أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - تاج السر عثمان - وهم تسليم السلطة للمدنيين















المزيد.....

وهم تسليم السلطة للمدنيين


تاج السر عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 7375 - 2022 / 9 / 18 - 12:49
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


1
واهم من يصدق حديث البرهان وحميدتي بتسليم السلطة طوعا للمدنيين، فالسلطة الانقلابية متورطة في جرائم ضد الانسانية وابادة جماعية ، سوق تظل متشبثة بها حتى اقتلاعها اقتلاعا من تربة الوطن ، فضلا عن مصالح طبقية تشدها للتمسك بالسلطة حتى الموت ، كما في شركات الجيش والأمن والشرطة والدعم السريع ، وشركات الراسمالية الطفيلية الإسلاموية والجديدة الصاعدة من حركات جوبا وغيرها الداعمة للانقلاب الدموي.
أشرنا سابقا الي خطاب فولكر أمام مجلس الأمن الذي اعطي معلومة مضللة لمجلس الأمن عندما ذكر أن مشروع الاطار الدستوري الذي عُرض علي الآلية الثلاثية ورد من نقابة المحامين ، علما بأن اللجنة التسييرية لنقابة المحامين لاتمثل مجموع المحامين في اعدادها للاعلان الدستوري، والواقع أن مقترح الاعلان تم فرضه من الخارج في غياب جماهير شعبنا ، لتمرير التسوية التي تعيد إنتاج الشراكة مع العسكر تحت اسم مجلس الأمن والدفاع ، والاعتراف بالدعم السريع مع حديث في الإعلان الدستوري عن دمجه في الجيش ، والابقاء علي انفاق جوبا الذي تحول لمحاصصات ، وفشل في وقف الحرب والعنف القبلي الذي اشتد بعد الاتفاق وبعد انقلاب 25 أكتوبر 2021 الذي شاركت فيه حركات جوبا.
كما جاء في الأخبار زيارة حميدتي للامارات التي استغرقت (36 ساعة) بعدها عادت الإمارات الي الآلية الرباعية، بهدف الاسراع في عملية التسوية.
بعد ذلك تم اجتماع لحميدتي مع البرهان أقر بتولي المدنيين اختيار رئيس مجلس السيادة والوزراء منهم ، والتزم بخروج المؤسسة العسكرية من العمل السياسي والانصراف تماما لمهامها المنصوص عليها في الدستور.
2
تزامنت مع تلك الخطوات تهديد العقيد الحوري بساعة الصفر لانقلاب عسكري ، وفك حسابات (152) لشركات وأفراد من النظام المدحور ، وقبلها تم فك حسابات (150) منهم ، فضلا عن عودة نشاط منظمة الدعوة الإسلامية، واحكام قبضة التمكين في الخدمة المدنية والقضائية والنيابة والعسكرية، كما هو جاري من الاعفاءات الجارية حاليا في الجيش والخدمة المدنية، وكلها خطوات تصب في الهيمنةعلي جهاز الدولة ليسهل التزوير في الانتخابات المتوقعة في نهاية الفترة الانتقالية.
من الجانب الآخر تتسارع الخطوات لنهب ثروات البلاد في ظل الحكومة الانقلابية غير الشرعية، كما في المؤتمر الصحفي الذي عقده وزير المالية جبريل إبراهيم الذي أكد علي الشراكة مع العسكر لمواصلة القمع والفساد ونهب ثروات البلاد ، واوضح فيه العرض الإماراتي لبناء ميناء علي ساحل البحر الأحمر في منطقة ابوعمامة علي بعد(230) كلم من ميناء بورتسودان ، يضم المشروع : منطقة صناعية ومنطقة سياحية ، ومشروع زراعي بمنطقة ابوحمد شمال السودان بمساحة ( 500 الف) فدان ، وتشييد طريق للربط بين الميناء والمشروع الزراعي.
هذا اضافة للوفد الروسي للتنقيب عن الذهب في حلفا شمال برفقة مبارك اردول ، وما تم التوصل اليه من اتفاق مع الروس حول التنقيب عن الذهب وغيره في زيارة وزير المعادن الأخير محمد بشير ابونمو مع اردول ، كل تلك المشاريع مرفوضة من جماهير شعبنا في الشرق والشمال وغيرهما ، في ظل السلطة الانقلابية غير الشرعية التي لا تملك الحق في ابرام اتفاقات كهذه في غياب المؤسسات الشرعية الدستورية ، اضافة لزيادة النهم لنهب ثروات البلاد ، مع اهتزاز الأرض الانقلاب تحت ضربات المقاومة المستمرة.
