أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عادل امين - حول تحالف ( السائرون) ثانيةً















المزيد.....

حول تحالف ( السائرون) ثانيةً


عادل امين

الحوار المتمدن-العدد: 5929 - 2018 / 7 / 10 - 21:54
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بدءاً لا بد من القول ان اي تقييم لأمورٍ تحدث للمرة الأولى في الحياة السياسية، من الضروري اعطاءها ما يكفي من الوقت، لتنضج نتائجها، السلبية أو الإيجابية، وخاصة موضوعة غير مسبوقة، كدخول الحزب الشيوعي العراقي في العملية الأنتخابية بإتلافٍ مع التيار الصدري (التيار الوطني المعتدل في الأسلام السياسي في العراق) هذا التحالف الذي أثار مناقشات واسعة سواء داخل الحزب أوفي صفوف جماهيره وحتى داخل التيار المدني، حول ما سيجنيه الحزب من المكاسب السياسية أو الانتخابية من هذا التحالف، بين من كان معارضاً ومن كان مؤيداً له، وما أن انتهت العملية الإنتخابية وبآنت نتائجها بحصول الحزب الشيوعي على مقعدين لا أكثر، حتى تعالت بعض الأصوات في صفوف المعارضين، ( ربما اشبهت بشماتةـ ها ماذا قلنا !!!)
بالرغم من اقراري بضرورة التريث وعدم استباق ما يؤول اليه هذا الحدث من النتائج، ألا أني لا أجد ضيراً من القاء النظرة الأولية، أو القراءة الأولية لهذا الحدث الفريد من نوعه في تأريخ الحزب الشيوعي العراقي، ولإجتهاد قيادته، (وللمجتهد إن أصاب ثوابان).
باعتقادي لا تقاس المكاسب بعدد المقاعد التي حصل عليها الحزب، الحزب حصل على مكاسب سياسية جيدة، بأعتقادي أكثر من لو خاض العملية الإنتخابية مع التيار المدني أو لو خاضها بمفرده أو لو قاطعها،
مقعدان هذا هو استحقاق الحزب في ظل قانون أنتخابي (يشوبه شوائب كثيرة)، في ظل مقاطعة شريحة لابأس بها من جماهيرالحزب لعدم قناعتها بهذا التحالف، في ظل شحة الإمكانيات المادية، انعدام الوسائل ألاعلامية الخاصة به(قنوات فضائية) ممارسة الأرهاب المعنوي والعنفي ضده، عدم وجود قوى اقليمية ودولية مسانده له كما هي عند معظم الأطراف السياسية الآخرى، ناهيك عن الجزرالذي أصاب عموم الحركة الشيوعية العالمية ، خاصة بعد سقوط التجربة الأشتراكية في الأتحاد السوفيتي واوربا الشرقية ...الخ، مقعدان جاءا من الأصوات النظيفة غير الملوثة بالرشاوي ولا بالتزوير، إنها اصوات مخلصة ونبيلة، كل صوت يعادل الآف من الأصوات المشتراة من الفقراء أو الجهلة، ولم يراهن الحزب عند دخوله في هذا التحالف على شحذ اصوات الأطراف المتحالفة معه، وإنما أعتمد على الأصوات التي اقتنعت بالبرنامج الأنتخابي الذي قدمه التحالف، لأن كل طرف في التحالف صوت لممثليه.
دخل الحزب في العملية الأنتخابية ببرنامجٍ تحالفي وطني ديمقراطي صادق، فبدلاً من العزلة والتغرد خارج البرلمان أقتحم الساحة مع الآخرين، مع من هم أقرب له جماهيرياً وسياسياً وبرنامجياً مرحلياً، وحقق مكاسب بالرغم تواضعها لكنها مع حلفائه تكون خميرة لأصلاح العملية السياسية، لأنقاذ البلاد من وضعها المأساوي، ومن هذه النتيجة المتواضعة أرتعبت اطراف داخلية وأقليمية، فلملمت جيوشها الأعلامية ضد تحالف (السائرون) والحزب الشيوعي.
أقتحم الحزب الشيوعي العراقي بجرأةٍ جداراً قوياً في الدخول مع الأسلام السياسي الوطني المعتدل، والعمل المشترك للدفاع عن مصالح الفقراء والكادحين وحماية البلاد من التدهور، وهذا اقرار ضمني بأن الحزب ليس الطرف الوحيد الذي يحتكرالدفاع عن مصالح الفقراء والمعدومين بل هناك اطراف غيره وذات الوزن الكبيرعلى الساحة تدافع عن مصالح الفقراء والقريبة سياسياً منه بالرغم من التباين الآيدولوجي، وهذا يمنح بعداَ سياسياً توسعياً للساحة التي تمثل مصالح الفقراء والكادحين ولا أستبعد من جذب أطراف سياسية أخرى للمساهمة فيها مستقبلاً بما فيها القوى الأسلامية المعتدلة.
في انتخابات 2014 دخل الحزب فيها مع التيار المدني، ولم يحصد شيئاً منها، ذهبت أصوات جماهيره إلى شخصيات آخرى في التيار المدني، في أنتخابات 2018 على الأقل حصل الحزب على اصوات جماهيره( الذين صوتوا)وأعتقد لو لم تكن هناك مقاطعة ( البعض من جماهير الحزب) لكانت النتائج أفضل مما عليها الآن.
دخول الحزب في التحالف مع ( الأسلام السياسي الوطني المعتدل) بالعمل المشترك، هوالحداثة بذاتها، وأظهر للجميع بانه غير مقيد بالعقيدة الجامدة( الدوغماتية) وإنما منفتح على كل جديد، ويده ممدودة إلى كل من يلتقي معه للعمل المشترك في الدفاع عن مصالح شغيلة اليد والفكر.
التعاون المشترك مع جماهير التيار الصدري لحد الأنتخابات وما بعدها يظهر للعيان جيدة، وأعتقد الأرضية ممهدة لأستمرار هذا التعاون، وليس من ( المستحيل ) أن يقود السيد مقتدى الصدر بجرأته التي ظهر بها ليس الأصلاحات السياسية فحسب، لا بل حتى الدينية، التي تتناغم مع الحداثة العلمانية المنفتحة على القوى الدينية المتنورة للسير بالأصلاحات السياسية لما فيها من الخير للبلاد والعباد.
الحصيلة الأنتخابية، رسخت أكثر القناعة من ان الحزب، إذا كان غير قادرٍعلى التأثيرعلى الأحداث في البلاد بمفرده، فعليه ان يتحالف مع الآخرين، الذين لهم أهداف مماثلة لأهداف الحزب الآنية في الدفاع عن مصالح عامة الشعب بالرغم من التباينات الآيدولوجية، هذه القناعة يجب ان تتوطد عند جماهير الحزب، وأعتقد العملية الأنتخابية الأخيرة والعمل المشترك في الساحات العراقية مع التيار الصدري رسخ وسيرسخ أكثر فأكثر تلك القناعة.
العملية الأنتخابية المشتركة ساهمت في تقليص الفجوات بين جماهير الحزب وجماهير التيار الصدري، لأن الكل يعانون من التهميش والظلم الأجتماعي والفقروالحرمان، أن المناطق الفقيرة في بغداد والمدن العراقية الآخرى هي أكثر من وقع عليها أعباء التغيير ما بعد عام 2003 ومعاناته، وهي نفس مناطق جماهير التيار الصدري وجماهير الحزب الشيوعي، فمقارعة الظلم يوحد الجميع ويوحد العمل المشترك لجماهير التيارين، وزيادة التفاعل فيما بينهما.
النتيجة الأنتخابية التي حصل عليها تحالف (السائرون) لم تكن بمعزل عن جماهير الطرفين من جهة، ورضى وقناعة الجماهير والمخلصين للبلاد بذلك التحالف من جهة آخرى، وهذه الحصيلة الايجابية هي ثمرة التعاون المشترك، لنتريث وننتظر هل ستعكس بظلالها مستقبلاً على العملية السياسية ؟ وإلى أين ستؤول مجريات الأحداث في الفترة القادمة، قبل التسرع في وضع هذه التجربة الفريدة على السفود.



