أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رشيد غويلب - قوى التغيير وصراعات المتنفذين














المزيد.....

قوى التغيير وصراعات المتنفذين


رشيد غويلب

الحوار المتمدن-العدد: 7158 - 2022 / 2 / 10 - 00:59
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


حكمت القوى المتنفذة عراق ما بعد الدكتاتورية، بالعرف السياسي الذي أنتج نظام المحاصصة الطائفية والاثنية ووضع الكثير من مواد الدستور على الرف مستعيضا عنها بمبدأ “شيلني وشيلك”، والتهديد بالملفات المتبادلة، وتوظيف ثالوث المحاصصة للحرب الوطنية ضد الإرهاب، كل حسب مبتغاه. وصنع المتنفذون قواعد لعبتهم للحفاظ على نظام المحاصصة باعتبارها خيمتهم المشتركة، مع استمرار صراعهم داخلها على الحصص وتحقيق الممكن، ارتباطا بالمتغيرات التي يعلمنا التاريخ استحالة ايقافها، سواء كانت داخلية، إقليمية، او دولية.
وشكلت انتفاضة تشرين 2019 المجيدة أبرزها داخليا، اذ هزت اركان نظام الدولة الفاشلة، وجاءت بسلسلة من الحقائق المعروفة. وفرضت على المتنفذين عددا من الاجراءات، استقالة حكومة عبد المهدي، وقانون جديد للانتخابات المبكرة، وظف عبرها المتنفذون، توق المنتفضين للتغيير واخطائهم التي سهلت على اقطاب النظام توظيف هيمنتهم على البرلمان والخروج بقانون انتخابات، وفق مقاساتهم وبالضد من مصلحة الأكثرية وشبيبة الانتفاضة.
لقد نجح بعضهم في توظيف القانون الجديد وأخفق الآخر، لأسباب كثيرة أبرزها طبيعة قواعدهم الجماهيرية، وافتقار قوى عديدة منهم للعمل المؤسساتي، فضلا عن امتلاكهم ذهنية سلطوية، تفتقر الى مشاريع سياسة – اجتماعية.
لقد قاطعت أكثرية مجتمعية، وقوى سياسية متنوعة الانتخابات المبكرة، كانت نسبة المشاركة الحقيقية فيها لا تصل الى 20 في المائة، ولكن هذا لم يلغ شرعيتها القانونية. وقبل اعلان النتائج الانتخابية، عشنا ثانية مارثون الطعن بشرعية الانتخابات والاحتجاج على نتائجها، وسلسلة من جولات الذهاب الى المحكمة الاتحادية، والتي لم تغير في النهاية من الواقع الذي افرزته نتائج الانتخابات، والذي نتج عنه حراك سياسي وان كان محدودا، بوصول مجموعة من النواب المستقلين من المدنيين واليسارين، الى جانب وصول مجاميع أخرى سواء المحسوبين منهم على الانتفاضة، او كتل تمثل قوى سياسية ليبرالية جديدة، كما هو الحال مع كتلة الجيل الجديد الكردستانية.
لقد تزامن كل هذا بمتغيرات دولية وإقليمية، دخول الرئيس الديمقراطي بايدن البيت الأبيض، وإمكانية العودة إلى الاتفاق على الملف النووي الإيراني، ولكن بثوب جديد، واشتراطات أمريكية جديدة.
وقبل هذا وذاك شهدنا حراكا اوليا لاتفاقات وتفاهمات بين قوى مثلث المحاصصة، سبق الحملات الانتخابية، ولم يكن جزءا منها، ولكنه أشر خوف القوى المتنفذة وحذرها الشديد مما سيحدث في قادم الأيام، ارتباطا بالمتغيرات التي أشرنا اليها.
حتى قبل الإعلان النهائي للنتائج، كان واضحا أن حضورا أقوى لاصطفافات جديدة داخل خيمة قوى المحاصصة قد تبلور ومن الصعب تجاوزه. وبعد إعلان النتائج كان على العراقي المكتوي بنار المحاصصة والفساد، والتدخلات الخارجية، بما في ذلك العسكرية المباشرة منه، وبالتالي تأكيد لحقيقة سيئة تقول إننا نعيش في بلد منقوص السيادة، كان عليه أن يتابع سلسلة من الحوارات التلفزيونية، التي يمكن القول إن بعضها كان ساذجا، وان معظمها اهتم بتكتيكات المتنافسين، وحروبهم الالكترونية، ومارثون اجتماعاتهم ولقاءاتهم وتصريحاته وتغريد اتهم، التي لم تخرج عن خطاب سياسي مغلف بالحرص والروح الوطنية، ولكن يبقى هدفه منع اقصاء هذا الطرف أو ذاك، والسعي الجاد على استمرار لعبة التوافق التي تمثل حماية للكثير من المسؤولين من فتح ملفات سياسية وأخرى متعلقة بالفساد قد تطيح بعدد كبير منهم. وبالمقابل مشروع التغيير الشكلي او الجزئي، مع الحفاظ على طبيعة النظام وآلياته، الذي يسعى له معسكر “الأقوياء”.
إن الخراب الذي تعيشه البلاد يدفع الكثيرين، إلى المراهنة على ما يمكن أن يحسب على التغيير أملا في كسر الجمود الذي يلف اعناق الناس، يدفق الكثيرين إلى المراهنة على ما يحدث عملا بمبدأ أضعف الإيمان. ومن الضروري ان لا ننسى وجود جمهرة من المنتفعين، بعضهم يحسب نفسه زورا على قوى معسكر التغيير، يرى فيما يحدث فرصة تعفيه من خوض الصراع، وكذلك الحصول على شيء من الفتات.
أجد من الضروري تحذير قوى التغيير الحقيقية من الانجرار وراء هذه الفخ الذي يحاول ابطال المحاصصة جر قوى التغيير اليه.
لا شك ان البلاد تعيش الكثير من المتغيرات التي على قوى التغيير متابعتها ودراستها والخروج بالاستنتاجات الضرورية، وتوظيفها لطرح البدائل التي تعزز تعبئة قوى التغيير عبر أشكال تعبويه ومشاريع، سيكون بعضها جديدا، دون أية مبالغة في تقييم ما يحدث، وبالتالي الانكفاء عن مشروع التغيير، والعودة إلى مربعات أكدت الحياة على عدم صلاحيتها، فما نعيشه ببساطة صراع مشاريع، ولحد الآن لم تفرز حقائق الصراع مساحة مشتركة بين صقور منظومة المحاصصة والفساد وقوى التغيير الساعية لغد أفضل.



