أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالكريم ابراهيم - بائعو الحلويات .. ذكرى من الزمن الجميل














المزيد.....

بائعو الحلويات .. ذكرى من الزمن الجميل


عبدالكريم ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 7256 - 2022 / 5 / 22 - 18:40
المحور: الادب والفن
    


يختار بائعو الحلويات والأطعمة السريعة أماكن تواجدهم بحيث تكون قرب المدارس، وعادة ما يقتنصون فرصة خروج (الحلة ) الطلبة لعرض بضاعتهم من خلا ل أساليب الترغيب والدعاية التي هي عبارة عن مجموعة أغانٍ وعبارات المديح التي تحبب بهذه البضاعة من غيرها. عشرة فلوس كافية لتغميس نصف (صمونة) في علبة (العمبة) من (أبو كريم )حتى يسل منها هذا السائل الأصفر ليتم تدارك الموقف من لعق اكبر قدر منه قبل أن يسقط على الملابس المدرسية البيضاء،عندها تكون عقوبة هذا التهور توبيخ الأم ،وقرص الأذن للحيلولة دون تكرار هذا العمل مرة أخرى. يحاول بعضهم إخفاء آثار الجريمة، ولكن اللون الأصفر، ورائحة البهارات التي تفوح من الفم تكشف الأمر، وتجعل الأمهات يوبخن الطلبة الذين يحاولون تكرار هذا العمل رغم فيتو الأم .
وقد تستهوي بعض الطلبة (العسلية )الحمراء هي موزعة على شكل هلال في (صينة) الطحين، وتكفي خمس فلوس للعق واحدة منها. أما (أبو المكاوية ) فهو الآخر وجد في (حلة) المدارس فرصته الذهبية لبيع اكبر قدر منها بعد أن جعل صينيه تستراح من على رأسه على كرسي خشبي متقاطع، وهو ينش عنها الذباب الذي جذبته مذاقها الحلو، مناديا بأعلى صوته " مكاوية ياولد، طيب وحار ياولد" علما أن اغلب زبائنه من البنات، ولكن لغة الغلبة هي السائدة في الأغاني والدعاية. وأكثر ما يثر فضول الطلبة (أبو بيض اللكلك) هو تأبط (زمبيلا) مغطى بغطاءٍ ابيضٍ كأنه كنز قارون .وتذوب هذه المادة بمجرد ملامستا الفم، ولكن يمكن مسح ما تبقى من حبات السكر الباقية من خلال لعقها بواسطة اللسان، وتحريكه يمنياً ويساراً ليأخذ حريته في ملاعبة بقايا الحلوى.اللسان هو الآخر يصبغ بلون (بيض اللكلك). ولعل أكثر ما يثير الجميع حركات عباس بائع (الدردنمة )الخفيفة، وهو يحرك قدرهُ النحاسي نصف دائرة ،راشاً بين الفينة والأخرى كمية من الملح. يستعرض عباس خفة يده هو يضع كمية من هذه المرطبات في قطعة بسكويت مخروطي الشكل (أبو الكبوس) التي يتسابق لخطفها الكبار قبل الصغار، وهم يجتمعون حول عربته الخشبية محاولين طرد حرارة الصيف. ويلجأ اغلب الأطفال في أوقات ارتفاع درجات الحرارة إلى (أبو جيس) ليطفئ ظمأ القلوب، أحياناً يعمد بعض الأطفال إلى تكسير (أبو جيس)، وضربه بالحائط كي يكون طرياً هشاً يمكن مصه بسهولة، والبعض الآخر يعمد إلى بقائه على حاله حتى يصمد للمسافة من المدرسة إلى البيت، وعادة ما يكون (أبو جيس) مصنوعاً من اللبن أو مواد صبعية ملون توضع في كيس بلاستيكي صغير ثم يجمد. يعد (أبو عالوجة) من أصدقاء الأطفال المفضلين، فهم يحاولون مطاوعة هذا المادة الحلوى الصفراء التي كأنها المطاط، والمنتصر في هذه المعركة هم الأطفال والبائع الذي غايته بيع اكبر قدر ممكن منها. ورغم وجود الكثير من الحلويات( الجكليت، النستلة، تشبس)، ولكن الأطفال يفضلون دائما النوع المحلي حيث يعرفون صُناعها، وتربطهم علاقات صداقة لدرجة أن بعض الباعة ينادون زبائنهن بأسمائهم "هذه لحمودي الورد ،وهذه لمريومة الحلوة " وهكذا . وقد يسود هذه العلاقة بعض التوتر عندما يردد احد الأطفال" بروح أمك زودنه شويه)، لان هذه العبارة هي عملية قدح بمكيال البائع وعدالته في وضع المقايس، وربما أن فُتح هذا الباب قد تكون له مطالبات أخرى وهكذا، وهم ( باب الله ). ولا تحظى اغلب هذا التوسلات والمناشدات طريقها إلى أذن البائع الذي يظن أنه أعطى كل طفل استحقاقه، وكل حسب كمية نقوده.تسود عملية البيع منافسة شريفة، فكل يعرضه بضاعته أمام الأطفال، وهم من يقرر الشراء، ربما يحاول احدهم مدح بضاعته عن سواها، ولكنه لا يطعن بأقرانه الآخرين، لان اغلب الباعة ينتمون إلى منطقة واحدة ويعرف بعضهم بعضاً ،وتربطهم علاقات اجتماعية قوية .
عند انتهاء موسم الدراسة يختار الباعة أماكن لتواجدهم في ساحات كرة القدم أو أركان الفروع ،وهم ينتقلون م من مكان لآخر كل حسب وسيلة نقله. فنهاك من يضع بضاعته على رأسه، وآخر يدفعها بواسطة العربة،وفي حين يضعها أخر في (جنبر) يربطه بحزام من القماش حول رقبته،وأخر يتأبطها كالكنز الثمين.



