أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عيسى بن ضيف الله حداد - وقفة تأمل ما بين روما وبيزانطة














المزيد.....

وقفة تأمل ما بين روما وبيزانطة


عيسى بن ضيف الله حداد

الحوار المتمدن-العدد: 7339 - 2022 / 8 / 13 - 22:32
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


من أوراقي: وقفة تأمل ما بين روما وبيزانطة
رؤيتي في التاريخ- لا شيء يأتي دونما قبله، ثمة ثلاثية انطلق منها تفرض ذاتها، التواصل لا التفاصل، مع وجود المفاصل، المفاصل تغير المجرى لا تمحوه بكليته، تعلن عن عالمه، يجدد في مرآته.. وهكذا..
في أوائل العصر البيزنطي، تركزت السياسة الإمبراطورية، في محاولة المحافظة على السيادة المباشرة على أملاك الدولة الرومانية، ثم تطورت هذه السياسة في الفترتين المتوسطة والمتأخرة من العصر البيزنطي، فأضحى اهتمامها موجها إلى الاحتفاظ بالسيادة الاسمية .
مهما حرصت الدولة البيزنطية على صلتها بروما القديمة، وازداد تعلقها بالتراث الروماني، ففي الواقع أخذت الدولة البيزنطية تبتعد بالتدريج عما كان للعالم الروماني من خصائص ومميزات إذ تغلبت في الدولة البيزنطية الحضارة واللغة اليونانية، وازداد تأثير الكنيسة اليونانية في الحياة البيزنطية. وما حدث من تطور هو جديد في أبعاده ومسار عالمه..
كرؤية: هناك فرق نوعي ما بين روما وبيزنطا، وما الادعاء البيزنطي بكونهم استمرار تاريخي كلي لروما، وما هو سوى التقاط لمشروعية تاريخية، توارت تدريجياً كواقع وتقاليد وثقافة. وأكبر دليل هو تغير اللغة التي لم تعد هي ذاتها، إذ أصبحت إغريقية أو أكثر صلة بها، وحتى من جانب المسيحية، فروما لم تتبناها بشكل كلي، إذ كانت عملياً بين أخذ ورد، وحتى قسطنطين بحد ذاته، حين قد أعلن تبنيه لها – إن جرى – فقد كان على مرقد الموت.. ؟
ومن جانب آخر في المنطقة الجغرافية التي نمت فيها بيزنطا، كان فيها تنوع وتعدد إثني واسع المدى..
وهناك ظاهرة واضحة، نلتقطها بالمقارنة بين بيزنطا وروما، ففي روما، بعد سقوطها في يد الجرمان، استعادت روما أصلها الروماني في العصر الحديث عبر إيطاليا.,.
في حين بعد سقوط عاصمة بيزنطا في يد العثمانيين، زالت بيزنطا وأصبح مجالها عثمانياً وبعده تركياً، وهذا يؤكد هشاشة رومانية بيزنطا إذ قد راحت مع الريح..
نظرة في الإثنيات واللغات ومجرى طبقات التاريخ في بيزنطة.
تضمنت الأناضول اللغات الرئيسية القديمة: الحيثية واللوية والليدية، في حين تضمنت اللغات المحلية الأخرى، غير الموثقة جيدًا، الفريجية والميسية. كما قد جرى التحدث باللغات الحورو- أورارتية في مملكة ميتاني الجنوبية الشرقية، بينما جرى التحدث باللغة الغلاطية، وهي لغة قلطية في غلاطية وسط الأناضول.
وحينما قد تدهورت حضارة الإمبراطورية الحيثية ظهرت الكثير من المستعمرات اليونانية على السواحل، وبهذا اتصلوا بمدن منها طروادة وفريجيا وليديا.. ولما جاء الإسكندر الأكبر، قام بدمج اقليم آسيا الوسطى في إمبراطوريته، وبعد وفاته قسمت إلى دويلات صغيرة إلى أن أتى الرومان من جديد ووحدوها تحت دولة واحدة وذلك قبل الفتح الإسلامي لها. ومع ذلك بقيت بين حين وحين في ظل هجوم مستمر.
واستطاعت الدولة العربية الأموية فتح مناطقها الوسطى، ولما جاءت الدولة العثمانية احتلت معظمها وجعلتها مركز الخلافة الإسلامية.
بدأ تتريك الأناضول تحت حكم الإمبراطورية السلجوقية في أواخر القرن الحادي عشر، واستمر تحت حكم الإمبراطورية العثمانية بين أواخر القرن الثالث عشر وأوائل القرن العشرين، وما زال مستمرًا تحت حكم الجمهورية التركية الحالية.
ورغم ذلك، ما تزال الأقليات في الأناضول تتحدث بلغات مختلفة غير تركية، تشمل الكردية، والآرامية الجديدة، والأرمنية، والعربية، واللازية، والجورجية واليونانية. وشملت الشعوب القديمة الأخرى في المنطقة الغلاطيون، والحوريون، والآشوريون، والهاتيون، والكيميريون، وأيضًا الأيونيون والدوريون واليونانيون الأيوليكيون.
ما بين سقوط روما وسقوط بيزنطا
يكاد يكون السقوط متماثل، ففي الوقت الذي سقطت روما أمام غزوات القبائل الجرمانية المتتالية، تسقط بيزنطا أمام الهجمات العربية الإسلامية وما تلاها من هجمات السلاجقة والعثمانية الإسلامية..
والمفارقة: ولعل ما يثير الدهشة أن يصبح سقوط المدن، يترافق معه سقوط الإمبراطوريات، وحتى ظهور أكثر من مرة اسم قسطنطين في كلا الحدثين الروماني والبزنطي..
فهل يكون اسم قسطنطين الأول قد فتح الباب لحدث سقوط روما من قبل من جاء بعده، في حين راح يبني إمبراطوريته البيزنطية على وقع من بناء قسطنطينته، تلك المدينة التي ما فتأت على مدى إحدى عشر قرنا ونيف تدير إمبراطوريتها..
والمفارقة الأخرى تعلن عن ذاتها، بكون قسطنطين الكبير، قد افتتح مدينته قسطنطينية في الحادي عشر من أيار 330 م، وأنها قد سقطت في ذات اليوم (11 من أيار ) في عهد قسطنطين الحادي عشر عام 1453 م. (المفارقة الأخيرة، مستمدة من الإمبراطورية البيزنطية وحضارتها/ من محمود سعيد عمران)
فمن قسطنطين الكبير إلى قسطنطين الحادي عشر وألف عام بينهما، تحولت في نهايته الإمبراطورية البيزنطية لتصبح عثمانية على يد محمد الفاتح في الشهر ذاته.. فما أسرع ما تتهاوى فيها الإمبراطوريات، كما يظهره التاريخ..
في قول لي أظنه صائب وجرئ:
لولا الإسلام لما تأسست الإمبراطورية العثمانية، ولا الدولة التركية الحالية.. وربما قد عبرت عن ذاتها بدويلات يختلط فيها القديم بالحديث..
أجل إنه الإسلام الذي قد تشكًل في ظله المفصل، الذي مزج القديم بالوسيط وفي الحديث، وهو ما نراه قد حصل.. وصان لتركيا تراثها.. فلتاريخ كلمته التي يفرضها على البشر. !!



