أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس منعثر - تصويت لا يؤدي الى مكان: لماذا لا يحتاج العراق إلى انتخابات مبكرة جديدة؟















المزيد.....

تصويت لا يؤدي الى مكان: لماذا لا يحتاج العراق إلى انتخابات مبكرة جديدة؟


عباس منعثر
شاعر وكاتب مسرحي عراقي

(Abbas Amnathar)


الحوار المتمدن-العدد: 7354 - 2022 / 8 / 28 - 10:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


-على الأوروبيين تجنّب دعم الانتخابات المبكرة في العراق لمجرد ان زعيماً سياسياً ما غير راضٍ عن نتيجة عملية تشكيل الحكومة ويهدد بالعنف رداً على ذلك-
حمزة حداد/ المجلس الأوربي للعلاقات الخارجية/ ترجمة عباس منعثر

مرّ العام الماضي في معظمه، والسياسيون العراقيون يحاولون تشكيل الحكومة. لقد زاد إحباط المواطنين من الفشل في ذلك المسعى، وهو ما يهدد مشروعية الدولة العراقية برمتها. فقد انتقل الزعيم البارز مقتدى الصدر من السعي لتشكيل الحكومة الى الدعوة الى انهاء النظام السياسي. ومنذ يوليو، بادر مناصروه الى اقتحام البرلمان واحتلاله، وها هم يطالبون بانتخابات جديدة.
وعلى العكس، يصرّ خصوم الصدر على الحوار أملاً في منع المزيد من التصعيد وذلك بإقناعه أن يعود إلى العملية السياسية. تبعاً لخطورة الطريق الحاليّ المسدود، ستكون الانتخابات المبكرة هي النتيجة الأكثر ترجيحاً لتجنب النزاع. غير أن ثمة احتمال ضئيل بأن مثل هذا التصويت سيوفر حلاً حقيقيا للأزمة.
وبالنظر إلى أن الانتخابات البرلمانية الماضية في تشرين الأول 2021 قد شهدت نسبة إقبال منخفضة، فإن انتخابات أخرى قد تؤدي إلى تآكل ما تبقى من ديمقراطية البلاد- خاصة إذا أقيمت لمجرد استرضاء الصدر. فقد انخفض الإقبال بشكل متزايد منذ ظهور حركة المقاطعة في انتخابات 2018، وفي تشرين الأول2021 ، وصل الإقبال الى 43.54 % في عموم البلد وبلغ 33.88 % فقط في بغداد. ولا يوجد ما يدعو الى الاعتقاد أن انتخابات مبكرة أخرى ستغير من هذا التوجه. بدلاً من ذلك ، سيزيد من تجذّر الأحزاب التي يعتمد فسادها وشبكات المحسوبية لديها على سيطرتها على الوزارات الحكومية. ففي مناخ تسيطر عليه الخيبة من السياسة على الأغلبية الواسعة، فإن أولئك الفاسدون وأصحاب المصالح سيكونون الوحيدين الذين سيشعون انهم مجبورون على المشاركة. وهناك القليل من الأسباب التي تجعل الصدر يؤّمن أغلبية برلمانية في التصويت الجديد.
يحدد الدستور العراقي جدولا زمنياً لتشكيل الحكومة، ولكن فيه آلية لإجراء انتخابات أخرى عندما تفشل هذه العملية. حاول الصدر تقوية القضاء بحيث يكون قادراً على حلّ البرلمان ولكن بلا فائدة. ويبدو أنه نادم على إجبار نوّابه على الاستقالة. ما يسعى اليه الآن هو استعادة سلطته البرلمانية، في حين يبدو أنه أحدث تغييرات ثورية في النظام السياسي. لذلك، ستُجرى الانتخابات المبكرة كإستجابة لإلحاح الصدر وليس استجابة الى الاحتجاجات الشرعية كالتي قادت الى انتخابات العام 2018. إن الاستجابة لضغوط الصدر وأتباعه وبطريقة غير دستورية ستؤدي الى ضرر فادح بالديمقراطية العراقية.
وسيكون الامر محيراً بالنسبة الى المراقبين الذين لا يعرفون العراق أو الصدر بشكل جيد، وربما يتساءلون: لماذا يلجأ زعيم سياسيّ فاز حزبه بالأغلبية الى الطلب من نوابه الاستقالة ومن ثمّ الضغط لإجراء انتخابات أخرى؟ بصرف النظر عن ذلك، فقد يكون قد شعر أنه بحاجة إلى التصرف بناءً على تهديده بإخراج نوابه من البرلمان ويأمل الآن أن يربح الأغلبية المطلقة أو على الأقل استعادة ما المقاعد التي وهبها لخصومه.
لدى الصدر عادة في التهديد بمقاطعة العملية السياسية ، وعادة ما يفعل ذلك قبل الانتخابات مباشرة. وفي الغالب، يناشده القادة السياسيون الآخرون بالبقاء. لكن ، هذه المرة ، استمروا بدونه في أداء اليمين لأعضاء البرلمان الجدد وتهيئة مرشحهم لرئاسة الوزراء. لاحقاً، رفض دعوتهم للحوار ، على اعتبار انها مجرد خدعة.
اشتملت خطة الصدر أن يجعل خطابه الثوري ممتزجاً بالاصوات المترددة لدى الشيعة العراقيين خلال مواكب عاشوراء. وكان يأمل في حركة احتجاجية يتحكم بها ومماثلة الى تلك التي أدت إلى انتخابات 2018. لكن المحاولة لم تجد النجاح لأن معظم العراقيين على ادراك بالطرق التي يستثمر بها الصدر وأتباعه المشاغبون موضوعة الفساد والعنف لتحقيق أهدافه السياسية. لقد تُرك الصدر في موقف ادعى فيه أنه يتحدث نيابة عن العراقيين العاديين؛ غير انه في الواقع كان مجرد شخصية قوية تحاول تجريد شرعية الدولة لكي يصبح الزعيم السياسي الشيعي الأول في العراق.
لو افترضنا أن هناك انتخابات مبكرة أخرى، فإن مرشح تسوية غير منتخب مثل مصطفى الكاظمي سيترأس حكومة مؤقتة أخرى وستؤدي بالبلد الى إطالة التمزق والاستقطاب السياسي في العراق. فالكاظمي يفتقر إلى السند البرلماني الذي يحتاجه لتنفيذ الإصلاحات الضرورية. ومع ذلك، تخلو العملية السياسية من كتلة قادرة على فرض مرشحها على البرلمان.
هناك القليل من العلامات توحي بإمكانية الصدر على الحصول على أغلبية برلمانية في الانتخابات الجديدة. في الواقع ، من المحتمل أن يحصل خصومه على مقاعد أكثر إذا توصلوا الى حلّ لبعض المشاكل التنظيمية التي عانوا منها في عام 2021. وفي الوقت نفسه، من المرجح أن يكون أداء المرشحين المستقلين غير الحزبيين والأحزاب السياسية الجديدة أسوأ مما حصل في العام الماضي ، وذلك لأنهم سيفتقرون إلى الزخم السياسي المأخوذ من احتجاجات أكتوبر 2018.
عند الكثير من السياسيين والناخبين العراقيين انطباع خاطئ بأن المجتمع الدولي مستعد في أي وقت ليشترك في شؤونهم الخاصة ويتوسط لانجاز تسويات معينة. مثلاً، انتقد الصدرُ علناً بلاسخرت بعد أن لم تستجب لمطلبه بالإشراف على حوار بين تياره وخصومه. ورغم ذلك، فمن المهم أن يتحقق الاستقرار الدائم في العراق - وبالتالي المنطقة – عن طريق الاجماع الداخلي وليس من خلال التدخل الأجنبي.
ومثل جميع أعضاء المجتمع الدولي، ينبغي على الأوروبيين تجنب الإشارة إلى السياسيين العراقيين بأنهم سيدعمون إجراء انتخابات مبكرة لمجرد ان زعيماً سياسياً ما غير راضٍ عن نتيجة عملية تشكيل الحكومة ويهدد بالعنف رداً على ذلك. وعلى الرغم من أن الانتخابات المبكرة هي آلية جيدة لحل الانسداد في العديد من التجارب الديموقراطية، إلا أنها لا تستطيع معالجة نقاط الضعف البنيوية الموجودة في النظام السياسي العراقي. ومع فقدان الشعب العراقي للثقة بالقادة السياسيين منذ فترة طويلة، إلا أنه من الضروري أن يتجنب المجتمع الدولي التغاضي عن محاولاتهم الفاضحة لتدمير العملية الانتخابية.



