أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلال الشريف - السياسي المحترف والغطاس المغامر














المزيد.....

السياسي المحترف والغطاس المغامر


طلال الشريف

الحوار المتمدن-العدد: 7368 - 2022 / 9 / 11 - 21:17
المحور: القضية الفلسطينية
    


في أعماق المحيطات كلما تعمقنا في المناطق المظلمة يبتعد الضوء وأشعة الشمس كما تتضاءل الرؤيا إلى أن تنعدم ، وكذلك المجتمعات الإنسانية (النفوس البشرية) في الاحتراف السياسي وفي كل عصر تتكرر التجربة ويكون التركيز على مختلفات القضايا ونمادج الثقافة المتنوعة والمصالح والمقاعد والمال من عصر إلى عصر.

نزداد العتمة ومستويات الخطر في أعماق كل شيء وأعقدها أعماق الإنسان ، ولأن السياسة تقود المجتمعات فتحمل في أعماق ممارسيها تناقضات ضميرية تتراجع فيها القيم والمبادئ والحالة الضميرية شيئا فشيئا عند نقطة الاحتراف السياسي لتتقدم المصالح والعنف والمؤامرة والغوص أكثر في عتمة دهاليز السياسية.

كلما تعمق الانسان في السياسة تبدا انقباضات حويصلات الأمان القادرة على منح السلامة يتبعها بعد عمق معين ضغوطات المسافة التي قطعها السياسي بخلافاته أو الولوج في مؤمرات قد تودي بحياته تماما مثل حويصلات الهواء الرئوية التي تبدأ تتقلص وتنقبض عند الغواصين بعد الغوص في ماء البحر أو المحيط لما بعد عمق ثلاثين مترا وهي حقيقة علمية يمكن مجازا مقارنتها بجرائم العمل السياسي فالغائص تحت الماء بعد ثلاثين مترا تنقبض تلك الحويصلات الرئوية ولم يعد مكانا فيها لوجود الهواء وعندها يموت حتما الغاطس عميقا تحت الماء بعد الثلاثين مترا.

السياسة هي بحر او محيط وهنا أتحدث عن السياسة وممارساتها وأسرارها وخباياها عند السياسيين المحترفين والخبراء وحاملي جينات الإجرام السياسي غير المكشوف وليس ما يسمونه سياسة وسياسيين عند غالبية مدعي العمل السياسي في بلادي، فقلائل هم أولئك السياسيون المحترفون في كل عصر في أي مجتمع وهم الذين أتحدث عنهم وليس كما أيامنا هذه فكل من يكتب عالفيسبوك أو يكتب مقالا أو ينتظم في تنظيم ما، أو حتى من يتقلد منصبا فليس شرطا في بلادي أن يكون سياسيا محترفا وغالبا من ذوي المناصب الهمبكة.

من يسمون أنفسهم سياسيين في بلدنا وهم غالببة العاملين في العمل الوطني أسميهم مناصرين او مشحعين لفريق كرة قدم في أحسن الأحوال وأشهر الأحزاب وليسوا بسياسيين محترفين حتى لو ألف الواحد منهم كتباً في الثقافة والسياسة تلك مؤلفات أو بالأحرى تجميعات يغلب عليها القص واللصق وسرقة الأفكار وإدعاء الفهم السياسي ولعل أكثرهم مهزلة هم من يستضافوا كمحللين وخبراء سياسة، فلا الضيف، ولا المستضيف، ولا حتى موجه القناة وبرامجها في الأصل يعرف سياسة، ولكنها موضة والجمهور غايب فيلة محدود الثقافة والادراك السياسي، وكله تشبه بموضة عصر الاعلام الفيسبوكي وصفحات التعري والتوك توك لها خاصية جذب جمهور متعطش للجنس والممنوعات هو أيضا متعطش للبرم السياسي الأجوف الذي لا يمت بصلة للسياسة ودهاليزها ومؤامراتها فالسياسة أول ما تعني تعني المؤامرة والاجرام والخداع ومفارقتها الدائمة تنتهي بالغوص أكثر من ثلاثين مترا حين يلقى غالبا محترفوا السياسة خنقهم أو حتفهم كما غواصي المحيط ..

إحتراف السياسة في بلادنا مقامرة بالحياة قبل المغامرة والشجاعة، إنهم مساكين دون أن ينتبهوا فالفائز منهم واحد من مليون لأن من يصبح سياسيا محترفا فهو إما قاتلا أو مقتولا.



#طلال_الشريف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفلسطيني من استراتيجية الكهف والسرداب إلى إستراتيجية القوقع ...
- حماس وعباس لا تنتقدوا ولا تعايروا بعض
- بعد توقيع الاتفاق النووي الإيراني دبرها يا مستر دل
- دولة - الأسكارس -
- تقود القائد - س-
- فهم طبيعة الصراع ضرورة لازمة
- حماس وأخواتها والحروب بالوكالة
- مال فلسطين لفلسطين وشعبها
- حماس ستقرر من هو الرئيس الفلسطيني القادم
- بقايا
- خطر كبير في الضفة الغربية
- الانتخابات ليست الحل وتراجع حماس عن خطوتها تليها الانتخابات ...
- المثقف والسياسي
- من كسر سيف القدس في القدس
- هل تركي الفيصل والسنوار يخبرونا بالحرب القادمة
- الهروب الفلسطيني إلى اللا شيء
- ألم يحن وقت حل الصراع
- فلسطنة الأجندات
- ماذا يحدث في فلسطين وهل الاتفاق النووي سيعزز المقاومة أم سيض ...
- الحرب المنسية في أوكراينا وومضات الشعور الإتحادي للسوفييت


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلال الشريف - السياسي المحترف والغطاس المغامر