أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عادل امين - مدينة القامشلي في ذاكرة الحزب الشيوعي العراقي 3















المزيد.....

مدينة القامشلي في ذاكرة الحزب الشيوعي العراقي 3


عادل امين

الحوار المتمدن-العدد: 7265 - 2022 / 5 / 31 - 09:03
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


مدينة القامشلي في ذاكرة الحزب الشيوعي العراقي ـ 3 ـ


عادل أمـين
بعد انفصام عرى الجبهة التي جمعت الحزبين: البعث العربي الاشتراكي الذي كان متربعاً على سُدَّة الحكم في العراق ،والشيوعي العراقي الذي كان خارج الحكم، وبعد التفاف الأول على الثاني بهدف تقزيمه أو تصفيته بحملة إرهابية شرسة من الاغتيالات، والاعتقالات، التصفيات الجسدية والسياسية لقياداته وكوادره وأعضائه؛ إضطر الحزب الشيوعي العراقي بسبب تلك الحملة إلى المعارضة المسلحة للحفاظ على كيانه من جهة، والعمل لأسقاط النظام بالتعاون مع بقية القوى المعارضة الوطنية من جهةٍ أخرى. ( هنا سرد للأحداث لا علاقة له بصواب أو خطأ هذا النهج) فكان لابُدَ للحزب الشيوعي من العمل بجهدٍ عالٍ ومتواصل لشحذ كل الإمكانيات لديمومة ونجاح هذا النهج الجديد على المسارين، الأول: توفير مستلزمات هذا النهج (القوة البشرية، السلاح، التموين، المراكز والقواعد ...الخ)، والثاني: إيجاد السبل لإيصال تلك المستلزمات إلى تلك القواعد سواء من داخل العراق أو من خارجه عن طريق تهريبها من دول الجوار العراقي والمساران متلازمان ببعضهما. في المسار الأول توفرتْ الإمكانيات يمكن القول: توفرت (بأرْيَحِيّةِ).
وفي المسار الثاني (وهو الذي يعنيني في هذه الأسطر) لم تكن أمام الحزب من الإمكانيات من دول الجوار العراقي سوى سوريا التي يحكمها جناح حزب البعث الذي كان في صراع مستديم مع جناح حزب البعث الحاكم في العراق. أما دولة إيران الجارة للعراق والتي كانت في حالة الحرب معه لم تسمح مطلقاً بمرور طلقة واحدة عن طريقها للحزب الشيوعي العراقي، وحتى الذين سافروا من رفاق الحزب الشيوعي العراقي عن طريق طهران من وإلى كوردستان العراق (حيث مقرات الحزب) كان يجري سفرهم تحت غطاء الأحزاب الكردستانية العراقية الحليفة للحزب والتي كانت تسمح لها إيران باستخدام أراضيها. فكان لابُدَّ من التركيز على الدولة الجارة سورية وخاصة القامشلي التي فيها (نواة قديمة) للحزب، لذا تَطلّبَ الأمر رفدها بالكادر لتوسيع وتحسين إدائها بالشكل الذي يتلاءم مع النهج الجديد للحزب وبمساعدة الرفاق في الحزب الشيوعي السوري في البدء، والاعتماد فيما بعد وبالدرجة الرئيسة على رفاقه، لكن حتى هذا المنفذ الحدودي (السوري ـ العراقي) كان مغلقاً من الجانب العراقي بالحشود العراقية من الجيش والجحوش، وكان ثمن اجتيازه غالياً ليس بالمال وإنما بالأرواح. لذا وجب على الحزب ورفاقه العمل لإيجاد بديل أخر ألا وهو شق طريق أخر عبر دولة ثالثة هي تركيا وبمساعدة الأحزاب الكردية الصديقة والمتعاطفة مع الحزب في تركيا لبناء محطات له في جبال تركيا وتوفير مستلزمات إدامة تلك المحطات. فتحمل رفاق الحزب مشاقَّ اضافية في قطع هذا الطريق نحو مقراته في العراق.
يقول الرفيق سعيد الذي كان مساعداً لمسؤول محطة القامشلي: من نافل القول أن حركة الكفاح المسلح كانت ستستمر بالطريقة التي أستمرت عليها أكثر من عشر سنوات لولا النجاحات الكبيرة لمحطات الحزب بدءاً من القامشلي مروراً بجبال كوردستان تركيا والعراق إلى مقراته، والنشاط الدؤوب للرفاق العاملين في تلك المحطات التي كانت بمثابة سلسلة مترابطة من المفاصل الرئيسة لإدامة النضال المسلح للحزب الشيوعي العراقي ( مثل العاملين في القامشلي، ورفاق الطريق، والرفاق في المحطات جبال تركيا والعراق ورفاق الطريق بين تلك المحطات والأصدقاء من الأحزاب الكردية في تركيا، وادلائهم والقرى التي احتضنتهم والرفاق في الحزب الشيوعي السوري ...وآخرين) لولا تلك الإنجازات لما كانت قد تحققت كل تلك الإمكانيات لحركة الأنصار (الكفاح المسلح ) التي سطرت تلك الصفحات المشرقة والزاخرة بالبطولة في مسيرتها خلال السنوات العشر.
كان لرفاق الحزب " الحديث هنا يجري عن سلسلة الطريق بين القامشلي ومقرات الأنصار" شيباً وشباباً ومن كل الفئات المهنية (الطلبة، خريجوا الجامعات، موظفون، مدرسون، مهندسون، عمال ... الخ) دور بطولي قل نظيره في منطقتنا. لقد تبدلت شخصياتهم بين ليلة وضحاها إلى مقاتلين يحملون السلاح يخوضون المعارك البطولية ويقتحمون حدود الدول المجاورة للعراق، وتحت أزيز رصاص حراسها بالحيوانات المحملة بالأسلحة، أو يحملون على ظهورهم الطرية حقائب ملآى بالسلاح. ويسلكون فجاج الجبال واخاديد الوديان والمسالك الوعرة لإيصالها إلى مقرات الحزب الشيوعي العراقي. وكم من دماء سفكت وأرواح فُقدتْ في ذلك المسار. لقد كانوا هم وأعضاء في الأحزاب الكردية الصديقة للحزب في تركيا والحزب الشيوعي السوري أبطال ميامين. يدافعون عن القيّم الإنسانية أملاً في بناء وطن حر وشعب سعيد. إنّ الإنسان لينحني امام قاماتهم حقاً.
يقول الرفيق سعيد: أنا الآن أجدُ نفسي في غِنىً عن ذكر النجاحات والإنجازات التي تحققت وهي كثيرة، وقد استدلتْ على نفسها. أني لا أود التطرق اليها، إنما أود هنا أن أعرج على المواقف المحرجة التي صادفت عملنا وهي كثيرة وقد كُتِبَ عن بعضها سابقاً. هو يحاول أن يستخرج من مخابئ ذاكرته غيضاً من فيض تلك المواقف، ويرجع بها إلى أوائل شهر أيلول عام 1982 حيث خططوا لمحاولة ارسال مجموعة من الدواب المحملة بالسلاح من القامشلي إلى محطة الرفيق (أبو حربي) الرابضة داخل أخاديد وكهوف جبل جودي في تركيا، ومن هناك سوقها بالمسالك الخاصة من تلك المحطة إلى ايدي رفاق الأنصار في كوردستان العراق وبحماية مفرزة الطريق وكان أبو هديل (عبد الكريم جبر) آمرها يومذاك وبمعية الدليل محمد حجي خليل ومجموعته.
وهو يضيف: اجتمعنا نحن الثلاثة أنا وآمر المفرزة أبو هديل والدليل محمد حجي خليل (قائد مجموعته) ودرسنا العملية من كل جوانبها وناقشناه بإمعان عدة مراتٍ ولحوالي الأسبوعين قبل الشروع بها، وتمخضت تلك المناقشات والمعلومات التي توفرت لدينا والمعلومات المرسلة لنا من مجموعة الدليل في الطرف التركي أيضاً بأن تكون مجموعة الدواب أحدى عشرة دابةً، واحد عشر عنصراً برفقة الدليل(ومن جماعته) يتولونَ شؤون الدواب في الطريق، إضافة إلى أدلاء آخرين معه، وبمعية وحماية رفاق مفرزة الطريق ويكون بصحبتهم عدد قليل من الرفاق الملتحقين الجدد. ومن البديهي ان تكون الدواب كما كانت الحال في المرات السابقة بغالاً، والبغل هو الوسيلة الأساسية في التنقل وخاصة للحمولات في المناطق الجبلية لما يمتاز به من قوة التحمل والصبر ومعرفة السير في المسالك الجبلية الوعرة، وكنا نسميه عن حق (أسطول الجبال)، ان طاقة هذا المنفذ الحدودي الذي يقع بين قرية ( سرم ساغ ) السورية وقرية (الشعبانية) التركية كان يتحمل هذا العدد حسب توقعات الدليل، ويضيف الرفيق سعيد: كانت لدينا في القريتين ركائز جيدة، سواء الجانب السوري ( الأخوين م ـ ح ) اللذين كانا بمثابة عيوننا المفتوحة على الحدود وفي كل الأوقات وهما يزودوننا بكل ما يستجد فيها من المتغيرات فوراً، أما ركيزتنا في الجانب التركي فكانت تمتاز بإمكانية إخفاء الرفاق والحمولات وغيرها من الأمور لا سيما ليلة العبور ونهار اليوم الثاني، وكانت هذه الإمكانية دون أدنى شك في غاية الأهمية بالنسبة لنا، لصعوبة الوصول في نفس الليلة من منطقة اجتياز الحدود إلى الجبل حيث محطة ( أبو حربي) لطول مسافة الطريق أولاً ، ولعدم كفاية الساعات التي يعم فيها الظلام لقطعه ثانياً، هذا من جهة ، ومن جهة أخرى لصعوبة التضاريس الزراعية لتلك المسافة والسير فيها عند الليالي المظلمة، ناهيك عن مجموعة من الرفاق الملتحقين الجدد الذين لم يعتادوا قطع المسافات الطويلة. وهذا المنفذ يقع بين مخفرين لحرس الحدود التركي يجب اجتيازه بحذرٍ شديد ويحتاج الجرأة والدقة المضاعفتين إلى جانب السرعة خاصة عبوره مع الدواب، وكنا قد بنينا ثقتنا بنجاح العملية وسلامة العبور 85% على قدرة وكفاءة الدليل المحنك محمد حجي خليل ومجموعته وشجاعة رفاق المفرزة، و15% للمباغتات التي قد تحصل، هكذا رسمت العملية. وكنا نحذر دائماً الأدلاء والرفاق بعدم التحرش بالقوات التركية إلا دفاعاً عن النفس لأن هدفنا الوصول إلى العراق.
كان يصعب الحصول على نوع البغال التي تفي بالغرض المطلوب في منطقة الجزيرة السورية؛ إذ المدينة التي تشتهر بهذا النوع من البغال هي مدينة حلب وخاصة مناطق جبال (عفرين) القريبة منها والتي تبعد عن القامشلي حوالي (500) كيلومتر، وهي معروفة بأنواعها الجيدة والمتميزة لإداء نثل تلك المهمات بدءاً من القامشلي ووصولاً عبر جبال تركيا والعراق الوعرة وانتهاءً بمقرات الحزب داخل الأراضي العراقية.
ويضيف الرفيق سعيد: فكان علينا تهيئة أحد عشر بغلاً من هذه المدينة على ان أحداها من نوع خاص وغالي الثمن يسمى الشموزي أنه شبيه بقائد القطيع، جرئ ومغامر وقوي يسير في المقدمة ويتبعه بقية البغال..
عندما اتفقوا مع الدليل على العملية وخطتها، ارسلوا الرفيق السوري خالد سليمان إلى حلب لشراء البغال الجبلية ومن هناك شحنها في السيارات إلى قرى (تل كوجر القريبة من قرة جوخ السورية وفيها رفاق للحزب الشيوعي السوري) وهي تقع في طرف الحدود السورية العراقية وبعيدة عن الحدود التركية، للتمويه من جهة ، والاحتراز من أعين جواسيس الحكومة التركية إن وجدت في القرى السورية من جهة أخرى، وعلى أن يتم توقيت شحن البغال قبل تنفيذ العملية من خلال التواصل معه. وقد وصلت الحيوانات من حلب في موعدها المحدد أي قبل بضعة الأيام من الشروع بالعملية.
... يتبع