#عباس_منعثر (هاشتاغ)       Abbas_Amnathar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خلاف طهران والصدر يؤجج عدم الاستقرار في العراق/ ج2
- خلاف طهران والصدر يؤجج عدم الاستقرار في العراق
- عدمُ اكتراثِ بايدن سلّمَ العراقَ لإيران
- النزاع المستعر في العراق والخشية من اندلاع العنف من جديد
- الانقلابان في العراق، وكيف تستجيب الولايات المتحدة لهما
- مونودراما.. بوذا في صومعة الخيزران.. عباس منعثر
- مسرحية.. هو الذي رأى كلَّ شيء.. عباس منعثر
- مسرحية.. مأساة روما.. عباس منعثر
- مسرحية.. وداعاً مؤقتاً.. عباس منعثر
- مسرحية.. أسنان الحصان: كم هي؟.. عباس منعثر
- مسرحية.. براميسيوم.. عباس منعثر
- مسرحية.. أحلامُ السيّد حُفرة!.. عباس منعثر
- مسرحية.. عَوْ.. عباس منعثر
- مسرحية.. سريرُ مورفيوس.. عباس منعثر
- مسرحية.. 400 متر موانع.. عباس منعثر
- أف تي أم
- مونودراما.. أعظم قصيدة في العالم.. عباس منعثر
- مونودراما.. فارماكوس.. عباس منعثر
- مونودراما.. 1890..
- مونودراما.. لو كان للقطط سبعة أرواح.. عباس منعثر


المزيد.....




- ترامب يعلن إزالة ضمادة الأذن -الشهيرة- بعد ساعات من حسم الجد ...
- مجموعة العشرين تتعهد -التعاون- لفرض ضرائب على أثرى الأثرياء ...
- العلاقات الأميركية الإسرائيلية على مفترق طرق
- -للحد من الحصانة القضائية للرؤساء ومسؤولين-.. بوليتيكو: بايد ...
- انطلاق الألعاب الأولمبية وسط خروقات أمنية
- نتنياهو يدرس تعيين جدعون ساعر وزيرا للدفاع مكان غالانت
- فيديو: الشرطة الإماراتية تشارك في تأمين أولمبياد باريس
- ترامب: الإدارة الحالية أسوأ من حكم الولايات المتحدة
- فريق كامالا هاريس يرد على انتقادات إسرائيلية لتصريحاتها عن غ ...
- العراق.. قصف على قاعدة عين الأسد


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس منعثر - تصويت لا يؤدي الى مكان: لماذا لا يحتاج العراق إلى انتخابات مبكرة جديدة؟