أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - تاج السر عثمان - وحدة وديمقراطية واستقلالية العمل النقابي















المزيد.....

وحدة وديمقراطية واستقلالية العمل النقابي


تاج السر عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 7351 - 2022 / 8 / 25 - 14:10
المحور: حقوق الانسان
    


1
بينما يمارس الصحفيون حقهم المشروع في ديمقراطية واستقلالية العمل النقابي بانتزاع نقابتهم المستمدة من قواعدهم ، عبثا تحاول عناصر النظام المدحور تعطيل هذا الحق المشروع، بدءا من الهجوم علي الجمعية العمومية للصحفيين الذي تم دحره، والطعن في اجراءات تكوين النقابة لدي المسجل ، الذي ايده المسجل باعتبارها غير مشروعة وفقا لقانون نقابة المنشأة 2010 ،علما بأن تاسيس نقابة الصحفيين استند علي المادة (87) من الحقوق المدنية في ميدان حقوق الانسان الذي صادق عليه السودان في مارس 2020. والذي ينص علي حرية التنظيم في النقابات ، وتم اخطار المسجل من اللجنة التمهيدية حيال انعقاد الجمعية العمومية في 23 يوليو 2020.
بعد ثورة ديسمبر 2018 ، كان ومازال ملحا انتزاع النقابات بتحقيق الآتي:
- عقد الجمعيات العمومية لانتخاب لجان التسير من أجل استرداد النقابات .
- الغاء قانون النقابات 2010 " المنشأة" ، وتكوين نقابة الفئة، و الغاء قانون الاتحادات المهنية 2004.
- سحب الثقة من نقابات المنشأة ، واعتماد لجان التسيير علي أساس الفئة ، واستلام الأصول.
و يصبح المطلوب حاليا رغم الانقلاب الدموي في 25 أكتوبر، وتراجع" قوى الحرية والتغيير" في اجازة القانون الموحد لنقابة الفئة ، وتدخل لجنة التمكين في لجان التسيير، مواصلة عقد الجمعيات العمومية وتطوير لجان التسيير ، وتكوين اللجان التمهيدية، والسير قدما لانتزاع النقابات.
2
فمع النهوض الحالي لحركة العاملين بأجر من أجل تحسين اوضاعهم الاقتصادية والمعيشية والمهنية ، وتحسين بيئة العمل وتوجههم لانتزاع تنظيماتهم النقابية ، اصبح ملحا استلهام تجارب الحركة النقابية السودانية الغنية والمتنوعة في النضال من أجل وحدة و ديمقراطية واستقلالية الحركة النقابية، باعتبار ذلك الضمان لتحقيق مطالبها وأهدافها.
فمنذ العام 1946 بدأت الحركة النقابية السودانية في التوجه لتكوين نقابة عمال السكة الحديد التي بدأت ارهاصات تكوينها بقيام نادي العمال وقبله نادي خريجي المدارس الصناعية ،وبنهوض العمال وتكوين " هيئة شؤون العمال"، واضرابهم من أجل انتزاع النقابة، وتكوين النقابات في الخرطوم بحري " الوابورات والمخازن والمهمات والنقل الميكانيكي.الخ، واصرت علي تكوين تقابتها المستقلة المستمدة من الجمعيات العمومية للعاملين ، وعارضت تدخل الإدارة البريطانية واهدافها لتفتيت وحدتها بمحاولة تكوين صيغة " لجان العمل" التي تفتت وحدة العمال وتفرغ نضالهم ومطالبهم من محتواه، والتي اقترحتها الإدارة البريطانية، وقُدم البديل " النقابة.
كما تم تكوين مؤتمر العمال في فبراير 1948 في عطبرة ، وتكوين اتحاد العمال 1950. ".
وكانت اضرابات "هيئة شؤون العمال" حتى تمّ انتزاع قانون نقابات " العمل والعمال لسنة 1948 " الذي اعترف بتكوين النقابات. ، نلاحظ هنا أن تكوين النقابة استمد شرعيته من جماهير العاملين، وليس من السلطة ، و كان سابقا لقانون 1948، وبعد ذلك تكونت النقابات والاتحادات للمعلمين ،العمال ،الطلاب ،المزارعين ، الموظفين ، البياطرة ، الزراعيين ،الاطباء ،المهنيين ، والصحفيين. الخ .
3
كما ربطت الحركة النقابية مطالبها بالقضايا السياسية والوطنية العامة، ولعبت الحركة النقابية دورا كبيرا في الاستقلال واسقاط الأنظمة الديكتاتورية وقوانينها النقابية التي حاولت أن تكبل بها الحركة النقابية مثل:
