الظل والطريق - قصة قصيرة

عايده بدر
باحثة أكاديمية وكاتبة شاعرة وقاصة
(Ayda Badr)

الحوار المتمدن-العدد: 7317 - 2022 / 7 / 22 - 17:46
المحور: الادب والفن
    

الظل والطريق / قصة قصيرة
كنا نقف على الجانب الترابي من الطريق السريع نهم بالعبور إلى الجانب الآخر ..
حين تركني بصمت مريب أقف أمام نعيق السيارات الغارقة في سرعتها .. وأسرع يركض للخلف ..
هممت بالنداء عليه لكنه كان قد حمل معه صوتي ضمن ما حمل قبل أن يباغتني بالفرار ..
نظرت إلى يدي التي كانت تطبق على يده خوفاً وتشبثاً ... أشرت إليه لكن كيف تصل إليه الإشارة وقد أصبحت الآن فارغة من الحياة ..
يشتد نعيق السيارات كلما اشتدت وطأة السباق بينهم .. بينما لا يزال يسابق ظله في قطع مسافات أكبر إلى الخلف ..
ينظر لي كمن نجا بنفسه وقهقهات انتصاره تتردد مع نعيق السيارات
أنظرني فإذا ظلي وقد عبر الطريق وحده يشير لي لألحق به ... تتردد مخاوفي من المجهول القادم .. تتعاظم في عيني دمعة كأنها نهر لا ينضب ...
فأقف في منتصف الطريق يذهلني تلألأ الأضواء القادمة من بعيد وهي تعانقني في ارتباك بينما ترتجف الأرض تحت خطواتي الواسعة ...
أسمع صفيق أصوات تتعالى وسياج من ظلال تحيط بأشلاء متناثرة وتتبع في جلجلة خيطاً أحمر ينحدر بانحدار الطريق
على الجانب الآخر من الطريق السريع أقف أنا وظلي فوق غيمة منهمكة في نثر المطر ...
ننظر نحوهم بأسف وهمهماتهم لا تنقطع ونسمع صوته يستغيث من بعيد وقد غيض عنه ظله.
22-7-2022

#عايده_بدر (هاشتاغ)       Ayda_Badr#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل