أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - المرأة عبر العصور وحتى قرن النور















المزيد.....



المرأة عبر العصور وحتى قرن النور


راندا شوقى الحمامصى

الحوار المتمدن-العدد: 7256 - 2022 / 5 / 22 - 15:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


" في هذا اليــوم أزالت يد القدرة الإلهية جميع الإختلافات ، أحباء الله وإمائه متساوون"

"إن حقائق الأشياء قد ظهرت في هذا القرن المنير والحقيقة يجب أن تظهر. من ضمن هذه الحقائق مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة –مساواة في الحقوق والامتيازات في كل ما يتعلق بالبشرية." )حضرة عبدالبهاء)

عندما يقولون: المساواة بين الرجل والمرأة، هل يقصدون مساواة المرأة بالرجل؟ أم مساواة الرجل بالمرأة؟ من الذي يراد أن يكون مساوياً للآخر؟
الحقيقة المرّة هي أن هذه الدعاوى إنما تطالب بمساواة المرأة بالرجل، أي أن الرجل هو الأصل والمرأة هي الفرع.
و هذا أيضاً يعني أن الرجل هو الكامل، والنقص هو في المرأة، ولذا نحاول تكميل المرأة بجعلها مثل الرجل.!!
إذن القوم من البداية يفترضون تفوّق الرجل على المرأة، ولولا هذا الاعتقاد لما نشأت الدعوى أساساً.
وهذه الفرضية باطلة على كل تقدير، سواء من المنظور الشرعي أو الإقتصادي أو الإجتماعي أو البيولوجي ... أو أي منظور علمي.
الإفتراض الصحيح علمياً هو أن الرجل والمرأة متكافآن لكنهما ليسا متماثلين. التكافؤ يعني أن المرأة من حيث الأصل إنسان لا يقل بحال عن الرجل، وكلّ منهما متعادل في الحقوق والمسؤوليات، ولكنهما يختلفان في طبيعة هذه المهام والمسؤوليات.
هذا الاختلاف بين الرجل والمرأة ضروري لتحقيق التكامل بينهما.
مرت المجتمعات البشرية عموماً في تطورها بمراحل متشابهة قامت في الأصل على نظام الأسرة والذي منه تكونت القبيلة ثم المدينة ثم الدولة الحديثة. ومع أننا لا نعلم الكثير عن المجتمعات المتقدمة في التاريخ لأنها لم تترك وصفاً موثقاً يفصّل نمط الحياة فيها خاصة فيما يتعلق بأوضاع المرأة، ولكننا نعلم أن في المراحل المتقدمة من التاريخ كان الغزو بين القبائل منتشراً ، وكان سبي النساء أحد الدوافع من وراء هذه الغزوات في حياة البراري والبيداء علاوة على الخطف والاغتصاب، أما في الحضر فقد أخذ اقتنائهن صوراً وأسماء متعددة يجمعها عموماً مفهوم البيع والشراء، وفي هذا المستوى الهمجي يُعتبر قانون حمورابي (حوالي ١٧٩٠ قبل الميلاد) الذي أقرّ شيئاً من الحماية للنساء من دون المساس بسيادة الذكور، وهذا اعتبر تقدماً كبيراً نحو علاقة متحضرة بين الرجال والنساء.

مصر الفرعونية...مصر القديمة..
ميريت بتاح أول طبيبة في تاريخ البشرية كانت تعالج البشر منذ خمس آلاف عام.
ميريت رمز لحرية المرأة وحقها في العمل فى كل العالم الغربي وستجد هذه الصورة حتى في الأمم المتحدة. وقد ألفت كتبًا كثيرة عن حياة ميريت منذ عام ١٩٣٦ م وصورتها في جُل كتب الطب الشهيرة.
تجعلنا نشعر بالفخر و بالأسف على عدم مواصلتنا هذا المجد القديم.
ميريت بتاح زوجة فيزر راموس أكتشفت مقبرتها عام 1926م وهي من حقبة امنمحتب الثالث.
نحن مصر أول دولة تسمح ب تعليم البنات، في فترة مظلمة من العالم لم يكن يسمح فيه للبنت والمرأة ان تخرج من بيتها، وأول حضارة قامت على التكافؤ بين الرجل والمرأة.
" لكي تبني بيتا ناجحاً , ضع يدك في يد إمرأتك فالنجاح لا تصنعه يداً واحدة "
هكذا قال الحكيم كاجمني
* الحكيم كاجمني
تعتبر تعاليم كاجمني أو "كاي جمني" وزير سنفرو مؤسس الأسرة الرابعة أحد نصوص أدب الحكمة في مصر القديمة.

تجاوزت المرأة المصرية في التاريخ الفرعوني حتى وصلت لدرجة التقديس، فظهرت المعبودات من النساء إلى جانب الآلهة الذكور، بل إن إلهة الحكمة كانت في صورة امرأة، والإلهة إيزيس كانت رمزًا للوفاء والإخلاص. وجعل المصريون القدماء للعدل إلهة وهي ماعت، وللحب إلهة هي حتحور، وللقوة سخمت. كما حصلت المرأة المصرية على وظيفة دينية في المعابد مثل كبيرة الكاهنات وحتى الملكة حتشبسوت حصلت على لقب يد الإله.[6] واستطاعت المرأة الدخول في العديد من ميادين العمل المختلفة، وشاركت في الحياة العامة، وكانت تحضر مجالس الحكم، وكان لها حقوق رضاعة الطفل أثناء العمل، ووصل التقدير العملي لها لدرجة رفعها إلى عرش البلاد، فقد تولين المُلك في عهود قديمة، مثل حتب، أم الملك خوفو؛ وخنت، ابنة الفرعون منقرع؛ إباح حتب، ملكة طيبة؛ وحتشبسوت؛ وتي زوجة إخناتون؛ وكليوباترا. كما عملت المرأة بالقضاء مثل نبت، حماة الملك تيتي الأول من الأسرة السادسة،وتكرر المنصب خلال عهد الأسرة السادسة والعشرين، وأيضًا العمل بمجال الطب مثل بسشيت، والتي حملت لقب كبيرة الطبيبات خلال عهد الأسرة الرابعة، ووصلت الكاتبات منهن لمناصب مديرة، رئيسة قسم المخازن مراقب المخازن الملكية، سيدة الأعمال، كاهنة.
"كانت المرأة المصرية تحيى حياة سعيدة في بلد يبدو أن المساواة بين الجنسين فيه أمر طبيعي" هي عبارة معبرة لعالمة المصريات الفرنسية لكريستيان ديروش نوبلكور، تُؤكد أن الإنسان المصري يعتبر أن المساواة أمر فُطر عليه، وكذلك وضعت الحضارة الفرعونية أول التشريعات والقوانين المنظمة لدور المرأة وأول تلك التشريعات وأهمها تشريعات الزواج أو الرباط المقدس من حيث الحقوق والواجبات والقائمة على الاحترام المتبادل بين الزوج والزوجة باعتبارها هي ربة بيت والمتحكمة الأولى فيه، بالإضافة لحقها الكامل والمتساوي مع الرجل فيما يختص بحق الميراث، كذلك كان لها ثلث مال زوجها في حالة قيامه بتطليقها بدون سبب. كما كان المصري القديم دائم الحرص على أن تدفن زوجته معه في مقبرة باعتبارها شريكته في الحياة الدنيا وبعد البعث أيضًا.
وحملت المرأة ألقابًا عظيمة في مصر القديمة مثل طاهرة اليدين؛ العظيمة في القصر؛ سيدة الحب، سيدة الجمال؛ عظيمة البهجة. فيما استأثرت ملكات الأسرة الثامنة عشر بالنصيب الأكبر من هذه الألقاب.




مع بداية ظهور الرسالات الإلهية..ومنذ بداية ظهور دين سيدنا إبراهيم عليه السلام، تسلسلت الرسالات السماوية في ذريته مع اتجاه ملحوظ في كل منها لتحسين تدريجي لوضع المرأة الاجتماعي وحماية حقوقها، ولكن لم يخلّ أي منها بمبدأ السيادة الذكورية، فقد حرص الدين على التدرج في تحسين أوضاع النساء بالتزام القدر الذي كانت تسمح به ظروف المعيشة ولا يخلّ بالاستقرار والتوازن الجماعي.
ولعل مراجعة سريعة لبعض ما نصت عليه تلك الأديان يعين في فهم التطور الذي مرت به العلاقة بين المرأة والرجل عبر التاريخ:
المرأة في اليهوديّة: إنّ مكانة المرأة في اليهوديّة شر مكانة، ومن الأدلة على ذلك: - تعتبر اليهوديّة المرأة أصل الشر في العالم، أو هي المسئولة عن الخطيئة البشرية الأولى؛ لأنها -بزعمهم- هي السبب في خروج آدم عليه السلام من الجنة،- المرأة في اليهوديّة تُبَاع وَتُشْتَرى- تعتقد اليهوديّة أنّ نجاسة ولادة الأنثى ضعف نجاسة ولادة الذكر: "إذا حبلت امرأة وولدت ذكرًا تكون نجسة سبعة أيام... ثم تقيم ثلاثة وثلاثين يومًا في دم تطهيرها ... وإن ولدت أنثى، تكون نجسة أسبوعين... ثم تقيم ستة وستين يومًا في دم تطهيرها" (لاويين 12: 1 –5). - ويمكن تلخيص مكانة المرأة في اليهوديّة بذِكْر ما قاله ويليام باركلى William Barclay: "كان مقام المرأة رسميًا مُتدنيًا جدًا. لم تكن المرأة تُعدّ كبشر في الشريعة اليهودية، وإنّما كانت تُعَدّ شيئًا A thing . كانت تحت سلطان أبيها أو زوجها. كانت ممنوعة من تعلّم الشريعة، وكان يعدّ تعليم المرأة الشريعة كإلقاء اللؤلؤ إلى الخنزير-لا ترى اليهودية المساواة بين الرجال والنساء، منذ عصور سحيقة.

