حقيقة نفسك True of Thyself الجزء (10 من 11)

راندا شوقى الحمامصى

الحوار المتمدن-العدد: 7131 - 2022 / 1 / 9 - 20:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

المقارنة بين كوزموس (كونية) ويلبر مقابل رابطة الشعوب العالمية البهائية Wilber’s Kosmos versus Bahá’í Commonwealth
من المهم أننا لا نشير فقط إلى التشابه بين فلسفة ويلبر وبيان حضرة بهاءالله في الوديان السبعة ولكن أيضا الفرق الأساسي بينهما. فالفرق الرئيسي هو في الرؤية للعالم على النحو الذي عرضها ويلبر وفي فهم الواقع كما ورد في الكتابات البهائية المقدسة. فكيف أنهما تتداخلان و كيف تتباعدان يمكن أن يظهر في الشكلين أدناه (7 ، 8)، والتي أخذت من عرض شرائح (باور بوينت Power Point) لنفس الموضوع. تم أخذ الشكل الأول من الدعاية لمعهد ويلبر التكاملى و الذى زيد عليه فقط بيانات تشير إلى فهم ويلبر عن الله، 32 و هذا الفهم هو بدقة وحدة الوجود pantheistic والحدانية/ الأحادية monistic، والمتأثرة بقوة بالبوذية التبتية.
إنه يتبع التقليد الرئيسي لعرفانية الشرق والغرب، و أن نقد حضرة بهاءالله للعرفانى الصوفي ينطبق هنا أيضا مباشرة. كما يقول سعيدي:
"بعض من الكتابات البهائية المقدسة توظف خطاباً و رموزاً عرفانية، بما في ذلك، كما هو الحال في الوديان السبعة و الوديان الأربعة، وإقتباسات من كلاسيكيات الأدب الصوفي. و في نفس الوقت، فإن حضرة بهاء الله ينتقد بشدة إفتراضات أساسية معينة، و تعاليم وممارسات.
فالقاعدة الصريحة لحضرة بهاءالله فى تقييم بيانات الآخرين هى أن تكون على نهج ودى ومنفتح في الإقتراب منها. ولذلك، فإنه يميل إلى التأكيد على الجوانب الإيجابية والمعاني المقبولة التي يمكن العثور عليها في تلك البيانات." 33
و أيضاً، يتم محاولة إتباع نهج مماثل في هذه الورقة، حيث يجب تقديم كل من الجوانب الإيجابية والنقد لفلسفة ويلبر.
ويلبر فى حديثه عن الأديان و المراتب يقول: 34
إن "الديانات الكبرى في العالم" (الهندوسية، البوذية، المسيحية، الإسلام، الخ) و التي لا تزال موجودة اليوم (...) كلها نشأت في المنطقة العامة من الأسطورية الى الإمبريالية mythic-imperialismوجميعها مكسوة و لا تزال إلى حد ما باقية فى الهياكل السطحية (والأخلاق) و ذلك بأنها وراء حقبتين تكنولوجيتين كبريين من الزمن. و ما نشأت أيا من تلك الأديان (ولا الديانات القبلية السابقة) من داخل ثقافة عالمية، وبالتالي، لا يمكن لواحدة منها (أو سوف يمكنها) التحدث إلى ثقافة عالمية هى فى تنامى، و ذلك مهما كانت أهمية ممارساتها الروحانية المحددة (وستظل)."
و يواصل متحدثاً عن دين عالمي جديد، دون النظر في إمكانية أن هذا الدين الجديد قد يكون موجوداً بالفعل! "لا، فإن الدين (الأديان) العالمي الجديد سوف يأتي من داخل الثقافة العالمية الجديدة، وسوف لن يكون ببساطة أي شيء من الماضي مُطعّماً عليه."
ويلبر، في هذا البيان، يتبع الفهم الحديث بأن الدين هو بنية فوقية من ثقافة وناجم عن الثقافة، و أن ويلبر لا يمكنه تصور إمكانية أنها ليست الثقافة العالمية التى من شأنها أن تؤدي الى دين عالمي، ولكن هذا يمكن أن يكون على العكس، أن ديناً عالمياً هو الذى تسبب الآن فى بروز ثقافة عالمية. فإنه يتوقع أن يأتي الدين العالمي من داخل الثقافة العالمية الجديدة، بينما فى قناعة هذا الكاتب أن الدين العالمي الجديد قد وضع الأساس الروحاني للوعي العالمي لهذا اليوم.
أما حقيقة أن الأديان السابقة قد قُدمت في بيئة ثقافية مختلفة، فإنها تتناسب بشكل جيد مع مفهوم البهائية للظهور التصاعدى التدريجي، أي أن الدين يُنزّل للناس على حسب فهمهم، و وعيهم الثقافي.
و من الوصف التخطيطي للكون البهائي في الشكل أدناه، فإن الفارق الحاسم هو موقع المظهر الإلهى، أحد الجوانب المركزية للرؤية العالمية البهائية وفهم الواقع. فليس هناك روح عالم آحادية monistic World Soul و لكن جوهر مجهول و أن الله غيب منيع. و أن كل سعي البشر وفهمهم الموجّه نحو الله هو نحو المظهر الإلهى الذي يُظهر الله للعالم. و هذا يتبع التقاليد التوراتية الانجيلية والقرآنية، كما أشير إليها أعلاه. و فى الجانب العالمي للدين الجديد، فإن وحدة العالم هي في الواقع ركيزة للدين البهائي، وأن ذلك كان منذ 150 سنة قبل أن يصبح الوعي العالمي فكرة ثقافية اليوم.

من كتابات حضرة بهاءالله العرفانية ونظام كين ويلبر للفلسفة المتكاملة The Mystical Writings of Bahá’u’lláh and Ken Wilber’s system of integral philosophy
بقلم ولفغانغ كليبل Wolfgang A. Klebel

ترجمة حامد عبدالله

#راندا_شوقى_الحمامصى (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل