أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - رشيد غويلب - أسئلة بشأن الامبريالية *















المزيد.....

أسئلة بشأن الامبريالية *


رشيد غويلب

الحوار المتمدن-العدد: 7209 - 2022 / 4 / 3 - 02:14
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


ما هي الامبريالية؟
الإمبريالية لا تعبر فقط عن سياسة عنف معينة أو عن حقيقة أن أمما قوية مثل الولايات المتحدة أو ألمانيا يمكن أن تهيمن على الدول الأصغر. عادة ما يتبع العنف العسكري تصعيد هائل للمنافسة الاقتصادية. إن الإمبريالية الرأسمالية الحديثة هي في الأساس مرحلة اقتصادية من الرأسمالية المتقدمة. إنها تعبير عن المنافسة العالمية الأشد قسوة بين الاحتكارات البلدان المختلفة، اليوم يمكننا القول الشركات فوق القومية.
تتحول المنافسة الاقتصادية إلى منافسة سياسية عسكرية وتتخذ في هذا الصدد شكل نظام عالمي من الدول الرأسمالية المتنافسة. وهذا النظام عرضة للتغيير المستمر. ومع تطور الرأسمالية، أصبحت الشركات والدول تعتمد بشكل متزايد على بعضها البعض. وهكذا أصبحت المنافسة الرأسمالية مصدرا لعالم حروب دائم. وفي الوقت نفسه، لا يمكن فهم النضالات والحركات الاحتجاجية دون دراسة علاقتها بالإمبريالية.

ماذا تعني معاداة الإمبريالية؟
معاداة الإمبريالية تعني الرفض المبدئي للسياسات الإمبريالية، ويشمل هذا رفض الحروب والاحتلال العسكري للدول الأخرى، ولكن أيضا معارضة التدمير الاقتصادي للدول الفقيرة من قبل الأغنياء، من خلال اتفاقيات التجارة الاستعمارية الجديدة. ان جوهر السياسات المناهضة للإمبريالية في الدول الغنية هو التضامن مع حركات التحرر الوطني، التي غالبا ما تناضل ضد القمع والاستغلال في المناطق الفقيرة من العالم، وكذلك النضال ضد الروح القومية والعسكرة في بلدانهم. ويناضل اليساريون المناهضون للإمبريالية ضد كل حرب وأية تبعية استعمارية جديدة، ولكن أيضا ضد النظام الذي ينتجها.

لماذا السياسات المناهضة للإمبريالية مهمة اليوم؟
لا تزال الهيمنة الإمبريالية والصراعات التي تنبثق عنها تحدد اليوم حياة الناس في العالم. وحتى الآن نشهد تفكك الدول والرغبة في بناء دول جديدة. وعلى الرغم من نهاية الاستعمار، لا يزال هناك تفاوت هائل في العالم. يعيش حوالي ثلثا الناس في ما يسمى بالبلدان النامية، التي تعتمد على البلدان الأكثر ثراء. وتهيمن الدول الأكثر غنى والغنية على العالم اقتصاديا وعسكريا. ونشهد كيف تجر هذه الدول، المناطق الأفقر والأضعف عسكريا إلى الحروب من أجل احتلالها مؤقتا في الغالب، وتنصيب حكومات موالية فيها، ونهب موادها الخام أو السيطرة عليها.
تم استبدال الإمبراطوريات الاستعمارية القديمة بنظام التبعية الاستعمارية الجديدة لصالح الدول الغنية والقوية. وفي ظل هذه الظروف، تنشأ دائما حركات تطالب بالاستقلال وتقرير المصير وتقف بالضد من الإمبريالية والاستعمار الجديد.

عدو عدوي، صديقي
يعتقد بعض المتحدثين باسم حركة السلام أن نوعا من “سياسات المعسكرات” هو أكثر أهمية اليوم من أي وقت مضى. ولأن الناتو بقيادة الولايات المتحدة يجتاح العالم بحروب جديدة، يجب أن تقوم سياسة اليسار الخارجية على دعم الدول والأنظمة المعارضة لقوى “الإمبريالية الرئيسية” لحلف الناتو. هؤلاء اليساريون يتصرفون وفق مقولة “عدو عدوي صديقي” وعلى هذا الأساس دافعوا مثلا عن سياسات فلاديمير بوتين في روسيا أو بشار الأسد في سوريا. صحيح جدا أن ينتقد اليسار سياسة الناتو العدوانية ويتحرك ضد حروب الناتو الجديدة. لك عند بناء مثل هذه الحركة المناهضة للحرب في ألمانيا، يجب على اليسار ألا يقلل من شأن أي من دعاة الحرب في هذا العالم وألا يخفي جرائم القتل ولا يتستر عليها؛ لا في واشنطن، وموسكو، ودمشق، ولا في أي مكان آخر. لأن عدو عدونا، من بلدان الهيمنة، او البلدان المستبدة ليس صديقنا أو حليفنا.

