أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - رشيد غويلب - على الرغم من تداعيات الحرب في أوكرانيا يبقى الثامن – التاسع من أيار يوما للتحرير والانتصار على الفاشية















المزيد.....

على الرغم من تداعيات الحرب في أوكرانيا يبقى الثامن – التاسع من أيار يوما للتحرير والانتصار على الفاشية


رشيد غويلب

الحوار المتمدن-العدد: 7245 - 2022 / 5 / 11 - 23:40
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


في الثامن من أيار حسب تقويم وسط أوربا، والتاسع من أيار حسب التوقيت الروسي، انتهت الحرب العالمية الثانية في أوربا باستسلام المانيا النازية. لهذا فان هذا اليوم من أيار هو يوم انتصار الحرية على الفاشية والعنف، وقد تحقق هذا النصر بفضل تحالف قوى عالمية واسعة، كان الدور الرئيس فيها لشعوب الاتحاد السوفيتي وبريطانيا العظمى والولايات المتحدة وفرنسا، وللمقاومة ضد الفاشية في أوربا والصين وشرق آسيا، والتي كان الشيوعيون يشكلون قوتها الأساسية.

في 22 حزيران 1941، غزت المانيا النازية الاتحاد السوفيتي، وشكل ذلك نقطة تحول نوعية في مسار الحرب، وكان في الوقت نفسه بداية النهاية للنازية والفاشية والعسكرية اليابانية. فالغزو الذي اعتقد هتلر في البداية أنه سيكون نزهة تحقق أحلامه المريضة، تحول إلى كابوس بالنسبة لنظامه، وانتهى بدخول الجيش الأحمر برلين واسقاط نظامه العدواني.
لقد أدت الحرب العالمية الثانية إلى سقوط أكثر من 60 مليون ضحية من العسكريين والمدنيين، كان نصيب الاتحاد السوفيتي منها 20 مليونا على الأقل (تقول الحكومة الروسية الآن انه 6. 26 مليون). وشكلت وحشية النازيين وحلفائهم وصمة عار في تاريخ البشرية، وشملت جرائم الإبادة الجماعية التي اقترفوها ملايين الأبرياء في أوربا، لأسباب عرقية ودينية وثقافية، ولهذا فمن الضروري ان تبقى الذاكرة الجمعية للشعوب حية ولا تنسى ما حدث. ورغم خلط الأوراق الذي احدثه الغزو الروسي لأوكرانيا، وسعي بلدان الناتو لإطالة امد الحرب وتسعير الكراهية ضد كل ما هو روسي، يقول استطلاع لمعهد فورسا للاستطلاع الراي ومقره برلين ان 89 من الالمان يعتبرون الثامن من أيار يوما للتحرير.
لقد تشكلت معالم خطر صعود الفاشية في العشرينات والثلاثينات من القرن العشرين، في سياق الكساد الاقتصادي العظيم، وبدعم من قوى الرأسمالية المهيمنة في أوربا، التي شجعت هجومها ضد جبهة الديمقراطية والسلام، وبهدف القضاء على دولة البديل الاشتراكي في الإتحاد السوفيتي
وسوف لن ينسى التاريخ ممهدات هذه الحرب التي تمثلت في الانقلاب الفاشي في ايطاليا واحراق الرايخشتاغ (البرلمان الالماني) في برلين، وغزو الحبشة وحرب الغازات فيها، والانقلاب الفاشي في اسبانيا، ومعاهدة الخيانة في ميونخ في ايلول 1938، التي عقدت في 30 ايلول 1938 بين ألمانيا النازية وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا الفاشية.