#عبدالكريم_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقاهي الثورة ومقرات فرق كرة القدم الشعبية
- النوم على السطح .. ذكريات الطفولة الباحثة عن صيد نجوم السماء
- سينما علاء الدين وتسريحة أميتاب باتشان
- . الدراما العراقية والبحث عن الذات
- مجنون المنطقة ماركة مسجلة
- مواقع التواصل : تقرب المسافة وتلغي ( لمة العائلة)
- من (دوج أبو عليوي ) إلى (جكسارا )
- أجواء العراق بدون هدنة
- الحدائق المنزلية والعامة صراع من اجل البقاء
- (لنكة) الامس و(بالة) اليوم
- الاغنية وتاريخ الصلاحية
- درس مدرسي يومي على أنغام باعة الجوالين
- عيد المعلم وبريق الماضي
- محاولة فاشلة
- السينما والدراما العربية تفقد سحرها الأنثوي
- من يعد لبغداد رونقها الأخضر ؟
- (طيبة ) و (هستيريا) ... وحدة الفكرة واختلاف الأداء
- ( ُحب برائحة الكافور) وعودة إلى عوالم الرومانسية
- لعبة المكان في رواية (بين أمريكا وبغداد)
- الفنان سليم البصري بين (جراوية حجي راضي) و(سدارة غفوري أفندي ...


المزيد.....




- حضور وازن للتراث الموسيقي الإفريقي والعربي في مهرجان -كناوة- ...
- رواية -سماء القدس السابعة-.. المكان بوصفه حكايات متوالدة بلا ...
- فنانون إسرائيليون يرفضون جنون القتل في غزة
- “شاهد قبل أي حد أهم الأحداث المثيرة” من مسلسل طائر الرفراف ا ...
- تطهير المصطلحات.. في قاموس الشأن الفلسطيني!
- رحيل -الترجمان الثقافي-.. أبرز إصدارات الناشر السعودي يوسف ا ...
- “فرح عيالك ونزلها خليهم يزقططوا” .. تردد قناة طيور الجنة بيب ...
- إنتفاضة طلاب جامعات-أمريكا والعالم-تهدم الرواية الإسرائيلية ...
- في مهرجان بردية السينمائي.. تقدير من الفنانين للدعم الروسي ل ...
- أوبرا زرقاء اليمامة.. -الأولى- سعوديا و-الأكبر- باللغة العرب ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالكريم ابراهيم - بائعو الحلويات .. ذكرى من الزمن الجميل