المرأة في العهد الجديد( المسيحية) تفصح رسائل الرسل عن مكانة مختلفة للمرأة: ”فإن الرجل لا ينبغي أن يغطي رأسه لكونه صورة الله ومجده. أما المرأة فهي مجد الرجل. لأن الرجل ليس من المرأة بل المرأة من الرجل. “
ولكن سُمح للنساء بالاشتراك في كل الصلوات، ومُنحت النساء حماية من تعدد الزوجات ومن الطلاق المفاجئ من دون مبرر، ولكن بقي خضوعهن لسلطة الرجال: ”أيها النساء اخضعن لرجالكن كما للرب. لأن الرجل هو رأس المرأة كما أن المسيح أيضاً رأس الكنيسة. وهو مخلص الجسد. ولكن كما تخضع الكنيسة للمسيح كذلك النساء لرجالهن في كل شيء.“
وكذلك قوله: ”لتتعلم المرأة بسكوت في كل خضوع. ولكن لستُ آذن للمرأة أن تُعلّم ولا تتسلّط على الرجل بل تكون في سكوت. لأن آدم جُبل أولاً ثم حواء. وآدم لم يغو لكن المرأة أغويت فحصلت في التّعدّي.“
والناظر إلى أوربا المسيحية يجدها تنظر إلى المرأة على أنّها شيء حقير، وقد جاء في الموسوعة البريطانية في مقال سفر الأمثال أنّ في هذا السِّفْر: "نقطة مهمة، وهى أنّ النصائح بالتزام العفة موجّهة إلى الرجال فقط؛ فالرجل ينظر إليه كضحية، والمرأة كَمُغْوِيّة. لم تُحذِّر النِّساء البتّة من الرجال، أو من عموم إغواءات المجتمع .ويُعبر أدريان ثاتشر Adrian Thatcher عن نظرة الكنيسة للمرأة، فيقول: "لقد بذل العالم الغربي الكثير في القرن الأخير ليتجاوز احتقاره للنساء، لكنّ هذا الاحتقار لا يزال ثابتًا في الكنيسة -إذن المسيحية لم تكن -تاريخيًا- في صفّ النساء؛ إذ كانت المرأة في كثير من الأحايين لا قيمة لها ولا وزن، كما كانت تحتل مكانة سيئة في المجتمع. وظل هذا الأمر ملازمًا للمسيحية منذ السنين الأولى -بعد المسيح وحوارييه- وحتى يومنا هذا. كما كان للزوج -في أوروبّا الحديثة- الحقّ في بيع زوجته، وقد حدّد ثمن الزوجة بستّ بنات، وكان معمولًا بهذا القانون في إنجلترا حتى عام 1805م. وقد حرّم هنري الثامن على الإنجليزيات قراءة الكتاب المقدس، وظلت نساء إنجلترا حتى عام 1850م غير معدودات من المواطنين، وحتى عام 1882م ليس لهنّ أي حقوق شخصية، أو حقّ في التملك الخاصّ (وفى القرن الخامس الميلادي اجتمع مجمع ماكون للبحث في مسألة هل المرأة مجرد جسم لا روح فيه؟ وبعد البحث قرر المجمع: أنها خِلو من الروح الناجية من عذاب جهنم. وعقد الفرنسيون في عام 1958م مؤتمرًا قرروا فيه أنها "إنسان خُلِق لخدمة الرجل فحسب". وبعد الثورة الفرنسية وإلى اليوم لا يُسْمَح للمتزوجة بالتصرفات المالية إلا بإذن زوجها، ولا يزال أجر المرأة على عملها إلى اليوم أقلّ من أجر الرجل، كما تفقد اسمها وحريتها بمجرد الزواج، وظلّت إلى القرن التاسع عشر محرومة كذلك من التعليم .
وإلى اليوم في أمريكا والغرب الرجل يحصل على مرتب أكبر من مرتب الأنثى وهما في وظيفة واحدة وعلى كدر واحد.....للأسف
بينما نحن هنا بمصر الرجل والمرأة متساويان في ذلك.
المرأة في الإسلام ...علق الإسلام تعدد الزوجات ومعاملة المرأة عموماً بشرط العدل، وأعطى للنساء نصيباً من الإرث ملكاً خالصاً، وفرض نفقة لها عند الطلاق لمدد محددة، ولكن بقيت الولاية والإمارة: ”الرجال قوامون على النساء بما فضّل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا.“
كما قال تعالى في السياق نفسه:”وللرجال عليهن درجة.“
ومن الواضح أن هذه القيود والامتيازات لا تقاس بما كانت عليه نظائرها في المجتمعات الوثنية والأزمنة الظلامية. فالدراسات التاريخية التي استطلعت حال القبائل والمدن الإغريقية القديمة تظهر أن التمييز ضد المرأة والقسوة في معاملتها كانا أسوأ مما كانت عليه حالة نساء العرب البدو في أيام الجاهلية.
والعبرة التي يمكن أن نستخلصها من ذلك الاستعراض التاريخي السريع أن الأوضاع النسائية والمراكز القانونية المتعلقة بالنساء كانت متغيّرة واختلفت الأحكام الشرعية التي تنظم أوضاعهن وفقاً لنمو الوعي الاجتماعي، وتغيير ظروف الحياة، وتقدم المرأة بالتدريج وفقاً لنسبة التعليم التي سمحت تلك المجتمعات للمرأة بالحصول عليها، مع الأخذ في الاعتبار التقدم الذي أحرزه تعليم النساء حيثما توفرت الكتب والمجلات للأفراد العاديين، وتوفر تشجيعهم على القراءة.

المرأة في البهائية

منذ البداية وقرابة أكثر من مائة وسبع وسبعون عام أعلن الدين البهائي مساواة الجنسين. في الحقيقة أن الدين البهائي هو الدين المستقل الوحيد في العالم الذي دعى مرسله إلى المساواة التامة بين الرجال والنساء .
طبقا لهذا المبدأ ، تعتبر الجامعة العالمية البهائية في المقدمة من حيث التحرك في مجال التقدم في حقوق المرأة ، والدعوة في المشاركة بين النساء والرجال في تزايد مستمر .
يفهم البهائيون بأن الطاقات الأنثوية التي تجلبها النساء للمجتمع بصورة واسعة ضرورية للتوظيف الصحيح في تقدم المجتمع الحديث وأن الكمالات التي تشكل الطبيعة الأنثوية مثل الحنان ، والتعاون ، والتربية خطيرة في خلق السلام والعدل وتعزيز الحضارة العالمية.