“العدو الرئيسي في الوطن”
منذ عقود طويلة، ارتكبت منظمات وأحزاب يسارية مرارا خطأ دعم حكومة دولة لمجرد أنها كانت على عداء مع حكومات بلدانها، او مع للبلدان الغربية. لا ينبغي لسياسة اليسار الخارجية المضاد للحكومة الموالية لحلف الناتو أن تتبنى دعم حكومة إمبريالية أخرى في سعيها الى المزيد من التأثير في السياسة العالمية. لا يزال شعار كارل ليبكنخت (أحد مؤسسي الحزب الشيوعي في المانيا) خلال الحرب العالمية الأولى محتفظا حتى اليوم براهنتيه: “العدو الرئيسي موجود في الوطن”.
لا يزال هذا ينطبق على جميع المناهضين للإمبريالية وأنصار النظام العالمي السلمي الجديد اليوم، بغض النظر عما إذا كانوا يعملون في ألمانيا أو الولايات المتحدة أو الدنمارك. يستثني من مفهوم “العدو الرئيسي” تحالفات مع إمبرياليات “أصغر” أو إمبريالية سلمية مفترضة، لأنه حتى أولئك الذين هم في عداوة للطبقة الحاكمة لا يزالون أعداء وأعداء لنظام عالمي سلمي وأعداء للطبقة العاملة. يجب على اليساريين والمعادين للإمبريالية معارضة سياسات القوة العظمى الإمبريالية لبوتين في سوريا أو أوكرانيا، حتى لو كان العدو الرئيسي في داخل المانيا (عضوا في التحالف العسكري الغربي الناتو).

لماذا على اليسار دعم الحركات المناهضة للإمبريالية؟
يجب أن يدرك اليساريون، وخاصة في الدول الغنية، أن عليهم الوقوف إلى جانب المظلومين وليسوا إلى جانب الحكام. هذا مهم للغاية لأنه يساعد على تقويض العنصرية والقومية التي ربطت تاريخيا العمال في البلدان المتقدمة بطبقاتهم الحاكمة. كان ماركس وانجلس واضحين جدا بهذا الشأن.
لقد كتبا: “إن الشعب الذي يضطهد شعباً آخر يصنع قيوده بنفسه” و “لا يستطيع الشعب الذي يضطهد الآخرين أن يحرر نفسه”. هذا الموقف هو أكثر أهمية اليوم من أي وقت مضى. إن دول مجموعة العشرين وحدها تساهم في 90 في المائة من الناتج الإجمالي المحلي العالمي و80 في المائة من التجارة العالمية. وهناك فوارق في الحصص بين دول النظام الامبريالي العالمي، فمن بين أكبر 200 شركة في العالم، يأتي 171 من الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا واليابان وبريطانيا العظمى وفرنسا وإيطاليا وكندا.
ولكن في قلب السياسة الخارجية لجميع دول مجموعة العشرين، يكمن اهتمامها في خلق مزايا لاقتصاداتها الوطنية والشركات المرتبطة بها في السباق على المواد الخام وأسواق المبيعات ومجالات النفوذ. وتظهر المنافسة بين هذه الدول في الحروب التجارية، وكذلك في المواجهات العسكرية المباشرة. وبالنسبة لليسار يجب أن يكون واضحا أن سياسات هذه الدول مليئة بالتناقضات. لا يوجد شيء تقدمي في أي من هذه الدول. يساء استخدام حماية حقوق الإنسان بشكل متكرر كذريعة للتدخلات العسكرية الإمبريالية، كما كان الحال في الحرب الليبية عام 2011 والحرب الأخيرة في أفغانستان (2001-2021). حيثما توجد مقاومة للتدخل الإمبريالي، على اليساريين أن يدعموها، لأنهان وبقدر ما، تساعد على إضعاف النظام الإمبريالي المهيمن.

