أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد محضار - الغاية تبرر الوسيلة














المزيد.....

الغاية تبرر الوسيلة


محمد محضار
كاتب وأديب

(Mhammed Mahdar)


الحوار المتمدن-العدد: 7277 - 2022 / 6 / 12 - 01:27
المحور: الادب والفن
    


ظل طوال الليل يتقلب في فراشه . كان مسهدا ، والأرق قد سلب من عينيه نِعمة الكرى ، كان عقله مشوشا وغارقا في آتون التفكير ..قد مضى عليه الآن أكثر من أسبوع على هذا الحال ..وهو يحاول عبثا الخروج من من هذا الوضع بأقل الخسائر الممكنة ، لم تعد الحبوب المهدئة قادرة على احتواء فورة أعصابه وانفلاتها ، ولا زجاجات الجعة التي يلجأ إليها لتعطيل هواجسه حافظت على ذلك المفعول السحري الذي يحدث في نفسه المتعة اللحظية . إنه يجد صعوبة في ضبط نفسه، والتكيف مع الوضع الجديد الذي أصبح يعيشه ..الأمر بالنسبة له يشبه حلما رهيبا ، بل قل كابوسا مزعجا لم يخطر له على بال .
....................2..........................
زئير أسد جريح يدوي في أعماقك ، لهفة وحيرة تجثمان على صدرك العليل ..رغبة قوية في التميز الذاتي تسيطر على عقلك ، تَودّ لًوْ أنك تأبطت مدفعا رشاشا ، ثم اندفعت إلى مكان مزدحم وأطلقت العنان لرصاصه يلعلع فيحصد أرواح القطيع المهرول في كل الاتجاهات دون غاية أو هدف ، عندها سَينتَبهُ إليك الجميع ، وستصبح أشهر من نار على علم ، ستكتب عنك الصحف ، وتقدم الفضائيات نشرات خاصة بك .
.......................3....................
تهادى إلى أسماعه آذان الفجر ، لعن الشيطان عدة مرات ثم تلا المعوذتين، وقام من فراشه ، توضأ ثم صلّى ركعتين وخرج .
كانت المدينة ماتزال غارقة في سباتها ، والسماء قد بدأ ظلامها يتبدد ، والعمال والعاملات ينحدرون نحو مصانعهم وشركاتهم وهم يَدعكون عُيونهم ..أما هو فكان بلا هدف يسير على غير هدى نحو المجهول. كانت لديه قناعة بأن رحلته تبدأ من الصفر ، وتنتهي إليه ، والخروج من هذا الوضع يرتبط بمدى قدرته على القيام بعمل جبار يشد إليه الانتباه ويكسر طوق الصمت الذي يغمره ..حتما مثل هذا العمل يتطلب تضحية كبيرة لا يمكن أن يقدم عليها إلا الرجال الأفذاذ.
كان قد وصل إلى حديقة المدن المتوأمة ، المكان شبه فارغ والمقاهي المحيطة قد فتح بعضها أبوابه لبعض الرواد ، وقعت عيناه على مقصف " فينيسيا" تذكر أنه دفع مائتي درهم مقابل طُرْطَة مثلجة وكأسي عصير ، لما صاحب إحدى الفتيات إلى هناك منذ أسبوعين، تابع سيره على امتداد الحديقة ، نسمات هواء الصباح تلفح وجهه فيحس ببعض الانتعاش ، لا حت له بناية العمالة ، وسمع لغطا قادما من هناك ، فاستحث الخُطى متجها إلى مصدر اللغط.
..................4............................... ...
ها أَنت تجد نفسك أمام جمع من الشّباب يحملون لا فتة يحملون كُتب عليها بخط غليض : " المكفوفون يطالبون بحقهم في الشغل والحياة الكريمة "،..تقترب منهم ..هناك رجال أَمن وسُلطة يحيطون بهم ، كانوا يحملون قِنِّينَاتِ بنزين وَولَّاعات ، وكان مُتزعمهم يُمسك مكبّر صوت ويُردد شِعارات مُندّدة بالحكومة والمخزن، فيجاريه رفاقه فيما يفعل ، ثم ما يلبث أن يهدد بانتحار جماعي عن طريق الحرق الذّاتي .
تُحسُّ بالرهبة والدَّهشة في نفس الوقت ، تستيقظ كل حواسك ، ويَتَردّدُ داخلك صوت قَوي : " المَكفوفون أقوى منك لهم إرادة ويعرفون غايتهم"
تتقدم خطوات إلى الأمام ، تصبح وسط الجماعة المُحتجة ، تشاركهم الاحتجاج ..فجأة تَخطف قِنينة بَنزين وولّاعة من أحدهم ثم تصرخ وأنت تصب البنزين على جسدك : " الآن سأقوم بعمل جبار ، سأدخل التاريخ وأخرج من عالم القطيع"
وقبل أن ينتبه إليكَ أحدٌ كانت ألسنة اللّهب قد بدأت تأكل جسدكَ ، وكان الصراخ يأتي من كل مكان ، ورجال الأمن يحيطون بك محاولينَ إطفاء النّار ، أما رجال الصحافة فكانوا يلتقطون صورا لك وأنت تحترق !!


محمد محضار 21دجنير 2011



#محمد_محضار (هاشتاغ)       Mhammed_Mahdar#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يقظة ضمير
- استيهامات صباحية
- رحلة ضياع
- ابنة النور
- الكتابة فعل وممارسة
- عشاء ليلة
- ثمن الكرامة
- دموعك حبات جمان
- جزيرة الموت
- خرافة
- لحظة امتعاض
- وهج التحدي
- بحر عينيك
- قصة مدينتي
- حكاية صمت فريدة
- سرابيل أحلامي
- الزبون الأخير
- موسم الرحيق
- ماذا تبقى من أحلامنا ؟؟؟
- رحلة العمر


المزيد.....




- هل تصدق ان فيلم الرعب يفيد صحتك؟
- العمود الثامن: لجنة الثقافة البرلمانية ونظرية «المادون»
- في الذكرى العشرين للأندلسيات… الصويرة تحلم أن تكون -زرياب ال ...
- أَصْدَاءٌ فِي صَحْرَاءْ
- من أجل قاعة رقص ترامب.. هدم دار السينما التاريخية في البيت ا ...
- شاهد/ذهبية ثالثة لإيران في فنون القتال المختلطة للسيدات
- معرض النيابة العامة الدولي للكتائب بطرابلس يناقش الثقافة كجس ...
- شاهد.. فيلم نادر عن -أبو البرنامج الصاروخي الإيراني-
- تمثال من الخبز طوله متران.. فنان يحوّل ظاهرةً على الإنترنت إ ...
- مسك الختام.. أناقة المشاهير في حفل اختتام مهرجان الجونة السي ...


المزيد.....

- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد محضار - الغاية تبرر الوسيلة