"إن قضية تحرير المرأة، أي تحقيق المساواة الكاملة بين الجنسين هي مطلب مهم من متطلبات السلام، رغم أن الاعتراف بحقيقة ذلك لا يزال علي نطاق ضيق. إن إنكار من هذه المساواة ينزل الظلم بنصف سكان العالم، وينمي في الرجل اتجاهات وعادات مؤذية تنتقل من محيط العائلة إلي محيط العمل ومنها إلي مجال الحياة السياسية ووصولا في نهاية الأمر إلي ميدان العلاقات الدولية. ليس هناك أي أساس أخلاقي أو عملي أو بيولوجي يمكن أن يبرر مثل هذا الإنكار. ولن يستقر المناخ الخلقي والنفسي الذي سوف يتسني للسلام العالمي النمو فيه إلا عندما تدخل المرأة بكل ترحاب إلي سائر ميادين النشاط الإنساني كشريكة كاملة للرجل" – بيت العدل الأعظم ، السلام العالمي وعد حق
لقد بين حضرة عبد البهاء رأي الدين البهائي في ضرورة مشاركة المرأة في صنع القرار وتولي المسؤوليات في سدة الحكم. نجد ان حضرته في حديث له في لندن سنة 1911 قد ربط بين حصول المرأة علي حق الانتخاب والسلام العالمي قائلا: "وهكذا سيكون، فعندما تشارك النساء بشكل كامل ومتاسو في شؤون العالم، ويدخلن بثقة وقدرة مسرح تشريع القوانين والسياسة العظيم، ستتوقف الحروب لأن المرأة ستكون عائقا أمام اشعالها".
يسعي البهائيون في توجهاتهم إلي رفع مكانة النساء ليستفيد المجتمع ككل من بصائرهن ومهارتهن، ومن ثم يوفرون الفرص التي تمكن المرأة من تحمل مسؤوليات أكثر وفي مجالات أوسع، كما يحث البهائيون الحكومات علي الاهتمام الواسع بتربية الفتيات وتعليمهن. كما يعطي البهائيون الأولوية لتربية الفتيات وتعليمهن علي الأولاد في حالة عدم قدرة الوالدين علي تعليم أولادهم من كلا الجنسين، كما يشجعون علي التعليم المهني والحرفي للإناث مثل الذكور. وعلي سبيل المثال فلقد أسس البهائيون منهاجا نموذجيا لتدريب عاملات وتأهيلهن في المجال الصحي في مجتمعاتهن، وهذا المنهاج هو قيد الإعداد لتطبيقه حول العالم. وفي هذا الصدد تؤسس مؤسسات تستوحي مسارها من التعاليم البهائية وذلك مثل المنتدي البهائي الأوروبي لإدارة الأعمال لإقامة شراكة بين النساء والرجال في نطاق العمل، وتطرح برامج تمكن النساء من القيام بالأعمال الأخري.

”إن الرجل والمرأة كليهما إنسان وكل منهما عبد لإله واحد، وليس لدى الله ذكور وإناث بل كل من كان قلبه أطهر وعمله أحسن كان مقرباً أكثر لدى الله سواء أكان رجلاً أم امرأة ". (حضرة عبدالبهاء)
وهذا التفاوت المشهود الآن بين الرجل والمرأة ناتج من تفاوت التربية لأن النساء لا يربين بمثل التربية التي ينالها الرجال، فإن نال النساء والرجال التربية نفسها على حدّ سواء فإنهم يتساوون في جميع المراتب لأنهم كلهم بشر ومشتركون في جميع المراتب ولم يجعل سبحانه وتعالى تفاوتاً بينهم.
وذلك يعني أن مبدأ المساواة بين الرجال والنساء ليس وليد التطور الذي طرأ على الإنسانية، بل هو حق طبيعي نابع من تساويهما في الخصائص الإنسانية وتساوي عناصر خلقهما، أما النقص في حقوق النساء الذي وقع في الماضي فهو من صنع الإنسان وليس من وحي الأديان. فالتفرقة بين الذكور والأناث في التربية والتعليم، والتفرقة في معاملة منذ مراحل الطفولة، والصورة التي يعكسها المجتمع عن مكانة كل من الذكور والإناث، هي من الأسباب المباشرة المؤدية إلى تفاوت قدر كل منهما. أما الأديان السماوية فعلى العكس سعت في التخفيف من هذا العوج بالتدريج المتناسب مع نمو الوعي الإنساني وتقدم مدارك كل من الرجال والنساء معاً وبقدر ما سمحت به ظروف الحياة.
لا تفترق ملكات المرأة الرّوحانيّة وقدراتها الفكريّة والعقليّة، وهما جوهر الإنسان، عمّا أوتي الرّجل منهما. فالمرأة والرّجل سواء في كثير من الصّفات الإنسانيّة، وقد كان خَلْقُ البشر على صورة ومثال الخالق، لا فرق في ذلك بين امرأة ورجل. وليس التّماثل الكامل بين الجنسين في وظائفهما العضويّة شرطًا لتكافئهما، طالما أنّ علّة المساواة هي اشتراكهما في الخصائص الجوهريّة، لا الصّفات العرضيّة. إنّ تقديم الرّجل على المرأة في السّابق كان لأسباب اجتماعيّة وظروق بيئيّة لم يعد لهما وجود في الحياة الحاضرة. ولا دليل على أنّ الله يفرّق بين الرّجل والمرأة من حيث الإخلاص في عبوديّته والامتثال لأوامره؛ فإذا كانا متساويين في ثواب وعقاب الآخرة، فَلِمَ لا يتساويان في الحقوق والواجبات إزاء أمور الدّنيا؟
أن الرجال والنساء متساوون أمام الله وكلهم من سلالة آدم ، وليس وجود الذكور والاناث مقتصراً على البشر بل هناك في عالم النبات ذكور واناث وفي عالم الحيوان هناك ذكور واناث ولكنهم في أي وجه من الوجوه ليس لبعضهم امتياز على البعض الآخر . لاحظوا عالم النبات ، فهل هناك تمايز بين الذكور من النبات وبين الاناث من النبات ؟ بل هناك مساواة تامة . وكذلك الأمر في عالم الحيوان فليس هناك أي تمايز بين الذكور والاناث والجميع في ظل رحمة إله واحد . اذا فالانسان الذي هو أشرف الكائنات هل يجوز أن يكون لديه مثل هذه الاختلافات ؟ ولقد كان تأخر النساء حتى الآن ناشئا عن عدم تربيتهنّ مثل الرجال فلو رّبين مثل الرجال فلا شك أنهن يصبحن مثل الرجال وعندما يكتسبنّ كمالات الرجال فانهن يبلغن درجة المساواة ولا يمكن أن تكتمل سعادة العالم الانساني الا بمساواة النساء بالرجال مساواة تامة . ( من خطب عبد البهاء فى اوربا وامريكا – ص 326 )

أنّ النّساء يجب أنْ يُعتبرنَ مساويات للرّجال، فيتمتّعن بحقوق وامتيازات مساوية لما يتمتّع به الرّجال كما ينلن تعليمًا مساويًا لتعليم الرّجال وتتاح لهنّ ذات الفرص الّتي تتاح للرّجال. وإنّ أعظم وسيلة يُعتمد عليها في الوصول إلى تحرير المرأة هي التّربية والتّعليم العام، فتنال البنات تعليمًا لا يقلّ جَوْدة عن تعليم البنين. وفي الحقيقة يجب اعتبار تعليم البنات أهم من تعليم البنين، لأنّ هؤلاء البنات سيصبحن أمّهات في المستقبل، وبصفتهن أمّهات فهنّ أوّل المعلّمات للجّيل القادم. إنّ الأطفال أشبه بالأغصان النّضيرة الغضّة، فإنْ كانت تربية الأطفال في السّنوات الأولى من حياتهم تربية صحيحة فإنّ أغصانهم ترتفع قويمة، وإنْ كانت تربيتهم مغلوطة اعوجّت أغصانهم وتعرّضت جميع أيّام حياتهم إلى نفوذ تربيتهم في سنواتهم الأولى، لهذا ما أهمّ تربية البنات تربية صحيحة حكيمة!

