أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لبيب سلطان - لولا بوتين لظهرت روسيا قطبا دوليا جديدا وعظيما















المزيد.....

لولا بوتين لظهرت روسيا قطبا دوليا جديدا وعظيما


لبيب سلطان
أستاذ جامعي متقاعد ، باحث ليبرالي مستقل

(Labib Sultan)


الحوار المتمدن-العدد: 7201 - 2022 / 3 / 25 - 16:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يكثر الحديث عن العالم الأحادي القطب بين الطبقة السياسية البوتينية داخل روسيا (لدغدغة مشاعر الشعب الروسي )،وبين المثقفين اليساريين العرب الذين لم يتخلصوا بعد من ارث الستالينية ومعاداة الغرب، وكلاهما لايخبرنا مالذي يعنيه القطب.
ألواضح أن القطب الواحد يقصد يه الولايات المتحدة ب- الدولة الأقوى عسكريا واقتصاديا في العالم ووهي قطب لحلفائها المباشرين في اوروبا الغربية وكلاهما يدير كتلة ضخمة من الدول التي تعتمد عليهما في نظامها السياسي والأقتصادي وتمتد على طول اوروبا الشرقية والشرق الأوسط وامريكا اللاتينية وافريقيا وجنوب شرق اسيا، وهوتكتل ضخم من المصالح والنظم الأقتصادية المترابطة كالذي نراه في عالم اليوم. ولعل النموذج الديمقراطي البرلماني للحكم ونظام الحريات الفردية والتوجه الرأسمالي لأقتصاد السوق هو الذي يشكل الصيرورة الأهم لتكون وديمومة وقوة هذه الكتلة التي تدور في فلك القطب المركزي في العالم وهي الولايات المتحدة، فليست القوة العسكرية المتفوقة وحدها كافية لخلق قطب ثان، كما هو الحال مع روسيا اليوم ، ولا اقتصاد الصين القوي الذي سيصل الى المرتبة الأولى في العالم عاجلا أن آجلا ، قادر على خلق قطب ثالث (الصين لها زبائن وليس اصدقاء عكس روسيا لها اصدقاء ولكنها دون زبائن كما يقال) ، ولا تحالف مشترك بين روسيا والصين معا قادر على خلق قطب مواز, لأن كلا النموذجين الروسي والصيني لايمتلك جديدا على صعيد الأقتصاد ، فهم جزء من العولمة الرأسمالية التي تديرها امريكا، كما لا تمتلك جاذبية أو قوة جذب لدول وشعوب العالم بما يخص أسس نظامها السياسي وتخلفه خصوصا في المنحى الديمقراطي والحقوقي والحريات ، فهي تعاني من انظمة شمولية غير جاذبة لشعوب العالم . وبوضعها الحالي ، ستبقى روسيا والصين حبيسة نفسها او ان تتكتل مع دول تمثل انظمة شمولية مثلها مثل كوريا الشمالية وايران وحتى يمكن أن يضم السعودية مستقبلا وغيرها من الدول المعدودة على الأصابع اليوم ، ولكنها لا تستطيع خلق قطب جديد. وعليه فالحديث عن عالم متعدد الأقطاب هو حديث دعائي صرف بدأ به بوتين منذ قرابة 15عاما ولليوم لم ينجح به، فروسيا هي ليست الأتحاد السوفياتي الذي مثل فعلا قطبا امام امريكا بطرحه النموذج الأشتراكي للأقتصاد والفكرة الأممية الملهمة لأخوة وتحرر الشعوب ، ولكن فشل الأتحاد السوفياتي في نموذجه الأقتصادي واسلوب ادارة الدولة ذات اللون الواحد والحزب الواحد ،أي الأنظمة المركزية الدكتاتورية، قد قوضه وحلفاؤه حتى بدون حرب مباشرة مع القطب الأمريكي، أو لنقل انقرض ضمن مقولة البقاء للأصلح والأقوى وفق نظرية داروين للأنتقاء الطبيعي.
هل يمكن لروسيا ان تكون القطب الثاني في العالم ؟ أنا شخصيا اعتقد نعم ممكن، ولكن ليس بمفهوم بوتين باعتماد العسكرة والتوسع بالقوة، بل من خلال اصلاح مفهوم القطبية الحالية نفسها، أي الأمر أشبه بالأصلاح من خلال البرلمان وليس عن طريق انقلاب او حرب خارجية .أو توسع بالقوة كالذي يعتقد به الرئيس بوتين.
أن السبب الذي يجعلني أعتقد بامكانية روسيا ان تطور قطبا جديدا ، مكملا وليس لاغيا أو معاديا للقطب الذي تقوده امريكا ،هو ميزاتها الهامة الأخرى التي لا تمتلكها اميركا، وأكاد ان أجزم بأثنتين منها:
1. ان الثقافة الروسية ثقافة عميقة انسانية لم تنجربعد لثقافة النظر للأنسان في سوق رأسمالي كمستهلك مما يؤهلها لطرح مفهوم جديد لأدارة رأسمالية الأقتصاد ببعد انساني وليس ربحي ، وهو امر لم ولن تستطع امريكا القيام به لتجذر مؤسساتها وجمودها الأسمنتي على قالب واحد- الربح اساس الآقتصاد والتطور(1)
2. ان روسيا تجمع حضارتي الشرق والغرب في بودقة واحدة، فهي تجمع عقلانية الغرب وروحانية الشرق وبهما تستطيع طرح مشروع ونموذج انساني وثقافي وحضاري يكسب الجميع والكثر من الأصدقاء .