#رشيد_غويلب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاشتراكيون حصلوا على الأغلبية المطلقة الانتخابات البرلمانية ...
- خسارات كان يمكن تجاوزها / كيف طوى النسيان الزعيم الشيوعي الأ ...
- بايدن ينهي عامه الرئاسي الأول بلا نجاحات
- التطورات في السلفادور في ظل حكم الاستبداد
- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية *
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ...
- دعا الولايات المتحدة إلى اتخاذ موقف أكثر إنسانية/ الرئيس الم ...
- محاولة لفهم ما يحدث/ كازاخستان بين فساد النظام والصراعات الد ...
- في ذكرى اكتشاف -العالم الجديد- / النهب والإبادة الجماعية مصد ...
- الحزب الشيوعي في جنوب افريقيا يستعرض حصيلة 2021
- في خرق جديد لمبادئ الديمقراطية وسيادة الدولة/ بريطانيا تحرم ...
- الرجل الذي هز الأساس الديني الزائف للنظام العنصري / رحيل ديس ...
- في حين يعاني اليسار الأوربي من المراوحة / يسار 2021: انتصارا ...
- وقفة متأخرة
- العصا الغليظة / موضوعات عن منهجية الإمبريالية الأمريكية في أ ...
- من ساحات الاحتجاج إلى القصر الجمهوري / في تشيلي انتصار حاسم ...
- بعد شكوى لمناهضين للفاشية / المحكمة الاتحادية الدستورية تقاض ...
- القمة الأمريكية الروسية / اقتراب من صراع مفتوح ومخاوف من الا ...
- مؤتمر حزب العمل البلجيكي: عملية تجديد متواصلة
- بعد 12 عاما من حكم اليمين وسلسلة مؤامرات أمريكية / اليسارية ...


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رشيد غويلب - قوى التغيير وصراعات المتنفذين