أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلقيس خالد - (صمت الفتيات ) للروائية بات باركر














المزيد.....

(صمت الفتيات ) للروائية بات باركر


بلقيس خالد

الحوار المتمدن-العدد: 7320 - 2022 / 7 / 25 - 22:44
المحور: الادب والفن
    


(صمت ُ الفتيات ): تصحيح نسوي لسرد الأساطير

مؤلفة رواية(صمت الفتيات) بات باركر ولدت في 1943 في شمال بريطانية، تلقت تعليمها في مدرسة لندن للاقتصاد ثم عملت مدّرسة للتاريخ والعلوم السياسية
نالت جائزة الغارديان على ثلاثية (التجدد) وروايتها(طريق الاشباح) حازت جائزة البوكر ولديها سبع روايات أخرى.
روايتها(صمت الفتيات) تتكون من ثلاثة أجزاء، كل جزء يتكون من عدة أرقام، الجزء الأول من (15) قسم ينتهي في الصفحة (127) الجزء الثاني يبدأ في ص131 ويبدأ من القسم(16) وينتهي عند القسم (34) في ص253 أما الفصل الثالث/ الأخير فيبدأ من ص257 بالقسم (36) وينتهي بالقسم (47)..

بات باركر في روايتها صمت الفتيات، اشتغلت تدوير السرد على نصوص تاريخية أسطورية، تنسب إلى هوميرس : الأوذيسية والألياذة والأنياذة، بالنسبة لي أطلعت على هذه الثلاثية، قبل سنوات: ترجمة الدكتورة عنبرة سلاّم الخالدي مع مقدمة بقلم الدكتور طه حسين.
في رواية بات باركر، تسطع سيادة المرأة الساردة، وليس الرجل السارد . إذا كان المؤرخ هوميروس جذلا بسفك الدماء، فأن المؤلفة في هذه الرواية تسقط أقنعة الالهة عن الابطال وتراهم مصاصي للدم والارواح البريئة.
وتبدأ بارت باركر بمشهد من أحدى روايات فيليب روث
(أتعرفون كيف بدأ الأدب الاوربي؟) ويبادر الاستاذ قائلا (..أنبثق بمجمله من قتال) ثم يختزل الحرب بشخصين أسطوريين (أجاممنون ملِك الرجال، وأخيل العظيم )، ومن اجل التوضيح.. ينقلهما من الاسطوري إلى الواقع اليومي قائلا مثل (شجارات حانات، إنهما يتنازعان على امرأة، بل فتاة سُلِبت من أبيها، فتاة اختُطفت في حرب) وبهذه النصيحة
استعملت الروائية بارت باركر بدءاً من السطر الاول في روايتها
(أخيل العظيم، أخيل المتقد، أخيل اللامع، أخيل الإلهي). وستخلع عن أخيل ما خلعوه عليه وتصفه بصفة واحدة حادة (لم ننعته يوماً بأي من هذه الأسماء، كنا نسميه (الجزار)/ ص11 وحين يقتل أخيل، عدوه البطل الأسطوري هكتور ويمثل بجثته وقد انتصر الاغريق على الطرواديين . رغم الانتصار فأن أخيل (بدا خاويا /258) رغم كل أكداس القتلى بسيف أخيل فالخواء تسيّد على روحه !!
فلا ينتشي بخمرة الانتصار وهو يتناولها كؤوسا من محبيه
بل يفر منها إلى برودة مياه النهر( وكل موجة ترفعه ثم تتركه يسقط، وتحيطه موجة أكبر من سواها.. يتركها تسحبه ُ إلى أسفل، أسفل وأسفل إلى داخل العالم الاخضر الصامت ص263)
الساردة هي من العائلة الملكية التي تحكم طراودة. الحرب تحول النساء جوائز للمقاتلين المنتصرين، ويتم توزيع النساء كثواب على أرواح المقاتلين أخيل يقدم الجوائز في ذكرى صديقه الحميم (فطرقل) وزع الدروع والمناصب ثلاثية القوائم (والخيول والكلاب والنساء/ ص268) !! وكانت صدمة الساردة حين تحولت صديقتها الحميمة الوحيدة (إيفيس) جائزة ً أولى للفائز الأول في سباق العربات!! ونساء عامة الناس (يزحفن إلى تحت الأكواخ ويمتن إلى جانب الكلاب/ص 104)..
توقفت قراءتي هنا وسطعت أسماء الفلاسفة والحكماء آنذاك وجماعات الجدل البيزنطي والمشائين والرواقيين
هل كل هذا العقل اليوناني كان يعتبر المرأة مجرد بضاعة ؟ أين ذهب دور امرأة فيثاغورس وهي من الفلاسفة؟ هل استرجل عقلها أيضا؟ ولأن مؤلفة الرواية امرأة فهي ترصد مالا يتوقف عنده أي مؤلف، اذ تعيد اوتصحح صياغة التأريخ الذي اعتدنا ان نراه بعين الرجل فقط، حين تتكلم على لسان الساردة الأسيرة : عن أخيل (لم يكن لديه أي فضول تجاهي ولا شعور بي كشخص منفصل عن ذاته، حين أضع الطعام أو الشراب أمامه في العشاء، لم أكن مرئية إلا في السرير، ولستُ واثقة في الحقيقة إلى أي حد كنتُ مرئية هناك /ص49) لكن أخيل يعرف قيمتها الثمينة ،في لحظة توزيع الغنائم
(شعرت أن المرة الوحيدة التي رآني فيها بالفعل كانت لحظة عُرِضت ُ أمامه ُ، نظر إليّ فقط بما يكفي ليتأكد أن الجيش يكافئه بجائزة تتناسب مع منجزاته)..
من جهة أخرى حين ينتصر الاغريق ويحرقون طراودة ويأخذون النساء سبايا ومن ضمنهن الملكة بريزيس.. سرعان ما تمنح هذه المرأة نفسها طاقة موجبة ، بتحفيز ذاكرتها واستعادة مدينتها قبل تدميرها (أطبقت يدي على أذني، واستجمعتُ آخر شراذم القوة في لأعيد نفسي.. دخلتُ من البوابة التي لم تتحطم بعد، ومرة أخرى رأيتُ القصور والمعابد التي لم تحترق. والشوارع مزدحمة والنساء يغسلن الملابس عند البئر، وأعدتُ تأهيل شوارعها بالناس واعدتُ زوجي واخوتي إلى الحياة. ص30) الحروب تكسر النساء لكنها تفشل في قتل الامل فيهن، هكذا تتعامل المرأة المتمكنة وتذلل كل التعسف الذي يجتاح مدينتها واهلها ، وعليها واجب مقدس احتواء ما يجري من أجل غد أجمل. صمت الفتيات: رواية، تستحق القراءة والتأمل.
(1) بات باركر/ صمت الفتيات/ عصير الكتب للنشر والتوزيع/ القاهرة/ ط1/ 2022/ ترجمة علاء عودة

