|
إيران المعاصرة تحت مجهر العدالة والإنسانية
عبدالرحمن مهابادي
الحوار المتمدن-العدد: 7242 - 2022 / 5 / 8 - 18:52
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في إيران المعاصرة يُعدم إنسان أو يُشنق أو يُسجن أو يُعذب أو يُقتل كل بضع ثوان! هذا بالإضافة إلى الجرائم والسلب والنهب الحكومي في هذا البلد المنكوب الموجع، وتردي الظروف المعيشية للشعب بسبب انهيار اقتصاد المؤلم جدا في هذا البلد، هذا وقد مضت أكثر من 43 سنة ولا زالت هذه الأوضاع مستمرة. وفي الجهة المقابلة لذلك يخضع للمحاكمة في دولة السويد سفاحا يُدعى "حميد نوري" أحد سفاحي نظام الملالي (وهو واحد فقط من السفاحين بدرجة معينة في هذا النظام)منذ ما يقرب من 10 أشهر وحتى الآن لمشاركته في مجزرة الإبادة الجماعية لأكثر من "30". ألف سجين سياسي سنة 1988، وبعد أن أعلن المدعي العام حكمه عليه بالسجن المؤبد وهو (من أشد العقوبات) من المقرر أن يصدر حكمه النهائي في المحكمة في شهر يوليو من هذا العام! إن الخلاف على «العدالة» في طرفي الحدود مع إيران حقيقة مؤلمة تؤذي قلب كل إنسان حر شريف! فهل تلعب حكومات العالم دورا في هذا الأمر؟ وإذا كان الأمر كذلك فما هو هذا الدور؟ المواجهة وجها لوجه بين قوتين متعارضتين على قضايا إيران! مما لا شك فيه فإنه لولا المقاومة الإيرانية لبقيت قضية السفاح "حميد نوري" دون حل شأنها شأن العديد من القضايا الإجرامية الأخرى للنظام الإيراني! وقد ظلت وقائع هذه الجرائم بعيدة عن أذهان شعوب العالم ذلك لأن النظام الإيراني قد سعى من خلال سيناريو معقد و"مؤامرة قذرة" إلى إخراج "حركة التقاضي من أجل دماء الشهداء" من أيدي المقاومة الإيرانية وحرف مسارها لتبرئة نفسه وعملائه من جرائمهم! وليس خافيا على أحد أن العامل الأساسي والرئيسي لجميع الجرائم والنهب والسلب الممنهج القائم في إيران المعاصرة هو شخص ولي الفقيه أي علي خامنئي ومن عينهم الآن وفيما مضى! ، وفي الواقع فإن محاكمة حميد نوري أمام محكمة سويدية هي محاكمة للنظام مع عدد كبير من الجرائم التي لا تزال قضاياها معلقة دون حل، ولذلك لم تأتي تهديدات علي خامنئي وإبراهيم رئيسي ووزير إرهابهما أمير عبد اللهيان بهذا الخصوص للحكومة السويدية من فراغ حين هددوا بطريقة إجرامية بإعدام المواطن السويدي الدكتور أحمد رضا جلالي "بتهمة التجسس لصالح النظام الصهيوني"! تذكير ضروري! كنا لا نزال في بداية الغزو غير المشروع لدولة أوكرانيا عندما انفجرت "القنبلة الإنسانية" في العالم ما جعل الحكومات تنهض لتدعم مقاومة الشعب الأوكراني! ومما لا شك فيه فإن دعم مقاومة الشعب الأوكراني هو دعم مشروع ومن الواجب توسيعه، فتحية للشعب الأوكراني الذي بمقاومته البطولية واستهزأوا من "الإستسلام" لقوات الاحتلال وغير ثقافة المجتمعات البشرية مثلما استهزأ السجناء السياسيون المقاومون بالجلادين وسفاحي نظام الملالي الذين يمارسون أشد وأقبح أنواع التعذيب داخل السجون! نموذجين تاريخيين مختلفين في الخمسين سنة الماضية! في