" كان العالم في العهود السالفة أسير سطوة الرجال تحكمه قسوتهم وتسلّطهم على النساء بصلابة أجسامهم وقوة عقولهم وسيطرة شدتهم . أما اليوم فقد اضطربت تلك الموازين وتغيرت واتجه العنف جهة الاضمحلال ، لان الذكاء والمهارة الفطرية والصفات الروحانية من المحبة والخدمة التي تتجلى في النساء تجلياَ عظيما صارت تزداد سموا يومَا فيومَا . ولهذا في هذا القرن البديع جعل شؤؤن الرجال تمتزج امتزاجا كاملا بفضائل النساء وكمالاتهن . (حضرة عبد البهاء)
فبينما تذهب العديد من التقاليد والأعراف الدينية والفلسفية إلى الاعتقاد بأن المرأة يجب أن تكون خاضعة للرجل في نواح معينة من الحياة الاجتماعية وحتى ان المرأة في درجة أدنى من الرجل ، فان الدين البهائي يدعو إلى تساوي حقوق المرأة بالرجل . فقد أكد حضرة بهاء الله وحضرة عبد البهاء بأن المرأة لديها القدرات العقلية المساوية للرجل وفي المستقبل تستطيع المرأة إظهار طاقاتها لكي تحقق انتصارات في المجالات الذهنية والعلمية في جميع أوجه الشئون الإنسانية . إن السبب الوحيد الذي عرقل المرأة من أجل الوصول إلى هذا الهدف هو حرمانها من الفرص التعليمية والاجتماعية اللازمة . بالإضافة إلى ذلك فإن الرجال نظرا لقوتهم الجسمية فقد سيطروا على المرأة خلال عقود من الزمن وبذلك منعوا المرأة من تطوير قواها الحقيقية .
منذ القدم حتى هذا اليوم الموعود -(أى ظهور موعود الأمم حضرة بهاءالله المظهر الإلهي الدين البهائى) كان الرجال متفوقين على النساء فى جميع المراتب ، وقد جاء فى القران الكريم " الرجال قوامون على النساء " ولكن فى هذا الدور البديع ) دورة حضرة بهاءالله) كان الفيض العظيم للرب الجليل سبباً فى فوز النساء حيث ظهرت بعض النساء الذين سبقوا الرجال فى ميدان العرفان وقاموا بكل محبة وروحانيه بهداية البشريه الى سواء السبيل وايضاً هدوا جّماً غفيراً الى ساحل بحر الوحدانية الالهيه بكل تقديسٍ وتنزيه وروحانيه ، وأرشدوا التائهين فى وادى الحيره واشعلوا المتمسكين بعالم الطبيعة بنار محبة الله . ان كل ذلك من الطاف هذا الدور البديع الذى اعطى قوة للضعيف ومنح الاناث قوة الذكور .
إن العالم الانساني كالطير يحتاج الى جناحين أحدهما الاناث والآخر الذكور ولا يستطيع الطير أن يطير بجناح واحد وأي نقص في أحد الجناحين يكون وبالاً على الجناح الآخر. وقد خلق الله جميع البشر ووهب الجميع عقلا ودراية ووهب الجميع عينين وأذنين ويدين ورجلين ولم يميز بعضا عن بعض . فلماذا تكون النساء أحط من الرجال؟ ان العدالة الالهية لا تقبل بهذا . والعدل الالهي خلق الجميع متساوين ، وليس لدى الله ذكور واناث وكل من كان قلبه أطهر وعمله أحسن فهو مقبول أكثر لدى الله سواء كان امرأة أم رجلا . وكم من نساء ظهرن وكن فخر الرجال مثل حضرة مريم التي كانت فخر الرجال ومريم المجدلية التي كان الرجال يغبطونها ومريم أم يعقوب التي صارت قدوة للرجال وآسيا بنت فرعون وسارة زوجة ابراهيم اللتين كانتا فخر الرجال وأمثالهن كثيرات . فقد كانت حضرة فاطمة سراج جميع النساء. "وفي العصر الحاضر ظهرت من بين النّساء قرّة العين ابنة أحد علماء المسلمين. فقد ظهرت منها في بداية ظهور حضرة الباب آثار عجيبة وقدرة وشجاعة نادرة تحيّر منها كلّ من سمعها. فرفعت عن وجهها الحجاب على خلاف عادة الإيرانييّن القديمة وكشفت النّقاب عن محّياها. ومع أنّ التّحدث إلى الرّجال كان خروجًا على الآداب، لكنّ هذه المرأة كانت جريئة إلى حدّ كانت تتباحث مع أعظم العلماء وكانت تتفوّق عليهم في كلّ مجالس البحث، لكنّ الحكومة الإيرانيّة سجنتها وقام النّاس برجمها في الشّوارع والمعابد وكفّروها ونفوها من مدينة إلى أخرى وهدّدوا بقتلها، لكنّها لم تفتر أبدًا في عزمها وفي مطالبتها بحريّة أخواتها النّساء. وقد تحمّلت كلّ بلاء وأذيّة بمنتهى الشّجاعة، حتّى أنّها قامت في سجنها بتبليغ الكثيرات من النّساء. وحينما كانت مسجونة في بيت أحد الوزراء خاطبته قائلة: "إنّكم تستطيعون بكلّ سهولة، ومتى شئتم، قتلي لكنّكم يجب أنْ تعلموا أنّكم لن تستطيعوا الوقوف أمام تحرّر المرأة ونجاتها". وخلاصة القول، لمّا اقتربت نهاية حياتها المحزنة، أخذوها إلى حديقة وشنقوها. وقد لبست في ذلك اليوم أبدع ألبستها كأنّها تذهب إلى حفلة عرس، وأنفقت روحها بكمال الشّجاعة والحشمة، وقد دهش الّذين رأوها. لقد كانت في الحقيقة جريئة جدًّا. وهناك اليوم في إيران بين البهائيّات من النّساء من يتكلّمن بين النّاس بمنتهى الفصاحة نثرًا وشعرًا ويلقين أفصح الخطب في المجالس والمحافل. (ومقالي القادم عن هذه المرأة العظيمة) . ولا شك أنكم سمعتم في عالم السياسة بأحوال زنوبيا في تدمر بحيث زلزلت امبراطورية الرومان حينما سارت وفوق رأسها تاج في حلة أرجوانية وشعر منثور وفي يدها سيف . وقد قادت جيوشها بحيث أوقعت الخسائر العظيمة بجيش عدوّها وأخيرا اضطر الامبراطور الى أن يحضر بنفسه الى الحرب وحاصر تدمر عامين وأخيرا لم يستطع أن يتغلب عليها بشجاعته . ولكن المؤونة نفدت منها فسلمت . فلاحظوا كم كانت شجاعة بحيث لم يستطع امبراطور مدة سنتين أن يتغلب عليها وكذلك سمعتم حكاية كيلوباترا وأمثالها .