ان البعد الثقافي والقوة الثقافية العالمية للقطب لاتقل أهمية عن القوة العسكرية والأقتصادية ، وروسيا لها الأولوية في هذا المضمارعلى ماأعتقد ،وهي عدا قوتها العسكرية المتطورة تستطيع بنفسها بناء اقتصاد مدني متطور ايضا ولكن ذلك يحتاج لنظام سياسي ديمقراطي متطور ايضا، ينهي سيطرة المخابرات على السلطة والدولة وسيطرة الأوليغارشيىة على الأقتصاد ، فروسيا بلد عظيم ذو قدرات هائلة والشعب الروسي المعروف بآبداعه وثقافته العميقة يمكنه ان يهدي للبشرية والأنسانية الكثير مما تحتاجه في بحثها عن مستقبل أفضل مما نراه ونعرفه اليوم، انه شعب عظيم يستحق ان يعيش بحرية وأمان بعيدا عن التسلط والديكتاتورية التى ابتلى بها خلال قرن أو أكثر.

د. لبيب سلطان- كاليفورنيا
======================================
(1) ربما لايعلم الكثيرون ان المؤسس الحقيقي لقوة أمريكا الأقتصادية التي نراها اليوم هو وليم جيمس (1842-1910)مؤسس البراغماتية الحديثة حيث تبنت اطروحاته الولايات المتحدة كليا منذ الربع الأخير للقرن التاسع عشر والى اليوم، وتقوم على أساس ان اية نظرية او فكرة أو ايديولوحية او حتى الدين لا ينفع امريكا اذا لا تدر ربحا، فلا يكفي لتبني نظرية أو فكرة ان تثبت صحتها بالتطبيق (كما يفترض العلم التقليدي) بل يجب ان تثبت جدواها بأنتاج شيئ ما تبيعه ويحقق لك ارباحا، وعداها لاتستحق الأخذ بها مهما كانت عظيمة أو صحيحية. والواقع ان امريكا لاتمتلك ايديولوحية سياسية بل تمتلك وتسيرها ايديولوجية اقتصادية التي تعود لوليم جيمس- أي الربحية كأساس لأدارة الأقتصاد ومنه لأدارة المجتمع والدولة. ويمكن القول أن هناك طرفان مؤسسان لأميركا القوية: الدستور الأمريكي الذي وصعه جيفرسون تلميذ مفكري الثورة الفرنسية والذي استلهم مبادئهم وصاغها في مواده عام 1885 وخصوصا حقوق المواطن في الجمهورية الأمريكية بما فيها حقوق الرأي والمعتقد ووضع مصالح الفرد وحقوقه أعلى من السلطة نفسها وصيانتها أهم واجبات الدولة وذلك يحدث لأول مرة في التاريخ وجميعها هي مبادئ الثورة الفرنسية, والثاني هو النظرية الأقتصادية البراغمانية لوليم جيمس وكلاهما عملا معا وبنجاح على بناء وتطور امريكا التي نراها اليوم.



#لبيب_سلطان (هاشتاغ)       Labib_Sultan#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تناقض المثقف العربي حرب أوكراينا مثالا
- رد على مقالة الدكتور عبد الخالق حسين حول عنف المتظاهرين لتخر ...


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لبيب سلطان - لولا بوتين لظهرت روسيا قطبا دوليا جديدا وعظيما