أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمعه عباس بندي - الأعياد والأزمنة السبعة في الديانة المسيحية قراءة تأصيلية في ضوء الفكر المسيحي والأناجيل المقدسة















المزيد.....

الأعياد والأزمنة السبعة في الديانة المسيحية قراءة تأصيلية في ضوء الفكر المسيحي والأناجيل المقدسة


جمعه عباس بندي
كاتب وباحث وأكاديمي وقانوني

(Dr.jumaa Abbas Hassan Bandy)


الحوار المتمدن-العدد: 7228 - 2022 / 4 / 24 - 02:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تمهيد:
للزمن وأحداثه قيمة مباركة في الديانة المسيحية، وخاصة فيما يتعلق بخارطة الأعياد الدينية وتحديد مددها ومواعيد أنطلاقها، ووفق هذه المفاهيم والرؤى قسم المسيحيون ـ عدا الكنيسة البروتستانتية ـ السنة الى سبعة أزمنة رئيسية، تحت مسمى (السنة الطقسية)، لعلاقتها المباشرة والمترابطة بحياة السيد المسيح عيسى إبن مريم ـ عليهما السلام ـ على الأرض.
وتشمل هذه الأزمنة السبعة، المناسبات والأعياد الآتية: ( عيد ميلاد السيد المسيح، وعيد الغطاس، وعيد الصيام، وأسبوع آلام المسيح، وعيد القيامة، وعيد العنصرة، وأخيرا تقديس الصليب)، ويجدر الإشارة بأن العيدين: (أعياد ميلاد المسيح وعيد قيامته ـ الفصح ـ من الموت)، هما من أهم وأكبر الأعياد والأزمنة السبعة في التقويم المسيحي، وعادة يمتزج الأعراف الإجتماعية بالطقوس الدينية الكنسية عند الإحتفال بهذه الأعياد والمناسبات، وإليكم ـ الآن ـ شيء من التفصيل عن هذه الأعياد والأزمنة السبعة:

أولا: عيد ميلاد المسيح عسيى إبن مريم ـ عليهما السلام ـ:
1.البشارة بميلاد المسيح عيسى إبن مريم:
والمقصود من هذه البشارة، هي التي بشرها الملك جبرائيل ـ عليه السلام ـ مريم بنت عمران، بأنها المرأة التي تم أصطفاها الله تعالى، بأن تكون أماً للسيد المسيح، ((وكان في تلك الكورة رعاة متبدين ، يحرسون حراسات الليل على رعيتهم ، وإذا ملاك الرب وقف بهم ومجد الرب حولهم ، فخافوا خوفاً عظيماً ، فقال لهم الملاك : " لاتخافوا ، فها أنا أبشركم بفرح عظيم ، يكون لجميع الشعب ، إنه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلِّص هو المسيح))[لوقا: إصحاح 2 :8 ـ11وكذلك إصحاح:1/28ـ38].
علما تم الإشارة الى هذه البشارة في القرآن الكريم، بسم الله الرحمن الرحيم:{إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ } [ آل عمران: 45]، وقوله تعالى : {وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِها مَكاناً شَرْقِيًّا(16)فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجاباً فَأَرْسَلْنا إِلَيْها رُوحَنا فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراً سَوِيًّا(17)قالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا(18)قالَ إِنَّما أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلاماً زَكِيًّا(19)}[سورة مريم].

2. عيد ميلاد المسيح:
أما تأريخ عيد ميلاد السيد المسيح ـ عليه السلام ـ من القدسية مريم بنت عمران في مدينة (بيت لحم)[إنجيل لوقا/2: 15]، فهو محل خلاف بين الكنائيس المسيحية:
1. فالكنيسة الكاثوليكية والبروتستانتية والأسقفية، ترى بأن السيد المسيح قد ولد في (25/كانون الأول).
2. بينما الكنيسة القبطية المصرية ووالأرثوذكسية، ترى بأن السيد المسيح، قد ولد في (7/كانون الثاني).
ويرجع هذا الإختلاف الى الفروقات الموجودة (13 يوم) بين التقويم الشرقي والغربي، ومن الجدير بالإضافة، بأنه: تم الإحتفال بيوم (1/1كانون الثاني ـ يناير، من كل سنة) للمرة الأولى عام 352 م، ومن ثم أصبح مناسبة (رأس السنة الميلادية) عيدا يحتفل به شتى أنحاء المعمورة.

