أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صافي صافي - تداخل الأجتاس الأدبية















المزيد.....

تداخل الأجتاس الأدبية


صافي صافي

الحوار المتمدن-العدد: 7372 - 2022 / 9 / 15 - 14:01
المحور: الادب والفن
    


ي
كتاب "إخطية" لإميل حبيبي الصادر عن دار الكرمل 1985، لم يسمه رواية، ولا يعترف بهذا المسمى كثيرون، بل يذهب البعض أنه لم يكتب رواية أصلاً، لكن هذا الكتاب/ الرواية (ورد في الدفتر الثالث) فيه الكثير مما يقال، فهو يبدأ بلغز الأوراق الأربع الملونة (الحمراء والخضراء، بنفس ألوان الإشارة الضوئية) والأبناء الثلاثة، ويسرح بنا "إميل" في الحدث المعاد من دفتر إلى آخر، والإشارة الضوئية، والتاريخ والتاريخ الشفوي والسيرة، والعمل السياسي، والأغاني والشعر والأمثال والاختصارات، والمنع والرفع، والحوار والقص، والحياة والموت، والشجر والحجر، والمكان والزمان، وكل شيء.
هل هذه ميزة "إميل"؟ هل هذه كتابة جديدة وقتها؟ هل يهم إن كانت رواية، بالتفرعات المبتعدة والمقتربة من حدث حل اللغز والإشارة الضوئية الحمراء والخضراء؟ هل يهم ذكر شخصيات متناثرة في الماضي القريب والبعيد، لا يربطها سوى لغز الأوراق الملونة و "قريد العيش" الفطين، و "ابريق الزيت"؟
لا أخفيكم أني أعيد قراءة هذا الكتاب مرارا وتكرارا، كلما وددت العيش في عالم الكتابة، ووددت أن أكون مثله، وأدعي أن لإميل نكهة خاصة، ووضع أسسا جديدة في الإبداع، يبحش في الماضي ويعود إلى الحاضر، يذهب بالخيال بعيداً، ويعود إلى الأرض وسروة وعبد الرحمن وحيفا، والكنزة الصوفية ووادي عبقر.
أليس إميل علامة من علامات الكتابة الإبداعية الفلسطينية والعربية ("ثلاث علامات في الرواية الفلسطينية"/ الاسوار 1985)؟ هل يهم أن يكون قد استلهم هذا النوع من الكتابة، أم كان صانعه؟ هل يستطيع أحد منا تجاوزه؟
يوسف القعيد في ثلاثيته "شكاوي المصري الفصيح" (دار الوحدة/1983) (نوم الأغنياء، والمزاد، وأرق الفقراء)، تتداخل الأمور، بين الكتابة والنشر وحدث بيع الأبناء، ولم يسمها رواية، وكذلك يفعل صنع الله إبراهيم في روايته المسماة كذلك "ذات"، التي تحتوي على جمع لإعلانات الجرائد وغيرها من الأخبار. فهل هي رواية بالمقاييس المتعارف عليها؟ وهل المتعارف عليه مقدس لهذه الدرجة؟
أما عبد الرحمن منيف السعودي العراقي الأردني، في أجزاءه الخمسة من مدن الملح (التيه، الأخدود، تقاسيم الليل والنهار، المنبت، بادية الظلمات)/ المؤسسة العربية للدراست والنشر/ (1984- ...) التي أطلقت عليها روايات، فيخلط بين تاريخ المكان والقادة والناس البدو في شبه الجزيرة العربية، ومراجعة الكتب كما كتاب الأمير/ ميكافيلي، بينما لا يسمي "سيرة مدينة"/1994 رواية، بينما هي سيرته في العاصمة عمان. فهل الخلط بين السيرة الذاتية يشوه العمل الفني الأدبي، ونستبعده من إطار الرواية؟ وهل كتاباتنا إلا سيرا ذاتية بالشكل الواسع للفن الأدبي، الواقعي منه والمتخيل في الماضي والحاضر؟
في أدبنا الفلسطيني، كتب عزت الغزاوي روايته "الحلاج يأتي في الليل"/ أوغاريت/ 2003، وفعل مثله كثيرون، منهم حديثاً الروائي حسن حميد "كي لا تبقى وحيداً"/ كنانة/2022، والموضوع الأساس هو العثور على مخطوطات/ رسائل، والإدعاء باكتشافها ونشرها كما هي، فهل هذه أجناس متداخلة؟
هناك مسرحية في رواية كما فعل مازن سعادة نشر رواية "أطوار الغواية"/ دار البيروني/ 2019، وفعل آخرون رواية في رواية/ شكاوي المصري الفصيح/ يوسف القعيد، وهناك قصة في شعر كما في أحمد الزعتر/ محمود درويش، ولوحة تشكيلية في رواية "جمل المحامل" /خالد حوراني/ الأهلية/2019، واعمال الرحباني و "كركلا" من مسرح غنائي، وراقص.