- قانون 1960 أيان ديكتاتورية عبود حنى تم اسقاطه بعد ثورة اكتوبر 1964. وكان من منجزات ثورة أكتوبر 1964 الغاء قانون 1960 ، وأعيد العمل بقانون 1948 متضمنا تعديل المادة (30) التي اصبحت تعطي الحق لكل نقابتين أن تكون اتحادا، وتسجل اتحاد العمال وفقا لهذا المادة.
- قوانين ديكتاتورية مايو التي صادرت حرية العمل النقابي مثل: قانون 1971 ، وقانون 1972، وقانون 1977، حنى تم اسقاطها بعد انتفاضة أبريل 1985، وتم انتزاع قانون 1987 الذي شارك فيه النقابيون.
- بعد انقلاب الانقاذ في يونيو 1989 قاوم العاملون والتقابيون مصادرة حرية العمل النقابي وجعل عقوبة الاضراب في الأيام الأولي الإعدام !!، كما في قوانين 1992، وتكوين نقابة المنشأة 2010 لاضعاف العمل النقابي ، واستمرت المقاومة حتى قيام ثورة ديسمبر التي اسقطت رأس النظام ، وما زال النضال مستمرا من أجل الغاء قانون نقابة المنشأة وكل القوانين المقيدة للحريات التي تتعارض مع حقوق الانسان و المواثيق الدولية، ومن أجل إجازة القانون الموحد لنقابة الفئة الذي يؤكد وحدة و ديمقراطية واستقلالية الحركة النقابية..
4
منذ لحظة التكوين النقابي في اربعينيات القرن الماضي، ترسخت وحدة ديمقراطية واستقلالية الحركة النقابية ، بالاصرار علي اشراك قواعد النقابات والجمعيات العمومية في اتخاذ القرار ، وتكوين النقابات من القواعد الي القمة.
كما استمر نضال العاملين والنقابيين ضد قانون 1948 الذي لم ينص علي حق الاضراب ، وتعيين الحاكم العام لمسجل النقابات، وطالب بأن يكون مسجل النقابات من الهيئة القضائية، إضافة الي أنه لم يعترف باتحاد العمال.
في 21 مارس 1949 اعترفت الحكومة ب " مؤتمر العمال" وتقرر التفاوض مع الحكومة ، وتمّ تعديل المادة ( 7 ش) ، وكان التعديل يقضى بأن يكون مسجل النقابات من قضاة الدرجة الأولي ، تعينه الهيئة القضائية ، وبعد ذلك تمّ تسجبل النقابات، وكانت نقابة الأطباء أول نقابة يتم تسجيلها.
من ايجابيات قانون 1948 أنه أعطى كل عشرة من العاملين تكوين نقابة، من المفارقات أن الحكومات ما بعد الاستقلال تراجعت عن ذلك !!!، مما يخدم أصحاب العمل من الرأسماليين، ويقيد حق العاملين في التنظيم النقابي والدفاع عن حقوقهم.
كانت تجربة الحركة النقابية السودانية عميقة في انتزاع ديمقراطية واستقلالية وحرية العمل النقابي، وحق الاضراب ،وكانت سابقة للمواثيق الدولية حول العمل النقابي التي جاءت لتعزز تجربة الحركة النقابية السودانية مثل:
- الاتفاقية رقم (87) لسنة 1948.
- الاتفاق رقم (98) لسنة 1949.
- الاتفاقية العربية رقم (8) لعام 1977 بشأن الحريات النقابية، والاتفاقية الدولية بشأن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي أجازتها الأمم المتحدة في ديسمبر 1966.
أكدت هذه الوثائق علي الحريات النقابية وعدم تدخل الدولة فيها وحق التنظيم وتكوين النقابات والاتحادات ، والمفاوضات الجماعية، والحريات والحقوق النقابية ،وحق الاضراب.الخ.
5
نتيجة لتراكم التجربة السودانية في العمل النقابي ، تم التوصل الي شعار " لكل حزبه والنقابة للجميع "، باعتبار أن النقابة جبهة واسعة تدافع عن مصالح العاملين غض النظر عن منطلقاتهم الفكرية أو السياسية أو الدينية، فهي ليست منبرا حزبيا أو تابعة للدولة ، وتتخذ قراراتها بأغلبية عضويتها، مع ارتباط القاعدة بالقيادة بممارسة الديمقراطية داخل النقابة باصدار النشرات وعقد الجمعيات العمومية والندوات والمؤتمرات ومجالس الإدارات. الخ. .
وأخيرا، الصراع من أجل الحقوق السياسية والنقابية ، لا ينفصل عن مواصلة المقاومة لاسقاط الانقلاب الراهن الذي يتجه لإعادة النظام الشمولي البائد المعادي للحقوق السياسية النقابية الذي دحره شعبنا ، ويواصل نضاله من أجل التفكيك الكامل له ، وانتزاع الحكم المدني الديمقراطية الذي يكفل الحقوق السياسية والنقابية ، ويتم فيه الغاء القوانين المقيدة للحريات السياسية والنقابية.