ثانيا: عيد الغطاس (التعميد):
في هذا اليوم تم تعميد السيد المسيح ـ عليه السلام ـ من قبل النبي يوحنا المعمدان ـ يحيى بن زكريا ـ في نهر الأردن، وحسب الإعتقاد المسيحي في هذا اليوم ظهر (الأب والإبن والروح القدس) في زمن واحد [إنجيل يوحنا/1: 25ـ34]، وأصبح هذا الطقس ـ فيما بعد ـ فريضة ملزمة على كل من يؤمن بالمسيح [إنجيل مرقص: 6ـ6]، علما يحتفل المسيحيين الغربيين بهذا العيد في (6/ينايرـ كانون الثاني)، بينما يحتفل به المسيحيين الشرقيين في (19/يناير) من كل عام.
ويعتبر (التعميد ـ المعمودية) بمثابة الولادة الثانية للإنسان ـ الولادة الروحية ـ [إنجيل يوحنا: 4] ويستخدم في هذا الطقس (الماء مع زيت الزيتون المطبوخ)، والمعموديات أنواع:
1. المعمودية العادية: تكون هذه المعمودية بالماء والروح معا.
2. معمودية يوحنا: الغاية منها للتوبة.
3. معمودية السيد المسيح للتلاميذ: تستعمل فيه الماء فقط.
4. معمودية الدم: تكون للشهداء فقط.
5. معمودية الضرورة: وهذا المعمودية تكون بدون كاهن، وهي لكل شخص على مشارف الموت، فيقوم أقرب الناس بتعميده، كمعمودية الأم لطفلها، أو الطبيب للإنسان المريض.
من خلال بيان هذه المعموديات يتبين قدسية الماء وطهارته في الديانة المسيحية، بإعتباره سر الحياة [إنجيل يوحنا:6].

ثالثا: عيد الصيام (من 8مارس الى 23 أبريل):
وهو عبارة عن الإمساك والإبتعاد عن شهوات الجسد وملذات النفس وعلى الشكل الآتي: أربعين (40) يومًا متتالية وهي أيام الصوم التي تسبق أسبوع الآلام - بما فيه سبت النور - ومن ثم اسبوع الآلام ، مع أربعة أيام ـ كتعويض ـ للأيام الآحاد التي يتم فيها الإفطار( الواقعة ضمن أربعين يوم )، وبهذا الشكل ينتهي المسيحيون من الصوم الكبير (خمسين 50 يوما) المتفق عليه بين أغلب الكنائس المسيحية الشرقية منها والغربية.

رابعا: أسبوع آلام المسيح:
وهوالإسبوع ـ الجمعة ـ الذي يسبق عيد القيامة، الواقع في آخر أسبوع الصيام الأربعيني، المبدوء بيوم الأحد والمنتهي بيوم السبت، وفي هذا الإسبوع تقام صلوات خاصة مع ترانيم وقراءات من الإنجيل، تذكر بالأحداث التي سبقت عملية صلب المسيح [للتفصيل ينظر: إنجيل متى: 27].

خامسا: عيد القيامة (الفصح الكبير):
وهو من أكبر وأهم الأعياد في الديانة المسيحية، وخاصة عند المسيحيين الشرقيين والكنيسة الكاثوليكية، ويرجع تسمية هذا العيد بهذا الإسم، لكون السيد المسيح عيسى ـ عليه السلام ـ قد قام من بين الأموات بعد دفنه في اليوم الثلاث ـ أي كان موته يوم الجمعة وكانت قيامته يوم الأحد ـ من موته على الصليب [إنجيل لوقا 24/1ـ7، 46 ـ 47، رسالة كورنفوس الأول: 15].
بعبارة أخرى: في هذا اليوم أنتصر السيد المسيح عليه السلام على الموت والصلب والظلم والظلام والاضطهاد والذنوب والخطايا والخوف، كما وأنتصر على أساليب إبليس، واهدى المؤمنين العفو والسماحة والغفران، ويكون الإحتفال به لمدة ثمانية أيام في الكنيسة الكاثوليكية، والذي لا يؤمن بهذا العيد من المسيحيين يعتبر إيمانه باطلا، ويرجع إقرار تأريخ هذا العيد (بين 22 آذار و 25 نيسان) من كل عام، إلى مؤتمر نيقية للمجاميع الكنسية سنة 325 للميلاد، وهي كالآتي:
1. عند الكنيسة الغربية يكون عيد القيامة في يوم الأحد الواقع بين 22 مارس إلى 25 أبريل.
2. عند الكنيسة الشرقية يكون عيد القيامة في يوم الأحد الواقع بين 4 نيسان و 8 أيار.
ومن أبرز الرموز التي تستعمل في عيد (القيامة)، هي:
أ‌. الصليب الفراغ : وهو رمز يدل على أن المسيح عليه السلام انتصر على الموت وقام من بين الأموات.
ب‌. الحمل (الكبش) : وهو رمز يدل على فداء المسيح عليه السلام بنفسه في سبيل خلاصة العالم من الخطيئة الأولى.
ت‌. البيض : وهو رمز يدل على الابتداء ب (حياة جديدة).

سادسا: عيد العنصرة:
حسب الإعتقاد المسيحي، في هذا اليوم تم حلول روح القدس ـ الوحي ـ على تلاميذ المسيح، بعد قيامه من الموت بخمسين (50) يوما [سفر الأعمال/2: 1ـ4]، ومن خلال هذه الواقعة الحلولية تمكن تلاميذ المسيح أن يبشروا بالأناجيل، وأن يتحدثوا الناس بلغات العالم مختلفة، التي لم تكن يعلمونها في السابق [سفر الأعمال/1: 8]، ويحتفل المسيحيون الغربين بهذا اليوم في (20/أيار ـ مايو)، بينما الشرقيين في (27/أيار).

