أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عماد صلاح الدين - إنهم يبذلون كل جهد لاخراج امريكا واسرائيل من مأزقهما !!















المزيد.....

إنهم يبذلون كل جهد لاخراج امريكا واسرائيل من مأزقهما !!


عماد صلاح الدين

الحوار المتمدن-العدد: 1685 - 2006 / 9 / 26 - 07:04
المحور: القضية الفلسطينية
    


تعرض المشروع الصهيو – امريكي في المنطقة لانتكاسة كبيرة بفعل الهزيمة العسكرية التي منيت بها اسرائيل على يد مقاتلي حزب الله اللبناني وما تبع ذلك من تداعيات هذا الفشل والاخفاق على الساحة السياسية والداخلية الاسرائيلية , أهمية هذا الفشل أو الهزيمة الاسرائيلية بأنها وضعت حدا لحالة التقدم في المشروع الصهيوني والامريكي المزدوج والمتلاقي في صعيد الايديولوجيا والاستراتيجية , إنها ولاشك حالة من التزاوج على صعيد الفكر الاستعماري والديني وما بين الممارسة المصلحية الاستراتيجية.

فالكيان الصهيوني والادارة الامريكية كانتا تسيران جنبا إلى جنب فيما يتعلق بتحقيق التجزئة للمجزء ذاته في المنطقة العربية والاسلامية وكذلك فيما يتعلق بشرعنة الاحتلال على اجزاء كبيرة من اراضي الضفة الغربية وكذلك لمعظم ما تبقى للفلسطينيين من مناطق واراضي في القدس وفي محيطها .

من المهم جدا التذكير في هذا السياق بأن ما كان يسمى بعملية السلام الفلسطينية الاسرائيلية التي بدأت منذ مؤتمر مدريد للسلام سنة 1990 كان قد انتهى الغرض منها ضمن الرؤية الامريكية والاسرائيلية لها حينما اصبحت اراضي الضفة الغربية عبارة عن معازل وكانتونات غير متواصلة جغرافيا ولاحتى ديمغرافيا بفعل سياسة الاستيطان الصهيونية التي باتت بموجبها المستوطنات تشكل جيوب شبه اقليمية قاطعة لحالة التواصل الطبيعي لاراضي الضفة وللقدس مع اراضي محيطها , هذا بالاضافة إلى انهم وصلوا بفضل عملية السلام, الأداة التكتيكية الجد مهمة أمريكيا وإسرائيليا, إلى اقامة جدار العزل العنصري وضم الاغوار وتحويل قطاع غزة إلى سجن كبير , بمعنى أو بآخر انتهى دور عملية السلام في تمكين الاحتلال من فرض نفسه على أرض الواقع وفي شرعنته عليها تحت غطاء ومسمى عملية السلام , وعلى ضوء هذه الحالة التي وصل إليها الاحتلال الاسرائيلي بقي امامه فقط الشروع بما يسمى بخطة الانطواء أو التجميع وبالتالي الانفصال عبر تحديد حدود مؤقتة , إذ والحالة هذه سيصبح الفلسطينيون في الضفة والقطاع محصورين في سجن كبير وحتى في هذا السجن نفسه فإن حالة من التواصل فيه غير موجودة , بالتالي فإن الامور ستكون مهيأة جدا لتحقيق الحلم الصهيوني بالسيطرة على كل أرض فلسطين التاريخية خالية من أي عنصر عربي عندما يجد العربي الفلسطيني نفسا مضطرا للهجرة بفعل حالة الخنق هذه وعندها سيتم تعديل الحدود المؤقتة التي اسلفنا الحديث عنها لتصبح بعدها – لا سمح الله – حدود الكيان الصهيوني فيما يتعلق بتلك التي تربطها مباشرة مع مشارف أراضي الدول العربية المجاورة " دول الطوق " .

لتنفيذ المخطط الصهيوني والامريكي في فلسطين وفي المنطقة العربية والاسلامية عبر مشروع التجزئة العرقية والمذهبية أو ما يسمى بمشروع شرق الاوسط الجديد بالنسبة للاخيرة , شرع الكيان الصهيوني وإدارة المحافظين الامريكيين الجدد بالتخطيط مليا لضرب جدار المقاومة والممانعة في المنطقة حيث إن وجود هذا الجدار يشكل عائقا أمام نجاح المشروع الصهيو امريكي , ولذلك قرر اصحاب المشروع الامبراطوري وأداتهم الرئيسة في المنطقة البدء في ذلك وهذا ما كشفه الصحفي الامريكي المعروف سيمور هيرش وغيره في تقريره الذي تحدث عن وجود هذه الخطة قبل عملية حزب الله التي تذرعوا بها للقيام بمهمة ما يسمى بالشرق الاوسط الجديد .