مقارنة خميني الذي فرض شكل أسوأ بكثير من دكتاتورية الشاه بسرقته لقيادة ثورة الشعب الإيراني سنة 1979 مع رئيس الجمهورية الأوكرانية المُنتخب من قبل الشعب الأوكراني الذي أختار الخيار الأفضل بالبقاء بين أفراد الشعب الأوكراني (ولم يقبل بدعوات الدول له بمغادرة البلاد) ووضع تاريخ شعبه ودولته في ذروة الشرف والثبات وإن لم يفعل ذلك لبقيت أوكرانيا الآن تحت احتلال المحتل ولن يتبقى شيئا من مكانة الشرف والمقاومة والإنسانية في هذه المنطقة من العالم! لكن خميني هذا الذي أصبح "ملعونا في التاريخ" وفور وصوله إلى السلطة على الفور مهد الأرضية اللازمة للحملات العسكرية في دول الجوار، والإرهاب ضد دول العالم ، وعرّض المجتمع البشري المعاصر للخطر من خلال الترويج لثقافة الإرهاب والأصولية.. ذلك التهديد الذي لولم تكن المقاومة الإيرانية لكان مصير الدنيا والعالم رهينة الآن بيد هذا النظام ذلك لأن خميني وأتباعه يريدون أن تكون لهم الكلمة الأخيرة في المعادلات الإقليمية والعالمية وإقامة الدولة بالإرهاب وخاصة مع امتلاك الأسلحة النووية، لكن المقاومة الإيرانية أيقظت العالم على هذه الكارثة بفضح المشاريع النووية لنظام الملالي، ومن هذا المنطلق شجعت العالم على الوقوف في مواجهة النظام الإيراني! نظرة موجزة على المواجهة التاريخية في إيران! بالتوازي مع الجرائم ومجازر الإبادة الجماعية التي ارتكبها بحق الشعب الإيراني وخاصة ضد القوة الرئيسية للمقاومة أي منظمة مجاهدي خلق قام نظام الملالي بأعمال كارثية أخرى داخل إيران وخارجها من بينها: • السعي إلى شيطنة المجاهدين وبكلفة تصل إلى عدة مليارات من الدولارات، وإرسال مرتزقتهم صغارا وكبارا إلى المشهد (مشهد العمل المعارض) لا سيما تحت غطاء معارضة النظام (!) وبشعارات أكثر بريقا لتبدو في ظاهرها يسارية وديمقراطية تحررية ، إلخ... • إضفاء الطابع المؤسسي على ظاهرة تسمى ب، "زواج القاصرات" والتشجيع على ذلك والترويج له وإضفاء الطابع المؤسسي عليه وتخصيص قروض (!) من عشرات الملايين من الدولارات "للزواج" في إيران (ولمرتزقة النظام خارج إيران) بهدف تضليل الرأي العام ومنع الشباب الإيراني من دخول ساحة النضال ضد النظام، وكذلك لإستبدال الأجيال الجديدة بالأجيال الأولى للثورة الذين كانوا في معظمهم أكثر دراية بطبيعة النظام وسياساته وبرامجه. • السعي لإبقاء المجتمع الإيراني وخاصة جيل الشباب غير مدرك بوجود مقاومة عميقة الجذور في المجتمع وذات تاريخ طويل من النضال ضد دكتاتوريتي الشاه والملالي من خلال إخفاء الحقائق وتوجيه وسائل الإعلام والرقابة الواسعة النطاق، وإزالة آثار الجرائم والجنايات ومن ضمنها هدم وازالة المقابر الجماعية وكل الآثار الدالة على جرائمهم، وهدم مراقد الشهداء و غير ذلك من الأعمال الإجرامية الإحترافية... • استخدام فلول نظام الشاه الدكتاتوري وعملائه الأجانب لتهميش المقاومة الإيرانية.. المقاومة التي قُتِلَ منها حتى الآن أكثر من 120 ألف شهيد من قواتها على يد نظام الإبادة الجماعية هذا لجعلها أي المقاومة تبدو غير مشروعة. • نشر وفرض الفقر والغلاء والبطالة والإدمان وغير ذلك ... في المجتمع لتوريط البشر في أبسط مشاكل الحياة، وإثارة الرعب في نفس الوقت بالمجتمع لمواجهة الانتفاضات الشعبية وكان من بين تلك الإنتفاضات إنتفاضة نوفمبر 2019 التي راح ضحيتها أكثر من 1500 شاب إيراني. • و غير ذلك كثير...