أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد إنفي - رسائل بنكيران حول بلاغ وزارة الخارجية المغربية، موجه لمن؟















المزيد.....

رسائل بنكيران حول بلاغ وزارة الخارجية المغربية، موجه لمن؟


محمد إنفي

الحوار المتمدن-العدد: 7335 - 2022 / 8 / 9 - 14:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انتظر الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، صدور بلاغ وزارة الخارجية والتعاون والمغاربة المقيمين بالخارج في شأن التطورات الأخيرة في الأراضي الفلسطينية، ليوجه ما يسمى في حزبه بـ"لجنة العلاقات الدولية"(كذا)، لإصدار بلاغها حول بلاغ المملكة المغربية الذي وُصف بالمتأخر.
ما سر تكليف اللجنة المذكورة بالتفاعل مع بلاغ وزارة الخارجية بدلا عن الأمانة العامة للحزب؟ فهل هو تهرب مقصود أم من أجل إثبات أن للحزب مؤسسات؟ وهل اللجان تقوم مقام الأجهزة حتى تنوب عن هذه الأخيرة؟ قد يكون هدف بنكيران، هو الاختباء وراء اللجنة المذكورة ليمرر رسائله على طريقته المعهودة (اللعب على الحبلين). لكن اللجنة أقحمته في مقدمة البلاغ بالإشارة إلى أن الاجتماع تم بتوجيه من الأمين العام للحزب.
ويسجل البلاغ المذكور في أول نقطة له أسف اللجنة العميق " للغة التراجعية لبلاغ وزارة الخارجية الذي خلا، على غير العادة، من أية إشارة إلى إدانة واستنكار العدوان الاسرائيلي ومن الإعراب عن التضامن مع الشعب الفلسطيني والترحم على شهدائه، بل وخلا أيضا من أية إدانة لاقتحام الصهاينة لباحات المسجد الأقصى المبارك".
بعد ذلك، يسجل البلاغ، في نقطته الثانية، استغراب اللجنة الكبير "لكون البلاغ المذكور ساوى بين المحتل والمعتدي الإسرائيلي والضحية الفلسطيني(...)، وهو ما يعني الهروب من إدانة المعتدي، وهو موقف غريب لا يشرف بلدنا، في الوقت الذي عبرت فيه مجموعة من الدول العربية والإسلامية الشقيقة عن مواقف واضحة في تحميل المسؤولية للاحتلال الإسرائيلي وإدانة عدوانه الإجرامي".
وقد تكون الإشارة إلى لجنة القدس، في النقطة الثالثة، أهم شيء في هذا اللاغ. وربما أن في هذه الإشارة رسالة أو رسائل لجهات قد تجد فيها غاية مفيدة. لقد جاء في بلاغ لجنة بنكيران: "نذكر أن الهدف العام من تأسيس لجنة القدس، التي تشكلت بقرار من منظمة المؤتمر الإسلامي المنعقد بفاس سنة 1975، كان هو حماية القدس من المخططات والمؤامرات الصهيونية لتهويد القدس، ولا يمكن لبلدنا الذي يرأس لجنة القدس في شخص جلالة الملك حفظه الله، إلا أن يكون سباقا للدفاع عن القدس الشريف وعن الأقصى المبارك".
فهل معنى هذا الكلام أن بلدنا لم يعد سباقا للدفاع عن القدس الشريف؟ وهل يدرك أصحاب هذا الكلام خطورة الخلط بين السياقات والمقامات؟ خصوصا، وأننا نعلم أن جارتنا الشرقية - التي هي من الدول العربية والإسلامية الشقيقة التي عبرت "عن مواقف واضحة في تحميل المسؤولية للاحتلال الإسرائيلي وإدانة عدوانه الإجرامي"- قد عارضت، في مجلس الأمن، بيانات الدعم والتضامن مع الشعب الفلسطيني، التي تقدمت بها المجموعات العربية والإسلامية وحركة عدم الانحياز؛ لا لشيء إلا لكون هذه البيانات تضمنت إشارات إلى الدور المحوري الذي تضطلع به لجنة القدس ورئيسها، جلالة الملك محمد السادس. ولهذا السب، خلت سجلات مجلس الأمن، ولأول مرة، من بيانات المجموعات السالفة الذكر.
لننتظر كيف ستستغل الجزائر، في هجومها على المغرب، هذه الهدية العاطفية الثمينة التي قدمها لها حزب العدالة والتنمية على طبق من ذهب.
بعد هذا القوس حول النقطة الثالثة من البلاغ، ننتقل إلى النقطة الرابعة التي تشير "إلى خطورة الانزلاق في هذا المنحى الذي عبرت عنه لغة بلاغ وزارة الخارجية، والذي لا يليق ببلادنا ومواقفها المشرفة، ولا ينسجم مع مواقف الشعب المغربي الراسخة في دعم القضية الفلسطينية (...)، ونؤكد أن التطبيع، الذي ما فتئ الحزب يعبر عن رفضه له، لا يمكن أن يبرر السكوت عن إدانة العدوان الصهيوني الإجرامي...".