:



#بلقيس_خالد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماري وولستو نكرافت (دفاعا عن حقوق النساء)
- أجراس الجمال ( البصرة مدينة الطيبة والجمال) للباحث باسم حسين ...
- المسرح : من خلال الفنان الأستاذ مجيد عبدالواحد / حاورته : بل ...
- كما الأزهار..
- قراءة وامضة في ( تحت سطوة الحب) للروائي حميد الأمين
- عبد الرزاق سوادي : سلاما
- عبق ُ الورود حروفهم
- فاعلية الفهم والتفسير لدى الناقد عبد الغفار العطوي
- حياة الرّايس.. وبغداد 1977
- قصائد مظفر النواب : أوراقها قلوب الشعب
- رائحة ُ أحلامنا
- سافرة جميل حافظ وروايتها (هم ونحن والآخرون)
- حوار مع الشاعر والإعلامي محمد صالح عبد الرضا
- زها حديد : شاعرة الكتلة والفراغ
- حلاقة الحفيد ليلة العيد
- الشاعر ثامر سعيد.. من خلال قصيدتين
- على هامش أمسية توقيع كتاب (السومريون)
- الشريف المرتضى / أبو العلاء المعري
- قنديل ثان
- مطيع بن إياس وأبو جعفر المنصور


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلقيس خالد - (صمت الفتيات ) للروائية بات باركر