|
الصراخ المكتوم بين الحبشي بلال بن رباح ☪--- والفرنسي 🇫---🇷--- فرانز فانون …
مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 7234 - 2022 / 4 / 30 - 19:23
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
/ هو في مضمونه يعتبر الأصح في قلب 💔 هذا الأصح ، لهذا ليس غريباً أن يعود المرء إلى مجال أوسع وأبعد من المكان والزمان الحاليين ، وهي عودة تتحسس تلك البذرة التى أنتجتها تلك التربة ، لقد خاضت البشرية ومازالت تخوض حتى يومنا هذا ، وربما ستستمر إلى يوم الساعة سجالات عميقة🧐 حول أحقية المرجع بين التاريخ أو الدولة ، لكن التجارب البشرية تشير☝ حقاً 😶 عن ربط التفكير الحر بالتاريخ ، بل العالم ضمنياً هو أوسع مما تحاول الدولة تأطيره في محدودات لا تتوافق مع قدرة التفكير ، وهذا المفهوم كان قد أشار له شخصيتين من التاريخ البعيد والقريب ، الصحابي بلال بن رباح ☪ المعروف ب( الحبشي ) ، وأيضاً الفرنسي 🇫🇷 من الأصول الأفريقية فرانز فانون ، فالرجلان حملا ذات الطموح وأيضاً تشابها بعشقهما لثورية التغيير ، فالأول وجد نفسه مأسور بين لوحة تجمع قصر لأمية بن خلف ، قبلئذ ، الرجل الذي قتل لاحقاً على يد بلال نفسه في معركة بدر 🌕 ، فالقصر كما هو مؤرخ في سجلات التاريخ ، بالفعل يطل على صحراء مترامية وصورة حية للكعبة 🕋 ، تختزن بين ألوانها لوحة 🎨 معقدة التفكيك ، والتى أيضاً جمعت آلهة عدة من صنع الفكر الاستبدادي ، أما فانون الفرنسي 🇫🇷 ، وجد نفسه بين برج إيفل وتمثال الحرية🗽، الصورتان مدججتان باستعمار الشعوب الأخرى ، والحال أن ، قد يحدث تعارضاً 😐 هنا 👈 أو هناك 👆 ، لكن لم تكون صورة أمية في مكة 🕋تختلف في جوهرها عن تلك التى تأتي من راعي البقر في أوروبا الوسطى ، فسهم أمية لم يكن يفرق بين اصطياده لغزال 🦌 في الصحراء أو لامرأة حسناء بالشكل والقوام ، وهذه العدمية أيضاً كانت تسيطر على راعي البقر والتى أفقدته التميز بينهما .
ذلك الابحار لا غنى عنه ، فالابحار بتاريخ الشخصيتين الافريقيتين عبر أكثر من بحر عاصف 🌊 هائج ، ونحو ضفاف متعددة حيوية وغير معتادة ، هو بمثابة ثورة متجددة ، كيف لا وقد وجد الحبشي نفسه أسيراً بين مجموعة تقول الشعر وتشد في العام الواحد رحلتين في الشتاء والصيف من أجل 🙌 تأمين احتياجات الحجاج ، لكنها تصنع آلهتها من العجوة . في المقابل ، وجد فانون نفسه في مدينة تخوض صراعاً بين ثورتين مضادتين ، الإبداعية والصناعية ، لكنها تصنع في مناطق نفوذها الاستبداد وتنشر روح العبودية ، ففانون صحيح أنه فرنسياً 🇫🇷 المولد ، لكنه كان من الناحية الفكرية جزائرياً 🇩🇿 الكفاح ، وواحد من المثقفين الذين ساهموا في تشريح علاقة المستعمِر - المستعمَر ، مثلما فهم علاقة الطبيب 👨⚕🥼 بالمريض ، لقد كافح من أجل 🙌 الحد أو بالأحرى إيقاف✋ التهميش والحرمان والإذلال والتجهيل والتغريب والتعذيب وقتل الجزائريين والجزائريات ، بل أدرك تماماً 🤝 كما هو الأدراك كان عند بلال ، بأن سلوك الاستبداد والمستعمر سيولدان سلوكيات التى بدورها ستدفع المكييون 🕋 والجزائريين 🇩🇿 سواء بسواء ، بالرغم من الفترة الزمنية المتباعدة ، أن ينمو لديهما بفضل التعذيب والاستبداد أشكال متنوعة من الوجود ، والذي بدوره سيبلور لهما القيمة المثلى من السيادة والتعلّق بالوجود ، بالطبع ، من خلال المواجهة التى تتطلع لنيل الاعتراف ، أي الاعتراف بالحقوق والاستقلال ، وهذا كان المراقب قد شاهد هذه البلاغة في محاربة الاستبداد خلال المشهد الشهير والخاص بتعذيب بلال وسط الصحراء ، بالفعل ، في هذه اللحظات دق✊ ناقوس التغير بين من كانوا يقفون باكيين على مشهد الإذلال .