ويبقى حزب العدالة والتنمية، بقيادة عبد الإله بنكيران، وفيا لازدواجية الخطاب والمواقف وللغة دغدغة العواطف. فهل نسي حزب العدالة والتنمية بأن أمينه العام السابق، سعد الدين العثماني، هو الذي أشَّر على الاتفاق الثلاثي باسم الدولة المغربية (الاتفاق الموقع بين الولايات المتحدة والمغرب وإسرائيل)؟ فمحاولة التنصل من التطبيع تهرب من المسؤولية وتأكيد لازدواجية الخطاب والمواقف، التي تطبع هذا الحزب الذي يدعي المرجعية الإسلامية.
يؤكد البلاغ، في الأخير (النقطة الخامسة)، "أن بلادنا تحت قيادة جلالة الملك حفظه الله، الذي أكد أن المغرب يضع دائما القضية الفلسطينية في مرتبة قضية الصحراء المغربية، ستبقى بإذن الله قلعة صامدة للدفاع عن القدس والأقصى وفلسطين، حتى ينال الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة".
وإذا كان المغرب "يضع دائما القضية الفلسطينية في مرتبة قضية الصحراء المغربية"، فهل ما تحققه الديبلوماسية المغربية من انتصارات، يتم بالشعارات ودغدغة العواطف أم بالعمل الجاد على أرض الواقع؟ وهل ما حققته الديبلوماسية الملكية لصالح الفلسطينيين (آخرها فتح معبر الملك حسين) تم بالشعارات ودغدغة العواطف وبيع الوهم للفلسطينيين أم بالعمل الديبلوماسي الرصين، العقلاني والواقعي؟
ويطرح البلاغ الذي قدمنا نقطه الخمسة، الكثير من الأسئلة ويستوجب العديد من الملاحظات إلى جانب تلك التي أوردنا خلال التقديم. لنتساءل، في البداية، عن اللجنة التي صاغت البلاغ. ما طبيعة هذه اللجنة التي تسمى لجنة العلاقات الدولية لحزب العدالة والتنمية؟ وهل يدرك هذا الحزب الفرق بين العلاقات الدولية والعلاقات الخارجية؟ بكل تأكيد لا؛ وإلا لما اختار هذه التسمية. وإذا تجاوزنا هذا الأمر، فما هي العلاقات التي نسجتها هذه اللجنة مع شركاء حزب العدالة والتنمية "الدوليين"؟ ومن هم هؤلاء الشركاء؟ أخشى أن يكون الأمر مجرد اسم بلا مسمى، مرر من خلاله بنكيران رسائله الملغومة والمشبوهة.
لماذا لم يفعل حزب العدالة والتنمية ما فعلته بعض الأحزاب والمنظمات التي أصدرت أجهزتها بيانات أو بلاغات، عبرت من خلالها عن مواقفها وقدمت مطالبها للحكومة والدولة، ممارسة بذلك حقها الدستوري دون لف أو دوران. وهناك أحزاب أخرى اكتفت بتصريح صحفي لقياداتها (نذكر على سبيل المثال، الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، الأستاذ إدريس لشكر الذي قدم تصريحا لموقع "هسبريس"؛ وننصح، بالمناسبة، السيد بنكيران بالاطلاع على التصريح المذكور ليفهم معنى السياسة ومعنى النضج السياسي ومعنى الواقعية السياسية، ومعنى الأخلاق السياسية، الخ؛ إن كان لا يزال لديه قدرة على الاستيعاب).
وإذا استحضرنا ما كان يقوله بنكيران عن الديبلوماسية المغربية يوم كان رئيسا للحكومة - حيث كان يتحجج دائما بأن مجال الديبلوماسية محفوظ للملك - فلابد أن نتساءل عما جد اليوم حتى يخلط بين الديبلوماسية الملكية وديبلوماسية الحكومة؛ إذ محتوى البلاغ الذي نحن بصدده يناقض جملة وتفصيلا كل ما قاله سابقا عن الديبلوماسية المغربية.
فهل حزب العدالة والتنمية ينتقد الديبلوماسية المغربية في شخص وزارة الخارجية، بينما هذه الأخيرة تحدثت باسم المملكة المغربية؟ أم أنه ينتقد الديبلوماسية الملكية في شخص وزارة الخارجية التي تمثل المملكة؟ أم أن الأمر لا يعدو أن يكون خلط السياقات والمقامات للعب على الحبلين في مجال سبق لبنكيران أن قال عنه بأنه محفوظ للملك؟ كيفما كان الأمر، فانتقاد بلاغ وزارة الخارجية، هو انتقاد للملك، وإن حاول حزب العدالة والتنمية أن يوهم القارئ بأنه يميز بين المؤسستين. فهل لبنكيران ولحزبه الشجاعة الكافية للخروج من هذا اللبس وهذا الغموض المقصود، وذلك بتبني خطاب صريح وواضح؟ فاللعب على الحبلين، غالبا ما يوقع صاحبه على رأسه، بالمعنى المجازي، طبعا.



