أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوسلا ابشن - الدعاية الإعلامية














المزيد.....

الدعاية الإعلامية


كوسلا ابشن

الحوار المتمدن-العدد: 7228 - 2022 / 4 / 24 - 23:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يحتل الاعلام مكانة مؤثرة في الصراع السياسي والايديولوجي,الذي يدور بين القوى المتناحرة و المتصارعة من أجل تحقيق أهداف هذه الجهة أو تلك. كما يعد الإعلام آداة مؤثرة في الخيارات و القرارات السياسية و آداة أكثر تأثيرا على الناس في جلب التأييد و التضامن مع هذه الاطروحة أو مع نقيضها, أو العكس آداة في تشويه و تقزيم هذا الطرف أو ذاك من القوى المتصارعة.
مع ثورة الاتصالات و المعلوماتية يتمتع الاعلام السلطوي خصوصا, بكل الامكانيات المتوفرة و الوسائل المتاحة للدعاية الرجعية التضليلية و الظلامية, و الدعاية للثقافة الإستهلاكية و للإستلاب الثقافي. ومع هذا التطور التيكنولوجي أصبح بإمكانية السلطة السياسية التجسس على المعارضين و معرفة بياناتهم الخاصة و إبتزاز المعارضين و شراء الذمم و خوض الحملات الإعلامية ضد الخصوم و الأعداء. في الوقت الذي يتمتع الإعلام السلطوي الإستبدادي و الإمبريالي من الإمكانيات المالية و اللوجيستية للدعاية اللاأخلاقية, يتعرض الاعلام الحر للحواجز و العراقل و المضايقات و التوقيف و التخريب و تهديد كوادره, لمنعه من آداء دوره التنويري و التثقيفي و التحرري.
أثناء الحروب تكون طبيعة الإعلام هي الدفاع عن القوى المتحاربة, كل على حدة, و نقل آراء هذه القوى المتصارعة و تبريراتها و أهدافها. و للأهمية السياسية و الإيديولوجية للإعلام, تلعب الدعاية الإعلامية في الحرب الدور المحوري و الكبير في جلب تأييد و تضامن البلدان و حكامها و شعوبها مع هذه الجهة أو تلك. و في مهمة كسب الحلفاء و التضامن يلعب الإعلام الحربي سواء دوره الموضوعي في نقل أحداث الحرب بواقعية و موضوعية, أو العكس يلعب الإعلام دوره اللاأخلاقي في تزوير الحقائق و نسج الإختلاقات و الأكاذيب في التعاطي مع أحداث الحرب, فالإعلام الحربي ليس له حدود توقفه لكسب التعاطف و التضامن الدولي الرسمي و الشعبي.
المتتبع للحملة العسكرية الروسية ضد أوكراينا, يلاحظ الحملة الإعلامية المغطية لأحداث الحرب سواء للدعاية لصالح الروس أو للدعاية لصالح أوكراينا. هذه الدعاية الإعلامية المتخذة في شكلها العنفي و اللاأخلاقي يتحكم فيها عامل السياسية و عامل الإيديولوجية, فالروس يتهمون القيادة الأوكراينيا بالنازية و العمالة للغرب و أمريكا, و أوكراينا تتهم الروس بالتوسع الإستعماري و إقتراف جرائم الإبادة الجماعية للشعب الأوكرايني.
لقد تجند الإعلام و معه مجموعات متخصصة في التلاعب بالأخبار ( الذباب الإلكتروني), نشطة ولها شعبية, تبث رسائلها بلغات متعددة تساند الطرف الروسي, وفي الطرف الآخر نجد مجموعات آخرى تساند الطرف الأوكرايني. و الهدف من رسائل الذباب الإلكتروني هي الدعاية الإعلامية على المستوى العالمي لفبركة الأخبار و التلاعب بالمشاهد التصويرية, لكسب التأييد لروسيا و حملتها العسكرية (الحملة الخاصة), و إقناع العالم بضرورتها لحماية الناطقين باللغة الروسية من بطش النازيين الأكراينيين,أو على العكس تقوم المجموعات الآخرى بالدعاية لكسب تأييد العالم لأوكراينا و التضامن مع شعبها و مساعدتها بالسلاح لمقاومة روسيا المعتدية و وقف طموحها الإستعماري.
في هذه الحرب الإعلامية التي تستخدم فيها كل الوسائل الحديثة لإيصال الأخبار و المعلومات و الصور و الأفلام على حسب تصور و رأي الناشر, ويستقبل المشاهد و السامع و القارئ هذه المعلومات على مقاس أطراف الحرب, سواء كان الطرف روس أو أوكرايني. الكثير من التقارير و الأخبار غير صحيحة, وكم من مشهد مروع كان مجرد تمثيلية أمام الكميرا, لينقل للمشاهد على أنه مجزرة إرتكبها أحد أطراف الحرب. أثناء الحرب فأمر طبيعي للإعلام بالتصرف باللاأخلاقية.
في الواقع, وما هو مقتنع به, هو أن هناك مؤامرة لعسكرة المنطقة بإرسال المزيد من الأسلحة الحربية على شكل مساعدات عسكرية, لإدامة زمن الحرب وإضعاف القدرات الإقتصادية للطرفين, و قد يتم في الآخير التدخل العسكري "الأممي", وطبعا بعد الحرب ستتدفق الإستثمارات الغربية و الديون المالية من المؤسسات البنكية العالمية. أما الآن فالحرب أثرت على إقتصاديات العالم وقد تؤدي الى أزمات إقتصادية و إضطرابات سياسية. الملاحظ أن الإعلام الغربي حاليا يتجنب الحديث عن كل المشاكل الإقتصادية والإجتماعية و السياسية الداخلية, ليلفت نظر الناس الى ما هو خارجي, الى ما يسميه بأهوال الحرب في أوكراينا, و الإعتداءات الهمجية الروسية و الإبادات الجماعية, و قد يكون في بعض الأقوال و المشاهد شيْ من الحقيقة, لكنه ليس الحقيقة الكاملة.
يقول لينين في الدعاية التضليلية:" لقد كان الناس دائما وسيبقون دائما في السياسة ضحايا الخداع من قبل الاخرين وانفسهم,مادموا لم يتعلموا وراء العبارات,والتصريحات و الوعود الاخلاقية و الدينية و السياسية والاجتماعية ان يميزوا مصالح هذه الطبقات وتلك" (المؤلفات الكاملة,المجلد23, ص47 ).
الإعلام الغربي لا يتحرك إلا لضامن مصالح تجار الحرب, وعلى الشعوب الغربية المحبة للسلام التنديد بهذا الإعلام التضليلي و الإحتجاج عن مواقف الحكام الداعمة للحرب و المطالبة بوقف الحرب و البدء في محادثات السلمية لإنهاء الحرب و أسبابه الحقيقية.