من جهه أخري صرح الرئيس الاسرائيلي أنه متفائل بتقدم المفاوضات مع السودان للوصول الي اتفاق تطبيع كامل ، فرغم إعلان الفريق البرهان التوصل لتفاهمات مع اسرائيل في سبتمبر 2020 ، مقابل رفع السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب ، فانه لم يصل حتى الآن الي اتفاق كامل مع اسرائيل.
لتحقيق كل الأهداف اعلاه في تصفية الثورة بالتسوية التي تخلق استقرارا لنهب ثروات البلاد ، وقيام الميناء الإماراتي، وهدف ابعاد أمريكا وحلفاؤها العسكر من التقارب مع روسيا والصين في الصراع الدولي المحتدم من أجل نهب ثروات السودان وافريقيا ، و من أجل تعزيزالوجود العسكري علي ساحل البحر الأحمر، واستكمال التطبيع مع الكيان العنصري الصهيوني الذي تقف خلفه الإمارات التي عادت مرة أخري للرباعية، والاسراع في انجاز الشراكة علي أساس الإعلان الدستوري المقدم من الآلية الثلاثية عبر اللجنة التسييرية لنقابة المحامين الذي فصلته علي مقاس التسوية التي تعيد إنتاج الوثيقة الدستورية "المعيبة" التي انقلب عليها العسكر.
3
أما حديث البرهان وحميدتي بتكوين حكومة مدنية ورئيس مجلس سيادة ورئيس وزراء مدني ، في ظل الشراكة الجديدة المقترحة في الإعلان الدستوري، فهو يتعارض مع المصالح الطبقية التي ما قام انقلاب اللجنة الأمنية في 11 ابريل وامتداده في 25 أكتوبر 2021 ، الا للدفاع عنها ، كما رشح عن شروط الانسحاب مثل: أن تكون الاتصالات في يد وزارة الدفاع والخارجية في بنك السودان يد المكون العسكري ، ، مما يعني تجريد الحكومة المدنية من قوتها الاقتصادية الفاعلة ، ويجعلها تدور في حلقة مفرغة تحت ظل هيمنة العسكر باسم مجلس الأمن والدفاع.
معروف أن مصالح شركات الجيش والجنجويد والرأسمالية الطفيلية الإسلاموية والجديدة، ترتبط بالمحاور الخارجية مثل محور ( السعودية- الإمارات – مصر) بتصدير القوات السودانية لحرب اليمن التي تتعارض مع احترام استقلال وسيادة الدول الأخري ، وتصدير تلك الشركات المحاصيل النقدية لمصر والماشية ، والذهب القذر الملوث بدماء ضحايا الابادة الجماعية في مناطق التعدين واستخدام المواد الضار بالبيئة في استخراجه ( السيانيد ، الزئبق.الخ) الي الإمارات ( علي سبيل المثال بلغ صادر الذهب للامارات العام 2020 حوالي 16 مليار دولار)، كما تدعم الإمارات مليشيات الدعم السريع بالاسلحة لنهب ثروات البلاد وأراضيها لمصلحة استثمارتها مع الدول الخليجية الأخري ، والتي تصل عقودها الي 99 عاما ، فضلا عن استنزاف المياه الجوفية ، وعدم تعمير مناطق الاستثمارات ، ونسب عائدها الضئيل للدولة ، بالتالي عاد السودان لعهد الاحتلال التركي المصري عام 1821م بهدف الرجال ( العبيد ) والمال ( الذهب) واستنزاف موارد البلاد الزراعية واراضيها وتصدير الأرباح لتلك الدول مع افقار شعب السودان وحكمه بالحديد والقمع والنار والمزيد من الضرائب والجبايات، و ابادة السكان الاصليين كما يجري في دارفور حاليا ( أحداث جبل مون، منواشي، معسكر كرنديق، جنوب كردفان، و جنوب النيل الأزرق ، وغرب كردفان الأخيرة. الخ) بهدف نهب اراضيهم أو حواكيرهم وثرواتهم الحيوانية والاستيلاء علي مناطق التعدين كما حدث في جبل عامر، ويحدث حاليا في جبل مون وغيره الغني بالذهب والمعادن الأخري.
3
