أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شهد السويدي - كولوسيوم -توشكي- في المنصورة















المزيد.....

كولوسيوم -توشكي- في المنصورة


شهد السويدي
باحثة و كاتبة

(Shahad Al-suwaidi)


الحوار المتمدن-العدد: 7287 - 2022 / 6 / 22 - 04:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أنا أنثى ..

أنا أنثى
نهار أتيت للدنيا
وجدتُ قرار إعدامي
ولم أرَ بابَ محكمتي
ولم أرَ وجهَ حُكّامي

-نزار قباني

نيرة .. باي ذنب قتلت ؟!
هل اصبحت كلمة "لا" شاذة عن طبيعة لغتنا الشاعرية بل وتصل لمرحلة العُهر في قاموس مجتمعنا الذكوري بنظرته الفرويدية المقدسة؟!
هل اصبح اهتمامنا نحن النساء بجمالنا ومظهرنا العام مصدر لعنة يرددها كل من اتخذ من الاسلام فلسفة وجودية لحياته بمباركة شيوخ مذاهب الخلاعة و الدلاعة تحت وهم تسمية "المرجعيات الدينية" التي غرست شوكتها في ثنايا ضلوعنا بصورة واضحة منذ عهد "ريغان" وزمرته من مصاصي الدماء في عالمنا العربي الموبوء بخرافات المستشرقين الجنسية ابتداءاً من كليوباترا الساحرة بوصفاتها السامة وشهرزاد المهذبة و التي تعيش على حد سيف تدفع نصله عنها بحكايا ذات سرد مفعم بالشبق والنشوة الجنسية المحمومة و المكبوتة بالرغم من اخلاقها الرفيعة ، وسالومي التي ترقص بطريقة شهوانية ومرعبة في ان واحد وتقبل رأس "يوحنا" المقطوع المخضب بالدماء في نوبة من الاهتياج الوحشي، هل هذا هوالشرق؟
رقص وحشيش وعري ودماء، هل أصبح شيوخ الفضيلة موكلين من آلهة الأخلاق الفيكتورية للحفاظ علينا وجعلنا نواكب اخلاقيات حكام الامبريالية المليئة بالعطف والإنسانية كما يزعمون، على اعتبار اننا أقل درجة وعي على السلم التطوري من هولاء العظماء الذين فصموا وجودنا وكياننا.

ابتسمت وانا اقرأ مقال على موقع البي بي سي يتحدث فيه عن عظمة " لورنس العرب" وكيف ستجعل مملكة ال سعود منزله معلماً سياحياً حيث انه تعاطف مع العرب نتيجة معاناتهم من ويلات العثمانيين، وكيف انه شعر بالذنب لأنه خدع العرب وكان يريد أن يكفر عن ذلك ولكنهم لم يذكروا انه كان يمقت هولاء البربر الهمجيين ويشعر بالاشمئزاز من تلك العشائر ذات البشرة السوداء ففي إحدى مراسلاته يكتب:
"كان يمكن احتمال وجوههم السوداء لأنها مختلفة عن وجوهنا اختلافاً بيناً، اما الذي كان لا يطاق فهو أن لهم اجساماً تشبه اجسامنا في كل التفاصيل"، فالامبريالي لا بد أن يتفوق عقلاً وجسماً، تذكرت كيف جعلنا نفس هولاء الفئة من الراعين الرسميين للورنس نقدس كولومبس واكتشافه ونتناسى مذابحه الجماعية.
من حق ال سعود ومن والاهم أن يقدسوا لورنس وأمثاله فلولاه ماكانت بلاد نجد والحجاز باسمهم، وما كان وعي المسلم العاقل البالغ ملك يمينهم حتى هذه اللحظة ، ربما نحن المسلمين مجبولين على التبعية لكل من هب و دب، لا اعلم.
ثم لماذا لم يدعم أرباب السلطة الحركة الدينية التي قام بها خميني في الثمانينات ولكنهم يدعمونها الان في العراق خصوصاً قبل أن تسوء علاقاتهم مع ايران ؟!
هل اتاهم وحي أن دين ال سعود هو الاسلام الحق دائماً، ودين خميني كان الباطل فاستمتعوا بإقامة "الحرب العراقية الإيرانية "وتمويل صديقهم المفضل حينها بالسلاح و العتاد.
وبعد 2003 وجدوا ان دين خميني به صحة نوعاً ما واصبح ملائماً لهم فتوصلوا بالتالي نتيجة انسانيتهم المفرطة انه لا بد من إشباع نهم هؤلاء الفقراء بنشر البدع الدينية المختلفة و تمكينها ؟! .
ربما خرجت عن الموضوع قليلاً ولكن جميع ما ذكرته يرتبط بما يحدث الآن، ففي كل مرة يحدث هذا النوع من الجرائم نشجبه بطريقة يكون الكلام فيها غير مترابط فالجميع ينادي بوجوب تعلم الحب والأخلاق العامة والخ، وقد تناسوا أن هذه المبادئ لا تطبقها النفس البشرية الا عند شعورها انها تعيش داخل أرض تفتخر بالانتماء إليها وضمن مجتمع سوي لا يعاني من عقد وانفصامات ونظرة فوقية من الجميع، مجتمع يقدس حرية الفرد وصحته النفسية على موروثه الاجتماعي الذي عفا عليه الدهر وشرب.

