أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هرمز كوهاري - فوضى الديمقراطية















المزيد.....

فوضى الديمقراطية


هرمز كوهاري

الحوار المتمدن-العدد: 1677 - 2006 / 9 / 18 - 09:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل تحمل الديمقراطية نقيضها معها ؟:

النظام الديمقراطية ، أساسه مبني على إطلاق الحريات والحقوق الطبيعية للافراد ، في الديمقراطية ، الاساس هو الفرد لا الجماعة أو الفئة أو الطائفة ،ويعتمد الفرد أساسا للحقوق كي لا تتحكم به تلك الفئات والطوائف و يعتبرونها وكيلة عنه وتعزله عن الدولة والقانون !! بداعي أنها تحميه وتدافع عنه ، وبذا تحجبه عن الدولة وبالتالي تستغله لأغراضها الخاصة ، ولهذا تؤكد الديمقراطية على الفرد بغض النظر عن الجنس والدين والقوم والطائفة والمنطقة إلا في العراق ، ففي العراق نوع آخر من الديمقراطية ، منها ديمقراطية الطوائف والاقوام دون الافراد . وبنفس الوقت نرى أن الحرية هي التي تساعد الارهابيين في التحرك ضد الديمقراطية فهل تولد الديمقراطية نقيضها معها ؟!

ويمكن أن نشبه الديمقراطية والحرية بالمطر! المطر الذي ينعش الحياة وينتظره الانسان والحيوان والنبات والجماد ! وهو خير وبركة للكل ، فيتنعش به الزرع ،الغذاء الرئيس للبشر والبقر ويغسل الجبال والتلال والطرق من الاوساخ المتراكمة عليها من الاهمال ، ويغسل الاجواء الملوثة ، وفي المقابل ينعش الحشائش الضارة " الدغل " تلك الحشائش التي تزاحم الزرع وتحاول خنقه قبل أن يقوى عوده ويثمر ، وإذا لم يلجأ الفلاح الى عزقها أي إجتثاثها من الجذور فقد تقضي على الزرع ، وكل من عمل فلاحا يدرك أن هذه الحشائش الضارة لها مقاومةعجيبة ضد الجفاف .وضد الامراض النباتية وضد الحشرات بعكس الزرع الذي يحتاج الى الاهتمام والرعاية !! كما ينعش الحشرات الضارة ، ويشكل المستنقعات التي يخرج منها البعوض القاتل كالملاريا وغيرها من الامراض المختلفة .

والحرية التي أتت الى العراق بعد 9 / 4 لم تكن كذلك المطر الهادئ ، بل كانت كالسيل الجارف ، الذي يحدث عند إنهيار السد ، إكتسح أمامه المؤسسات والدوائر وظهرت العقارب والحيايا من جحرها والحشرات القاتلة من المستنقعات ، فالذي لم يمت من الشعب بسببها ،أصابته الجرح البدني أو النفسي أو الكآبة أو هرب !.

إن الامريكان والانكليز وبقية قوات متعددة الجنسيات قاموا بتهديم السد فقط ، سد الدكتاتورية دون إتخاذ الاحتياطات اللازمة ،كمد القنوات لتصريف المياه الزائدة أو إقامة حواجز تحمي الابناء والبناء ، ربما أرادوها كذلك ، أو توهموا أن تكون هذه الحرية كفيلة بحماية نفسها بنفسها ، في الوقت الذي كان عودها طريا ، لم يقاوم سيول الطائفية الدينية المتخلفة الجارفة ، والقومية الشوفينية الفاشية ، التي إحتكرت الحكم ومتعته ومباهجه لعقود من الزمن فإندمجت مع الارهاب العالمي المتسلل أو المرسل ! من وراء الحدود ، على مبدأ عدو عدوي صديقي .