يتفضل حضرة عبد البهاء :
" مّرت البشرية في العصور السالفة بمراحل من النقص والفتور لأنها لم تكن كاملة . فالحروب وآثارها قد أصابت العالم بآفاتها. ان تعليم المرأة سوف يكون خطوة جيدة نحو إنهاء الحروب والقضاء عليها ذلك لان المرأة ستستخدم كامل تأثيرها ضد الحرب … وفي الحقيقة فان المرأة ستكون عنصراَ رئيسياَ في تأسيس السلام العالمي والمحكمة الدولية . وبالتأكيد ستعمل المرأة على إنهاء الحروب بين الجنس البشري ". (مترجم عن الإنجليزية)

هناك تأكيد قوي على التعليم في الدين البهائي كوسيلة لترويج تقدم المرأة. ولا يقوم الدين بصون مبدأ التعليم العام فحسب بل يمنح الأولوية لتعليم البنات والنساء عندما تكون الموارد المادية محدودة إذ أنه من خلال الأمهات المتعلمات فقط تكون فوائد المعرفة أعمق أثراً وأسرع انتشاراً في المجتمع. وينادي الدين بأن على البنات والصبيان اتباع المنهج نفسه في المدارس، ويشجع النساء على دراسة الفنون والحرف والعلوم والمهن والانضمام إلى كافة حقول العمل حتى تلك المحصورة تقليدياً بالرجال.
يعتبر التعليم وسيلة هامة لمنح التفويض للمرأة. فبمعزل عن اكتساب المعرفة والقيم الأخلاقية المؤدية لتطور المجتمع، يقدم التعليم فوائد من قبيل التطور الفكري والتدريب على التفكير المنطقي والتحليلي واكتساب المهارات النظامية والإدارية وإدارة الأعمال، كما إنها تعزز عزة النفس وتحسن الوضع في المجتمع.
يقوي نوع التعليم الذي تصوره وتطبقه الجامعة البهائية عملياً، دور الأمهات ويشجع روح التعاون في الرجال. وهو يهييء النساء للاشتراك في كل مجالات التجربة ويزودهم بالمهارات العملية لجعلهن قادرات على المشاركة في السلطة واتخاذ القرار. تخدم النساء في كل مناحي النظام الاداري البهائي، ويلعبن دوراً بارزاً على الصعيد الدولي وينتخبن كعضوات في الهيئات الإدارية المركزية والمحلية في كل أنحاء العالم. أن تساوى الرجال والنساء لدى البهائيين هو التزام ديني , ومبدأ اجتماعي روحاني ، اعتقادنا ينبع من تعهدنا للأنصاف وهو أحب الأشياء عند الله وهو مبدأ أساسي لوحدة الجنس البشرى .
"ستتحقق سعادة الجنس البشري عندما يقوم الرجال والنساء بتنسيق جهودهم والتقدم معاً بالتساوي، فكل منهما مكمل ومساعد للآخر." - حضرة عبدالبهاء

إن إدراك وحدة الجنس البشرى يتطلب ترك جميع أنواع التعصبات العرقية ، الطبقية ، العنصرية ، الجنسية ، أو أي شئ يدفع الناس على اعتبار أنفسهم مميزين عن الآخرين، والذكور والإناث هم عناصر تركيب البشرية لا فرق ولا اختلاف في القيم كلهم بشر .
فتقدم المرأة سوف يجلب تقدم البشرية من خلال تعليم النساء والبنات وستعود الفائدة وتنتقل بدورها إلى الجيل التالي ومنها إلى كافة المجتمع .
فإذا تعلمت المرأة ومنحت حقوقها سوف تستطيع أن تصل إلى إتمام إنجازات رائعة وتثبت وجودها بأنها مساوية للرجل ، وهى مساعده له وتكمله وتعاونه .
عندما يقبل الرجال المساواة بالنساء فلا داعي لأن تجتهد النساء لأخذ حقوقهن والرجال سوف يحققون المكانة الرفيعة التي تكون من نصيبهم . وعلى هذا فإن الرجل والمرأة هم أجزاء لمركب الإنسانية، كلاهما إنسان رغم أنهما من حيث الخلقة مختلفان ، كلاهما وهبا بصفات خاصة ،وأدوار ومسئوليات بحيث يكملان بعضهما البعض .

