أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - كفران النعمة / بطر النعمة















المزيد.....

كفران النعمة / بطر النعمة


أحمد صبحى منصور

الحوار المتمدن-العدد: 7306 - 2022 / 7 / 11 - 23:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مقدمة
1 ـ هذا سؤال من إبن عزيز يقول : ( ارجو من حضرتك توضيح معني( وقالوا ربنا باعد بين اسفارنا ) في سورة سبأ.
2 ـ هذه مناسبة للتوقف مع كفران النعمة ، وبطر النعمة . كان هذا عادة سيئة للكافرين قبل نزول القرآن ، ووقت نزوله ، ولا تزال عادة للمحمديين حتى اليوم .
3 ـ نعطى تفصيلا :
أولا :
بالاضافة للكفر هناك رذائل أخرى لبعض القوم الكافرين القدماء
قوم لوط :
إشتهروا بالشذوذ الجنسى مع كفرهم وفسادهم . قال لهم لوط عليه السلام : ( أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ ( 165 ) وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ ( 166 ) الشعراء )
قوم مدين :
إشتهروا مع الكفر بأكل أموال الناس بالباطل والتلاعب فى الموازين والمكاييل . قال لهم النبى شعيب عليه السلام : ( أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ ( 181 ) وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ( 182) وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ ( 182 )الشعراء ) .
فرعون
مع زعمه الالوهية والربوبية العظمى وفساده واستبداده إستضعف طائفة من المصريين يذبح أبناءهم ويسترق بناتهم . قال جل وعلا عنه : ( إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ( 4 ) وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ( 5 )وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ ( 6 ) القصص ) .
ملاحظة
الأمم السابقة لم ترتكب كل الرذائل ، مثلا قوم نوح لم يعرفوا الشذوذ ، وقوم لوط لم يرتكبوا التلاعب بالموازين . ولكن كوكب المحمديين فيه كل الموبقات من الشذوذ الى إزدواجية المعايير معنويا وتطفيف الكيل والميزان ماديا . ذكر رب العزة موبقات السابقين فى القرآن الكريم للعبرة والعظة فقام المحمديون بتشريع تلك الموبقات وجعلها دينا . ( تصفيق حاد .! )
ثانيا
كفران النعمة وعاقبته
فرعون وقومه
إغتر بالنعم التى أنعم الله جل وعلا بها عليه فاستخدمها فى الظلم والفساد والاستبداد وزعمه بالألوهية والربوبية . عقد مؤتمرا خطب فيه يتباهى بملكيته لمصر وأموالها وأنهارها وعيونها وخيراتها ، ويتندر على موسى ويسخر منه. قال جل وعلا : ( وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ ( 51 ) أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلا يَكَادُ يُبِينُ ( 52 ) فَلَوْلا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِّن ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ ( 53 ) فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ ( 54 ) الزخرف ) عاقبة الكفر بالله جل وعلا وكفران نعمته جاء فى الآيتين التاليتين : ( فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ ( 55 ) فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلا لِلْآخِرِينَ ( 56 ) الزخرف ). أى غرق وقومه ، وأنه صار مثلا للفراعنة المستبدين بعده فى مصر وخارجها .
وجاءت تفصيلات عن خسارة فرعون وقومه للنعيم الذى إمتلكوه فى مصر ، وكيف ورثه بنو اسرائيل ، قال جل وعلا :
1 ـ ( فَأَخْرَجْنَاهُم مِّن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ( 57 ) وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ ( 58 ) كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ ( 59 ) الشعراء ) .
2 ـ ( كَمْ تَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ( 25 ) وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ ( 26 ) وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ ( 27 ) كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ ( 28 ) فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَالأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ ( 29 ) الدخان ). تدبر قوله جل وعلا : ( وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ )
وحتى ما أنشأه من عمائر وقصور أنتهى بالتدمير ، ولم يعد له أثر . قال جل وعلا :( وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ ( 137 ) الاعراف ). ولهذا لا توجد آثار باقية لفرعون موسى مع ذكره فى القرآن الكريم والعهد القديم . وبعضهم ينكر وجود فرعون موسى لأنهم لم يعثروا على آثار له ..
سبأ :
قوم سبأ كانوا يؤمنون بالله جل وعلا ويؤمنون بآلهة مع الله جل وعلا . وهذه عادة سيئة فى الكافرين فى كل زمان ومكان وحتى الآن . قال جل وعلا عنهم :
1 ـ ( لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ ( 15 ) سبأ ). البدء هنا بالنعم التى أنعم الله جل وعلا بها عليهم ، مساكن وجنات عن يمين وشمال . وعليهم أن يشكروا المُنعم جل وعلا على ما حباهم به من بلدة طيبة .
2 ـ ( فَأَعْرَضُوا) أى كفروا بالرحمن جل وعلا وكفروا بنعمه .
3 ـ ( فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَى أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ ( 16 ) ذَلِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلاَّ الْكَفُورَ ( 17 ) وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ ( 18 ) عقوبتهم فى الدنيا هى حرمانهم من هذه النعم . جاءت سيول مائية أبادت حدائقهم وأبدلتها بنباتات وأشجار صحراوية . وبعد أن كانت بلادهم وقُراهم متصلة اصبحت متباعدة يسيرون بينها ليالى وأياما .
4 ـ ( فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ( 19 ) . لم يتعظوا بهذا العقاب فدعوا الله جل وعلا أن يباعد بين بلادهم ، فعوقبوا بالتشرد ، وأصبحوا سيرة وأحاديث ، إذا توزعوا فى أرجاء متفرقة فى جنوب العراق وجنوب الشام وفى الصحراء العربية . وتاريخيا فإن قبائل اليمن ( القحطانية ) كان منهم الأوس والخزرج فى المدينة ، والغساسنة فى جنوب الشام والمناذرة فى جنوب العراق ، وقبائل كلب المسيطرة على طرق التجارة ما بين الصحراء وسوريا . أصبحوا ممزقين كل ممزق ، وتنتشر عنهم الأحاديث والروايات والسّير .
5 ـ ( وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلاَّ فَرِيقًا مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ( 20 ) وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يُؤْمِنُ بِالآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ ( 21 ) سبأ ). مع معرفتهم بالله جل وعلا فقد أضل إبليس معظمهم ، وجعلهم فى ريب .
