اسماعيل شاكر الرفاعي
الحوار المتمدن-العدد: 7340 - 2022 / 8 / 14 - 07:34
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الى صديق فيسبوكي
المالكي والصدر
لم اكن صديقاً للرجلين ولا عدواً ، ولم ار اياً منهما او التقيه ، ولم تجمعني باي منهما مناسبة ، ولم اكن عضواً في اي من حزبيهما ، ولا قريباً من توجهاتهما ومواقفهما السياسية . وهما شخصيتان محترمتان ، لكل منهما أنصاره ومحبيه ، وانا شخصياً عاشقاً لهما : انهما عراقيان أصيلان ، يشكلان في ما يتخذانه من مواقف - وهما يقودان الأزمة - امتداداً للشخصية العراقية التي تغض الطرف عادة عما يحيطها من ظروف ، ولا تميل في تحليلها الى الموضوعية ، والى معاينة الاسباب الاجتماعية الداخلية ، وغيرها من الاسباب الإقليمية والدولية التي صنعت المشكلة : بل تكتفي بالإشارة الى الاسباب الذاتية التي تشير الى عبقرية القائد الذي يملك وحده الحلول لها ، والتي سيعلنها في الوقت المناسب . وحين اكتب عن الأزمة التي يتواجهان فيها ، فانما اكتب كعراقي : يعز عليه ان تصل العلاقة بينهما الى ما وصلت اليه ، وان تكون مواقفهما على هذه الدرجة من : العنجهية والتشنج والانفعال الشديد والتضخم الذاتي الذي يفسر كل ما يجري تفسيراً ذاتياً ، وكأنهما هما مَن صنع هذه الزوبعة السياسية وليس : التخلف الذي هما نفسيهما من صناعته ، وهو من يغذي أقوالهما ومواقفهما ...
لا تريد الشخصية العراقية الاعتراف بميلها الساحق الى الشَخْصَنَة : اي تحويل التحديات والمشاكل التي تنشب - كما تقول الكثير من الكتابات - من قضية من قضايا التخلف التي يجب ان ينظر اليها بعيداً عن الاوهام الذاتية : الى قضية ذاتية صرف ومشكلة شخصية ، يملك القائد وحده الحلول العبقرية لها . رغم ان هذه الأَزَمة وأشباهها تنفجر في جميع البلدان المتخلفة التي اختارت النظام الديمقراطي النيابي التمثيلي وتبنت الكثير من مؤسساته الحديثة كالدستور والبرلمان والحكومة والقضاء ، كما تبنت الكثير من هيئاته المستقلة كالنزاهة والانتخابات ، الّا ان جميع الهياكل السياسية : ظلت هياكل خاوية بلا مضمون ديمقراطي ، لا تقود العملية الديمقراطية ولا تشرف عليها ، بل يشرف عليها : العرف ، وتحتل فيها رموزه الاجتماعية محلاً اعلى من القوانين التي تشتغل عليها عادة المؤسسات الحديثة ...
#اسماعيل_شاكر_الرفاعي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