فالمرأة في البهائية متساوية مع الرجل ،وايضاً تتساوى معه في الميراث. وكذلك في الزواج رأيها الأول في الموافقة أو الرفض على الزواج ثم موافقة الأم والأب من الطرفين شرط لقيام الزواج، ولا يتم قيام الزواج وكتابة عقد الزوجية إلا بموافقة هذه الأطراف السته-وفي الطلاق لها أن تطلب الطلاق ويتم حتى لو لم يكن الزوج موافق على الطلاق فلها مثل الزوج في القبول والرفض والزواج والطلاق.وكذلك يجب توافر مبدء المشورة بين الزوج والزوجة في كل أوجه ومناحي الحياة بينهما وأسرتهما والعالم من حولهما.
أن عالم الإنسانية لن يصل إلى الرفاهية إلا عندما يتحقق التساوي بين الرجال والنساء ويصبح الاثنان أقوياء , إذا بقيت المرأة عاجزة غير قادرة فأن البشرية سوف تصبح ناقصة لأن المرأة هى المربية الأولى للبشرية .

المرأة والسلام....النساء ترياق للحرب
هل الحرب حتمية لأنها موجودة إلى الأبد؟ هل هي طبيعة بشرية؟
تقول الكتابات البهائية إنها ليست كذلك - وأن المساواة بين الجنسين ستلغي الحرب إلى الأبد.
تقدم الكتابات البهائية وجهة نظر تقر بأن الحرب جزء من طبيعتنا البشرية - لكنها جزء من طبيعتنا البشرية الدنيا . وصف كتاب " ترويج السلام العالمي " ، الذي كتبه حضرة عبد البهاء ، كيف أن إطلاق العنان لطبيعتنا الدنيا قد أضر بالآخرين. العالم: "منذ آلاف السنين ، ذهب الرجال إلى ساحة المعركة لتسوية خلافاتهم. سبب ذلك هو الجهل والانحطاط ".
أوضح حضرة عبد البهاء أن طبيعتنا العليا لديها القدرة على التغلب على طبيعتنا الدنيا وإنهاء الحرب إلى الأبد. وقد كتب أنه "في هذا القرن الأنور المنير ، تطورت العقول ، وأصبحت الإدراكات أكثر حرصًا ، وأنارت العيون، والأذنان منتبهة. لذلك ، سيكون من المستحيل استمرار الحرب ".
ترتبط المأساة التي تجلبها الحرب بالعديد من القضايا القائمة الأخرى ، مثل الفساد والتحيز وعدم المساواة الاقتصادية والتمييز على أساس الجنس. الحل مرتبط بطبيعة الحال بحل تلك القضايا. تقترح الكتابات البهائية أنه بينما نقوم بالقضاء على التعصب الجنسي وتولي المرأة أدوارًا بارزة في هياكل المجتمع ، فإن الحرب سوف تتضاءل. كتب حضرةعبد البهاء :
"إن المساواة بين الرجل والمرأة تساعد على إلغاء الحرب لأن النساء لن يرغبن في المعاقبة عليها. لن تقدم الأمهات أبنائهن كذبيحة في ساحة المعركة بعد عشرين عامًا من القلق والتفاني المحب في تربيتهم منذ الطفولة ، بغض النظر عن السبب الذي يدعونهم للدفاع عنه. ليس هناك شك في أنه عندما تحصل المرأة على المساواة في الحقوق ، ستتوقف الحرب تمامًا بين البشر ".
يمكن للمرء أن يقرأ هذا المقطع ويفكر ، إذا كان الرجال والنساء متساوون ، فلماذا إذن ينص هذا المقطع على أن المرأة ستحكم بشكل مختلف؟ يمكن للمرء أن يدرك أن هذا يلمّح إلى أن المرأة أضعف عاطفياً من الرجل.
لكن عندما أقرأ هذا المقطع ، أرى أنه تقدير للقوة ، والحكمة ، والاستقامة التي يمكن أن تجلبها الأنوثة إلى الطاولة. بالطبع ، تتمتع جميع النساء بصفاتهن الفريدة والمختلفة ، ولكن تاريخياً تم إبعاد النساء عن المؤسسات الاجتماعية الهامة لأنهن كان يتم تقييمهن فقط لقدرتهن على الإنجاب وتربية الأطفال. يتعين على سيدات الأعمال والسياسيين والعلماء الناجحات الكفاح باستمرار من أجل حقهم في التوازن بين العمل والحياة الأسرية. غالبًا ما يُسألون عن قدرتهم على الإنجاز في حياتهم المهنية وأن يكونوا أماً - وهو أمر نادرًا ما يختبره الرجال الناجحون من الآباء أيضًا.
تحفز الكتابات البهائية على إفساح مجال أكبر للمرأة في مناصب السلطة. نحتاج إلى أشخاص في مؤسساتنا ليقيّموا حياة الإنسان لأنهم يتخذون قرارات تؤثر علينا جميعًا. قد يُنظر اليوم إلى اتخاذ قرارات سياسية تتأثر بالحب على أنه ضعف عاطفي ، لكن هذا التوازن هو في الواقع أحد الأصول.
ماذا يحدث عندما يتم تجاهل هذا الرصيد؟ يمكننا أن ننظر إلى الوضع الراهن وقرون من الحرب لنرى المعاناة التي تخلقها.
بصرف النظر عن التغييرات الهيكلية التي يجب أن تحدث ، يجب أن يمتد التمكين والتعليم المناسب للجميع بغض النظر عن الجنس. تقول الكتابات البهائية أنه يمكننا بناء هذا التوازن من خلال تشجيع الفتيات ، والإيمان بقدراتهن ، والتعويض عن الإحباط الذي عانين منه. كتب حضرة عبد البهاء : "يجب أن نعلن أن قدراتها متساوية ، حتى أكبر من قدرة الرجل. سيُلهمها هذا بالأمل والطموح ، وستزداد قابليتها للتقدم باستمرار. يجب عدم إخبارها وتعليمها أنها أضعف وأدنى من حيث القدرات والمؤهلات. إذا تم إخبار التلميذ أن ذكائه أقل من زملائه التلاميذ ، فهذا عيب كبير للغاية وعائق أمام تقدمه ".
إن التعليم الذي يسمح بالتنشئة الاجتماعية المناسبة لجميع الناس بغض النظر عن جنسهم يجب أن يعالج جذور عدم المساواة ويظهر قيمة جميع المهارات - بما في ذلك الصفات العاطفية والروحية. من خلال الاعتماد على نقاط قوة بعضنا البعض ، يمكننا أن ننقل الشعلة إلى جيل جديد من الناس الذين يدركون جرائم الأجيال الماضية ويتجنبون تكرار تاريخ الحرب.

