أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح الدين محسن - الله باشا - ومشاكل الناس معه / ج ٣















المزيد.....

الله باشا - ومشاكل الناس معه / ج ٣


صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي

(Salah El Din Mohssein‏)


الحوار المتمدن-العدد: 7314 - 2022 / 7 / 19 - 15:22
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من مدونتي 17-7-2022

قابلت الجار فيليب. فوجدته يبدو حزيناً
أسأله عن السبب
فيليب : زوجة ابني وضعت مولودة , ولكنها ناقصة النمو ، فوضعوها في حضانة طبية ، أورجو أن تكتب لها السلامة , ويكتمل نموها
قلت : استبشر خيرا. سوف تخرج بالسلامة
هو - كمن يتحدث مع نفسه بصوت مسموع - : أنا لا أعرف ليش الله يسوي خلقة ولا يكملها ؟! والطفلة المسكينة ، مكتوب عليها ألا يتم نموها خارج رحم الأم ، بل في رحم اصطناعي ! ويسبب لنا نحن أهل الطفلة كل هذه الأحزان !؟ ( هو مسيحي تقليدي .. ) ثم يستطرد مستدركاً بصوت منخفض : بلاش نقول هيك ، حتي لا نكفر
( بعكس أبو العلاء الذي رأي أن الله هو الذي جعل للكفر به , ما يسوغه وما ويبرره :
فلا ذنب يا رب السماء على امرئ رأى منك مالا يشتهي فتزندقا

فيما بعد .. قابلته فكان مرتاحاً ، مرحاً كعادته
سألته عن حفيدته التي في حضّانة طبية لاكمال النمو
( فقال بعدما شكر الرب ) .. خرجت بالسلامة
أنا - ( فرحت ) وهنأته

بعد شهور أطلعني علي صورتها ، وجدتها قد صارت كالوردة
عندما قلت له ذلك , فرح كثيرا باغتباط

