرب بمجرد كونه من خلفية روسية واعتباره عدو بغض النظر عن مدى توافقه مع سياسة بوتين، حيث وصل الامر الى الاعتداء على المطاعم التي تقدم الاكلات الروسية وطرد الطلاب الروس والامتناع عن معالجة المرضى من الأصول الروسية الخ.
وحيث تشتد ازمة كل النظام الرأسمالي تقوم الأنظمة الحاكمة في قلب الغرب باللجوء الى أقذر الوسائل القمعية مثل قمع حركة اصحاب السترات الصفر في فرنسا او إعلان الحكومة الكندية لحالة الطوارئ من اجل التعامل مع احتجاجات أصحاب الشاحنات الذين كانون يحتجون ضد القيود كوفيد-19 في وقت ان حالة الطواري يمكن تفعيلها في الأوضاع التي تهدد قدرة الحكومة لحماية سيادة وامن ووحدة الأراضي الكندية وعندما لا يمكن التعامل مع الوضع تحت أي قانون كندي اخر. وهكذا لجأت حكومة ترودو الى قمع المتظاهرين من خلال رشهم برذاذ الفلفل والقنابل الصوتية والغازات المسيلة للدموع والدخول في الشاحنات باي وسيلة كانت وتوقيف المتظاهرين بالجملة.
يسلك الغرب اليوم نفس الوسائل التي تسلكها الأنظمة البرجوازية القمعية بمصادرة حرية التعبير. اذ يتم اليوم بشكل واضح قمع الأصوات المعارضة وتلك التي تقدم رواية او وجهة نظر مختلفة عن التي تقدمها المؤسسة الحاكمة في الغرب. لقد كانت الرقابة غير المعلن عنها موجودة في الغرب لفترة طويلة، ولذلك لم يتجرأ الا قلة صغيرة من الصحفيين والكتاب والساسة من معارضة الحرب على العراق. لا يؤدي معارضة الرواية الحكومية بالضرورة الى السجن، بل يتم معاقبة المخالف، بألف طريقة وطريقة مثل التعرض للمقاطعة والسخرية والتشكيك بوطنيته وحتى التشكيك بسلامته العقلية وصولا الى فقدان الوظيفة مثل ما حدث مع مراسل نيويورك تايمز، كريس هيجز الذي غطى الكثير من الحروب مثل حرب يوغسلافيا وحرب العراق، او على الاقل عدم الحصول على الترقية. اليوم يعتبر أي شخص ينتقد دور الناتو والغرب عميل لروسيا وبوتين.
لقد اشتدت هذه الرقابة مع بروز شركات التكنلوجيا العملاقة مثل غوغل ويوتيوب ومايكروسوفت وفيسبوك وعملها الوثيق من المؤسسات الحكومة الامريكية. ودخلت طورا جديا مع وصول ترامب الى الحكم وبروز الجماعات اليمينية في أمريكا ومن ثم ظهور وباء كورونا. اذ تقوم هذه الشركات بمنع الاشخاص الذين لا يماشون الرواية الرسمية من المشاركة في النقاش عن طريق غلق حساباتهم او تجميدها مؤقتا او جعلها غير مرئية للأخرين من خلال استخدام خوارزميات للتوصية بمادة او إبعاد مواد أخرى او حرمان بعض أصحاب المحتوى من المال الذي يأتي من خلال عرض الإعلانات اثناء عرض المحتوى. وتؤدي هذه الرقابة الى رقابة على النفس بحيث يضطر الكثير من المعلقين والمحللين والنشطاء من تفادي الكثير من المواضيع واستخدام لغة مبطنة وتفادي استخدام كلمات معينة وبلغت قمة الرقابة اثناء الحرب الروسية -الأوكرانية.
عندما قامت وسائل التواصل الاجتماعي بمنع الشخصية اليمينية، الكيس جونس بسبب أفكاره الرجعية اليمينية، كانت بداية الرقابة على كل الأفكار المخالفة والتي لا تتماشى مع مصالح الشركات الاحتكارية والدولة التي تمثلهم. واليوم تستخدم بشكل واسع ضد الأصوات التقديمة. وقد اثرت هذه الرقابة على عدد كبير من الفعالين من اليمين واليسار. وقد توسعت الرقابة خلال الحرب الأوكرانية لتشمل وسائل الاعلام الروسية في الغرب مثل قناة ار تي وراديو سبوتنيك. وتقوم وسائل التواصل الاجتماعي أيضا بمنع كل المحتوى الروسي حتى إذا كان محتوى عن الطبخ او الفن او الموسيقى او اللغة. وقد تم وسم الحسابات الشخصية للصحفيين الذين عملوا لصالح أر تي مثل افشين رتانسي وريجشل بلفنز وكاليب موبين وغيرهم كحسابات مرتبطة بروسيا. يتم كل هذا تحت حجة ان هذه الوسائل تنشر المعلومات المضللة في حين ان الحكومات الغربية ووسائل الاعلام الغربية هي أكبر مصدر للمعلومات المضللة. لا يمر يوم لا تقوم هذه الحكومات بنشر الاخبار المضللة، بل قلما تنشر شيء لم يكن مضللاً. ولكن حوادث مثل الادعاءات حول امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل او الهجوم المدبر بالانثراكس على الأراضي الامريكية الذي حدث في اقاب سبتمبر 11 / 2001 والتي القيت مسؤوليته في البداية على عاتق النظام العراقي، او الادعاءات حول قيام النظام السوري بالهجوم بالأسلحة الكيميائية في دوما او وصف جند الإسلام وجبهة النصرة بالمعارضة المعتدلة، او اتهام الحكومة الكندية للمتظاهرين من أصحاب الشاحنات بالعنصرية هي شواخص بارزة في حملة الغرب التضليلية والتي لا تعرف الهوادة.
بات الاعلام في أمريكا خاصة في وقت الحرب بوقا للدعاية، حيث يردد كل الدعاية التي تطلقها مؤسسات الدولة وخاصة البنتاغون والسي آي أي. ففي قلب الدول الغربية ليس للمواطن الحق للتطلع لطيف واسع من وجهات النظر ومن ثم القرار بنفسه أي من وجهات النظر هي مقنعة أكثر واقرب الى الواقع، بل يتم صياغة الحقيقة من خلال الرقابة من قبل الحكومة او شركات التكنلوجيا. يتم منع الاصوات المخالفة والتقليص والتحكم بحدود ومساحة النقاش بشكل يومي حيث تمنع وتقاطع الأصوات المخالفة التي تتجرأ بالحديث عن الازمة المناخية او عدم عدالة الحروب الامريكية او الاشتراكية الخ. يعملون ليلا ونهارا من اجل السيطرة على تفكير وافعال الملايين والتحكم النفسي بهم لتوجيه عواطفهم للخوف من الاخرين او الحقد عليهم او الشعور بالضعف واليأس الخ. أذ تعمل الماكنة الإعلامية الغربية بشكل منسق كصوت واحد لصياغة عواطف وتفكير الجماهير. ويتمكن هذا الهجوم الإعلامي والدعائي الذي تقوم به الطبقة الحاكمة في الغرب اثناء الاحداث الكبيرة من شل التفكير النقدي للإنسان في الغرب وحشد عواطفه بالاتجاه الذي يخدم الحكومات.
اما فيما يخص الأقطاب المقابلة وخاصة القطب الروسي-الصيني فان التوقعات حول حرية الانسان وحرية التعبير ومقدار التضليل هي أسوء من الغرب.
وستشهد المرحلة القادمة صعود قوى يمينية في منتهى الرجعية بما فيها قوى النازية الجديدة والقوى الفاشية مثل القوى القومية والاثنية في أوكرانيا وكل انحاء اوروبا وامريكا وألمانيا والهند وروسيا والبرازيل والجماعات الإسلامية في الشرق الأوسط وشمال افريقيا والتي ستحاول الى جانب إثارة الحرب، مثل الحرب الحالية الى دق إسفين بين الطبقة العاملة في مختلف البلدان.
ومع هذا سوف يفسح الوضع الجديد مساحة امام بروز قوى تقدمية واشتراكية وشيوعية حيث ستكون يد الأقطاب المختلفة في بعض الأحيان قصيرة لقمع هذه القوى نتيجة الخلافات بينها وتناقضاتها الداخلية. كما ان الازمة الاقتصادية العميقة التي هي في الأفق قد تدفع الطبقة العاملة للدخول الى ساحة الصراع والتوجه نحو البدائل الراديكالية.
ان مواجهة الوضع الذي سيجلبه العالم الجديد هو بناء جبهة واسعة لفضح كل ممارسات الأنظمة الرأسمالية والتصدي للقوى اليمينية الرجعية التي تعتبر قوى السيناريو الأسود في كل مكان والعمل على وحدة الطبقة العاملة وتسليحها بأفق اشتراكي منفصل عن افاق كل القوى البرجوازية.



#توما_حميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب اوكرانيا: حرب اخرى يخسرها الغرب!
- كيف ستعمق القضية الأوكرانية ازمة النظام الرأسمالي؟
- حول الصراع على أوكرانيا !
- ما المطلوب القيام به نحو التغيّر المناخي؟؟ بحث في تفاصيل الت ...
- مناقشة التقرير الأخير لهيئة الأمم المتحدة المعنية بتغير المن ...
- ماذا يقول تقرير هيئة الامم المتحدة المعنية بتغير المناخ حول ...
- حول تقرير هيئة الأمم المتحدة المعنية بتغير المناخ! بحث في تف ...
- التغيّر المناخي قضية طبقية! بحث في تفاصيل التغير المناخي، ال ...
- كيف تعاملت الرأسمالية مع التغير المناخي ؟ بحث في تفاصيل التغ ...
- لماذا فشلت الرأسمالية في مواجهة التغير المناخي؟ بحث في تفاصي ...
- حول الهزيمة الأمريكية في أفغانستان ووصول طالبان إلى الحكم!
- خطورة أقصى اليمين البرجوازي على البشرية!
- ليس بالإمكان إخضاع البشرية!
- الرأسمالية والفقر!
- -السر وراء الاعتذار الأوربي لأفريقيا!-
- حول اعمال القتل الجماعية ضد الفلسطينيين وسبيل حل الواقعي!
- خذوا اللقاح ضد كوفيد-19!
- ابقوا النقاش سياسياً! (رد على مقال عبد الحسين سلمان وبعض الت ...
- الصيام الإسلامي والعلم!
- رزكار عقراوي والدوران في مرحلة -المكارثية-!


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - توما حميد - بروز عالم متعدد الأقطاب: المخاطر والفرص!