أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود حسين موسى - الأيديولوجيا والسلة














المزيد.....

الأيديولوجيا والسلة


محمود حسين موسى
(Mahmoud Housein)


الحوار المتمدن-العدد: 7352 - 2022 / 8 / 26 - 08:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الايديولوجيا والسلطة..

تتنوّع دافعيات الوصول الى السلطة والتهافت عليها، وقد تفسر بعض الدافعيات أدوات وطرق الوصول اليها، والسلوك أثناء التربع على العرش،
ورغم أفول العصر الايديولوجي في العالم الأول، مازال العالم الثالث أكثر التصاقا به ودفاعا عنه، وهي الظاهرة التي يمكن التأشير عليها عند بقايا الجماعات، وتراجعت الدافعية الايديولوجية عن خطابات أغلب الجماعات في العالم العربي بالتدريج بعد نكسة حزيران ١٩٦٧ ، واكتمل التراجع بنهاية عصر التطرفات كما يطلق عليه بهدم جدار برلين ١٩٩٠.

الاستثناء هنا هو الاسلاموية الجديدة التي اعتبرت نفسها الوريث الشرعي (والأبدي) للتجارب المهزومة، يفسره النمو السريع في العقود الثلاثة الأخيرة من القرن العشرين،
وهذا ليس مستغربا، فالاسلام عنصر أساسي من التكوين الثقافي والروحي للمجتمعات، ولا يحتاج لأدوات استنهاض جبارة للانتشار في مجتمعات اهتزت فيها فكرة المواطنة بسبب الاستبداد وافتقار التنمية والتبعية للخارج.

لكن التجارب الاسلاموية التي ظهرت كانت متشابهة الى حد كبير بالخطاب والسلوك، افتقدت مبدأ الترويض وخلع الرؤية الشمولية، مشفوعة بالغرور الذي أصاب أغلب الجماعات الاسلامية التي وصلت للسلطة أو اقتربت منها أو لامستها، نتيجة سرعة التمدد والفراغ الذي ظهر بهزيمة المشروعات الأخرى، وأصبحت بذلك حلقة متأخرة من حلقات العصر الشمولي، حملت معها  خواء المشروع وأسباب الزوال.
ودفعت شهوة السلطة الى التدافع والتزاحم عليها بالطرق الناعمة والوعرة حتى مع الشركاء الايديولوجيين، واتضح عدم ادراك طبيعة العصر بمحاولات فرض فلسفة السلطة على الدولة، والسقوط في فخ الجيران الشموليين،
المثال هنا التجربة الايرانية والتجربة في مصر وتونس والعراق،
ولا تقاس هنا التجربة الداعشية كونها الأكثر تطرفا ومرفوضة من هذه الجماعات على الأقل في العلن.

في التجربة العراقية بعد سنة ٢٠٠٣،
خلقت الظروف المعقدة والمتداخلة والانقسام المجتمعي الحاد دافعيات مركبة للتهافت على السلطة، أخذت مسارات متعرجة ومتاهات غير منتهية.
لكن وسط هذا الركام وبعد عقدين، ثمة نجاحات غير مرئية يحجبها التزاحم وحجم الخراب الهائل، يمكن التأشير على،

تراكم التجربة وتمددها في المجتمع جعل فئات شعبية واسعة تخرج من أرث عقود الدكتاتورية والتغييب القسري، والمبادرة في الدفاع عن حقوقها بعد ادراكها مصادر قوتها، ظهر ذلك بجلاء في انتفاضة تشرين.

تكاثف وتبلور جماعات صغيرة خارج الأطر التقليدية، قد يكون نواة لتطور فكرة التنظيم الاجتماعي بمفهوم مختلف عما عرفناه، وان نجحت بالافلات من منزلقات الثقافة السياسية الموروثة، ستكون طفرة نوعية مؤثرة في الحياة السياسية العراقية في المستقبل القريب.

كان تحالف سائرون موضع جدل، لكن له دلالات هامة، التفاؤول بهكذا التحام لم يكن لحسابات سياسية أو انتخابية وانما في العبرة من وجود فرص ترويض الايديولوجيا، وامكانية تشكّل كتلة تاريخية، تحمل في طياتها نبذ الأحادية.

٥ آب ٢٠٢٢



#محمود_حسين_موسى (هاشتاغ)       Mahmoud_Housein#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدوران العراقي حول درجة الصفر
- للتذكير والعبرة
- 14 تموز بين التاريخ والسياسة
- أزرار قميصي
- سوق هرج
- ثقافة وتسول وجياع، من خذل الجياع في العراق ؟
- سعدي يوسف والضجيج المفتعل والشماتة
- حدث من قبل .. ومازال


المزيد.....




- بعد أكثر من 30 عاماً.. شاهد كيف بنى رجل قاربًا من شجرة بيديه ...
- في أمريكا.. سمكة نادرة تنجرف إلى الشاطئ وتثير دهشة الأشخاص
- إيران تستبعد أحمدي نجاد من خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة و ...
- -إنقاذ أربع رهائن في غزة يرفع معنويات الإسرائيليين المنهكين ...
- مارين لوبان تلقي بصوتها في سباق انتخابي ساخن: توقعات بتفوق ح ...
- شاهد: تشييع جثامين 4 فلسطينيين قتلهم الجيش الإسرائيلي في هجو ...
- أوروبا تنتخب في -الأحد الكبير- برلمانا يتجه لميزان قوى جديد ...
- العثور على مقدم برامج من قناة -بي بي سي- ميتا في اليونان
- اكتشاف أثري هام.. مدينة تعود للعصر البرونزي في كردستان العرا ...
- نتنياهو على مفترق خطير.. ومصير حرب غزة تحددها كلمة واحدة من ...


المزيد.....

- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود حسين موسى - الأيديولوجيا والسلة