بعد 4 سنوات. سألته عن حفيدته الصغيرة الوردة الجميلة ابنة الحضّانة الطبية
فقال لي بحزن : مريضة بداء السكري !!
تألمت للغاية. وسألته : أهو الله يترصده لإيذائه ، أم لإيذاء الطفلة ووالديها ومعهما جدها , وايذاء كل من علم بمرضها !؟ أنا تأذيت جداً
هو ( حاول أن يبتسم ، لكن الابتسامة كانت تخفي مرارة ) !
فيليب : لا أدري ! ليت الله قد أصابني بدلاً منها ، أنا كبير وأتحمل أكثر من طفلة صغيرة .. واستطرد : وهكذا يقول أبواها , يتمني لو كان فداءً لها
قلت : ان الكبار يتعبون جداً من مرض السكري ! فكيف يكون حال طفلة صغيرة بريئة ، في مقتبل العمر ؟!
هو : تلك مشكلة كبيرة . فالكبار المصابون. بداء به ، يعانون بشدة ، من قيود ضبط الطعام والشراب ، لتفادي مضاعفات ذاك المرض اللعين .. فكيف لطفلة صغيرة أن تتحكم في طعامها وشرابها ! وكيف يمكن للكبار - أبويها - أن يقنعوا طفلة صغيرة بعدم أكل هذا أو ذاك ، مما يأكلون هم منه !؟
أو مما يأكل منه شقيقها الذي يكبرها بعامين !؟ وهل يلجأوا لتناول طعامهم خفية , لكي لا تراهم ..؟!
وكيف لا تبكي كلما منعوها ،، وتتمزق قلوبهم حسرة من حالها ومن بكائها !؟
قلت : لا ندري لمن نوجه هذا السؤال ؟ للمؤمنين بالله باشا ، المهذبين ، والذين قد يبتسمون دونما اجابة ، أو بإجابة لا طعم لها مثل أكيد الله له حكمة من ذلك / تعذيب طفلة صغيرة ، وتعذيب أهلها .. وتعذيب كل من يعلم بقصتها فيتألم ، حتي ولو لم يكن من الأسرة ، فقد يتمني لو ان المرض انتقل اليه هو وابتعد عن تلك الطفلة المسكينة !؟
أم نوجه السؤال لمؤمنون متعصبين ، فتمتقع وجوههم ثم تسود ، ويتطاير من أعينهم شر. غضب مؤذي ، دون اكتراث بالرد ..
أم نوجه السؤال لأحد الدواعش باختلاف أديانهم ، فيكون الرد بالانتقام منك أنت ( حسب وبقدر دعشنة دينه ) وليس بالانتقام من المتسبب في المشكلة - الله باشا - ، بما فعله في الطفلة المسكينة البريئة !
أم نسأل الله باشا. شخصيا : لماذا ، أو ما سر ابتلاء طفلة صغيرة بريئة بمرض قاسي وصعب علي الكبار ، وبعدما ابتلاها بتقصيره في إكمال نموها ، وتركها تولد مبتسرة ، ولولا أن العلم قد اخترع الحضانة الصناعية ، ولو انقطعت الكهرباء عن الحضانة لماتت !!
??
ولكن - الله باشا - اذا وجهنا له السؤال , كعادته لا يرد .. رغم مزاعم الكتب المنسوبة اليه بأنه سريع الرد والاجابة ! :
كتاب يقول : " اذا سألك عبادي عني فاني قريب . أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ" !! - سورة البقرة - آية 185 / 186
ووصل الأمر لدرجة ادعاء ذاك الكتاب بأنه - أي : الله باشا - أقرب الينا من حبل الوريد " ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد " - سورة ق - آية 16 .. !!
وفي الكتاب الآخر يقول " الله باشا " : اطلبو تجدو . اقرعوا يفتح لكم !! - انجيل متي 7-7
ولكن لا شيء يتحقق فعلاً من تلك الاقوال !!
فان سألت المؤمنين عن سبب عدم تحقيق ملموس لتلك الادعاءات !؟
فانهم يغضبون.. ويتهموك بقلة الايمان
طيب اطلبوا أنتم يا مؤمنين .. اطلبوا أي شيء لي .. أو لأنفسكم .. ونتمني أن يتحقق
فيرد عليك نوع من المؤمنين بآية من كتاب مقدس : لا تجرب الرب إلهك ( - انجيل متي 4 : 7 - قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «مَكْتُوبٌ أَيْضًا: لاَ تُجَرِّب الرَّبَّ إِلهَكَ»." . العهد القديم | العهد الجديد )
!!
وهكذا الوعود بالاستجابة للطلبات.. لا تجد لها مصداقية , لا بدون تجربة الرب الإله , ولا بمحاولة تجربته ! ...

عشت لعامين وبضعة شهور وسط أحد شعوب الشرق الأوسط . ولاحظت ان من ضمن شتائمهم , اذا غضب شخص من آخر : خرا بك وبربِكَ ...
والرب ان كان موجوداً فهو بالطبع يسمع من يشتمونه ويضعون مجده في الخراء .. !
ولكنه لا يرد ..
وفي دولة أخري .. يمكن أن تسمع من أقارب أصحاب النفوذ - عند اللزوم - تهديداً , بالقول : " أنا الله "... ! ذكر لي ذلك أحد معارفي - في مونتريال - يعود أصله لتلك الدولة , ولكنني لم أصدق حتي قرأتها بمقال لكاتبة معروفة من نفس الدولة - تعيش في أمريكا - !!
والله باشا - لا يتدخل ليدافع عن كرسي عرشه , لا هو ولا أحد من حملة الكرسي - الثمانية - كما يقول عنهم القرآن - ! ولا من ملائكته الموجودين في سماء " مباحث أمن المولي " - سما وغلا -
( سَما وغلا .. استحداث من عندنا , وحاجة كدا مثل / سبحانه وتعالي , ومثل اختراع : جلَّ وعلا ..
واختراعي " سما وغلا " تفوق قيمته أحدث تليسكوب فضائي " جيمس ويب "- الذي سيغير علم الفلك - .. .. !!
لو كنتم تعلمون - سورة نوح - آية 4 ...
وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ - سورة الأعراف 187
!! !!
بل اختراعي هذا يمكن لأيٍ من الانس - دون الاستعانة بأيٍ من الجن , أن يأتي بمثله أو بأحسن منه ... ! , مثل كل الكلام الفارغ - الكثير اللّت والعجن والدش - الحائز علي لقب ( الكريم ) ! .