قريش :
1 ـ كفروا بنعمة البيت الحرام فحوّلوه الى تجارة بالدين . وقد ضرب الله جل وعلا لهم مثلا فقال : ( وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ ( 112 ) وَلَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِّنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ وَهُمْ ظَالِمُونَ ( 113 ) النحل ). وهنا ذكر لعقوبة قريش بالخوف والجوع نقيضا للخير والأمن . وهناك إشارة اخرى لعقوبة قريش جاءت فى قوله جل وعلا : ( وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِم مِّن ضُرٍّ لَّلَجُّوا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ( 75 ) وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ ( 76 ) حَتَّى إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ (77 )المؤمنون ). وقد أشار رب العزة جل وعلا لأحداث كثيرة وقت النزول ، وسكتت عنها السيرة .
2 ـ كانوا يعرفون أن القرآن هو الهدى ، ولكنهم جحدوه حرصا على تجارتهم بالدين وإستغلال البيت الحرام فى تحصين تجارتهم العالمية بما يُعرف بالايلاف . ( وَقَالُوا إِن نَّتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِن لَّدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ ( 57 ) ألقصص ) . وعن الدوافع الاقتصادية فى تكذيبهم للقرآن الكريم قال لهم رب العزة جل وعلا : ( أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنتُم مُّدْهِنُونَ ( 81 ) وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ( 82 ) الواقعة ). أى كفروا بنعم الله جل وعلا الكبرى وهو القرآن الكريم
3 ـ بالاضافة الى تكذيبهم لحديث الله جل وعلا فى القرآن الكريم كفروا بنعمة الله جل وعلا عليهم إذ عاشوا فى أمن بينما عاش غيرهم من حولهم فى خوف ، وعاشوا فى رغد من العيش بينما عاش غيرهم فى فقر وجوع . قال جل وعلا :
3 / 1 : ( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ ( 67 ) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ ( 68 ) وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ( 69 ) العنكبوت ) . أى فى كفرهم بنعمة القرآن الكريم كانوا يفترون أحاديث شيطانية يفترون على الله جل وعلا كذبا ويكذبون بالقرآن الكريم . وهو ما يفعله المحمديون من قرون.!
3 / 2 : ( لِإِيلافِ قُرَيْشٍ ( 1 ) إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ ( 2 )فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ ( 3 ) الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ ( 4 )قريش )
ثالثا :
بين البطر وكفران النعمة والهلاك العام :
بطر النعمة يعنى الاستخفاف بها وعدم القيام بحقها ، وهذه عادة سيئة للمترفين المبذرين إخوان الشياطين . تتكدّس عندهم البلايين فينفقونها إسرافا فى سبيل الشيطان ، يهلكون أنفسهم وغيرهم . لذا يرتبط بطر النعمة بوجود المترفين والاهلاك .
عن الاهلاك للمترفين الكافرين بالنعمة قال جل وعلا فى قوانين إلاهية تسرى فى كل زمان ومكان :
1 ـ ( وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن مِّن بَعْدِهِمْ إِلاَّ قَلِيلا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ ( 58 ) القصص ).
تدبر قوله جل وعلا : ( فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن مِّن بَعْدِهِمْ إِلاَّ قَلِيلا ) . وتذكر أنه ما عدا فرعون موسى فإن مساكن الأمم التى أهلكها الله جل وعلا قبل نزول القرآن الكريم بعشرات القرون ظلت قائمة ، لذا تكررت الدعوة القرآنية للسير فى الأرض للعظة مما حدث لهم ، وقال أيضا جل وعلا عن تلك المساكن :
1 / 1 : ( أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّأُولِي النُّهَى ) 128 ) طه ).
1 / 2 : ( أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ أَفَلا يَسْمَعُونَ )( 26 )السجدة ) .
1 / 3 : ( وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم مِّن مَّسَاكِنِهِمْ ) 38 العنكبوت ).
وتذكر قصور صدام وقصور سلاطين وحكام مصر ، وتذكر ـ من الآن ـ أن ما يقوم به السيسى فى مصر سيبقى بعده أثرا شاهدا على الظلم وكفران النعمة .
2 ـ ( فَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ ( 45 ) الحج ) . تدمرت القرية الظالمة فلم يبق منها سوى قصر مشيد ثابت الأركان يسكنه شخص واحد ، يبقى الى جانبه بئر معطلة ، عطّلها المستبد مع أنه يعيش عليها عشرات الملايين من الفقراء . القصر المشيد رمز لكل عمائر المترفين المستبدين ، والبئر المعطلة رمز للمرافق المستهلكة الضائعة فى القرى والأحياء العشوائية والشعبية . وربما ترمز الى آبار المجارى بعد معالجتها ليرتوى بها المصريون العطشى بعد ملء سد النهضة .! . أكثر من هذا ، فهذا الفرعون العجيب يدمّر مساكن الغلابة ويؤسس لنفسه وقومه عاصمة جديدة ومدنا جديدة وقصورا بالبلايين .
3 ـ ( وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا ( 16 ) وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِن بَعْدِ نُوحٍ وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا ( 17 ) الاسراء ) . أمرهم الله جل وعلا بالعدل والاحسان فعصوا وفسقوا ، فدمرهم الله جل وعلا جميعا ، ظالمين وساكتين عن الظلم . وهذا حدث ويحدث فى ليبيا والعراق واليمن والصومال وسوريا .. وربما عن قريب فى مصر وتونس والسودان .
4 ـ ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ ( 28 ) جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ ( 29 ) وَجَعَلُواْ لِلَّهِ أَندَادًا لِّيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُواْ فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ ( 30 ) ابراهيم ). بدلوا نعمة القرآن الكريم كفرا بأحاديث شيطانية . وبدلوا نعمة البترول كفرا بأسلحة يقتلون بها أنفسهم .
أخيرا
مللنا من كثرة النُّصح . هؤلاء قوم لا يحبون الناصحين . وقد قالها النبى صالح لقومه بعد هلاكهم : ( فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِن لاَّ تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ ) 79 الأعراف ). وقالها مؤمن آل فرعون لقومه قبيل إهلاكهم بالغرق : ( فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ( 44) غافر )