#تاج_السر_عثمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلاح الاضراب والعصيان لاسقاط الانقلاب
- ثم ماذا بعد مسرحية المبادرات العبثية؟
- الذكرى السادسة والسبعون لتأسيس الحزب الشيوعي السوداني (2) وا ...
- الذكرى السادسة والسبعون لتأسيس الحزب الشيوعي السوداني
- الذكرى الخامسة لرحيل المناضلة فاطمة أحمد إبراهيم
- إعلان دستوري لشراكة دم جديدة!!
- اليقظة لمواجهة المبادرات الهادفة لتصفية الثورة
- الانقلاب والتفريط في السيادة الوطنية
- وُلد الانقلاب ميتا وفاشلا
- سيول بشرية هادرة صوب اسقاط الانقلاب
- ما الهدف من الهجوم علي الحزب الشيوعي (٢)..والاخيرة
- ما الهدف من الهجوم علي الحزب الشيوعي؟
- الإعلان الختامي لورشة قوي الحرية والتغيير
- زيادة اسعار المحروقات مزيد من الافقار
- خطاب حميدتي واتفاق جوبا
- التغيير الجذري لمفارقة غياهب التخلف
- حتى لا يكون التقييم تبريرا للأخطاء
- حول طبيعة ما حدث في 19 يوليو 1971م
- دورة لجنة مركزية في عاصفة لإرهاب
- اوسع مقاومة للعنصرية والانفلات الأمني


المزيد.....




- -الأونروا-: الحرب الإسرائيلية على غزة تسببت بمقتل 13750 طفلا ...
- آلاف الأردنيين يتظاهرون بمحيط السفارة الإسرائيلية تنديدا بال ...
- مشاهد لإعدام الاحتلال مدنيين فلسطينيين أثناء محاولتهم العودة ...
- محكمة العدل الدولية تصدر-إجراءات إضافية- ضد إسرائيل جراء الم ...
- انتقاد أممي لتقييد إسرائيل عمل الأونروا ودول تدفع مساهماتها ...
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بإدخال المساعدات لغزة دون معوقات
- نتنياهو يتعهد بإعادة كافة الجنود الأسرى في غزة
- إجراء خطير.. الأمم المتحدة تعلق على منع إسرائيل وصول مساعدات ...
- فيديو خاص: أرقام مرعبة حول المجاعة في غزة!!
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بفتح المعابر لدخول المساعدات إلى غز ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - تاج السر عثمان - وحدة وديمقراطية واستقلالية العمل النقابي