هناك حقيقة 😱 كبرى مفادها ، بأن لم يكن بلال هو العبد فقط ، بل كشفت خطوة ابوبكر ، الخليفة بعد ذلك ، بأن تحريره للحبشي من يد أمية ، بأن الأخير هو أيضاً يعبد المال ، بل المال عنده تفوق على السيادة المزعومة ، وبالتالي ، قد يكون أمية بن خلف إستطاع خداع البشرية لمدة طويلة بأنه أبيض اللون ، لكن المواقف التاريخية كانت كفيلة 🤚 بالكشف عن سواد قلبه وبياض قبل بلال ، وذلك ، ورغم سطوة الثورتين الصناعية والابداعية وأيضاً التمدد الاستعماري الفرنسي 🇫🇷 في تلك الحقبة الخالدة ، لقد تمكن فانون من إصدار كتابه 📖 الشهير والذي أحدث إنقلاباً جوهرياً بين أوساط المثقفين في العالم ، بل بالفعل ، وقتها بدأت تتجدد مرحلة أنسنة الثورات عالمياً ، تماماً 🤝كما هو حاصل في أوكرانيا 🇺🇦 ، نعم 👏 ، أتاح كتاب 📕 معذبو الأرض 🌍 أن يمكن 🤔 الفرنسي 🇫🇷 فرانز فانون القتال مع العرب في الجزائر 🇩🇿 ، تماماً 🤝 كما حصل ذلك لكثير من المثقفين من أمريكا اللاتينية أن يقاتلوا ويموتوا خارج الحدود الإقليمية لبلدانهم .
ايضاً ، وهو جانب أخر ، لكن إيقاعه عالي ضمن عروض مركبة ، بالطبع يقع هذا الجانب بين التجريب والتجدد والتمرد ، لقد تعولمت حياة البشرية منذ وقوف ✋ بلال الحبشي في ساحة قريش الكبرى يدافع عن معذبوها ، وهذه العولمة يمكن 🤔 للمرء أن يطلق عليها بالعولمة الإيجابية ، وهي بالطبع غير مدججة ولا تمتلك سجوناً للفكر ولا للجسد ، بل قدمت مناخاً انسانياً يسود حتى يومنا هذا ، وبالرغم من انخراط الصحابي بلال بن رباح في هاجس الكوني ، إلا أنه لم يتجاوز أو يهمل انحيازه اليومي ، لأن كيف يفسر المرء ابتكاره لفكرة المسحراتي قبل 1400 عاماً ، في المقابل ، لم يكن يتوقع بأن أحفاده سيغرقون بسرديات التراث الفاقعة ويتبنون مشاهد هابطة مبتذلة كما يتوجب القول ، بل سيعجزون عن تطوير الفكرة أو ابتكار أفكاراً 💡 مشابهة تنفع البشرية ، لدرجة أن التاريخ أضطر إعادة نفسه ، عندما أنتج أفريقياً أخر أسمه فرانز فانون ، طبعاً ، لكي يدافع عن معذبو الأرض 🌍 ويهدم معبد الاستبداد والاستعمار معاً ، تماماً 🤝 كما صنع بلال الحبشي قبل ذلك ..والسلام 👋 ✍
#مروان_صباح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الصراخ المكتوم بين الحبشي بلال بن رباح ☪ والفرنسي
...
-
العرب خارج السلاح الأسود 💣---🚀--- وحتى الأخض
...
-
الأفكار 🧠--- تساكنه حتى الحمام 🚽--- / إيلون
...
-
تحويل الاقتصاد إلى جهود التعبئة 🇷🇺 🇺
...
-
هل وظيفة الإليزية 🇫🇷 إقامة محاكم التفتيش
...
-
ما عجز عن تحقيقه 🤨 الرئيس بوتين 🇷🇺 ف
...
-
معركة البقرات مستمر منذ الهيكل الأول والثاني وستستمر حتى يوم
...
-
اللقاء التاريخ بين القذافي وابو محمود الصباح ، / ياسر عرفات
...
-
كانت المعركة على القدس 🇵🇸 🇮🇱
...
-
الحداثة التى تخدم الأسطورة 🏛---/ وفتوى التطهير
...
-
مدينة جنين 🇵🇸 قاعدة وليست استثناء 🇮&
...
-
هناك 👈 علاقة وثيقة بين الفقير والطبيب الفاشل …
-
شعباً 🇾🇪 يعشق قتل بعضه البعض والطبقة الحاكمة
...
-
تحديات الرئيس الفرنسي 🇫🇷 القادم / الطاقة ، ا
...
-
بوتشا / غرفة بملايين الجدران …
-
لهم الضربة الأولى فقط 🇰🇵 ، أما النصر فهو حلي
...
-
المسرح الذي أتسع إلى صفع وبكاء ويل سميث ، وسخرية وذهولكريس ر
...
-
لم ينقص ⚖ القاضية غادة عون سوى مكنسة العجوز الشمطاء
...
-
نظرية الاستنزاف في اوكرانيا 🇺🇦/ وخطر تفوق ال
...
-
الضرب في أوكرانيا 🇺🇦 بشكل هستيري 😩 ل
...
المزيد.....
-
فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا
...
-
احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت
...
-
-مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت
...
-
اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف
...
-
تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
-
اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
-
غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما
...
-
-إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت-
...
-
الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور
...
-
القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل
المزيد.....
-
في يوم العمَّال العالمي!
/ ادم عربي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|