كنزة بن ملاح
الحوار المتمدن-العدد: 7367 - 2022 / 9 / 10 - 11:16
المحور:
الادب والفن
بين بابِ العُمرِ و باب اللِّقاء خطوتان
قلتُ ذاتَ يومِ أنَّ أرجُلي متعبة لإجتيازها لكنّني فعلتُ ..
وحملتُ وجعِي في قَلبي و حملتُ قَلبي في صَدري و سرتُ في دهاليزِ الظلام..
في اليومِ الذي عصرتُ فيه ماءَ شعري لم يشربهُ أحد
حتى حبِيبي لم يرد
كان الجميعُ يحدّقُ في صمتٍ يدعى الأبد ..
في اللَّيلة التي تبيَّن لي وجهكَ في جسمِ رضيعِ يبكِي..
طويتُ ثديي الأيمن أبحثُ عن شبه حليب
طويت ثديي الأيسر أبحثُ عن إنسدال لحن
عندما نزل اللَّحن و الحليب و الدَّم كبرتَ فجأة ..
حملقتَ في المكان وقلتَ
" لا أمّ لي تعصر اللحن لا أم لي تطوي الحليب "
فضاع الحب في الفضاء الى أن اختفى ..
وانسكب الحليب ..
...
يمرِّر اللَّيل يده بحرصِ على شعرِي
لا يتركُ أثرهُ
لايزالُ لونُ شعري محمرّا لم يكبّله الظلام..
ألفُّهُ فيتشكَّل كرة أسفل رأسِي
ذاتَ الكُرة التي أُلقيت ذاتَ يوم في شباكِ قلبي
و لليوم لم يعد صاحبها لإستعادتها
لليوم يضيق قلبي و تنسلخ خيوطُ الشباك
و الفاعل مجهول ..
...
أحدّقُ في كتاباتي
آاه كم تغيرت
تبعثرت تناثرت تعجرفت ..
إشتدّت صرامتها وقلّت رقّتها
أسمعُ كلماتي كل ليلة من فوق الرفوف
كلها تتحدّث بصوتِ جماعيِّ
كلها تُملي عليَّ تاريخ ودرس كتابتها..
لا أستطيع تجميع جُملها فأنصرفُ
أطفئ الأنوار عن الماضي
الحاضر
المستقبل
أعودُ موجةً في بحر مدينتي
صخرةً على شاطئه
كوبَ قهوةٍ على حرف طاولته
ياسمينّا على شعر صاحبتِهِ
وأنسى الزَّمان
و أنسى من أنا
ومن أكون
يصفعُنِي الرِّيح
ليقودَني إمرأةً دونَ هويّة
تُلاعِبُ الرِّمال
#كنزة_بن_ملاح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