الدوران العراقي حول درجة الصفر

محمود حسين موسى
(Mahmoud Housein)

الحوار المتمدن-العدد: 7337 - 2022 / 8 / 11 - 17:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الدوران العراقي حول درجة الصفر..

ان الحديث عن انتهاء جولة أولى من المرحلة الانتقالية لبناء الدولة العراقية بعد ٢٠٠٣ هو حديث افتراضي وسابق لأوانه،

فلا وجود لمعطيات أو مؤشرات في الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي تشير الى متغيرات،

ولا وجود لرؤية وارادة عند النخب السياسية للتقويم والعبور الى الضفة الآمنة، رغم انقضاء نحو عقدين على المرحلة الانتقالية،

فمازالت ذات البنى وذات العقل والثقافة السياسية التي تدور حول ذاتها وتنتفخ قبل كل دورة انتخابية، ذات النخب التي ساهمت بصنع العملية السياسية وما أنتجتها من سلطات ودستور وولاءات وأعراف وتقاليد سياسية فريدة من نوعها في درب التبانة والمجرات المجاورة،
يكلّف النائب العراقي مثلا نحو مليون دولار سنويا من الخزينة كحد أدنى وهو الأغلى عالميا، ولا مشكلة في ادامة هذه المرحلة لثلاثة عقود أخرى.

وما زال الدفاع الشرس عن مكتسبات هذه المرحلة يستوطن بين سطور الخطابات، ويجر معه مجمل الحوارات والولاءات الى نقطة البدء، النخب والأحزاب ومن تمسك من الموالين والفضائيين بالحبل الممتد الى البئر (يأكلون ويوصوصون)،

فأبعد ما يطرح لا يعدو عن خلط للأوراق وشبك للخيوط المتشابكة أصلا والدوران حول متاهة الصناديق لاعادة توزيع المقاعد، وعندها سيربح فلان ما فقده علاّن.

فمن أصل خمس حكومات أنتجتها أربع دورات انتخابية ثلاث منها كانت حكومات ظل أو تسوية، حكومات العبادي وعبد المهدي والكاظمي، وخلال الدورات الأربع كانت حكومات تصريف الأعمال تشكل نحو خمس المدة.

فالصراع على السلطة تحول الى صراع داخل المكونات حول حصرية تمثيل (المكون)، وفق المصطلحات السائدة،
فهو الطريق الأقصر المؤدي الى البئر الذي لا ينضب.

١٠ ٨ ٢٠٢٢

#محمود_حسين_موسى (هاشتاغ)       Mahmoud_Housein#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل