أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - لبيب سلطان - معاداة الغرب منهج للرجعية والظلامية في العالم العربي-1















المزيد.....

معاداة الغرب منهج للرجعية والظلامية في العالم العربي-1


لبيب سلطان
أستاذ جامعي متقاعد ، باحث ليبرالي مستقل

(Labib Sultan)


الحوار المتمدن-العدد: 7279 - 2022 / 6 / 14 - 13:58
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


لنبدأ من منطلق معاداة الغرب والرأسمالية التي يهاجمها ليلا وجهارا ثلاثة معسكرات في عالمنا العربي بدء الولائيين والأسلامويين من القوى الظلامية وغالبا يسمونها" الغرب الكافر والشيطان الأكبر "والماركسيين السوفيت من لايريد الأعتراف بالماركسية انها فكر غربي ويفسرها وفق اهواء الحرب الباردة للأتحاد السوفياتي ومازالو مصرين عليها ويسمونها " الغرب المتوحش والأنظمة الرأسمالية الأستغلالية والليبرالية الرأسمالية " والقوميون العرب يعادون الغرب بدوافع دعمه لأسرائيل التي اذلت العروبة وغيروا مواقفهم من معاداة الشيوعية الى معاداة الغرب بعد حرب حزيران عام 1967 . لقد اجتمعت هذه التيارات على منهج معاداة الغرب رغم تباين منطلقاتها ودوافعها ومنه تحاول غلق الأبواب وقنوات التنوير والحضارة والتطور الأجتماعي والأقتصادي الذي يمثله الغرب في العالم ودوره القائد والريادي في تطوير القيم الحضارية والأنسانية. وقبل ان اناقش اي من دعاوى هذه المدارس ضد الغرب دعونا نفهم من هو الغرب وماهي منطلقاته الفكرية وتطورها بين الأمس واليوم .
1. ماهو الغرب الرأسمالي
ربما نحتاج الى اربعة مصطلحات فقط لنفهم ماهو الغرب والحضارة الغربية الراهنة وهي : العلمانية، الديمقراطية، الرأسمالية والأقتصاد الحر، والليبرالية. جميع هذه المصطلحات والمفاهيم لم تظهر دفعة واحدة حيث انها ظهرت وتطورت خلال فترات متباينة تمتد الى اكثر من ثلاثمائة عام من الثورات الأجتماعية والفكرية في اوروبا ولكنها اجتمعت واصبحت تمثل حضارة الغرب ونظمه وفلسفته التي نراها ونعيشها اليوم.
بدء الغرب بتطوره من خوض معركة العلمانية أي فصل الدين عن الدولة والمجتمع وكسبت المجتمعات الغربية هذه المعركة بنضالات شاقة وتضحيات كثيرة ارجعت من خلالها الدين الى المعبد مع ضمان ممارسة الطقوس والشعائر واصبح العلم هو البديل للدين لتطوير المجتمع ومؤسسلته بما فيها التعليم والقضاء وطريقة حكم المجتمع بعيدا عن تدخل الدين في السياسة . ان عالمنا العربي مازال يخوض هذه المعركة الأساسية وليس لنا غير تجارب الغرب في اقامة النظم العلمانية وبدون كسب هذه المعركة تبقى قوى الظلام والرجعية الدينية تحجب مجتمعاتنا العربية عن التقدم ومنها نستنتج انها المعركة الأولى والأهم في العالم العربي.
رافقت معركة العلمانية معركة الديمقراطية التي قامت على اساس تقييد سلطات الحاكم بالبرلمانات المنتخبة مباشرة من الشعب لتقوم هي بتشريع القوانين واختيار السلطة التتفيذية ومحاسبتها وبدأت في بريطانيا بالأصلاح البرلماني الأول لنقل بعض صلاحيات الملك الى البرلمان منذ منتصف القرن السابع عشر واستمرت هذه الأصلاحات لتنتقل للنظام الديمقراطي اللامركزي أقامة برلمانات للولايات وتعداها الى اتتخاب مجالس البلديات حتى في أصغر مدينة او قرية .. وبدأت الديمقراطية الحديثة تتشكل من هذا المفهوم منها للتداول السلمي للسلطة وفصل السلطات الثلاث وتحديد مسؤوليات الحاكم وسلطاته وسياساته وفق تصويت البرلمانات المنتخبة. والغرب هنا في فلسفته وتجاربه هو مصدر اساس في اقامة النظم الديمبراطية واصلاحها وهي المعركة الكبيرة الثانية التي تخوضها شعوبنا العربية.
إن الليبرالية ، أي فلسفة الحقوق والحريات ، هي انتاج مباشر للثورة الفرنسية عام 1789 التي طرحت مفهوم حقوق المواطن وحرياته الأساسية لتثبت كمواد أساسية في الدستورين الأمريكي والفرنسي في فترة واحدة تقريبا ومنه تم تطوير مفهوم الديمقراطية الكلاسيكية الى الديمقراطية الليبرالية التي ضمنت اضافة لحرية الأنتخاب حرية الرأي والمعتقد والنشر والصحافة وصولا الى قائمة كبيرة وواسعة من الحريات الشخصية والحقوق المدنية وحقوق المرأة وحقوق الأقليات وضمان حقوق التعدد الثقافي وغيرها مما نعرفه اليوم في المحتمعات الغربية التي نصفها بالليبرالية ، وعالمنا العربي يخوض معركة الحريات بشراسة مع قوى الظلام وهو الأحوج اليوم لتجارب الغرب وسياساته وممارساته وقوانينه الي تضمن للفرد اولا حقوقه قبل الأدعاء بحقوق الجماعة والمقولة الليبرالية الشهيرة تقول اذا ضمنت حقوق الفرد تكون قد ضمنت حقوق الجماعة وليس العكس وهذه طبعا نقطة الخلاف مع الظلاميين ومع المدرسة الماركسية السوفياتية وغيرها من الأنظمة التي تضع الجماعة قبل الفرد.
ان الرأسمالية قد نشات كنظام اقتصادي مع بدايات الثورة الصناعية في بريطانيا واختراع الألات الأنتاجية مما مهد الأنتقال من الأقتصاد الزراعي الأقطاعي الى الصناعي وظهور طبقات العمال والرأسماليين والمدن الصناعية بصورة واضحة منذ منتصف القرن التاسع عشر واحتاج الغرب الى قرابة قرن من المعارك الأجتماعية والفمرية كي يقنون هذه الأنتقال الثوري للمجتمع وفهم تناقضاته الجديدة وأهمها بين العامل والرآسمالي وبين السلطة وارباب المال والعمل واعادة صياغة مفهوم الدولة وتدريحيا بدأت الألة او وسائل الأنتاج في اجراء تغيرات جوهرية على المجتمع ومنها بدأت تظهر مدارس فكرية للعدالة الأجتماعية أهمها الأشتراكية والماركسية والفابية وغيرها. ان الرأسمالية كنظام اقتصادي يقوم على الربحية سواء في اختياره للأستثمار أم في ادارة المؤسسات (الشركات) الرأسمالية، هو نظام طبيعي لم يخترعه احد بل نشأ مع الثورة الصناعية واختراع الآلة ليقوم على اساس ادارة كفوءة وربحية عالية . ويصح هنا ان نطلق عليه انه نظام اقتصادي صرف لايعرف غير الربحية هدفا ولايعترف بقيم الأخلاق والرحمة والمساواة والعدالة التي حلم بها البشر وذلك لكونها ليست من مهماته بل هي مهمات الدولة . فهو نظام اقتصادي صرف معني بالأدارة والأرباح. ولم تستطع البشرية بعد من الأتيان بنظام اقتصادي اكثر كفاءة منه رغم جشعه لو ترك له الباب مفتوحا . وعليه لوقف جشع الرأسمال اخذت الحكومات بفرض حدود اجتماعية وقانونية عليه منها اقامة حقوق العاملين والضمان الأجتماعي وفرض ضرائب باهضة تستخدم في اقامة وتمويل سياسات اجتماعية للعدالة الأجتماعية مقابل ضمان حقوق الرأسمال في العمل والتوسع والربح ومقابل رفع مسألة العمالة والتشغيل عن كاهل الدولة ووضعها على كاهل الرأسمال،وهذا مكن من تفرغ الدولة لتحقيق سياسات العدالة الأجتماعية والضمان الأجتماعي والصحي وسياسات الحفاظ على البيئة واقامة وتطوير مرافق التعليم والصحة والبنى التحتية والأعمار لتمول من الضرائب على ارباح الرأسماليين . ان الأحزاب الأشتراكية الماركسية الأوربية هي من قاد خوض هذه المعركة الأجتماعية مع الرأسمال وسادت نجاحاتها جميع دول اوروبا الغربية اليوم وتكرر نجاحها في كندا وحتى امريكا رغم تخلف الأخيرة مقارنة بتطبيق السياسات الأجتماعية الأوربية. وهناك مغالطة يستخدمها الماركسيون السوفيت بتسميتهم النظم الغربية بالنظم الرأسمالية والنظام يعني الدولة ومؤسساتها التي هي في الواقع نظم وحكومات ديمقراطية ليبرالية اما نظام ادارة الأقتصاد فهو رأسمالي. وربما هذه التسمية السوفياتية جاءت ليكون النظام الأشتراكي هو النقيض وكلا التسميتان تصح على نظم اقتصادية اساسية انتجت نموذجين فوقيين لشكل الدولة ، فما طرحه الأتحاد السوفياتي من نموذج للأشتراكية الماركسية يقوم على اساس وضع وسائل الأنتاح بيد الدولة وهو اجتهاد خاص بالمدرسة البلشفية السوفياتية مقابل اجتهاد المدرسة الأشتراكية الديمقراطية الأوربية (ومنهم المناشفة الروس) القائم على ابقاء وسائل الأنتاج وادارتها بيد الرأسمال وقيام الدولة بتطبيق سياسات الأصلاح الأجتماعي التدريجي من خلال البرلمان وتطوير دور الدولة بالمراقب والقيام بتشريعات اجتماعية لصالح العمال وعموم المجتمع تمول من ضرائب على الرآسمال . وقد اثبتت الحياة فشل التجربة الأشتراكية السوفياتية في التأميم وسيطرة الدولة على ألأنتاج والعمالة والسوق وعدا الفشل الأقتصادي رافقه فشل اجتماعي بمصادرة الحريات واقامة دول قمعية ، وكذلك فشلت غيرها من التجارب في الصين والعالم العربي على مدى مائة عام بمالارافقها من انظمة قمعية تسيطر على حياة الناس لسيطرتها على معيشتهم من خلال السيطرة على الأقتصاد. يقابلها نجاح تجارب اوربا الأشتراكية الديمقراطية التي جمعت بين الحفاظ على النظم الديمقراطية والحريات الليبرالية مع العدالة الأشتراكية الأجتماعيى وانتقلت بنجاحها لتعم أغلب دول العالم وخلقت دولا ناجحة اقتصاديا وسياسيا خارج اوروبا وامريكا مثل اليابان وكوريا وماليزيا واندنونيسيا وغيرها، ولعل تحول الصين الى الأقتصاد الرأسمالي من الأشتراكي السوفياتي كان خاتمة القول في انتهاء وفشل تجربة ادارة الدولة للأقتصاد او النموذج الأشتراكي السوفياتي.
يتبع محاججات مع اطراف منهج العداء للغرب.



#لبيب_سلطان (هاشتاغ)       Labib_Sultan#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألرجعية الفكرية البنيوية للماركسيين العرب
- الدفترالمهرب من سجن الحلة لقصائد النواب
- قراءة في معركة الشعبين اللبناني والعراقي الأنتخابية
- لا خير في نظام عالم جديد تقيمه ديكتاتورية بوتين
- بوتين لن يكون اخر ديكتاتور لروسيا ..الخيارات أمام العالم
- 9 نيسان اليوم الوطني لأسقاط ديكتاتورية صدام بين المنافقين وا ...
- مالذي أكتشفه العالم في عدوان بوتين على أوكرانيا
- لولا بوتين لظهرت روسيا قطبا دوليا جديدا وعظيما
- تناقض المثقف العربي حرب أوكراينا مثالا
- رد على مقالة الدكتور عبد الخالق حسين حول عنف المتظاهرين لتخر ...


المزيد.....




- تحقيق لـCNN.. قوات الدعم السريع تطلق العنان لحملة إرهاب وترو ...
- ستتم إعادتهم لغزة.. مراسل CNN ينقل معاناة أمهات وأطفالهن الر ...
- أردوغان يريد أن يكمل -ما تبقى من أعمال في سوريا-
- استسلام مجموعة جديدة من جنود كييف للجيش الروسي (فيديو)
- عودوا إلى الواقع! لن نستطيع التخلص من النفط والغاز
- اللقاء بين ترامب وماسك - مجرد وجبة إفطار!
- -غباء مستفحل أو صفاقة-.. مدفيديف يفسر دوافع تصريحات باريس وب ...
- باشينيان ينضم إلى مهنئي بوتين
- صحة غزة: ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي إلى 31819 قتيلا ...
- هل مات الملك تشارلز الثالث؟ إشاعة كاذبة مصدرها وسائل إعلام ر ...


المزيد.....

- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد
- تشظي الهوية السورية بين ثالوث الاستبداد والفساد والعنف الهمج ... / محمد شيخ أحمد
- في المنفى، وفي الوطن والعالم، والكتابة / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - لبيب سلطان - معاداة الغرب منهج للرجعية والظلامية في العالم العربي-1