طبيعة المشروع النازي
كان مشروع الحرب للإمبريالية الألمانية يستند الى إقامة نظام إرهابي قائم على العبودية والسخرة. ولتنفيذ هذه الفكرة المجنونة، كان لابد من إبادة شعوب بأكملها. دفع الجيش الأحمر الثمن الأعلى لجميع جيوش التحالف المناهض لهتلر. لم تكن هذه الحرب تهدف إلى القضاء على فكرة الاشتراكية فحسب، بل كانت تهدف إلى تحطيم قوى الحركة العمالية في البلدان المحتلة وإلى الأبد.
لقد أنهى الانتصار على الفاشية الألمانية خطط فئات الرأسمالية الألمانية الأكثر رجعية. ويعد يوم التحرير من النازية والفاشية أهم حدث في تاريخ الحركة العمالية العالمية والإنسانية، بعد انتصار ثورة أكتوبر 1917، التي كانت نقطة انطلاق لسلسة من ثورات الشعوب وانتفاضاتها، في الصين والهند وإندونيسيا وغيرها الكثير مما لم يكن يمكن تصوره لولا دحر الفاشية واستسلامها غير المشروط.
وتحتفل قوى اليسار والسلام والتقدم والنقابات والحركات الاجتماعية، وكل المناضلين من أجل عالم أفضل، بيوم الانتصار على الفاشية باعتباره انتصارا للحياة على الموت. وكانت محاكمات نورنبيرغ بعد الحرب محطة تاريخية أصدر فيها العالم قراره بحق الفاشية. ووجد شعار “لا للحرب.. لا للفاشية ثانية” صدى واسعا في العالم. ومثّل عام 1945 عام انجاز كبير لصالح قوى الديمقراطية والتقدم، على طريق نضالها ضد القوى الرجعية والمحافظة.

الجيش الأحمر
تألف الاتحاد السوفيتي من 128 مجموعة قومية وعرقية. وكان مشروع ثورة أكتوبر قائم على مستقبل للجميع تحت راية الاشتراكية، بنقل البلاد من ظروف ما قبل الإقطاعية والإقطاعية والرأسمالية جزئيًا. وكانت الفجوة بين المراكز الصناعية في روسيا وأوكرانيا وقرى آسيا الوسطى أو القوقاز لا تزال كبيرة في ذلك الوقت. لقد أثر ذلك على التعليم والبنية التحتية ومستويات المعيشة. وكان مقدرا للجيش الأحمر أن يقوم بدور تكاملي في محو الأمية ومكافحة التخلف. وغالبًا ما كان يجب نقل منتسبيه إلى مستوى تعليمي افضل، وكان عليهم على الأقل تعلم لغة الأوامر العسكرية الصادرة باللغة الروسية. كان لهذا تأثير في تعزيز التواصل بين الجمهوريات السوفيتية، وعلى الرغم من ان ما يسمى بالإصلاح العسكري عام 1938 في سياق عمليات التطهير الستالينية ، والتي كانت موجهة أيضًا ضد “الانحرافات القومية”، قد انعكست سلبا على الجيش، لكن تركيبة الجيش الاحمر ابان الغزو النازي كانت تشير الى وجود 56.4 في المائة من الروس ، يليهم الأوكرانيون بنسبة 20.2 في المائة والبيلاروسيون بنسبة 4.35 في المائة ، وشكلت الشعوب المتنوعة في آسيا الوسطى 5.3 في المائة من الجيش الأحمر ، والأرمن 1.2 في المائة والأذربيجانيون 1.1 في المائة ، والجورجيون 1.4 في المائة والتتار 2 في المائة ، واليهود 1.8 في المائة. لا شك ان النسب تشير الى نسيج اممي، شكل أحد عوامل الانتصار التاريخي. وهذا ما عكسته أيضا نسب الذين حصلوا على أعلى وسام “بطل الاتحاد السوفيتي”، الذي منح 11657 مرة خلال الحرب. وحصل عليه 8182 روسيًا و2072 أوكرانيًا و311 بيلاروسيا و161 تتارًا و108 يهوديًا و91 جورجيا و90 أرمنيًا بالإضافة إلى مقاتلين من 55 جنسية أخرى
مقاومة جماهيرية للاحتلال
كانت الحركة العمالية الألمانية، التي كانت ذات يوم الأكبر في العالم، غير قادرة على الإطاحة بهتلر. مباشرة بعد استيلائه على السلطة في يناير 1933. لقد حطم منظماتهم. وكان الشيوعيون والديمقراطيون الاجتماعيون والنقابيون هم أول نزلاء معسكرات الاعتقال المشيدة حديثًا. ومع ذلك، حتى في ظل النظام النازي، كانت هناك مقاومة من السكان الألمان، حتى وان لم تكن حاسمة في القضاء عليه.
وفي البلدان التي أصبحت مسرحا للعمليات الحربية، اتخذت المقاومة في العديد من البلدان المحتلة طابعًا جماهيريًا: فقد لعبت مقاومة قوات الأنصار السوفيتية، وكذلك المقاومة الفرنسية، وقوات الأنصار في يوغوسلافيا، خلف خطوط الجيش النازي، دورا مهما في الحاق الهزيمة العسكرية بألمانيا. ولم يكن الامر مختلفا في مواجهة الفاشية الإيطالية حيث لعبت قوات الأنصار دورا رئيسا في القضاء على موسوليني.