حينما تبين لأمريكا واسرائيل مدى صمود ومقاومة حزب الله للعدوان الذي شنتاه عليه وعلى لبنان , وتأكد لهما من خلال التعامل مع النموذج العقدي المقاوم المصغر جدا عن الجمهورية الاسلامية في ايران وما تمثله ايضا سوريا من حالة من التماسك والثبات , عادت أمريكا وإسرائيل للنظر مجددا في تكتيكاتهما ووسائلهما مرة اخرى حتى أنهم أوقفوا الحرب على لبنان وأوقفوا المشروع كله مؤقتا للتدقيق والمراجعة مرة اخرى في الادوات والوسائل , وعلى هذا الاساس اتخذت امريكا اسلوبا جديدا يعتمد ويعود مرة أخرى إلى اكذوبة التفاوض والمفاوضات أو بالاحرى اكذوبة عملية السلام لتهيأة المنطقة والراي العام بما يخدمها ويخدم اسرائيل وكذلك الانظمة العربية وزعماء الانبطاح لدينا في فلسطين في اتجاهم المستقبلي لمعاودة شن الحرب على محور المقاومة والصمود في المنطقة العربية والاسلامية ولاسيما فيما يتعلق بايران وحزب الله وسوريا .

أمريكا وإسرائيل أصبحتا تدركان أنه لا يمكن مواجهة هذا المحور العربي والاسلامي مرة واحدة وبدون تهيئة سياسية واعلامية تضليلية , ولذلك رأينا كيف أن بلير وعدد من الدول الاوروبية التي لا تخرج عن الفلك الامريكي قد انخرطوا فورا للعمل من أجل هذه المهمة عبر تأكيداتهم وتصريحاتهم بالقبول بحكومة الوحدة الفلسطينية وبضرورة العودة إلى المفاوضات وعملية السلام ومدى الليونة الامريكية والاسرائيلية فيما يتعلق بالتفاوض واستعداد أولمرت للقاء عباس بدون شروط وأخيرا ذهاب عباس ومثوله أمام سيده بوش في نيويورك .

أمريكا تعيش في مأزق حقيقي في العراق وافغانستان حتى إننا بتنا نرى أن السودان بدأ يتمرد على الارادة والادارة الامريكية وإسرائيل أيضا هي الاخرى تحيا في مأزق وجودي في ما يتعلق بكيانها , فإسرائيل الآن مكشوفة الخيارات وهي ليس أمامها إلا خياران فإما الذهاب إلى السلام الذي يعطي الفلسطينيين الحد الادنى من حقوقهم والتي تعني الانسحاب الكامل والنظيف من جميع الاراضي المحتلة عام 67 وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وممتلكاتهم تطبيقا للقرار الدولي الشهير 194 لسنة 1948 أو أن إسرائيل تلجأ إلى المواجهة هي وامريكا بمعنى آخر: الحرب الشاملة , والخيار الاخير لاتستطيع عليه إسرائيل ومعها أمريكا إلا تهورا وضمن خطوات لا تخضع ربما للتفكير والاداء العلميين في قياس جانب الربح والخسارة للمشروع الصهيو – الامريكي .

أمام المأزق الصهيوني والامريكي نرى أن الانظمة العربية وزعماء أوسلو وعلى رأسهم عباس في هذه الايام يقدمون الخدمات الجليلة للكيان الصهيوني والادارة الامريكية في مأزقهما الذين يقعان فيه بسبب سياساتهما وبفضل المقاومة وصمودها في لبنان وفلسطين وفي غير مكان في العالم العربي والاسلامي , فبدلا من أن يتقدموا بمشروع فلسطيني يمثل على الاقل الحد الادنى من حقوق الشعب الفلسيطيني ووضع إسرائيل في خانة الخيار بين القبول بهذه المطالب الدنيا وبالتالي تحديد القرار والآلية لتنفيذه من خلال مجلس الامن, بدلا من المفاوضات التي ثبت فشلها وعبثيتها , وبين وضع إسرائيل في خيار المواجهة على الاقل في الاتجاه السياسي والدبلوماسي واقامة العلاقات معها , بدلا من كل ذلك رأينا كيف أن عباس لازال يناكف حماس والحكومة, فمرة نسمع أنه وافق على وثيقة الوفاق الوطني كمرجعية لحكومة الوحدة الوطنية ثم بعد قليل نراه في حال اخرى يقول فيها إنه جمد المفاوضات بشأنها مع حماس لأن حماس لاتعترف بإسرائيل وبالاتفاقيات الموقعة ولا توافق على نبذ العنف " المقاومة " , ونراه مرة أخرى ينسى المبادرة العربية ويعود ليتمسح مرة اخرى ببركة خارطة الطريق التي تساوي من حيث مضمونها خطة الانطواء والانسحاب الاحادي الجانب , ثم إننا نسمع منذ فترة قريبة جدا أن عباس قد اعاد المفاوضات مع حماس إلى نقطة الصفر , أما بالنسبة لحكام العرب فحتى مبادرتهم البيروتية التي أوجعوا رؤوسنا بها ومعهم السيد عباس الذي ما فتأ وهو يذكر بها ويطالب حماس بالاعتراف بها, لم يتفقوا أو لنقل افتعلوا عدم الاتفاق حولها في تقديمها كمشروع للسلام إلى مجلس الأمن والسبب في ذلك أن هؤلاء لايعملون لمصلحة فلسطينية أو عربية فقط إنهم يعملون لصالح كوندي وبوش واولمرت , نعم هذه هي الحقيقة طبعا مع عدم نسيان ماهياتهم التي يتحصلون عليها من امريكا والصهاينة , انهم اجراء ومرتزقة مخلصون لأسيادهم لا لأمتهم , محور العمالة الاردني والمصري والسعودي لا زال يصر على العودة إلى عبثية المفاوضات والى ما يسمى باحياء عملية السلام التي نعاها كبير مؤسستهم الاستعمارية " الجامعة العربية " فلست أدري كيف استطاع أناس عبر التاريخ إحياء إموات الا فقط عرب النذالة والانبطاح !! إنهم مبدعون في علم استنساخ العاهات أو إعادة تدوير القاذورات , إنهم بذلهم واستسلامهم وتآمرهم على أمتهم مستمسكون !!!

