أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - عامر هشام الصفّار - موجات الحر 2022: فشل في إدارة المخاطر بشكل أستباقي














المزيد.....

موجات الحر 2022: فشل في إدارة المخاطر بشكل أستباقي


عامر هشام الصفّار

الحوار المتمدن-العدد: 7334 - 2022 / 8 / 8 - 17:46
المحور: الطب , والعلوم
    


لقد أدى تغير المناخ بفعل الإنسان -وليس بفعل غيره- إلى زيادة أحتمالية حدوث موجات الحر الشديدة، وحرائق الغابات، والفيضانات المفاجئة وزيادة حدتها. ومع ذلك، لا يتم تقدير وتقييم الآثار الصحية لمضاعفات التغيرات المناخية على نطاق واسع.
لقد فشلت معظم البلدان في التخطيط والتكيّف، وأستخدام المعلومات القائمة على الأدلة بشكل مناسب لحماية سكانها. فبالنسبة لبعض البلدان، يعد هذا إخفاقًا خطيرًا في العمل، لكن البعض الآخر يفتقر إلى الموارد البشرية والمالية الكافية للأستجابة. وقد شهدت هذا العام كل من الهند وباكستان والولايات المتحدة الأمريكية والصين وأوروبا موجات حر شديدة وخطيرة دمرت البنية التحتية الحيوية، وهدّدت بإرهاق قدرة خدمات الطوارئ، أضافة الى الأعداد المذهلة للوفيات. فوفقًا لمنظمة الصحة العالمية، كان هناك ما لا يقل عن 1700 حالة وفاة مبكرة يمكن تجنبها في كل من إسبانيا والبرتغال وحدهما. هذا أضافة الى معاناة العديد من الأشخاص من أعتلال صحتهم الخطير.
من المعروف علميا أن الحرارة الشديدة تتسبب في الإصابة بضربة شمس. لكن معظم الوفيات المرتبطة بالحرارة ناتجة عن مشاكل قلبية مما يخص القلب والأوعية الدموية، وهي الحالة التي غالبًا ما تكون غائبة عن معلومات ومناهج الصحة العامة. ومن المعروف علميا أن ضخ عضلة القلب يجب أن يزيد للمساعدة في تبريد الجلد مع الحفاظ على ضغط الدم، مما قد يؤدي إلى إجهاد قلبي خطير، حتى في حالة عدم وجود درجات حرارة أساسية عالية. ترتبط الزيادة في أمراض الجهاز التنفسي وأمراض الكلى والقلق والعنف وتعاطي المخدرات أيضًا بأرتفاع درجة الحرارة، فضلاً عن زيادة مخاطر أسقاط الأجنة والولادة المبكرة وأنخفاض وزن الأطفال عند الولادة. لقد تم التوصل من خلال الأبحاث حول حرائق الغابات الى العلاقة الكمية مع وفيات الأطفال وأمراض الجهاز التنفسي والأصابة بأمراض السرطان.
تواجه الأستجابة في العديد من البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل عقبات بسبب عدم كفاية الإجراءات العالمية، وبسبب القدرة المالية المحدودة. ولكن في العديد من البلدان الأخرى، وعلى الرغم من الأدلة الواضحة على وجود خطرنتيجة تغيرات المناخ، كان هناك فشل فاضح ليس فقط في دعم العمل العالمي أو بدء برامج التكيّف، ولكن حتى في معالجة وتخفيف المعاناة المباشرة للأشخاص المعرضين للحرارة الشديدة.
لقد أدى أنتشار إنكار تغيرات المناخ أضافة الى عدم كفاءة السياسيين، إلى حرمان الجمهور من فوائد المعلومات حول كيفية منع زيادة الإجهاد الحراري في ظروف الحر الشديد. لقد قلل السياسيون من أهمية المخاطر الصحية للحرارة الشديدة، كما قامت المنظمات ووسائل الإعلام المؤثرة بتعميم نصائح قديمة وغير علمية بدل المعلومات عالية الجودة والتي يمكن أن تزيد من مقاومة الفرد للحرارة على الفور. وصفت سلسلة نُشرت في مجلة اللانسيت في عام 2021 التكيفات الشخصية القائمة على الأدلة والتي يمكن أن تقلّل من الأنزعاج الحراري وإجهاد القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك الغمر الذاتي، وغمر الملابس أو القدمين في الماء، وأستخدام أستراتيجيات التبريد التي تعتمد على المروحة أولاً، ولكن لم يتم ذكرها في نصيحة من المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.
ويمكن أن يقلل شرب الماء البارد من خطر الإصابة بضربة الشمس والإجهاد، ولكن لذلك تأثيره الضئيل على درجة حرارة الجسم، فهناك حاجة فورية وملحة للعاملين في مجال الصحة والوكالات لتثقيف الجمهور بشأن مخاطر الحرارة وحماية الجسم من الضرر.
لقد تم التنبؤ بموجات الحر وحرائق الغابات في عام 2022، ولكن حتى الأستعداد على المدى القصير وتخفيف المخاطر كانا سيئين بشكل صادم، مما أدى إلى وفيات يمكن تجنبها، تعادل العديد من حوادث الوفيات الجماعية. وفي 28 يوليو / تموز، تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارًا تاريخيًا يعلن أن الوصول إلى بيئة نظيفة وصحية ومستدامة هو حق عالمي من حقوق الإنسان.
ومن الجدير بالذكر هنا أنه يتوجب على الجمهور فهم أوجه القصور الهائلة في الأستجابة من قبل الحكومات في دول العالم المختلفة، والمطالبة بأتخاذ إجراءات من صانعي السياسات للوفاء بهذا الحق الأساس من حقوق الإنسان.
(المقالة مترجمة عن مجلة اللانسيت الطبية العالمية الصادرة في السادس من شهر آب الحالي)