#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الله جل وعلا لا يحتاج لمن يدافع عنه
- ف 3 : لمحة تاريخية عن ( جهاد النساء فى عهد النبى محمد عليه ا ...
- ف 2 : لمحة تاريخية عن ( هجرة النساء فى عهد النبى محمد عليه ا ...
- ف 1 : لمحة عن تعذيب المؤمنات فى مكة قبل الهجرة
- ف 13 : المرأة ورئاسة الدولة الاسلامية
- ف 12 : حيوية وفاعلية المجتمع المسلم برجاله ونسائه
- القاموس القرآنى : الحب ( 2 ) الحب بالنسبة للبشر
- القاموس القرآنى : الحب ( 1 ) الحب بالنسبة لله جل وعلا
- ف 11 : المرأة والديمقراطية الاسلامية : ( 1 ) الحكم وأُولو ال ...
- لمحة سريعة عن التاريخ والمؤرخين
- ف 10 : المرأة والمشاركة الديمقراطية فى رؤية قرآنية ( 2 )
- ف 10 : المرأة والمشاركة الديمقراطية فى رؤية قرآنية ( 1 )
- ( محسوبك فلان ) ( حسبنا الله فيك يا فلان ).!
- أم عيسى وأم موسى في القصص القرآني
- ف 8 : أهلية المرأة فى التصرف فى أموالها وفى الشهادة
- المسيئون للرسول محمد عليه السلام من البقر .. وعُبّاد البقر
- ف 7 : المرأة العاملة فى رؤية قرآنية موجزة
- القاموس القرآنى : ( أنا )
- ف 6 : مقدمة عن عمل المرأة فى رؤية قرآنية
- ف 5 : نتائج لتفاعل المرأة بعد الهجرة وقت نزول القرآن الكريم


المزيد.....




- حرس الثورة الإسلامية يعتقل 5 جواسيس للموساد في لرستان
- آية الله مكارم شيرازي: الشعب الايراني يقف خلف سماحة قائد الث ...
- الدلالات الرمزية والدينية لتسميات العمليات العسكرية الإسرائي ...
- في انتظار نهاية العالم.. السيرة الدينية لسفير أميركا في إسرا ...
- أحلى قناة لطفلك.. تردد قناة طيور الجنة الجديد على النايل سات ...
- معارك -آخر الزمان-: كيف تؤثر العقائد الدينية في المواجهة بين ...
- سياسي يهودي من حزب مانديلا: بريطانيا مسؤولة عن فوضى الشرق ال ...
- ماما جابت بيبي.. استقبال تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل ...
- الاحتلال يواصل إغلاق المسجد الأقصى وكنيسة القيامة لليوم السا ...
- سياسي يهودي من حزب مانديلا: شعب إيران لا يستحق الهجوم عليه م ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - كفران النعمة / بطر النعمة