أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - رشيد غويلب - الحرب تؤكد صعود الصين الجيوسياسي














المزيد.....

الحرب تؤكد صعود الصين الجيوسياسي


رشيد غويلب

الحوار المتمدن-العدد: 7205 - 2022 / 3 / 29 - 00:37
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


في 14 آذار الجاري التقى في العاصمة الإيطالية روما، المسؤول الأول لشؤون السياسة الخارجية في الحزب الشيوعي الصيني يانغ جيتشي، ومستشار الأمن القومي الأمريكي، جاكوب سوليفان، ان طبيعة التمثيل في الاجتماع تعكس الصعود السريع للصين، ليس كقوة اقتصادية فقط، وانما كقوة جيوسياسية عظمى أيضا. وكان من المقرر في الأصل عقد الاجتماع لإعادة تنظيم العلاقات المتوترة بين القوتين العظميين، لكن اندلاع الحرب في أوكرانيا هيمن على أجواء الاجتماع. ولأول مرة، أصبحت بكين في مركز الجهود التي تبذلها الدول الغربية لحل نزاع سياسي عالمي. لم يكن هذا هو الحال في العراق أو سوريا ولا في أفغانستان.
لقد أدّى الصعود الاقتصادي السريع للصين الى إعادة نظر أساسية في السياسة الخارجية للبلاد. وبدأ المعنيون الصينيون يهتمون بشكل متزايد بتحليلات علماء السياسة الأمريكيين بشأن السياسة الخارجية.
واستغرقت المحادثات في روما قرابة 7 ساعات. وقالت الحكومة الأمريكية في بيان عقب الاجتماع إن الجانبين أجريا “مناقشة تفصيلية للحرب الروسية ضد أوكرانيا”. ووصفت وكالة الأنباء الصينية الرسمية شينخوا المحادثة بأنها “حوار بناء”.
بعد 30 عاما من نهاية الحرب الباردة، وتجاوز الصراع بين الشرق والغرب، وافق الناتو على تصنيف الصين وإمكاناتها السياسية والاقتصادية على أنها “تحدٍ”. ويتوقع المشككون أن التحالف العسكري الغربي، بعد أن فقد خصومه السابقين، ليس لديه خيار سوى إيجاد صور لعدو جديد، لتبرير ضرورة استمرار حلفه العسكري. ومع ذلك، فإن التعامل مع الصين يكشف بوضوح إلى أي مدى فقد الأوروبيون والأمريكيون وعيهم التاريخي. إن التشخيص الخاطئ لعالم السياسة الأمريكي فرانسيس فوكوياما بشأن “نهاية التاريخ” قد سقط على أرض خصبة للغاية. لقد واجه العالم الغربي صعود الصين الهائل إلى مرتبة القوة العالمية الثانية بمزيج من الغطرسة والاستياء. إن ديناميكية الصين، التي يصعب ترويضها، أصبحت مصدر خوف متزايد في الغرب.