يتم نهب ثروات البلاد في ظروف تعاني منها البلاد من كوارث الفيضانات والسيول ، وشبح الجاعة ، وارتفاع الأسعار وشح الجازولين وارتفاع اسعاره وتدهور الإنتاج الزراعي والصناعي و خدمات المياه والكهرباء ، وتدهور الخدمات الصحية والتعليمية والبيئة . الخ. ، فيتم تهريب ذهب السودان كما الأمثلة التالية :
- في تهريب الذهب كشف وزير المعادن السابق موسي كرامة بأن المنتج من الذهب 250 طنا سنويا تُهرب منها 200 طنا سنويا (الشرق الأوسط: 11 يناير 2020م) ، أي أكثر من 70% من إنتاج الذهب في السودان يتم تهريبه.
هذا اضافة لما كشفه تحقيق قناة ال (سي.ان.ان) الأخير عن تهريب الذهب لروسيا الذي بلغ عائده 13 مليار دولار..
كما كشفت صحيفة الغارديان البريطانية أن قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي تسيطر على مناجم عدة للذهب في دارفور ومناطق سودانية أخرى، مشيرة إلى دور إماراتي في استيراد هذا الذهب مما يزيد من نفوذ حميدتي ومليشياته ( رويترز : 11/ 2/ 2020).
وبحسب التحقيق الصحفي، فإن الإمارات هي أكبر مستورد للذهب السوداني في العالم، إذ استوردت 99.2% من الصادرات، وفقا لبيانات التجارة العالمية لعام 2018.
ولفتت الغارديان في هذا السياق إلى تعاقد الإمارات أيضا مع قوات الدعم السريع للقتال في اليمن وليبيا، حيث قدمت الأموال إلى تلك القوات.
ويجدر بالذكر أن رويترز نشرت في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني تقريرا يكشف عن دور حميدتي وعائلته في السيطرة على الذهب، وقالت إن شركة الجنيد تتجاوز قواعد البنك المركزي لتصدير الذهب وتبيعه للبنك المركزي نفسه بسعر تفضيلي ( المصدر غارديان).
– اضافة لاستمرار انتهاك السيادة الوطنية كما في توقيع الخرطوم والقاهرة بروتوكولا للتعاون في الصناعات الدفاعية والأمنية (الراكوبة: 2 /12/ 2021) مما يعني كشف اسرار البلاد العسكرية واستباحة البلاد في ظل احتلال مصر لحلايب وشلاتين وابورماد.
كما جاء في الأنباء أن البرهان منح الدعم السريع نسبة 30% من منظومة الصناعات الحربية ، علما بأن الدعم السريع مرتبط كما اشرنا سابقا بالامارات والسعودية، مما يعني التفريط في السيادة الوطنية واسرار الجيش السوداني.
4
تلك هي المصالح الطبقية لتلك الدول للحفاظ علي الحكم العسكري في السودان لتأمينها، كما في التدخل لفرض "الوثيقة الدستورية المعيبة" التي كرّست هيمنة العسكر ، وقننت الدعم السريع دستوريا، والافلات من العقاب بتجاهل مجزرة فض الاعتصام،وتسليم البشير للجنائية ، وكانت ايضا وراء انقلاب 25 أكتوبر،
وتحاول تكرار ذلك بالاعلان الدستوري المقدم من اللجنة التسييرية لنقابة المحامين لإعادة إنتاج الشراكة الفاشلة والانقلاب العسكري من جديد، واستمرار هيمنة العسكر علي مفاصل الاقتصاد والأمن والدفاع والعلاقات الخارجية وبنك السودان والانصالات، والإعلام ،مع وجود شكلي لسلطة مدنية لا حول لها ولاقوة، وهذا ما ترفضه قوى الثورة ، والتي تمضي قدما في المزيد من التنظيم وانتزاع التقابات والتحالفات القاعدية وتوحيد المواثيق ، والمذكرات والعرائض ، والمقاومة بمختلف الاشكال كما هو جارى الآن في الاضرابات والوقفات الاحتجاجية والاعتصامات والمواكب والمليونيات حنى الانتفاضة الشعبية الشاملة والاضراب السياسي العام والعصيان المدني لاسقاط الانقلاب وانتزاع الحكم المدني الديمقراطي، وحماية ثروات البلاد ، والسيادة الوطنية وقيام علاقات خارجية متوازنة مع كل دول العالم بعيدا عن المحاور والاحلاف العسكرية وقيام القواعد العسكرية علي اراضي البلاد، وحماية موانئ البلاد...