توجد شعوب اذا ما تكلمت مع فرد منها .. فان كلمة الحمد الله - أو نشكر الرب . تتكرر باغداق غير معقول . فان سألت أحدهم عن سبب ادخال حمد الله , باسراف في الحديث ؟
سيرد عليك وهو مندهش : أهي " الحمد لله " وِحشة ؟ موش حلوة ؟ !؟
والأفضل أن ترد عليه بالقول : بل حلوة ومعسِّلة , وأحلي من البسبوسة و المهلبية , وأشهي من البغاشة , وألذ من لقمة القاضي .. !

أتصور ان اي انسان متحضر , لو كان هو شخصياً " الله باشا " فانه لو سمع أحداً يشتمه أو يهين مكانته , فأقل رد فوري منه يكون / ارسال زوبعة ترابية خاصة ومحدودة جداً لتصفع وجهه وعينيه , فيكون عظة وعبرة . بضربة بسيطة , وخفيفة وعقوبة رحيمة. ( يكون العقاب فوريّاً - والثواب كذلك - ويترك سياسة تأجيل العقاب " يمهل ولا يهمل ! ". تلك السياسة العاطلة القائلة :" وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ [ سورة إبراهيم " .. /تلك سياسة عقابية ثبت عقمها و بطلانها .
وان شكره أو حمده انسانٌ آخر - لكن بسبب .. وليس عمال بطال - فانه يرسل له فوراً : نسمة هواء رقيقة محددة وموجهة خصيصا لوجهه وأنفه , وتكون محملة بعطر زهر البرتقال ..
ليعلم الانسان الشاكر الحامد . انه يوجد إله , يسمع ويقدِّر ويرد شكر الشاكرين وحمد الحامدين بعدل و بلطف من عنده . ( والثواب في التو والحال .. لا تأجيل ) ..
تحياتي الي : الله باشا .. - سما وغلا ... ! -
ألا من سميع ؟ ومجيب ؟؟

------من مدونتي :
https://salah48freedom.blogspot.com/2022/07/blog-post_19.html



#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)       Salah_El_Din_Mohssein‏#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما البديل ؟؟
- الي أين ؟؟؟ وما البديل ؟؟
- الله باشا .. ومشاكل الناس معه - الحلقة 2
- مصحف علمانيل بن ليبرائيل
- خلف الأبواب
- الفرعونية - بين التطرف في كراهيتها , والتطرف في حبها
- العالم الي أين ؟؟؟ يا شعوب كوكب الأرض انتبهوا
- ارتياد مجاهل كهوف النفس
- بين بوتين وصدام حسين , عوامل مشتركة وكارثية
- عندما تكون أسماء الحكام أو زوجاتهم تعويذة لحماية المشاريع ال ...
- شخصيات بين الأسطورة والحقيقة
- الغول والبديل - السَلاعَوُّة
- ما ذكرنا به الفيسبوك اليوم . وكنا دوناه منذ 10 سنوات
- الله باشا .. ومشاكل الناس معه - 1
- الصلاة بالشوارع بعد بناء المساجد
- الأمير قرداحي - وإمارة المسامح كريم
- مع المدعو أرحم الراحمين
- الورم الشعراوي الخبيث .. يقلل الأمل في الشفاء والنهوض
- ذكرى مذبحة مدرسة بحر البقر / وحقائق واجبة الذكر
- من الذي دسّاها ؟؟


المزيد.....




- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح الدين محسن - الله باشا - ومشاكل الناس معه / ج ٣