كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7346 - 2022 / 8 / 20 - 01:33
المحور:
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
اضمحلت الأنهار الأوروبية فجأة حتى كادت أن تنشف تماماً بعد أن داهمتها موجة الجفاف، فتيبست منابعها، وتعطلت حركة الملاحة الداخلية في ممراتها، فتوقفت المراكب، وجنحت القوارب، وتراجعت المناسيب إلى الحد الأدنى. .
كانت أوروبا تفاخر الدنيا بأنهارها العظيمة، مثل نهر لوار (Loire)، ونهر بو (Po)، ونهر الراين (Rhine) التي جفت سواقيها وجداولها إلى أقل من 40 سنتيمتراً، وتعطلت معاملها التي كانت تعتمد على نشاطات النقل النهري. وربما ستترك هذه الأزمة تداعياتها على إمدادات نقل الغاز إلى محطات توليد الطاقة، آخذين بعين الاعتبار الشحنات المضغوطة التي كانت تنقلها الصنادل عبر الممرات المائية. .
حتى فرنسا، التي تستخدم أكبر قدر من الطاقة النووية في الإتحاد الأوروبي، أبدت تذمرها من سخونة المياه الضحلة في نهري الرون (Rhône)، وغارون (Garonne)، الامر الذي أضطر شركة الكهرباء EDF إلى خفض إنتاجها في بعض محطات الطاقة الخاصة بها، وذلك بسبب إرتفاع درجة حرارة مياه الأنهار وشحتها. في حين ظهر مجرى نهر اللور (Loire) وكأنه من الخنادق الجافة الضيقة، فتجمع الناس على ضفافه بالمئات ليلتقطوا صوراً لحالته البائسة. .
ثم انتقلت عدوى الجفاف إلى إيطاليا، التي شهد اطول انهارها حالة مماثلة (نهر بو)، حيث تبخرت المياه من روافده، وذلك بسبب جفاف منابع التورين. كان هذا النهر يوفر إمدادات الري لحوالي ثلث الحقول الزراعية الايطالية. والتي باتت مهددة الآن بخسائر فادحة. .
اما في إنجلترا فلم يتم الإعلان رسمياً عن الجفاف حتى الآن، لكن نهر التايمز شهد انخفاضاً ملحوظاً في بعض مقاطعه. .
ختاماً يبدو ان أزمة جفاف الانهار الأوروبية في طريقها إلى التفاقم، وأصبحت تؤرق حياتهم، حتى طغت أخبارها على أخبار الحرب الأوكرانية. .
وللحديث بقية. . .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