الأمم المتحدة والمرأة...
تمثل النساء والفتيات نصف سكان العالم، وبالتالي نصف إمكانياته. إن المساواة بين الجنسين، إلى جانب كونها حق أساسي من حقوق الإنسان، أمر ضروري لتحقيق السلام في المجتمعات وإطلاق إمكانيات المجتمع الكاملة. وعلاوة على ذلك، فقد ثبت أن تمكين المرأة يحفز الإنتاجية والنمو الاقتصادي.
ولسوء الحظ، لا يزال هناك طريق طويل لنقطعه لتحقيق المساواة الكاملة في الحقوق والفرص بين الرجال والنساء، كما تحذر هيئة الأمم المتحدة للمرأة. ولذلك، من الأهمية بمكان إنهاء الأشكال المتعددة للعنف بين الجنسين وضمان المساواة في الحصول على التعليم الجيد والصحة والموارد الاقتصادية والمشاركة في الحياة السياسية لكل من النساء والفتيات والرجال والفتيان. كما أنه من الضروري تحقيق تكافؤ الفرص في الوصول إلى الوظائف والمناصب القيادية وصنع القرار على جميع المستويات.

صرح الأمين العام للأمم المتحدة، السيد أنطونيو غوتيريس، أن تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين النساء والفتيات هو عمل غير مكتمل في عصرنا، وأكبر تحدٍ لحقوق الإنسان في عالمنا.


هذه كلمات "رجل" كان من أوائل الرجال في العالم الذين استطاعوا أن يدركوا الظلم الواقع على المرأة والفكرة الخاطئة النابعة من الفلسفة الذكورية، والتي تقول بسمو جنس النساء، وكان اسمه "جان كونروست" وهو أحد رجال الثورة الفرنسية.
"لو أننا قارنٌا طاقة النساء المعنوية بتلك التي للرجال، وراعينا ما تعرضت له النساء من اضطهاد اجتماعي وقانوني وجنسي، وتذكرنا عدد النساء اللائي تعرضن للسخرية أو التعذيب أو القتل، وصمودهن وتمسكهن بمبادئهن، وبشجاعتهن، وبسالتهن، وعظمة عقولهن، فسوف نجد أننا لا نملك بأي حال من الأحوال أي دليل على أن المراة أقل من الرجل ، واننا لن نعرف المزيد عن قضية مساواة المرأة بالرجل إلا في ضوء الملاحظات الجديدة".

"إن تخلف المرأة وتكبيلها لا يؤخر النساء فحسب، ولكنه ينعكس على الرجال وعلى الأطفال، وبالتالي يقود إلى تخلف المجتمع كله".
د.نوال السعداوي

ماري كوري الحاصلة على جائزة نوبل في الكيمياء والفيزياء.. اكتشفت الراديوم والبولونيوم المشعين حيث ساهما في تطوير الطب والصناعة.
ماري كوري قامت أيضا خلال الحرب العالمية الأولى بتدريب 150 إمرأة على استخدام أشعة اكس لتحديد موضع الرصاصة في جسد الجندي المصاب.
و قد ساهم هذا العمل في إنقاذ مليون جندي من الموت وبتر الأطراف.
فهل النساء ناقصات عقلاً؟!!

"المساواة بين المرأة والرجل ليست حالة ستقتصر آثارها على نصف سكان العالم. بل سيؤدي تفعيلها إلى إحداث ثورة في جميع جوانب المجتمع البشري ".

ولهذا في هذا القرن البديع جُعل شؤؤن الرجال تمتزج امتزاجا كاملاً بفضائل النساء وكمالاتهن . وإذا أردنا التعبير تعبيراَ صحيحاَ قلنا ان هذا القرن سيكون قرناَ يتعادل فيه هذان العنصران : الرجل والمرأة تعادلاً اكثر ، ويحصل بينهما توافق أشد". (حضرة عبدالبهاء)



#راندا_شوقى_الحمامصى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آوان ازدهار الجنس البشري (3-7)
- آوان ازدهار الجنس البشري -(2-7)
- آوان ازدهار الجنس البشرى (1-7)
- معضلة خاتم النبيين
- العصر العظيم القادم
- نداء إلهي إلى العالم
- إلى قادة الأديان في العالم
- حقيقة نفسك True of Thyself -الجزء (11 من 11)
- حقيقة نفسك True of Thyself الجزء (10 من 11)
- المجيء الثاني وترقّب يوم الأيام
- الجزء (9 من 11) حقيقة نفسك True of Thyself
- الجزء (8 من 11) حقيقة نفسك True of Thyself
- الجزء (7 من 11) – حقيقة نفسك True of Thyself
- الجزء (6 من 11) حقيقة نفسك True of Thyself
- حقيقة نفسك True of Thyself الجزء (5 من 11)
- حقيقة نفسك True of Thyself الجزء (4 من 11)
- عندما سألت صديقي المسلم لماذا تكره اليهود؟
- حقيقة نفسك True of Thyself - (3 من 11)
- حقيقة نفسك True of Thyself -(2 من 11)
- حقيقة نفسك True of Thyself-(1 من 11)


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - المرأة عبر العصور وحتى قرن النور