،... كلمة أخيرة! تخيلوا الآن ومع هذه الإشارة الطفيفة إلى حقائق لو لم تكن المقاومة الإيرانية حاضرة في كل الصراعات والمواجهات الواجبة ضد هذا النظام فماذا سيبقى من إيران والإيرانيين والمنطقة وما هو أوسع من ذلك، وفي أي ظروف مؤلمة سيكون المجتمع البشري، وأي غدة"سرطانية"قاتلة ستكون في جسده"جسد المجتمع البشري". ألم يحن الوقت لقيام الحكومات بواجباتها الإنساني، وتصمم على الوقوف إلى جانب مقاومة الشعب الإيراني وطرد مثل هذا النظام من المجتمع البشري، ورسم مستقبل مشرق لشعبها؟
#عبدالرحمن_مهابادي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحركة النسائية العالمية في مدار جديد من معادلات إيران والعا
...
-
لم يبقى طريقا ولا خيارا سوى النصر النهائي على الديكتاتورية ف
...
-
التفاوض مع النظام الإيراني يتعارض مع مصالح الشعب الإيراني وا
...
-
العراق .. في السنة الميلادية الجديدة؟
-
قُرِعَت أجراس الخطر ضد النظام الإيراني!
-
نظرة على الجولة السابعة من المحادثات النووية بين الدول الغرب
...
-
نظرة على الإنتخابات العراقية الأخيرة، وفقدان العمق الاستراتي
...
-
نظرة على الإنتخابات العراقية الأخيرة ، وشرخ العمق الاستراتيج
...
-
نظرة على الوضع الإقتصادي لنظام الملالي في رئاسة إبراهيم رئيس
...
-
إيران عشية انتفاضة أخرى!
-
الهارب من العدالة! 2-2
-
الهارب من العدالة! 2-1
-
هزيمة إلى الهزائم المتوالية للنظام الإيراني!
-
صورة الوضع في إيران ودور المقاومة!
-
لماذا ذهب رئيسي إلى طاجيكستان ولم يذهب إلى الولايات المتحدة؟
-
قوى المقاومة الإيرانية المركزية وبضع نقاط !
-
نظرة على أبعاد جريمة كبرى لا تغتفر في إيران!
-
مواجهة لا تقبل المصالحة
-
إبراهيم رئيسي ورقة علي خامنئي المحترقة
-
رسالة رئاسة جمهورية إبراهيم رئيسي .. بقاء النظام أو زواله
المزيد.....
-
مصدر يوضح لـCNN موقف إسرائيل بشأن الرد الإيراني المحتمل
-
من 7 دولارات إلى قبعة موقّعة.. حرب الرسائل النصية تستعر بين
...
-
بلينكن يتحدث عن تقدم في كيفية تنفيذ القرار 1701
-
بيان مصري ثالث للرد على مزاعم التعاون مع الجيش الإسرائيلي..
...
-
داعية مصري يتحدث حول فريضة يعتقد أنها غائبة عن معظم المسلمين
...
-
الهجوم السابع.. -المقاومة في العراق- تعلن ضرب هدف حيوي جنوب
...
-
استنفار واسع بعد حريق هائل في كسب السورية (فيديو)
-
لامي: ما يحدث في غزة ليس إبادة جماعية
-
روسيا تطور طائرة مسيّرة حاملة للدرونات
-
-حزب الله- يكشف خسائر الجيش الإسرائيلي منذ بداية -المناورة ا
...
المزيد.....
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
المزيد.....
|