#عادل_امين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدينة القامشلي في ذاكرة الحزب الشيوعي العراقي 2
- من الفاكهاني إلى القامشلي
- مدينة القامشلي في ذاكرة الحزب الشيوعي العراقي
- هل مصطفى الكاظمي رجل هذه المرحلة في العراق؟
- حول تحالف ( السائرون) ثانيةً
- حول تحالف (السائرون)
- محادثة قصيرة
- ابو علي التركي (محمد شيرواني)
- إذبَحوهٌمْ أصْلِبوهُمْ على نُطْعِ الحُريّة
- التفكير - المفكر - احمد القبانجي في الميزان
- العلمانية والأسلام وحقوق المرأة ( الحلقة الأولى )
- مرة أخرى - سمفونيا المرجعية - تعزف على جروح الشعب
- ستراتيجية التشخيص وايديولوجيا النجاح ( الفصل الاخير )
- مقتدى الصدر بين مهارات القيادة وصفات القائد
- البطاقة التموينية في سيناريو المرجعية الجديدة
- ستراتيجية التشخيص وايديولوجيا النجاح ... ( الفصل الاول )
- رسالة مفتوحة للأخ توفيق أبو خوصة
- سورية إسقاط ...أم إصلاح...؟
- انعقاد المؤتمر السادس لرابطة الانصار الشيوعيين في ستوكهولم
- نظرية المؤامرة... تنفض عن نفسها الغبار


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عادل امين - مدينة القامشلي في ذاكرة الحزب الشيوعي العراقي 3