نعيش في مجتمع يتناسى أن كل ما يحيط به يساعد على غرس جميع الأمراض النفسية، فنفوسنا ذات نزعة ماسوشية تجاه المستعمر وسادية تجاه أرضنا وأهلنا ، نميل لأن نكون ساديين تجاه موضوع الشرف المقترن بالانثى، فنجعل شرف الأنثى والحفاظ عليه واجباً لحماية الأسرة، فشرف العربي يرتبط دائما بكل ما له علاقة وصلة بها، اما مفاهيم الصدق والعدل والاخلاص والأمانة هي أشياء ثانوية غير مهمة لصنع مجتمع صحي، كل ما يهم هو الحفاظ على الأنثى وصوت الأنثى وبكارة الأنثى، وعدة الأنثى، ليضمن العربي نقاء نسله، وكأن العلم حتى هذه اللحظه لم يصنع له مختبرات تمكنه من معرفة هل نسله نقي أم لا، ليتأكد من أن الاموال " والتي هي أساس ذلك الشرف المزعوم" تنفق على من يستحق ممن يحملون جيناته المقدسة.
فاي فتاة لابد أن تراق دمائها إذا قررت التواصل مع الجنس الآخر ضمن هذا المجتمع المجنون ، وتستحق ما جرى لها ، فهي ملك عائلتها، او لأكون دقيقة في تعبيري فهي ملك لذكر العائلة فكلمة رجل لا اجدها تليق بهذا النوع من المخلوقات "اللانسانية".
بالتالي لابد له من صيانة شرفه الذي ابتدعه له مجتمعه الذكوري المريض باغراقه ببطولات ابي زيد الهلالي وحثه على استخدام القوة و تطبيق سجع الموشحات الكهنوتي التي يطرب لها الشيخ وسيده العظيم ،فتدفع المرأة ثمن ذلك الشرف باراقة دمها الذي ربطته الطبيعة بدورة القمر ، فيختفي القمر ليرتوي ظمأ بائعي افيون الفتاوى و الخدر، ويثبت الإمبريالي صحة حكمته وحنكته وعقله المتميز عن ذلك الشرقي الذي لا يشغله شئ في الدنيا سوى اللاهوتيات التي ملء بها عقله وسيطرت على جميع حواسه فأصبح عبداً لشيخ يترزق ببيع الدين له.

وبما ان الاسرة في حالة "نيرة" لم تلوي ذراعها عندما قالت "لا" ، تدخل احد ممثلي وضحايا المجتمع المريض ليقص جناحيها محافظاً على كبرياء مشاعره النرجسية الذكورية التي كانت حصيلة هذا المجتمع.

هل رفرفت روحها كرفرفة حمامة تشق طريقها بكل شجاعة وسط ذلك الكولوسيوم الذكوري المرعب ،هل تسارع اولئك الذين يملأون الشارع لمشاهدة عملية النحر، واعطوا خيالهم حرية الشطحات الذكورية الابداعية لاختلاق قصة تشرح لهم سبب التراجيديا الحاصلة امامهم ، هل كان احدهم يقول في سرهِ :
"لابد من انها فتاة منحلة وهذا الشخص واحد من اهلها يطبق القصاص بها، والدليل على ذلك مظهرها الذي لا يطابق اللباس الاسلامي ،انه مظهر يداعب خيالي الذكوري، اه كم اتمنى لو ..الخ"
هل اخذ الجميع مواقعهم في كولوسيوم المنصورة ليستمتعوا بنشوة اراقة الدماء وهي تتطاير في السماء ؟!
كم واحد من المستمتعين بمشهد النحر قال في سره تستحق ما جرى لها ؟!

ثم ان هذا المجنون الذي ذبحها هل نسينا انه احد ابناء مجتمعنا الاسلامي الذي نفخر بالانتماء اليه وتطبيق فتاوى شيوخه ورموزه البيدوفيلية ؟!
هذا المجنون الذي نحقد عليه الآن هو حصيلة مجتمع "اضربها لتؤدبها" و"عقلها ناقص"، "وليس لها حق التصرف في جسدها كما تهوى فهي ملك الرجل وعليها ان تلبي كافة طلباته الجنسية متى ما شاء لا يحق لها الرفض حتى وان كانت مريضة" ، "وليس لها حق التعلم الا بما يمكنها من اداء الفرائض" ، "واذ زنت فلا بد من ان توضع في حفرة تُحفر لها حتى صدرها وتنزل فيها وترجم بالحجارة"،" اما اذا زنى الرجل فيقف بين الراجمين ويرمونه بالحجارة وان تمكن من الهرب منهم فقد نجا بحياته" ،" وديتها عند القتل نصف دية الرجل" ،" واذا قتلها زوجها او والدها فلا قصاص عليه لانها من املاكه ! "

هذا هو المجتمع الكريم الذي نحيا به يا سادة ، مجتمع احب ان انهي مقالي بكلمات للشاعر "كريم العراقي" في وصف أفراده :

يكرهون الحب يكرهون الحياه
يكرهون الورد يكرهون النساء
يكرهون النور يكرهون السلام

https://twitter.com/illusion61193/status/1536386315691991042?s=21&t=gtxrFDJjT3q6FSt0ybq2uQ



#شهد_السويدي (هاشتاغ)       Shahad_Al-suwaidi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل نختزل أبجديتنا برشةِ عطر ؟!
- تعزيز نرجسيتنا بفلاتر الجمال الرقمي
- تأثير بائعات الجسد على الدبلوماسية الفيكتورية
- ثلاثة كلمات سحرية لتهدئة شخص يحتضر
- أسطورة الغربان ومذاهب الأديان
- فقاعة الحلم الأمريكي
- فقاعة الحريم المغولي
- فقاعة (الحريم العثماني)
- هل نحن عبيد البروباغندا؟!
- مراجعة كتاب (اقنعة جنسية)
- من غرس بذرة انعدام المساواة بين البشر؟


المزيد.....




- العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شهد السويدي - كولوسيوم -توشكي- في المنصورة