#عامر_هشام_الصفّار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجديد في الطب: أسلوب حديث في معالجة آلام الظهر
- الفنان بيتر بروك: -المسرح دائمًا في حالة حركة، ووظيفته هي مع ...
- قراءة في كتاب -مكافحة السرطان في العراق-
- شخصيات في حياتي: الدكتور علي كمال بين طب النفس والقلم
- رواية عوليس بعد 100 عام وأختبار الحب والحياة
- الدكتور الجراح حسن السكافي في ذمة الخلود
- مجلة اللانسيت الطبية العالمية تنشر مقالة علمية عن آثار الغبا ...
- كتاب ألف ليلة وليلة في ثقافات العالم المعاصر.. الأفضل بين ال ...
- دور العرب في تطور الشعر الأوروبي
- السكتة الدماغية ومايكروبات الأمعاء...هل نحن على أعتاب علاج ج ...
- عيد مبارك..وقصص قصيرة جدا أخرى
- علاج جديد يزرق تحت الجلد لمرتين في العام لعلاج أرتفاع ضغط ال ...
- رواية جديدة للكاتب البريطاني جوليان بارنز.. الحاضر وتصحيح ال ...
- الروائية الكندية الشهيرة مارغريت أتوود... تلعب بالنار
- قراءة في كتاب -المحامي المسموم- لستيفن بيتس: أجاثا كريستي وا ...
- شخصيات في حياتي: الباحث الأستاذ أسامة ناصر النقشبندي
- الأستاذ الدكتور فؤاد حسن غالي.. في ذمة الخلود
- الفنان الكبير سدني بواتييه.. وداعا
- العلاّمة الدكتور يوسف عزالدين..قامة عراقية ثقافية
- إطلاق منتدى ثقافي عربي بريطاني لتنشيط الحركة الفكرية والإبدا ...


المزيد.....




- ما هي متلازمة مونخهاوزن بالوكالة التى تصيب الأمهات؟
- استشاري تغذية: تناول البروتين بوجبة الإفطار يفرز هرمون الشبع ...
- 3 علامات تحذيرية قبل حدوث النوبة القلبية.. اعرفها
- أمراض خطيرة يشير إليها ارتفاع مستوى الهيموغلوبين
- أزمة منتصف العمر.. اعرف أعراضها وأسبابها ونصائح للتعامل معها ...
- هل مرضى الصرع أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب؟
- التهاب الكبد الحاد عند الأطفال.. الأسباب وطرق العلاج
- كيف تساعد التمارين الرياضية فى تقليل مخاطر الإصابة بالسرطان؟ ...
- من لون بشرتك اعرف مرضك.. السكر والبهاق أبرزها
- -تعد على بيت الله-.. مدرسة عالمية -تختلس- الكهرباء والمياه م ...


المزيد.....

- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب
- الماركسية وأزمة البيولوجيا المُعاصرة / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - عامر هشام الصفّار - موجات الحر 2022: فشل في إدارة المخاطر بشكل أستباقي