أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثائر أبوصالح - إسرائيل ومستقبل الصراع في المنطقة














المزيد.....

إسرائيل ومستقبل الصراع في المنطقة


ثائر أبوصالح

الحوار المتمدن-العدد: 7269 - 2022 / 6 / 4 - 16:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اعتقد جازماً أن إسرائيل بقياداتها اليمينية المتطرفة المتتالية والتي تعكس رأياً عاماً شعبياً متطرفاً، ستقف في القريب العاجل أمام مفترق طرق تاريخي هام، وأمام خيارين لا ثالث لهما، أحلاهما مر بالنسبة لها، فإما أن تقبل بتسوية تاريخية مع الشعب الفلسطيني، يقوم على أساس الحقوق المشروعة لهذا الشعب، وهذا بعيد المنال في ظل ما يجري على أرض الواقع، وفي ظل العقلية اليمينة المسيطرة التي ترفض أن ترى وتعترف بحق الآخر، وإما أن تتحول الى دولة ابارتهايد.
لقد أعدت إسرائيل نفسها ومنذ اقامتها على أرض فلسطين لسيناريوهات المواجهة المحتملة مع الجانب العربي، وطورت ترسانتها النووية لتتعامل مع كل التهديدات الخارجية الممكنة، حتى مع الدول الإسلامية البعيدة التي لا تجاورها مثل إيران وباكستان. ولكن لم تعد نفسها للمواجهة الداخلية الكبرى مع الشعب الفلسطيني من النهر الى البحر، وقد اثبتت الانتفاضات الشعبية المتتالية هشاشة قوة الردع الإسرائيلية في هذا المجال، وعدم قدرتها على التعامل معها. فكل الترسانة العسكرية الضخمة التي تمتلكها إسرائيل لن تنفع في مثل هذه المواجهات.
إن فشل حل الدولتين سيجعل الشعب الفلسطيني رويداً رويداً يتخلى عن هذا الحل ويتحول للمطالبة بحل الدولة الواحدة التي تجمع الفلسطينيين مع اليهود في إطار دولة كل مواطنيها، وهذا طبعاً سيكون نهاية حلم الدولة اليهودية، وسيقابل بالرفض من غالبية اليهود الصهاينة الذين يؤمنون أن إسرائيل هي دولة اليهود. وهكذا لن يبقى أمام إسرائيل إلا نظام الأبرتهايد.
أن دولة الأبرتهايد بدأت عملياً تتشكل بوضوح وتظهر جلياً أمام كل من يمعن النظر في مؤسسات هذه الدولة، وخصوصاً في الكنيست، المشرعة للقوانين، فإن تراكم القوانين العنصرية من قانون حق العودة، الى قانون القومية، الى قانون لم الشمل، الى قانون كامينتس، الى قانون رفع العلم الفلسطيني في الجامعات ...سيحولها بالتدريج الى دولة ابارتهايد على غرار جنوب افريقيا سابقاً. وكذلك المنظومة الإعلامية التي ترتكز على نفي الآخر الفلسطيني بشكل كامل تسير على نفس المنوال، وتبث خطاباً تحريضياً بشكل واضح ودون أي مداراة، ولا تترك سوى حيزاً اعلامياً ضيقاً، هذا ان وجد هذا الحيز، للقلة من اليهود الذين يؤمنون بالعيش المشترك.
أما العرب الفلسطينيون الذين يؤمنون حتى الأن بالعمل البرلماني وبتحصيل الحقوق عن طريق الدخول في ائتلافات مع الأحزاب الصهيونية، سيصلون الى طريق مسدودة، وسيخسرون قاعدتهم الشعبية مع الزمن، وهكذا سيحصل تقطباً كبيراً، وسيصطف الشعب الفلسطيني من النهر الى البحر في مواجهة دولة الإبرتهايد الصهيونية، والتي ستصمد بأحسن حال مثل ما صمد نظام الأبرتهايد في جنوب افريقيا. عندها فقط سيدرك المتطرفون أن القوة والأسلحة الفتاكة والسلاح النووي لن يجدي نفعاً، وسيجدون أنفسهم مجدداً أمام مفترق ثان ليختاروا إما دولة المواطنة أو إبادة شعب بأكمله وما أظن أنها مهمة سهلة.
أما المتأسرلون الذين يهرولون باتجاه هذا النظام المتبلور، القائم على التفرقة العنصرية، سيجدون أنفسهم قريباً بين مطرقة شعبهم وسدان النظام العنصري، وعندها لن ينفع الندم. ان التركيبة الحالية القائمة في إسرائيل لا تسمح بأي شكل من الأشكال بوجود حلول وسط، فهي تريد أن تسيطر على الأرض والسماء والتاريخ والجغرافيا والموارد والتراث.. ولا تترك للشعب الأصلاني أي حيز في هذه المجالات، مما يحول الصراع الى صراع صفري، ولمثل هذه الصراعات لا يوجد حلول وسط، فقط عندما تعترف القيادات الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني ينتفي الصراع الصفري، وعندها ممكن إيجاد المخارج المناسبة لحل القضية الفلسطينية. لذلك يجب على الشعب الفلسطيني أن يعتمد على نفسه فقط، ولا ينتظر المساعدة الخارجية من أي طرف عربي كان أم دولي.



#ثائر_أبوصالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفهوم الشهادة
- تطور الحركة الوطنية في الجولان
- إسرائيل ومشروع -الدويلة الدرزية-
- سكان الجولان السوريين في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي الج ...
- دروس مستخلصة من الثورة السورية
- الحرب الروسية على اوكرانيا
- موجز قصة الثورة السورية الكبرى في الجولان- اقليم البلان
- مهزلة صفقة التبادل بين سوريا واسرائيل: الدوافع والأهداف
- تغريبة حاتم علي
- اللاجئون السوريون وصحوة الضمير الروسي
- الحلف العلني الجديد
- ثورات الشعوب العربية وأزمة اليسار العربي
- المثقف ودوره الاجتماعي: مقاربة نظرية المثقف العربي وتحديات ا ...
- سيكولوجيا الشر بين النظرية والتطبيق
- الثورة السورية بين الواقع الموجود والواقع المنشود
- إسرائيل وافاق التسوية السياسية مع سوريا
- الأنظمة العربية السياسية بين الدوافع للثورات وسوء إدارة الأز ...
- الديمقراطية وأهم معوقاتها في العالم العربي


المزيد.....




- حفل -ميت غالا- 2024.. إليكم أغرب الإطلالات على السجادة الحمر ...
- خارجية الصين تدعو إسرائيل إلى وقف الهجوم على رفح: نشعر بقلق ...
- أول تعليق من خارجية مصر بعد سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطي ...
- -سأعمل كل ما بوسعي للدفاع عن الوطن بكل إخلاص-.. مراسم تنصيب ...
- ذروة النشاط الشمسي تنتج شفقا غير مسبوق على الكوكب الأحمر
- مينسك تعرب عن قلقها إزاء خطاب الغرب العدائي
- وسائل إعلام: زوارق مسيرة أوكرانية تسلّح بصواريخ -جو – جو- (ف ...
- الأمن الروسي: إسقاط ما يقرب من 500 طائرة مسيرة أوكرانية في د ...
- أنطونوف: روسيا تضطر للرد على سياسات الغرب الوقحة بإجراء مناو ...
- قتلى وجرحى خلال هجوم طعن جنوب غرب الصين


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثائر أبوصالح - إسرائيل ومستقبل الصراع في المنطقة