#محمد_إنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغباء عاهة تشل تفكير نخب النظام الجزائري (تتمة)
- الغباء عاهة تشل تفكير نخب النظام الجزائري
- ما حظ -الشيخ- عبد الإله بنكيران من الأخلاق الإسلامية؟؟
- مكناس من فرساي المغرب إلى باريس الصغرى فالقرية الكبرى
- إلى السيد عبد المجيد تبون، رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقرا ...
- رسالة مفتوحة من محمد إنفي إلى السيدة حسناء أبو زيد: -كِيفْ ج ...
- تفاعل على تفاعل مع مقالي -لا حاجة للاتحاد الاشتراكي بغثاء ال ...
- مأساة ريان والدروس الممكن استخلاصها من الحادث
- المؤتمر الوطني الحادي عشر: إبداع، تحدي، ثم نجاح؛ ولا عزاء لل ...
- الصحافي حميد المهداوي في دور النائحة المستأجَرة ومهمة حفار ا ...
- لا حاجة للاتحاد الاشتراكي بغثاء السيل وسقط المتاع
- دولة الجزائر ودولة المغرب بين الاسم والمسمى
- عودة إلى المؤتمر الوطني التاسع للاتحاد الاشتراكي
- هل أتاكم حديث الوزير الذي أحدث ضجة إعلامية بفقاعاته الكلامية ...
- المغالطات والمسكوت عنه في الخرجات الإعلامية لمسؤولي وزارة ال ...
- الجزائر: إلى أين يسير بها قادتها بغبائهم وسباحتهم ضد التيار؟
- المشهد السياسي المغربي على ضوء انتخابات 8 شتنبر 2021: تناوب ...
- رسالة إلى العقلاء من النخبة الجزائرية
- أخواتي الجزائريات، إخواني الجزائريين، مصدر مشاكلكم في غباء ن ...
- السيد عبد المجيد تبون، لا عزاء للأغبياء !!!


المزيد.....




- شاهد.. حالة من الهلع والذعر في تل أبيب بعد رشقة صاروخية من ر ...
- تضرر منزل في هرتسيليا جراء الرشقة الصاروخية الأخيرة على تل أ ...
- السيسي يوجه بمواصلة تطوير الموانئ المصرية
- الدفاع الروسية تعلن تحرر بلدة جديدة في مقاطعة خاركوف والقضاء ...
- على وقع هدير الصواريخ فوق تل أبيب.. بن غفير يغرّد عن رفح
- روسيا بصدد تنظيم معارض تصويرية في 10 دول توثق جرائم نظام كيي ...
- لافروف: حديث الأمريكان عن السماح لكييف باستهداف روسيا بأسلحة ...
- مدفيديف: بولندا ستتلقى حصتها من الغبار النووي في حال أي اعتد ...
- العلماء يدرسون آلية تحول النجوم الضخمة إلى ثقوب سوداء
- بابوا غينيا الجديدة: تقديرات أممية تفيد بمصرع 670 شخصا بسبب ...


المزيد.....

- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد إنفي - رسائل بنكيران حول بلاغ وزارة الخارجية المغربية، موجه لمن؟