حقا انهم يحاولون المناورة مرة تلو الاخرى ضد شعوبهم وأمتهم , حقا إنهم مفاوضون مخلصون ولكن للامريكان والصهاينة , فعلا إنهم يحاولون مع الامريكان والصهاينة لإخراج مشروع شرق الاوسط الجديد من مأزقه , عباس ومعظم زلم الاقطاع العربي يحاولون أن يظهروا امريكا واسرائيل بموقف القادر على فرض شروطه وإملاءاته على مصالح الامة العربية ولاسيما فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية , أبعد كل هذا ألا يستطيع المرء أن يقول: إنهم يبذلون كل جهد من اجل إخراج أمريكا وإسرائيل من مأزقهما؟!!



#عماد_صلاح_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في استطلاعاتنا المسيسة : عبد ربه قد يفوق في شعبيته هنية
- امريكا واسرائيل والغرب حسموا الامر وعباس يناور داخليا!!
- ما السر في قبولهم الان بحكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية؟!!
- باختصار شديد : هم يريدون ان تعترف حماس باسرائيل
- عباس اذ يريد ان يقيل حكومة حماس
- في نقض مزاعم الذين يطالبون الحكومة الفلسطينية بالرواتب
- القضية الفلسطينية وتقصير الاخوان المسلمين بحقها
- على حماس ان تغادر السلطة
- السلطة الفلسطينية في ميزان التقييم
- أيتها الانظمة ....لاتضيعي الفرصة!!
- دراسة استراتيجية : الحرب الاقليمية في المنطقة باتت مسألة وقت ...
- قراءة سياسية تحليلية للمرحلة الراهنة من الصراع واتجاهاتها ال ...
- مدى ضرورة الشروع في اعادة بناء واصلاح منظمة التحرير الفلسطين ...
- حل السلطة بات حلا وطنيا مطلوبا
- الهجوم على غزة واستباحة الضفة ووهم الشرعية الدولية
- شرعية دولية ام شرعية الدول الاستعمارية
- التاريخ يكره الفراغ


المزيد.....




- بعدما حوصر في بحيرة لأسابيع.. حوت قاتل يشق طريقه إلى المحيط ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر مشاهد لأعمال إنشاء الرصيف البحري في قط ...
- محمد صلاح بعد المشادة اللفظية مع كلوب: -إذا تحدثت سوف تشتعل ...
- طلاب جامعة كولومبيا يتحدّون إدارتهم مدفوعين بتاريخ حافل من ا ...
- روسيا تعترض سرب مسيّرات وتنديد أوكراني بقصف أنابيب الغاز
- مظاهرات طلبة أميركا .. بداية تحول النظر إلى إسرائيل
- سائق يلتقط مشهدًا مخيفًا لإعصار مدمر يتحرك بالقرب منه بأمريك ...
- شاب يبلغ من العمر 18 عامًا يحاول أن يصبح أصغر شخص يطير حول ا ...
- مصر.. أحمد موسى يكشف تفاصيل بمخطط اغتياله ومحاكمة متهمين.. و ...
- خبير يوضح سبب سحب الجيش الأوكراني دبابات أبرامز من خط المواج ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عماد صلاح الدين - إنهم يبذلون كل جهد لاخراج امريكا واسرائيل من مأزقهما !!