عام مختلف
تساءل الكثير من المتابعين والمعلقين اليساريين في اوربا عن إمكانية الاحتفال بالذكرى السابعة والسبعين للتحرير التي حلت قبل أيام، وبدت الكتابة لهؤلاء صعبة، رغم انهم شددوا، على رسالة الاحتفال هذا العالم يجب ان تكون اوقفوا عمليات القتل في أوكرانيا وعودوا الى طاولة المفاوضات
في المانيا البلد الذي انطلقت منه الحرب العالمية الثانية وذاق في النهاية مرارتها، اتخذت الحكومة موقفاً لا يمكن استيعابه: في برلين منعوا عرض العلم السوفياتي بالقرب من النصب التذكارية للجنود السوفييت. لكن علم الاتحاد الروسي، الذي أمر رئيسه بشن الحرب ضد أوكرانيا في انتهاك للقانون الدولي، ليس هو نفسه علم الاتحاد السوفيتي، الذي حرر جيشه أوكرانيا وأوروبا من الفاشية. انها محاولة لتشويه سمعة الاتحاد السوفيتي المناهض للفاشية، بسبب حرب تنتهك القانون الدولي يشنها الاتحاد الروسي على أوكرانيا.
وعلى الرغم من ذلك فإن كراهية كل شيء روسي التي تثيرها وسائل الإعلام المحافظة والليبرالية، هي أكثر من الرد على العدوان الروسي. إنه موجه ليس فقط ضد الأوليغارشية والسياسيين الذين يمكن اتهامهم بالمسؤولية عنه، بل أيضًا ضد الفنانين والرياضيين والعلماء، ويتجاوز هدف الإدانة المبررة للحرب. لقد ذكرتنا هذه الممارسات بالاستياء والعدوانية الذي ميزت الثقافات السياسية للنخب الغربية، تجاه روسيا منذ أكثر من 100 عام.
ومن الواضح ان الكثيرين يرفضون استخدام الحكومة الروسية مناهضة الفاشية كأداة لماكنتها الدعائية الآن. وكذلك يجب رفض أية عنصرية ضد الشعوب السلافية. ان شعوب الجمهوريات السوفيتية السابقة هم جزء من النسيج الإنساني لا ينبغي تحميل أي شخص مسؤولية الحرب بسبب لغته. ولا يجوز مهاجمة أي شخص أو مؤسسة أو منشأة روسية، لان نظامهم السياسي يتحمل مسؤولية أساسية في اندلاع الحرب الدائرة اليوم، وبنفس القدر يجب ان ترفض وتفند محاولات تبرير وشرعنه هذه الحرب.
وعلى قوى اليسار وانصار السلم والتقدم، الذين تنتابهم أوهام بشان السياسات الامبريالية التي تنتهجها روسيا الاتحادية، العودة الى بديهيات الأمور، فروسيا اليوم لا علاقة لها بالاتحاد السوفيتي الذي كان له القسط الأوفر بدحر النازية الألمانية والفاشية الإيطالية، وهي الآن بلد رأسمالي خاضع لسلطة الأوليغارشية، التي يعمل نظام بوتين على تمثيلها بذهنية امبراطورية قومية، ولا يغير من الامر شيئا الفرق في التراكم والتجربة التاريخية بين جناحي الرأسمالية العالمية في غرب اوربا وشرقها ، فكلا النظامين من طينة واحدة يتصارعان من اجل المصالح والنفوذ، ويتباينان في الأساليب وشكلية الخطاب، وفق موقعهما في التوازنات التي تحكم العالم حتى اللحظة.
تسعى الولايات المتحدة وحلفائها، عبر توريد الأسلحة المفرط والتوسع الجديد لحلف الناتو، واستخدام الوضع المأساوي لتوريط روسيا في حرب طوية الامد للقضاء عليها كلاعب دولي، الا ان إطالة امد الحرب لن تحل أية مشكلة، وستكلف آلاف الأرواح وستجعل أوروبا على شفا حرب نووية. قد لا تكون هذه مشكلة بالنسبة لواشنطن، لكنها ليس كذلك بالنسبة لعواصم القرار الأوربي برلين أو باريس أو بروكسل.
ستدمر هذه الحرب تعايش الشعوب في اوربا لأمد ليس بالقصير. ولا علاقة لها بعداء بين الشعبين الأوكراني والروسي، انها انعكاس لصراع المصالح الذي يرتدي قميص القومية المصطنع، والذي حول أوكرانيا الى ميدان للتنافس الجيوسياسي الإمبريالي بين الولايات المتحدة وروسيا.
رغم ان سيناريو نهاية الحرب مغيب الان، ولكن الثابت ان وجود شعب أوكرانيا سيستمر، وبالتالي فان حل المشاكل السياسية والاجتماعية يحتاج السلام، وسوف لا تجد روسيا مناصا من الاعتراف بحق أوكرانيا بالاستقلال والسيادة، مثلما يتعين على أوكرانيا قبول حق روسيا في حدود آمنة منزوعة السلاح. ان أفضل حل لهذا الوضع هو أوكرانيا المحايدة عسكريًا، والتي تعترف بحق الحكم الذاتي القومي والثقافي للأقليات العرقية التي تعيش داخل حدودها.

اسقاطات تاريخية
لجأ كلا الجانبين المتحاربين الى محاولة مكشوفة لاحتواء التاريخ ومعه تضحيات الملايين من البشر التي قدمت في ظروف مختلفة وتحت قيادة مشاريع فكرية وسياسية ، ما عاد الطرفان المتحاربان يمتان بصلة لها، اذ أشعلت ذكرى الانتصار على الفاشية معركة التصريحات بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أكد بوتين أنه “كما في عام 1945، سيكون النصر لنا”، طارحاً عدداً من المقارنات بين الحرب العالمية الثانية والصراع في أوكرانيا خلال تهانيه في ذكرى 9 أيار، في حين قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن “الشر عاد إلى أوكرانيا”، في إشارة إلى الحرب الروسية على بلاده.
وقال بوتين في تهنئة وجهها إلى دول الكتلة السوفياتية السابقة والمنطقتين الانفصاليتين في شرق أوكرانيا، “اليوم جنودنا، مثل أسلافهم، يقاتلون جنباً إلى جنب من أجل تحرير أرضهم من الأوساخ النازية، مع الثقة في أن النصر سيكون لنا كما في عام 1945”.
وأضاف أن “الواجب المشترك اليوم هو منع عودة النازية التي سببت كثيراً من المعاناة لشعوب الدول المختلفة”، متمنياً أن تكون “الأجيال الجديدة جديرة بذكرى آبائها وأجدادها”، وفي تهنئته، لم يكتف بوتين بالإشارة إلى الجنود فقط، بل تحدث عن المدنيين في “الجبهة الداخلية” الذين “سحقوا النازية مقدمين تضحيات لا تعد”.
وتابع الرئيس الروسي في فقرة مخصصة للأوكرانيين، “للأسف، النازية اليوم ترفع رأسها مرة أخرى”. وأضاف “واجبنا المقدس هو منع الورثة العقائديين الذين هُزموا” في “الحرب الوطنية الكبرى” من “العودة للانتقام”. وتمنى الرئيس “لكل سكان أوكرانيا مستقبلاً سلمياً وعادلاً”.
في المقابل، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في خطاب ألقاه في ذات المناسبة، إن الشر عاد إلى أوكرانيا، وأشار، في رسالة بالفيديو، إلى أن الحياة التي قاتل الجنود من أجلها في تلك الحرب انتهت في 24 شباط عندما غزت القوات الروسية بلاده، وأضاف، “لقد عاد الشر. مرة أخرى! بشكل مختلف وتحت شعارات مختلفة، ولكن للغرض نفسه”، لكنه قال، إن أوكرانيا وحلفاءها سيفوزون، وتابع، “لا يفلت شر من المسؤولية ولا يختبئ في قبو”.
رابطة المعاديين للفاشية
في بيان لها بالمناسبة ذكرت رابطة المعاديين للفاشية في المانيا والتي تضم طيفاً واسعاً متنوعاً من شيوعيين وانصار سلام وديمقراطيين اجتماعيين ومجموعات تقدمية ، لايزال بينهم من عاش سنوات الحرب، ومن عانى في سنوات طفولته من السنوات الصعبة التي تلتها مباشرة، ذكرت الرابطة بالدرس والشعار الرئيسي الذي ورثته الأجيال في اوربا “ لا للحرب ، لا للفاشية ثانية” وهو الوعد الذي قطعه الناجون من ساحات المعارك ومعسكرات الاعتقال النازية، والشعار الذي تبنته النقابات العمالية ورافق الاحتفالات السنوية بيوم التحرير والانتصار على الفاشية منذ عام 1945 .
وشكرت الرابطة الجيش الأحمر، الذي ضم أبناء جميع شعوب الاتحاد السوفيتي، الذي كان القوة الضاربة في دحر النازية الألمانية وتحرير العاصمة برلين وعدد من معسكرات الاعتقال، وذكرت الرابطة ان أكثر من 10 مليون من الجنود وقوات الأنصار ضحوا بأنفسهم من اجل تحقيق النصر.
وعبرت الرابطة عن اسفها لعدم إمكانية الاحتفال هذا العام بسبب التشويش والضبابية التي سببها الاحتلال الروسي لأجزاء من اوكرانيا. وانه لمن المحزن أن أحفاد ضحايا الفاشية الألمانية ومحررينا في روسيا وأوكرانيا يطلقون النار على بعضهم البعض في حرب قاسية.

ضد الأكاذيب التاريخية القديمة والجديدة
وركزت الرابطة على استغلال الكفاح ضد الفاشية الألمانية والانتصار عليها من قبل جميع الأطراف، في تحريف واضح للتاريخ الألماني المعاصر، حيث يتكرر الحديث، في الأسابيع الأخيرة، وبشكل مقصود عن مسؤولية الدولة التاريخية، لتبرير دعم الحرب والعمل على استمرارها عبر تزويد أوكرانيا بالأسلحة القديمة والحديثة، ورصد الموازنات الفلكية لتصعيد العسكرة، وبهذا الصدد شددت الرابطة على ان الدولة الألمانية الحالية تتحمل مسؤولية، باعتبارها من خلف النظام النازي في المانيا، لكن هذه المسؤولية لا تتجسد في دعم الحرب ضد روسيا، وكذلك في رفض الحكومات الألمانية المتعاقبة دفع التعويضات لأسرى الحرب السوفييت، وللذين اجبروا على القيام بأعمال السخرة لخدمة ماكينة الحرب النازية، وتعويضات جميع ضحايا حرب الإبادة ، وخاصة في بلدان اوربا الشرقية .

التضامن بدلا من الكراهية القومية
وفي مواجهة العسكرة وتصعيد الكراهية القومية دعت الرابطة الى اعلاء راية التضامن مع ضحايا الحرب من سكان أوكرانيا، والجنود الرافضين للحرب، ومع الحركة المناهضة لنهج الحرب في روسيا، ودعت الى النضال ضد القوى الساعية على فرض منطق العسكرة القومي في روسيا وأوكرانيا وألمانيا وفي كل مكان من العالم.
سيظل الثامن من أيار (حسب تقويم وسط اوربا) يوم التحرير من الفاشية. والذي ما كان ممكنا بدون الجيش الأحمر، الذي قدم أعظم التضحيات. نعم تلقي الحرب الروسية ضد أوكرانيا بظلالها على إحياء الذكرى هذا العام. ومع ذلك، يجب ألا يؤدي هذا إلى التقليل من تضحيات جميع شعوب الاتحاد السوفيتي من أجل التحرر من الفاشية أو مساواة الحرب الروسية الحالية، التي تنتهك القانون الدولي، بحرب الإبادة النازية. لذلك فإن ذكرى يوم التحرير يجب أن تكون مناسبة للعمل المشترك لكل قوى السلام والحرية والتقدم، ضد الفاشية الجديدة واليمين المتطرف وشعبوية اليمين، ضد عمليات الإقصاء الاجتماعي والعنصرية والتعصب، ضد الحرب والارهاب وجذورهما في المجتمع. ومن أجل حقوق الإنسان السياسية والاجتماعية، و الديمقراطية، ومن أجل مجتمع متحرر، ومن أجل السلام ونزع السلاح. ان كل ذلك يتطلب عدم نسيان جرائم الفاشية، وأسماء ضحاياها، وأسماء المحررين.



#رشيد_غويلب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في المواقف والرموز القيادية.. اختلاط اليمين المحافظ مع الفاش ...
- تحالف تاريخي لقوى اليسار الفرنسي
- في البرازيل: معا لهزيمة الفاشية / لولا مرشح للرئاسة وتحالف ب ...
- أكد تجديد الحزب وتعزيز صفوفه / مؤتمر حزب اليسار اليوناني: هد ...
- كانت سابقة لعصرها قبل 150 عاما ولدت ألكسندرا كولونتاي
- كان اليسار دوما وبلا تحفظ ضد الحرب
- جابات على أسئلة راهنة اليسار وملفات الحرب والسلام *
- مرشح اليسار ميلنشون جاء ثالثاً / ماكرون يواجه لوبان في جولة ...
- كان غرامشي وراء إشغالها مواقع قيادية كاميلا رافيرا أول امرأة ...
- نقابيية شيوعية تروي قصة النجاح/ تأسيس أول اتحاد نقابي في شرك ...
- أسئلة بشأن الامبريالية *
- علاقات البلدين لم تتأثر بتغيير الأنظمة / واشنطن فشلت في الوق ...
- الحرب تؤكد صعود الصين الجيوسياسي
- في سبيل حوار ديمقراطي تضامني / قوى اليسار الأوربي والحرب في ...
- “اشعر باني قد عدت 80 عاما إلى الوراء” / السلام بين أوكرانيا ...
- مؤتمر أممي لمناقشة الاستراتيجيات المناهضة للفاشية
- دعا الى أوسع تحالف تقدمي / كولومبيا: تحالف اليسار يحقق انتصا ...
- تداعيات حرب أوكرانيا مستمرة / هستيريا شراء الأسلحة تعم آسيا
- احداث أوكرانيا تكشف نفاق الديمقراطية الغربية / تمييز عنصري ص ...
- اعتقال الآلاف في روسيا خلال احتجاجات مناهضة للحرب


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- يروي ما رآه لحظة طعنه وما دار بذهنه وسط ...
- مصر.. سجال علاء مبارك ومصطفى بكري حول الاستيلاء على 75 طن ذه ...
- ابنة صدام حسين تنشر فيديو من زيارة لوالدها بذكرى -انتصار- ال ...
- -وول ستريت جورنال-: الأمريكيون يرمون نحو 68 مليون دولار في ا ...
- الثلوج تتساقط على مرتفعات صربيا والبوسنة
- محكمة تونسية تصدر حكمها على صحفي بارز (صورة)
- -بوليتيكو-: كبار ضباط الجيش الأوكراني يعتقدون أن الجبهة قد ت ...
- متطور وخفيف الوزن.. هواوي تكشف عن أحد أفضل الحواسب (فيديو)
- رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية -لا يعرف- من يقصف محطة زا ...
- أردوغان يحاول استعادة صورة المدافع عن الفلسطينيين


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - رشيد غويلب - على الرغم من تداعيات الحرب في أوكرانيا يبقى الثامن – التاسع من أيار يوما للتحرير والانتصار على الفاشية