هل هذه الفوضى هي نتيجة الديمقراطية ، التي قيل أن العراق أصبح بلدا ديمقراطيا ، نعم ديمقراطية القتل أيضا ، فهناك حرية الكلام والنشر والنقد والانتقاد الى جانب حرية القتل والنحر والتدمير والتفجير ، فكل هذه الاعمال تقع تحت عنوان الحرية ، الحرية التي أتت بها الديمقراطية !! حرية الكلام والصراخ والعياط حتى بوجه المسؤولين والقضاة في المحاكم ولأول مرة في تاريخ الدول العربية والاسلامية ومنذ قرون ، الى جانب حرية وحقوق القتل بالجملة ، وحقوق القتلة المعتقلين في سجون تتوفر فيها كل مستلزمات الصحة والعافية والمعاملة الانسانية !!حسب متطلبات الديمقراطية ، وحسب الاصول الديمقراطية ، يعطى القاتل والقاتل بالالاف والمختص بالنحر ، نحر رقاب النساء المؤمنات بخدمة الانسانية أمثال مركريت وغيرها ، يعطى كامل حقوقه الانسانية !! لأنهم يعتبرونه ظلما وعدوانا بأنه إنسان ،وللمتهم حرية شتم القاضي والشعب ، لأن الديمقراطية تحميه وهو برئ !! الى أن تثبت المحكمة أنه متهم فقط وليس مجرما ! لأن ليس هناك مجرما بذاته أي منذ ولادته!!.

في منطوق الديمقراطية ، ليس هناك مجرما من طبيعته أو حاملا فايروس أو " جيناً " للاجرام ، فلابد أن نفتش عن الاسباب والمسببين والظروف التي قادته الى الاتهام ، وليس هناك غير المجتمع أي الشعب !! الذي تربى وترعرع فيه وعلى يديه ، فالشعب علّمه ، بل دفعه الى القيام بهذه الاعمال ، فالمتهم الاول إذن هو الشعب وليس صدام وجماعته !، ولو نشأ صدام في مجتمعات مثل سوَسرا (كما يلفظها )أو في السويد ، لنشأ إنسانا طيبا مجاملا محبا للخير والبركة ولكان شعاره غصن الزيتون يحمله بيده أينما حل وإرتحل ويلوح به للشعب المحب له ، بدل سيف القادسية وسيف وزين القوس وأم المهالك !! ، إذا لنرجع الى المتهم الاول وهو الشعب ونحاكمه ، على أنه السبب في تربية أمثال هؤلاء المظلومين! ، صدام وجماعته ونطلق سراح هؤلاء الضحايا !، ضحايا المجتمع ، ضحايا الشعب وبالذات الشعب العراقي ! وخاصة الشعبين الكردي والشيعي ،الشعبان اللذان إنتفضا عليه ولم يراعيا ظروفه وظروف نشأته !! ولنرجع نعوضهم هؤلاء السجناء لما قاسوه من ظلم وتعسف في سجون الديمقراطية العراقية التي لم توفر لهم سجونا مثل سجون سوَسرا ! والسويد الديمقراطيتين ، ودائما المظلوم يقاضي ويحاكم المتهم ، إذا ليرتق صدام كرسي القاضي والى جانبيه برزان التكريتي وعلي المجيد ليحاكموا الشعب على ما سبب لهم من ظلم وإحباط في طفولتهم الامر الذي قادهم الى السجون ظلما وعدوانا وفي ظل الديمقراطية ، الديمقراطية العراقية الجديدة المتجددة .

والديمقراطية العراقية ، تعطي الحرية لكل شخص يؤلف مجموعة أو حزبا إجتماعيا سياسيا او دينيا او قوميا ، فهي كلها تقع في خانة الحرية ، الحرية الشخصية ، ولا مانع أن يكون شخصا مراهقا عقليا وفكريا وحتى مختل العقل والتفكير ، ولا يمكن إثبات ذلك إلا من خلال تقرير طبي وهو من أيسر الامور في البلد الديمقراطي ،فهذا الشخص ما دام بلغ أو جاوز الثامنة عشرة ، يملك حقا أن يجمع ما يشاء من الرعاع ومن سقط متاع المجتمع ولا مانع أن يلبس عمامة سوداء ويرتدي جبة سوداء فعند ذلك يكون مرشدا وموجها معتمدا على ما حفظه من بعض الآيات والكتاب ، وينور الشعب ، فالشعب الذي تربى في أحضانه صدام وأزلامه يحتاح الى " الامر بالمعروف والنهي عن المنكر " ، فنحن في بلد ديمقراطي ، فلا ديمقراطية بدون حرية .