#تاج_السر_عثمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احاطة فوكلر وساعة الصفر للحوري
- تجربة انقسام سبتمبر 1970 في الحزب الشيوعي السوداني
- اعلان دستوري في غياب الشعب!!
- تفاقم الأزمة واتساع موجة الاضرابات
- نحو أساس متين لوحدة قوى الثورة (2) والأخيرة
- نحو اساس متين لوحدة قوى الثورة
- ذكرى هبة سبتمبر وتصاعد المقاومة للانقلاب
- كارثة اتفاق جوبا
- استمرار القمع وتجدد الحرب بالنيل الأزرق
- تسارع التسوية لنهب ثروات السودان
- الذكرى الثالثة للوثيقة الدستورية
- معركة انتخابات الصحفيين وانتزاع الحريات
- وحدة وديمقراطية واستقلالية الحركة النقابية
- وحدة وديمقراطية واستقلالية العمل النقابي
- سلاح الاضراب والعصيان لاسقاط الانقلاب
- ثم ماذا بعد مسرحية المبادرات العبثية؟
- الذكرى السادسة والسبعون لتأسيس الحزب الشيوعي السوداني (2) وا ...
- الذكرى السادسة والسبعون لتأسيس الحزب الشيوعي السوداني
- الذكرى الخامسة لرحيل المناضلة فاطمة أحمد إبراهيم
- إعلان دستوري لشراكة دم جديدة!!


المزيد.....




- قول في الثقافة والمثقف
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 550
- بيان اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي العمالي
- نظرة مختلفة للشيوعية: حديث مع الخبير الاقتصادي الياباني سايت ...
- هكذا علقت الفصائل الفلسطينية في لبنان على مهاجمة إيران إسرائ ...
- طريق الشعب.. تحديات جمة.. والحل بالتخلي عن المحاصصة
- عز الدين أباسيدي// معركة الفلاحين -منطقة صفرو-الواثة: انقلاب ...
- النيجر: آلاف المتظاهرين يخرجون إلى شوارع نيامي للمطالبة برحي ...
- تيسير خالد : قرية المغير شاهد على وحشية وبربرية ميليشيات بن ...
- على طريقة البوعزيزي.. وفاة شاب تونسي في القيروان


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - تاج السر عثمان - وهم تسليم السلطة للمدنيين