#عادل_امين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول تحالف (السائرون)
- محادثة قصيرة
- ابو علي التركي (محمد شيرواني)
- إذبَحوهٌمْ أصْلِبوهُمْ على نُطْعِ الحُريّة
- التفكير - المفكر - احمد القبانجي في الميزان
- العلمانية والأسلام وحقوق المرأة ( الحلقة الأولى )
- مرة أخرى - سمفونيا المرجعية - تعزف على جروح الشعب
- ستراتيجية التشخيص وايديولوجيا النجاح ( الفصل الاخير )
- مقتدى الصدر بين مهارات القيادة وصفات القائد
- البطاقة التموينية في سيناريو المرجعية الجديدة
- ستراتيجية التشخيص وايديولوجيا النجاح ... ( الفصل الاول )
- رسالة مفتوحة للأخ توفيق أبو خوصة
- سورية إسقاط ...أم إصلاح...؟
- انعقاد المؤتمر السادس لرابطة الانصار الشيوعيين في ستوكهولم
- نظرية المؤامرة... تنفض عن نفسها الغبار
- حركة الأنصار سينمائياً
- العراق المتوسط
- نعم لاتحاد الشعب...لكن‏
- الحزب الشيوعي العراقي والتحالفات المجدية


المزيد.....




- لافروف يتحدث عن المقترحات الدولية حول المساعدة في التحقيق به ...
- لتجنب الخرف.. احذر 3 عوامل تؤثر على -نقطة ضعف- الدماغ
- ماذا نعرف عن المشتبه بهم في هجوم موسكو؟
- البابا فرنسيس يغسل ويقبل أقدام 12 سجينة في طقس -خميس العهد- ...
- لجنة التحقيق الروسية: تلقينا أدلة على وجود صلات بين إرهابيي ...
- لجنة التحقيق الروسية.. ثبوت التورط الأوكراني بهجوم كروكوس
- الجزائر تعين قنصلين جديدين في وجدة والدار البيضاء المغربيتين ...
- استمرار غارات الاحتلال والاشتباكات بمحيط مجمع الشفاء لليوم ا ...
- حماس تطالب بآلية تنفيذية دولية لضمان إدخال المساعدات لغزة
- لم يتمالك دموعه.. غزي مصاب يناشد لإخراج والده المحاصر قرب -ا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عادل امين - حول تحالف ( السائرون) ثانيةً