أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مظفر النواب - مظفر النواب والتشكيل














المزيد.....

مظفر النواب والتشكيل


مظفر النواب

الحوار المتمدن-العدد: 7232 - 2022 / 4 / 28 - 15:40
المحور: الادب والفن
    


مظفر النواب.. رساماً ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ




هناك علاقة قوية وحميمة بين الشعر والرسم، والا ما قال الرسام ليوناردو دافنشي «الرسم شعر يرى ولايسمع، والشعر رسم يسمع ولايرى». اي بمعنى كما يقول الناقد حاكم حداد «ان العلاقة بين الفن البصري والفن وثيقة جدا. فالرسام من خلال انجازاته التشكيلية، انما يحاول استنطاق وترجمة افكاره ورؤاه وجعلها حرة متجسدة على قماش اللوحة من خلال الالوان التي تشكلها فرشاته. في حين يفعل الشاعر من خلال قصائده الفعل نفسه. وهو يفجر كوامن حبه وفيض شاعريته، ومن خلال الصور المختزلة التي تبتدعها مخيلته، بعد ان يخلقها لنا عبر خيوط حسه». لذلك دائما يعبر النقاد عن مقولة باتت متداولة جدا مفادها ان الرسام يرسم افكاره بفرشاته، في حين ان الشاعر يرسم افكاره بالكلمات، وبالمحصلة انهما يلتقيان في التعبير وان اختلفت الاداة. لذلك لا نستغرب من ان الكثير من الشعراء يرسمون او يحبون الرسم، وليس اولهم او آخرهم الشاعرالكبير مظفر النواب. فالنواب نشأ في عائلة مثقفة تحب الشعر والرسم والموسيقى، لاسيما امه التي تتحدث باللغات العربية والانكليزية والفارسية.

ظهور الموهبة

وبانت موهبة النواب بالرسم منذ ان كان طالبا في الجامعة، فيقول معظم زملائه من الطلبة انه كان ملازما لمرسم الجامعة، الذي كان يديره الفنان الانطباعي حافظ الدروبي، بل انضم الى جماعة الانطباعيين واصبح واحدا ممن وقع على بيان التأسيس عام 1952 مع كل من: ضياء العزاوي وحافظ الدروبي وسعدي الكعبي وغازي السعودي وياسين شاكر وعلاء حسين بشير. وهذه المجموعة ورئيسها حافظ الدروبي اثرت كثيرا في النواب، لكنه ابتعد بطريقة تعبيره الانطباعية حيث اخذ يهتم بالفقراء والمسحوقين والاماكن التي تبتعد عن المدينة وجمالها.

وكان الدروبي من المعجبين برسوم وطريقة النواب بالتعبيرعن افكاره بالالوان. وقال عنه ذات مرة «أجد عنده قدرة عجيبة على استخدام الالوان من خلال الفرشاة في الرسم». وهذا القول اكدته الكاتبة المترجمة سهيلة داود سلمان، وهي زميلة النواب في الجامعة آنذاك، وكانت ايضا تتردد على المرسم نفسه. واضافت «ان النواب واحد من جماعة الانطباعيين بتأثير من معلمه الفنان حافظ الدروبي، وشارك في العديد من معارضها الجماعية الثمانية قبل ان تتوقف وينتشر اعضاؤها في ارض المعمورة».

ويقول احمد عثمان بكر في عام 1960 عن احد معارض الانطباعيَيْن الدروبي والنواب «ان الدروبي هو الابن البكر لهذا الشعب من دون شك، والنواب شقيقه الاصغر، وكان الرسم بالنسبة للنواب عالما حلميا لا يمكن التغاضي او الابتعاد عنه حتى في اصعب الظروف».

لوحات حالمة

وقد ترك النواب كثيرا من لوحاته الحالمة اضافة الى قصائده الجميلة الموحية في اماكن عدة عند بعض الاصدقاء. وقال الناقد التشكيلي الراحل عادل كامل عن لوحات مظفر النواب «ان هذه الوحدة بين الشعر والرسم، في تجربته الطويلة جاءت متطابقة وبعض مفاهيم الحداثة في التجربة الابداعية العربية المعاصرة. فهناك محاولة دائمة لجعل الصدق متوازنا والتكنيك اذ ان كلاهما يندمجان بخلق المشهد الفني بعناصره الكونية والذاتية على حد سواء».

وحتى في سجن الحلة حين حل فيه النواب معتقلا، كما يذكر صديقه عقيل عبدالكريم حبش، في كتابه «طريق الحرية» ان النواب في السجن كانت لديه غرفة خاصة يمارس فيها الرسم ويكتب قصائده ايضا.

صور شعرية تشكيلية

ويشير حاكم الحداد في كتابه مظفر النواب: ان هذه الرواية يؤكدها الفنان يوسف العاني في رسالة شخصية له ويضيف «ان العاني اسس مسرحا في المخيم الكشفي الحكومي، الذي جمع المفصولين لاسباب سياسية من وظائفهم في منطقة السعدية، وكان النواب فيه ايضا وقام بتأسيس مرسم كما اسس العاني مسرحا». وكان النواب يمارس الرسم في هذا المرسم كثيرا ويكاد لا يفارقه ابدا، وياما خرجت لوحات جميلة بريشته. حتى قصائده في تلك الفترة تراها كأنها لوحات رسمت بالكلمات نتيجة رؤياه الادبية والفنية. حتى اشعاره العامية كانت تمتلك صورا تشكيلية معبرة قد لاتجدها عند غيره. او كما يقول الحداد في كتابه «مظفر النواب الكلمة المنغمة.. حياة وابداع» الصادر عن مركز كلاويز في عام2020 «ان ما فعله النواب يدخل في باب التعبيرية التأثيرية التي سادت الشعر العربي الحديث منذ الستينيات». ويذكر عدة أمثلة على تداخل الرسم والشعر لدى النواب تفصح عن الصور والالوان التي يتعامل بها مع القصيدة، وكأنها لوحة تشكيلية يرسمها بالكلمات.




ـــ صدر عن مجلة تلغراف في 4 يونيو 2021 بدون توقيع .



#مظفر_النواب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحليل سايكولوجي لابداع مظفر النواب
- عن مظفر النواب محمد مبارك
- على نفسه يستدير سديما
- المعلم ذو المحضر السمكي
- أقسمت باسمك ياعراق
- رهان ...
- قف بما فيك
- قصيدة لم تنشر ...
- فتى جنين
- نارا ... من قصائد الانتفاضة الفلسطينية
- ثلاث اقتباسات ..
- واهراه ..
- ذكريات فرح حزين
- وأنت المحال الذي لايباع
- فراس ..
- قصيدة الفرات
- سرير ..
- وحشة
- كاتيوشا
- مرثية عباس الموسوي


المزيد.....




- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مظفر النواب - مظفر النواب والتشكيل