أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلقيس خالد - شمعة ٌ في ليل ٍ مسلّح














المزيد.....

شمعة ٌ في ليل ٍ مسلّح


بلقيس خالد

الحوار المتمدن-العدد: 7334 - 2022 / 8 / 8 - 22:46
المحور: الادب والفن
    


شمعة ٌ في ليل ٍمسلّح
مشتركةٌ بين الناس المشاعر الانسانية، نلمسها في السلوكيات والانفعالات.. منها الحزن والبكاء، ولكل منا له طريقته في التعبير عن مشاعره ِ هناك من يبكي صامتا وغيرهُ يبكي ويبّكي من حوله..
الآن ونحن في هذا الحزن العاشورائي لا كفاية َ في بكائي.. صرتُ ابحثُ عن صورهم القلمية في كتب سيرهم واحاديثهم آل بيت النبوة.. وادركتُ أن واقعة الطف فيها من الحكمة ما يحتاج التأمل والتفكر واستنباط الدرس الثوري..
بينهما روابط لا مثيل لها من الصداقة العظيمة، وهما من مصابيح النبوة : أعني العقيلة وسيد الشهداء – عليهما السلام. نتأمل هذه المشاهد التي تجسد ما يقال عنهما:
كان الإمام الحسين مبحراً في كتاب الله، وحين دخلت الحوراء، قام الحسين مِن مكانهِ وهو يحمل القرآن بيده، وهذا الفعلُ من الحسين يشعُ منزلة ً عظمى نحو العقيلة ينبثق الشعاع من عقله ورحه..
في مشهد اخر:
ليلة العاشر من محرم، يدخل الحسين خيمة زينب، فتضع له متكأً، فيجلسُ ويحدّثها همسا، فتخنقها عبرتها وهي تقول: وأأخاه ! أشاهدُ مصرعك وأبتلى برعاية هذه النسوة؟ والقوم كما تعلم، ما هم عليه من حقدٍ قديم ٍ
ذلك خطبٌ جسيم، يعزُ علي مصرع هؤلاء الفتية الصفوة من أقمار بني هاشم.
روي عنها : في ليلة العاشر من محرم، خرجتُ من خيمتي لأتفقد أخي الحسين وأنصاره، وقد أفرِد له خيمة، فوجدته جالسا وحده يناجي ربه، ويتلو القرآن. فقلتُ لنفسي : أفي مِثل هذه الليلة يُترك أخي وحده؟
والله لأمضيّن إلى أخوتي وبني عمومتي وأعاتبهم.
تدخل العقيلة خيمة العباس : تسمع ُمنها همهمة ودمدمة، حيث كان العباس عليه السلام يأجج الحماس في جمهرة من الأنصار، وذاك نافع يحشّد ويبث حماساً في مجموعة من أنصار الحسين، ويخاطبهم نافع : هلموا معي، فقام يخبط الأرض، وكما نقول بلهجتنا الجنوبية (يردس)
نافع يخبط الأرض وأنصار الحسين يعدون خلفهُ، حتى وقف بين أطناب الخيم ونادى : يا أهلنا و يا ساداتنا و يا معشر حرائر رسول الله، هذه صوارم ُ فتيانكم آلوا أن لا يغمدوها إلاّ في رقاب مَن يبغي السوء بكم، وهذه أسنّة غلمانكم أقسموا أن لا يركزوها إلاّ في صدور مَن يفرق ناديكم.
كل هذا المشهد الحماسي النقي، كانت ترصده السيدة الحوراء، فانصرفت عنهم بطمأنينة ٍ، وحين تلاقي الحسين يخاطبها وهو يراها تتبسم في وجهه
فيسألها : يا أختاه ! منذ رحيلنا من المدينة، ما رأيتُك تبتسمين؟
تجيبه الحوراء: يا أخي رأيتُ من فعل بني هاشم والأصحاب كذا وكذا
يجيبها الحسين : أعلمي أنّ هؤلاء أصحابي من عالم الذر وبهم وعدني جدي رسول الله – صلى الله عليه وسلّم –
يأخذ الحسين بيد زينب ويقصد خيم الحرائر ويناديهن : أخرجن عليهم يا آل الله ! فيخرجن مسرعات ويقلن : حاموا أيها الطيبون عن الفاطميات..
وكان حبيب بن مظاهر وأصحابه حاضرين وينظرون ، فإذا هم يضجون ضجة مدوية ماجت الأرض منها.
الفاطميات والأنصار والحسين وآل بيته الشريف، كل هذا الجمع المقدس يشعر بأهمية العقيلة زينب ويعرفون قدرها العظيم، ويحدسون أن ثقلا عظيما سيكون على عاتقها بعد الهزيمة المنتصرة على البغي والعدوان.



#بلقيس_خالد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جُلاب
- من هي السيّدة المجهولة ؟
- (صمت الفتيات ) للروائية بات باركر
- ماري وولستو نكرافت (دفاعا عن حقوق النساء)
- أجراس الجمال ( البصرة مدينة الطيبة والجمال) للباحث باسم حسين ...
- المسرح : من خلال الفنان الأستاذ مجيد عبدالواحد / حاورته : بل ...
- كما الأزهار..
- قراءة وامضة في ( تحت سطوة الحب) للروائي حميد الأمين
- عبد الرزاق سوادي : سلاما
- عبق ُ الورود حروفهم
- فاعلية الفهم والتفسير لدى الناقد عبد الغفار العطوي
- حياة الرّايس.. وبغداد 1977
- قصائد مظفر النواب : أوراقها قلوب الشعب
- رائحة ُ أحلامنا
- سافرة جميل حافظ وروايتها (هم ونحن والآخرون)
- حوار مع الشاعر والإعلامي محمد صالح عبد الرضا
- زها حديد : شاعرة الكتلة والفراغ
- حلاقة الحفيد ليلة العيد
- الشاعر ثامر سعيد.. من خلال قصيدتين
- على هامش أمسية توقيع كتاب (السومريون)


المزيد.....




- قيامة عثمان الحلقة 160 مترجمة باللغة العربية وتردد قناة الصع ...
- قمصان بلمسة مغربية تنزيلا لاتفاق بين شركة المانية ووزارة الث ...
- “ألحقوا اجهزوا” جدول امتحانات الثانوية العامة 2024 للشعبتين ...
- الأبعاد التاريخية والتحولات الجيوستراتيجية.. كتاب -القضية ال ...
- مهرجان كان السينمائي: آراء متباينة حول فيلم كوبولا الجديد وم ...
- قال إن وجودها أمر صحي ومهم الناقد محمد عبيدو يعدد فوائد مهرج ...
- ركلها وأسقطها أرضًا وجرها.. شاهد مغني الراب شون كومز يعتدي ج ...
- مهرجان كان: الكشف عن قائمة الـ101 الأكثر تأثيرا في صناعة الس ...
- مسلسل طائر الرفراف الحلقة 70 مترجمة باللغة العربية بجودة HD ...
- السحر والإغراء..أجمل الأزياء في مهرجان كان السينمائي


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلقيس خالد - شمعة ٌ في ليل ٍ مسلّح