ولم يبقى لنا إلا أن نقول :

إننا تعلمنا أن نشوه ونمسخ كل جديد مفيد يأتينا من البعيد ، لنكره ونعلن الغريب ، ونمجد القريب العجيب ولا نحتاج الى كثير من الاسباب والتسبيب .بل التشويه لذيذ عندنا كأكل الزبيب !!!

فأتوا لنا بالملكية الدستورية ، فإذا بها تنقلب الى ملكية دكتاتورية مطلقة ، وبدل ما يكون الملك مجرد رمز للدولة ، أصبح سيد البلد وهو الآمر والناهي !! والدستور الذي كان هدية الشعب للمك ! ليحكم بموجبه ، تحول الى سوط يرفعه بوجه كل من يعارض الملك وأعوانه وأزلامه !
جلبوا لنا الدستورالديمقراطي ، فإذا يتحول الى دستور الطوائف والمرجعيات والعشائر والشيوخ والاغوات ، ومن لم يكن منظما في طائفة أو عشيرة لا مكان له في العراق الديمقراطي ، لآننا حاشا أن نستنسخ تجربة الصليبيين الكفار المستندة على الافراد ، وماقيمة الفرد إذا لم يكن له عشيرة ,اصل وفصل له شيخ أو آغا يحميه أو مقلّد معمم يهديه !!
قالوا لنا بالانتخابات الحرة النزيهة ، فإذ اهي إنتخابات تحت إشراف المليشيات المدججة بالسلاح القادم من وراء الحدود ، مهتدين بالفتاوى بالتمسك بالدين والابتعاد عن الدولة ، ما دام يشمل الاثنين ، الدين والدولة !
وقالوا لنا بالفدرالية ، فإذا تنقلب الى فيدرالية ، المؤمنين باهل البيت ، والمعارضين لها من أحفاد قحطان وعدنان ، وإخواننا الكاكاوات ينتظرون نهاية الصراع بين العمامات و العُكَلْ ! وهم يرددون الله يستر !! ويقولون نحن ما علينا ! نحن نريد الصافي !!

وقالوا بمحاكمة ديمقراطية عادلة ، فإذا تحولت الى شتم القاضي ولعن الشعب ، ويهدد المتهم أو الذي أعتبر متهما يهدد ويتوعد الشعب من داخل قفص الاتهام ، القفص الانيق ، وأصبح المتهم حاكما والقاضي مدافعا عن نفسه وعن الشعب ، إنها الديمقراطية العراقية ! هكذا وإلا نتهم أننا لسنا ديمقراطيون !!

ونخشى من أمريكا وبقية حلفائها أن يرجعوا ويكسروا البستوكا ! التي دخلوا فيها لتصليحها فلم يتمكنوا من الخروج منها بعد أن أصلحوها ، كما فعل " ترارا " مصلّح بستوكا الفنان القدير يوسف العاني دام فكره و فنه للأجيال .

===============================



#هرمز_كوهاري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فوضى الديمقراطية ..!
- صدام وازلامه مجرمون حتى تثبت برأتهم
- 11 - أيلول ، حرب ضد الانسانية والحضارة
- العلم المقبول دائما ومن الجميع ..!
- من تداعيات العلم العراقي -سقط الصنم فلتسقط رموزه .!
- هل يمكن أن يحدث هذا ...!!
- العدوان التركي .. والصمت المطبق ..!
- قلنا... وقالوا..!
- ! إسرائيل :دمرنا بلدكم ونشهدلكم بالانتصار! حزب الله :إنتصرنا ...
- شعارات للصراعات المستديمة .. التحدي المهلك !
- شعارات للصراعات الكستديمة ..2 المقاومة
- شعارات للصراعات المستديمة ..! 2
- شعارات للإقتتال والصراعات المستديمة ..الجهاد .. المقاومة.. ا ...
- هل سينجح المالكي في مهمته ؟
- المقامرون بحياة الشعوب ..!
- المليشيات الطائفية .. لصالح من تعمل ..؟
- ماذا لو تكرر السيناريو في العراق ..؟
- المصالحة ..يجب أن ترافقها : المصارحة والمكاشفة ..
- وأخيرا، قالوها صراحة ..!
- الدولة الحديثة بين العلمانية والدين والمجتمع


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هرمز كوهاري - فوضى الديمقراطية