أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بهروز الجاف - المعلم يوسف عمر وتأجيل الشهرة














المزيد.....

المعلم يوسف عمر وتأجيل الشهرة


بهروز الجاف
أكاديمي وكاتب

(Bahrouz Al-jaff)


الحوار المتمدن-العدد: 7308 - 2022 / 7 / 13 - 03:13
المحور: الادب والفن
    


وحيث يسترخي وجداني بسماع وصلات لمقام الخنبات يؤديها يوسف عمر أنسى أني في هذا الزمان، أذهب الى زمان أبعد عن زماني بكثير حيث السنين اللاحقة، تلاحق احداها الأخرى فلا تلحق أية منها غاية زمنية ينتهي عندها التأريخ لينسى عندها يوسف عمر، فأعيش تلك اللحظة، غير المتناهية، لأسأل ماهو المقام فأرى الجواب فيما تركه يوسف عمر. اذ كلما مرت السنين كلما خفت لون المقام العراقي في أعين الناس، وكلما ازدادت الحاجة لمعرفته، وبالتالي لنفض الغبار عنه ورؤية بريقه، فتزداد الحاجة الى يوسف عمر!
انه لغريب حقا أن تشهد الفترة الزمنية مابين بروز كارم محمود، كمطرب، والغياب المفاجئ لعبدالحليم حافظ اكتضاضا غير مفهوم لأساطين الفن الغنائي عند العرب اذ تلبست تلك الفترة بدوام عبقرية محمد عبدالوهاب، وأم كلثوم، وفريد الأطرش، ومحمد القبنجي، وناظم الغزالي، ووديع الصافي، وفيروز، وعلية التونسية، وصباح فخري، وغيرهم ممن أبصموا بحناجرهم علامات فارقة في ألواح تأريخ الأنغام. وهناك، في ذلك الزمن، برز يوسف عمر أيضا. لقد صدق الوجدان العربي حين وصف تلك الحقبة بالزمن الجميل على الرغم من علاته السياسية والمعيشية، ولكنه كان زمنا للتجديد، وصراعا شديدا على التجديد، والبطولة فيه كانت لمن يواكب التجديد، وبها كان عبد الوهاب مطربا للأجيال.
لم يدخل يوسف عمر في صناعة التجديد في المقام العراقي مثلما حاول القبنجي وحسن خيوكة، بل حرص أن يكون بغداديا بفنه ورسالته، يحافظ على المقام أمانة في عنقه لأهل بغداد، ومن بعدها لأهل العراق، وليصنع ببستاته تأريخا اجتماعيا لبغداد لم تضمه كتب، بل ولم يجرؤ التأريخ على التدني اليها. لقد أراد يوسف عمر أن يكون معيارا نغميا لأصول المقام العراقي، ومرجعا علميا لمعرفة كنهه، واستاذا لتعليمه بعد مماته!
ومع انه صار مرجعا للمقام، بكل اصوله وفروعه، لاينافسه فيه أحد، ومع انه صار مطلبا للعارفين بالشعر والفن الغنائي لاتحافهم بما يخفي المقام من درر، الا انه كان يعيش الزمن الجميل حيث الانفتاح والتجديد وتقلب التقليعات واستيراد وتصدير الفن، فضاع بين فضاءاته، منكمشا في الذوق البغدادي، حتى صار الخلق من أقصى الشرق الى أقصى غرب بلاد العرب يشيرون الى البارع في المقام العراقي ناظم الغزالي، جهلا، ولا يعرفون يوسف عمر، أما اليوم فحين يذكر المقام فان أول اسم يأتي على الألسن يوسف عمر.
ومع ان يوسف عمر يعد أول من انتشل المقام من مخالب النخبة ويسرها للعامة من الجمهور، فانه عاش لزمن غير زمنه، عاش لكي يعلم الأجيال اللاحقه‌ البعيدة، بعشرات بل وبمئات السنين، من بعد جيله، المقام، وليعرفهم بنفسه، وبفنه، وليشتهر بينهم حيث تختفي اسماء زمنه المشهورة، فكلما مر الزمن كلما خفتت الأسماء وكلما لمع اسم يوسف عمر، فهل تريد معرفة المقام عليك بيوسف عمر مثلما كان عليك بابراهيم وبابنه اسحق الموصليان في معرفة الألحان في عصر بني العباس. وهنا رب سائل يسأل وما هو دور القبنجي ونجم الشيخلي وأحمد الزيدان وشلتاغ وحتى ناظم الغزالي؟ نقول لقد أثروا بمن حولهم، وأثروا بيوسف عمر كثيرا أيضا، فكانوا معلمين لمن حولهم، ولمن في زمانهم، ولكن يو‌سف عمر نذر نفسه معلما راسخا في التأريخ لكي تتتلمذ على يديه الأجيال البعيدة من بعده، ويذكر حيث يذكر النغم في بغداد لايضاهيه في ذلك الا الحافظ خليل اسماعيل في الطريقة البغدادية لتجويد القرآن.



#بهروز_الجاف (هاشتاغ)       Bahrouz_Al-jaff#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحالف الثلاثي والأستقرار الأستبدادي آخر المقامرات الأمريكي ...
- حركة 8 تموز في السليمانية هل هي حركة تصحيحية أم ردة تشرينية
- انا والكوليرا والنائب الضابط بلعوط
- من أجل الحفاظ على السيادة الوطنية، كيف السبيل الى قرار سيادي ...
- المؤتمر العام الرابع للأتحاد الوطني الكردستاني، صورة القيادة ...
- الأجتياح التركي للأراضي السورية وطبيعة النزاع
- أرجوزة في ذكرى الزعيم
- حريشي
- الحراك الشعبي في جنوب العراق: سياسي أم مجتمعي؟ الأسباب والحل ...
- تفعيل البرلمان الكردستاني لغرض تأجيل الاستفتاء !
- فنانو مصر.. تحية اجلال
- الحرب الكيمياوية والصاروخية في سوريا: خيارات الخديعة الأمريك ...
- العراق: من ساحة التحرير الى مابعد تحرير نينوى، ماهو الحل؟
- تحية لشهيد العراق الأول وواأسفا على العراق
- هدهد، هاون، هواء، هر
- هل يشي اسقاط الطائرة الروسية عن الجهة التي صنعت الارهاب ؟
- البارزاني يختزل طموحات الأقليم في كرسي الرئاسة
- عرس الشمس في كوباني
- هل يمكن العثور على مجندي داعش قبل التحاقهم بها؟
- ثقافة الصدام: عندما يتوجب على العلماء التعامل بروية


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بهروز الجاف - المعلم يوسف عمر وتأجيل الشهرة