#عيسى_بن_ضيف_الله_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الأسرة الحمصية العربية إلى الأسرة التدمرية العربية
- من الأسرة الحمصية العربية إلى الأسرة التدمرية من الأسرة الحم ...
- وقفة أولية مع ظهور المسيحية
- وقفة موجزة مع العبودية كنظام سائد في النظام الروماني- مقتبس ...
- خلاصات بحثية، أولها في الجزيرة العربية، وثانيهما تعكس ذاتها ...
- من التراث/الماء كمقدس
- مقدمة عمل عنوانه في معترك السياسة في جامعة دمشق في عقد الستي ...
- الإمبراطورية الرومانية في ظل قسطنطين
- احتضار وسقوط امبرطورية العبودية الرومانية.
- مقاربة تاريخية/ بدايات وتحولات
- وقفة سريعة/ ما بين زنوبيا وبولس السيمساطي/ ساموات السوري
- المشترك في الزمن البابلي
- مقتطف من كتابي - البحث عن موسى - في قراءة مغايرة - ومناظرة م ...
- قراءة في التاريخ القديم لما بين الرافدين - كليات في وقائع
- غزوات شعوب البحر في قراءة مغايرة تصدع في تاريخيات غزوات شعوب ...
- وقفة في ظلال علم الأديان -
- أسرار الكهوف - النبض السري لمدونات كهوف قمران والبحر الميت
- مع العلمانية / موقف
- من التاريخ - الإمبارطورية
- من حروب غيرت مسار التاريخ - الحروب ما بين روما وقرطاج


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عيسى بن ضيف الله حداد - وقفة تأمل ما بين روما وبيزانطة