قوة عظمى
وقال سوليفان قبل سفره إلى روما “إننا نراقب عن كثب في الوقت الحالي الى أي مدى تقدم الصين فعليا الى روسيا أيَّ شكل من أشكال الدعم المادي أو الاقتصادي”.
وترى الصين نفسها “قوة عظمى”، ولكن دون ادعاءات عالمية، وتركيز ثقافي على اهمية الإمبراطوريات السابقة، خصوصا مفاهيم النظام العالمي على غرار الولايات المتحدة. ومنذ حين تروج الصين لمبدأ “التوجه المزدوج” كنموذج مضاد للمطالبة الغربية بقيادة العالم. وتطالب بالمشاركة، وليس احتكار الهيمنة. ونشرت الصين في العام الفائت ورقة استراتيجية بعنوان “معايير الصين العالمية 2035”، توضح اتجاهات السياسة الخارجية والدفاعية الجديدة للصين، وفقا لها تعتبر مرحلة المواءمة الدبلوماسية الأولية والتكيف مع اللوائح الحالية قد اكتملت، وتلعب الصين الآن دورا نشطا بشكل متزايد، في رسم السياسة العالمية، كـ “صانع للقواعد” بدلاً من “متلقي للقواعد”.
وفي ما يتعلق بالحرب في أوكرانيا والعلاقات بين موسكو وبكين، فإن هذا لا يعني ظهور “كتلة شرقية عملاقة” جديدة، كما علقت وسائل اعلام غربية بعد زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لبكين في شباط الفائت. وفقا للرؤية الصينية، يعني هذا أن قوة الغرب تتآكل ومعها النظام السياسي العالمي للعقود الثلاثة الماضية، والتي صاغ عالم السياسة الأمريكي فوكوياما في بدايته تكهنه الخاطئ بشأن “نهاية التاريخ”.
وتستفيد الصين من الوضع الجيوسياسي المختلط الحالي. وتشعر بكين بصحة تحليلها للوضع السياسي العالمي، والذي جرت ـ منذ انسحاب الولايات المتحدة وحلفائها من أفغانستان في آب الفائت ـ مراجعته وتعديله باستمرار. ويتضح ذلك من خلال حقيقة أن بكين لا تنوي الخضوع للرواية الغربية بشأن الحرب أوكرانيا، ولهذا تشير الصين بانتظام إلى توسع الناتو شرقا، باعتباره سبب اندلاع الحرب في أوكرانيا.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية في بكين، في إشارة إلى حلف شمال الأطلسي، إن مفتاح حل النزاع في أيديهم. وفي الفترة التي سبقت المكالمة الهاتفية بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الدولة الصيني شي جين بينغ، تصاعدت شدة التراشق الاعلامي بين القوتين العظميين. واكد الحوار المباشر الأول بين رئيسي الدولتين منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، حقيقة الصعود الجيوسياسي للصين خلال الحرب في أوكرانيا، فلم يسبق أن احتاجت واشنطن بهذه السعة لدور الصين لحل نزاع من هذا النوع.



#رشيد_غويلب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في سبيل حوار ديمقراطي تضامني / قوى اليسار الأوربي والحرب في ...
- “اشعر باني قد عدت 80 عاما إلى الوراء” / السلام بين أوكرانيا ...
- مؤتمر أممي لمناقشة الاستراتيجيات المناهضة للفاشية
- دعا الى أوسع تحالف تقدمي / كولومبيا: تحالف اليسار يحقق انتصا ...
- تداعيات حرب أوكرانيا مستمرة / هستيريا شراء الأسلحة تعم آسيا
- احداث أوكرانيا تكشف نفاق الديمقراطية الغربية / تمييز عنصري ص ...
- اعتقال الآلاف في روسيا خلال احتجاجات مناهضة للحرب
- البرلمان الألماني: تحالف واسع يتبنى نهج العسكرة
- إيطاليا: مجموعة برلمانية تمثل اليسار الجذري في البرلمان
- ماذا يعني ان تكون يساريا اليوم؟
- الحرب ليس حلا وبوتين ليس بديلا
- تعليق على خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأخير
- مستقبل الطبقة العاملة *
- عامان على بدء انتشار الوباء / كورونا وفشل النظام العالمي
- إعلام الغرب يثير مخاوف من حرب -على الأبواب- / في روسيا لا أح ...
- قوى التغيير وصراعات المتنفذين
- الاشتراكيون حصلوا على الأغلبية المطلقة الانتخابات البرلمانية ...
- خسارات كان يمكن تجاوزها / كيف طوى النسيان الزعيم الشيوعي الأ ...
- بايدن ينهي عامه الرئاسي الأول بلا نجاحات
- التطورات في السلفادور في ظل حكم الاستبداد


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - رشيد غويلب - الحرب تؤكد صعود الصين الجيوسياسي