متى يجب على اليسار دعم حركة مناهضة للإمبريالية؟
ليس هناك وصفة جاهزة. إن نضال الأمم والشعوب المضطهدة ليس سهلاً لأن النظام الرأسمالي العالمي قوي. غالبا ما رأت الأقليات القومية أن سعيها من أجل إقامة دولة خاصة بها يوقظ أولاً ثم يدمر عندما يناسب ذلك اولويات القوى العظمى الإمبريالية. وتدخل الشعوب والأمم المضطهدة أيضا في تحالفات مع قوى إمبريالية أو شبه إمبريالية أو تطور ديناميكيات تدعم النزعة القومية والقمع، وامثلة تجربة الأنظمة القومية العربية ماثلة للعيان. ان على اليسار معارضة الحركات والأنظمة التي تعزز طبيعتها وممارستها مواقع الإمبريالية ودعم تلك التي تضعف طبيعتها وسياستها الامبريالية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*اعدت هذه المادة بالاستفادة من أسئلة مختارة هي جزء من مجموعة أسئلة وضعتها وأجابت عليها هيئة تحرير موقع “ماركس 21 “ الالماني



#رشيد_غويلب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علاقات البلدين لم تتأثر بتغيير الأنظمة / واشنطن فشلت في الوق ...
- الحرب تؤكد صعود الصين الجيوسياسي
- في سبيل حوار ديمقراطي تضامني / قوى اليسار الأوربي والحرب في ...
- “اشعر باني قد عدت 80 عاما إلى الوراء” / السلام بين أوكرانيا ...
- مؤتمر أممي لمناقشة الاستراتيجيات المناهضة للفاشية
- دعا الى أوسع تحالف تقدمي / كولومبيا: تحالف اليسار يحقق انتصا ...
- تداعيات حرب أوكرانيا مستمرة / هستيريا شراء الأسلحة تعم آسيا
- احداث أوكرانيا تكشف نفاق الديمقراطية الغربية / تمييز عنصري ص ...
- اعتقال الآلاف في روسيا خلال احتجاجات مناهضة للحرب
- البرلمان الألماني: تحالف واسع يتبنى نهج العسكرة
- إيطاليا: مجموعة برلمانية تمثل اليسار الجذري في البرلمان
- ماذا يعني ان تكون يساريا اليوم؟
- الحرب ليس حلا وبوتين ليس بديلا
- تعليق على خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأخير
- مستقبل الطبقة العاملة *
- عامان على بدء انتشار الوباء / كورونا وفشل النظام العالمي
- إعلام الغرب يثير مخاوف من حرب -على الأبواب- / في روسيا لا أح ...
- قوى التغيير وصراعات المتنفذين
- الاشتراكيون حصلوا على الأغلبية المطلقة الانتخابات البرلمانية ...
- خسارات كان يمكن تجاوزها / كيف طوى النسيان الزعيم الشيوعي الأ ...


المزيد.....




- فرنسا: الجمعية الوطنية تصوت ضد مقترح اليسار بفرض ضريبة كبرى ...
- فرنسا: مشروع لفرض ضريبة على الأثرياء.. ساعة الحقيقة للحكومة ...
- تونس: آلاف المحتجين يطالبون بتفكيك وحدات صناعية ملوثة في قا ...
- رائد فهمي: ندين بشدة المجازر الوحشية في السودان وندعو الى أ ...
- المهدي بن بركة (فصل من كتاب وجوه الثورة الأفريقية، من كينيات ...
- فاعلون جدد، تكنولوجيات جديدة للمعلومات والاتصالات
- كيف سيبدو مستقبل الرأسمالية الأميركية بعد 50 عاما؟
- قراءة في الجونة كمدينة رأسمالية
- محامو حسين عبد الهادي يطالبون بردّ القاضي بعد امتناعه عن إثب ...
- Rage Against the ICE Machine


المزيد.....

- كراسات شيوعية(الفرد والنظرة الماركسية للتاريخ) بقلم آدم بوث2 ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية (العالم إنقلب رأسًا على عقب – النظام في أزمة)ق ... / عبدالرؤوف بطيخ
- الرؤية الرأسمالية للذكاء الاصطناعي: الربح، السلطة، والسيطرة / رزكار عقراوي
- كتاب الإقتصاد السياسي الماويّ / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(النمو السلبي: مبدأ يزعم أنه يحرك المجتمع إلى ا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية (من مايوت إلى كاليدونيا الجديدة، الإمبريالية ا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية (المغرب العربي: الشعوب هى من تواجه الإمبريالية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علم الاعصاب الكمي: الماركسية (المبتذلة) والحرية! / طلال الربيعي
- مقال (الاستجواب الدائم لكورنيليوس كاستورياديس) بقلم: خوان ما ... / عبدالرؤوف بطيخ
- الإمبريالية والاستعمار الاستيطاني الأبيض في النظرية الماركسي ... / مسعد عربيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - رشيد غويلب - أسئلة بشأن الامبريالية *