إذا كانت مهمتنا نحن الكتاب هي العمل الفكري بصورة فنية، والحض على التفكير وإعمال الفكر والتفكير الناقد في قراءة الواقع الحقيقي والمتخيل، فليس مهما الالتزام بمعايير كلاسيكية، تجاوزها الزمن تحت عناوين مختلفة كالحداثة وما بعدها، وهكذا فعلوا في مسرح إمريكا اللاتينية، من أن يكون الجمهور مشاركا، وفاعلاً، فما المسرح إلا الحياة، وليس بمعزل عنها.
كذلك فعلت أنا في "الحاج إسماعيل"/اتحاد الكتاب 1990، بأن تكون الجملة الأولى "هذا هو الحاج إسماعيل، إنه ينام الآن على فراش موته"،. أذكر زميلا تقليديا، سألني: ما فائدة الرواية حين نعرف نهايتها؟ وكذلك في "اليسيرة"/ اتحاد الكتاب/1996، التي جاء السرد فيها من الباب العاشر، وانتهت بالمفاتيح الإثنية عشر، وأخيرا في "زرعين"/ الشروق/2021، التي كل مرة يبدأ كل فصل منها بجملة تكملها جملة في الفصل الذي يليه، لتتداخل الشخصيات والأماكن، وتيار الوعي المتداخل كل حين.
لم تعد الكتابة الكلاسيكية للرواية هي المعيار، كالبدء من الألف إلى الياء، والتسلسل الحدثي، والزمني، وتطور الشخصيات وتفاعلها مع بعضها البعض. ولم يعد الكاتب مسجلاً لأحداث معينة عن بعد، فهو مشارك، وجزء أصيل من العمل الأدبي، وممكن أن يكتب بصيغة الأنا، وأن تكون دون اسم، فالبحث العلمي ليس موضوعيا، وليس محايدا، بل هو عمل أناس ينغمسون في العمل حتى الثمالة.
أزعم، أن الأعمال الفنية منذ التاريخ كانت متداخلة، فالقوالون، والحكائون للسير (عنترة، تغريبة بني هلال، والظاهر بيبرس، والزير سالم، وغيرها)، كانوا يقولون في كل شيء، بتفاعل واضح بينهم والجمهور، فيقولون، ويغنون، ويعزفون، ويمثلون. إلا أن الثورة الصناعية، وما عكستها على مناحي الحياة، جعلت من التخصصات الدقيقة المحددة اتجاها، وفي العلوم البحتة لم يعد سهلاً أن يفهم متخصص ما متخصصا آخر في الحقل نفسه. أما في الفترة الأخيرة، فلم تعد هذه التخصصات الدقيقة مجدية بالمعنى السابق، بل يبحثون اليوم عن التقاطعات بين الحقول المختلفة كما في الفيزياء والأحياء والهندسة وغيرها.
فرضت ذلك مطالب الحياة. وما كل منا إلا الحياة والمجتمع باهتماماته كافة، فهو ليس معزولا عن الناس وعن الحياة. إننا نعود الآن إلى ما يجب أن نكون عليه.
وتبقى هناك تساؤلات: الدور الفكري، التجريب، الطرق الفنية في تغيير التفكير والسلوك والأحاسيس.
هذا لا يعني الفلتان، فلا ننسى أن التركيز في الحياة، وفي الأعمال الأدبية أمر له أثره، ولا يعيب ذلك بعض التداخلات، فنحن لسنا أنقياء تماماً، ولسنا مشوهين تماماً، إننا الحياة، ودورنا أكبر من أن نكون سياسيين، رغم مهامنا المختلطة ما بين الخيال والواقع، الواعي واللاواعي، والفلسفة والاجتماع والاقتصاد.
الكتابة الأدبية الفنية، ليست شطحات فكرية متناثرة، بل هي عمل شاق ممتع مركز واعي، يتطلب عمل الكثير والجهد الكبير.



#صافي_صافي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في رواية -علبة حذاء- لصونيا خضر
- رموز ومعاني في -حليب الضحى-
- -الرغيف الأسود: قصص الطفولة المنسية-
- -تحرير الشرق-: نحو إمبراطورية شرقية ثقافية
- شهادتي حول رواية زرعين
- العاشق/ة في -نساء من صمت-
- أطوار الغواية مسرحية في رواية
- أساطير الأولين ما بين الرواية والقصة
- الكتابة والمرأة في إشراقات صباح سالم
- أكاذيب المساء/ محمد رمضان الخضور/ عمان 2020
- الخاصرة الرخوة/ المطلقة/ روايتان لجميل السلحوت
- المطلقة إنسانة لها مشاعر وكرامة وحرية الاختيار والقرار
- رواية دروب المراثي لأسعد الأسعد
- تجربتي مع الرواية


المزيد.....




- مصر.. الفنان محمد عادل إمام يعلق على قرار إعادة عرض فيلم - ...
- أولاد رزق 3.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024 و نجاح فيل ...
- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صافي صافي - تداخل الأجتاس الأدبية