#كوسلا_ابشن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور فرنكو-أمازيغ في الدفاع عن الحقوق الثقافية و اللغوية
- ماسينيسا ( إفريقيا للأفارقة)
- الدور الإستعماري للإسلام
- إنجازات المنظمة العرقية -جامعة الدول العربية-
- سقط القناع عن القناع
- كيف يفهم إستقلالية ريف
- -المغرب العربي-, تسمية إستعمارية
- ماذا يريد القيصر بوتين بإعلان الحرب؟
- إنتهاك حقوق المرأة في المجتمعات الإسلامية
- فتنة العرب و ثورة إمازيغن بقرطبة
- إقحام إمازيغن في النصوص الإسلامية
- إمازيغن بين الرخاء المريني و الإستغلال و النهب الكولونيالي آ ...
- هل هو وعي عرقي جديد (عروبي-صهيوني) يتبلور في الآفق؟
- سياسة التطهير العرقي للطوبونيميا
- أهمية وثائق حرب ريف
- ذكرى هولوكوست الأليمة
- 19 يناير, ذكرى مذبحة نريف
- احياء رأس السنة الأمازيغية الجديدة
- هل -الله- يعاقب أهل ريف لتمردهم عن النظام الكولونيالي؟
- الهجمة العروبية لمسخ هوية الريف


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوسلا ابشن - الدعاية الإعلامية