محمد محضار
كاتب وأديب
(Mhammed Mahdar)
الحوار المتمدن-العدد: 7288 - 2022 / 6 / 23 - 21:00
المحور:
الادب والفن
استيقظنا هذا الصباح كانت أمي تبتسم. وكانت جدتي تبتسم وكنت أنا ابتسم..وكانت الفرحة تقفز من عيوننا...وكان ثغاء الخروف ينبعث من فناء الدار كلحن موسيقي جميل نطرب له أنا وأختي ميمونة..قال أبي لأمي:
-سأذهب لأداء صلاة العيد
قدمت له أمي الإفطار فتناوله مستعجلا ثم أسرع إلى المصلى...أمسكت بتلابيب جلبابه ومنعته من الخروج...قلت بصوت عال:
-لن تذهب دوني..
قالت جدتي :
-أنت لم تفطر بعد..والصلاة قد تقام في أي وقت دع أباك يذهب..
لكنني تمسكت برأيي وظللت أصرخ ملء صوتي...أمسك ابي بيدي ..وقال:
-هيا لنسرع.
خرجنا مهرولين...كنا نقابل بعض المعارف فيُسلّمون علينا بحرارة..كنت أُحِسُّني أسعد طفل في العالم ..كان والدي يهرول في مشيته وكنت أسايره في هرولته ..رغم إحساسي بالعياء. عند وُصولنا الى المُصلّى وجدنا كثيرا من المصلين قد سبقونا الى أخد أماكنهم. جلسنا في مكان قريب من الإمام ،سمعنا خطبة العيد ثم صلينا وقَفلنا عائدين ...صَادفنا جَزّاراً في الطّريق ..فدعاه أبي ليقوم بنحر خروفنا .
في البيت كانت امي قد أعدت العُدّة وهَيَّأت المائدة وسُطول الماء...ذَبح الجزّار الخَروف وسلخه. شعرت بالحُزن أنا وأختي لموت الخروف ..وفرت من عيني دمعة أسْرعت أَمسحها...أَشعلتْ جَدّتي النَّار في مَجْمر الشّواء فتصاعد اللَّهب ..ثم بعده الدخان...بعد أكل قطع الكبد الملفوفة في الشحم حمدنا الله وشكرناه
محضار 2008
#محمد_محضار (هاشتاغ)
Mhammed_Mahdar#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