سابعا: تقديس الصليب:
في هذا اليوم ـ صلب المسيح ـ تقوم الكنيسة ورجالاتها بالحديث عن فلسفة الصلب وغاياتها، وعن الآلام القاسية التي أصيبت بها السيد المسيح عيسى ـ عليه السلام ـ بإعتباره النائب والفادي عن البشرية جمعاء، في سبيل إنقاذ المؤمنين من خطاياهم أو من الخطيئة الأولى التي ارتكبها أبونا وسيدنا آدم ـ عليه السلام ـ والتي توارثها الأجيال اللاحقة من بعده، لكي ينعموا بعدها بالحياة الأبدية الخالدة في السماوات، يقول الأنجيل: (( لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل إبنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية ))[إنجيل يوحنا/3: 16].
وكذلك يتحدثون عن كيفية تحويل الصليب بعد صلب السيد المسيح عليه ـ حسب الإعتقاد المسيحي ـ [إنجيل متى: 27]، وكيف أصبح الصليب من شعائر المؤمنين في الديانة المسيحية، يقول المسيح للتلاميذه: (( إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي، فَإِنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا، وَمَنْ يُهْلِكُ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي يَجِدُهَا. لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟ أَوْ مَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ فِدَاءً عَنْ نَفْسِهِ؟ فَإِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ سَوْفَ يَأْتِي فِي مَجْدِ أَبِيهِ مَعَ مَلاَئِكَتِهِ، وَحِينَئِذٍ يُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ عَمَلِهِ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مِنَ الْقِيَامِ ههُنَا قَوْمًا لاَ يَذُوقُونَ الْمَوْتَ حَتَّى يَرَوُا ابْنَ الإِنْسَانِ آتِيًا فِي مَلَكُوتِهِ)) [متى 16: 24-28].

ومن الجدير بالذكر والإضافة: بأنه يوجد أعياد ومناسبات وإحتفالات أخرى في الديانة المسيحية ـ أو عند بعض طوائفها وكنائسها ـ إلا أنها تعتبر خارج هذه الأزمنة، منها:

ثامنا: عيد الشعانين:
في هذا اليوم دخل السيد المسيح مدينة أورشليم ـ إيلياء، مدينة السلام، القدس ـ مع تلاميذه، راكبا على حمار، وأستقبله أهل المدينة، كإستقبال الملوك، من الرجال والنساء والأطفال، بأغصان الزيتون ـ السعف ـ وأشار الكتب المقدس الى هذه الواقعة، حينما قال: ((اِبْتَهِجِي جِدًّا يَا ٱبْنَةَ صِهْيَوْنَ، ٱهْتِفِي يَا بِنْتَ أُورُشَلِيمَ. هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِي إِلَيْكِ . هُوَ عَادِلٌ وَمَنْصُورٌ وَدِيعٌ، وَرَاكِبٌ عَلَى حِمَارٍ وَعَلَى جَحْشٍ ٱبْنِ أَتَانٍ. )) [زكريا/ 9:9].

تاسعا: عيد التجلي (19/آب ـ أغسطس):
في هذا اليوم اليوم تجلى السيد المسيح على الجبل، حيث إضاء وجهه كالشمس، وأبيضت ثيابه كالنور، وكان برفقته في هذا المشور، كل من تلامذته الثلاثة (بطرس ويعقوب ويوحنا)، وحسب الأنجيل ظهر للسيد المسيح كل من النبي (موسى) والنبي (إيلياء) ـ عليهما السلام ـ، يقول الأنجيل: (( وَبَعْدَ سِتَّةِ أَيَّامٍ، أَخَذَ يَسُوعُ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا أَخَاهُ، وَصَعِدَ بِهِمْ عَلَى انْفِرَادٍ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ، وَتَجَلَّى أَمَامَهُمْ، فَشَعَّ وَجْهُهُ كَالشَّمْسِ، وَصَارَتْ ثِيَابُهُ بَيْضَاءَ كَالنُّورِ. وَإذَا مُوسَى وَإِيلِيَّا قَدْ ظَهَرَا لَهُمْ يَتَحَدَّثَانِ مَعَهُ ...))[إنجيل متى17/1ـ13].

عاشرا: خميس العهد (العشاء الأخير):
وهو ذكرى العشاء الأخير للسيد المسيح مع التلاميذ، وفيه قام المسيح بغسل أرجلهم ـ وأصبحت عادة متبعة الى الآن في الكنائس المسيحية ـ، ووصاهم بالمحبة لبعضهم البعض، ووفق الرواية الإنجيلية في هذا اليوم خان يهوذا ـ أحد التلاميذ ـ السيد المسيح، وبعدها تم تسليمه لليهود لمحاكمته ومن ثم صلبه.
ويكون هذا الطقس في اليوم الخامس من من أسبوع آلام المسيح (قبل أعياد القيامة)، الذي يليه (الجمعة العظيمة) ويقع بين (19 آذار و 22 نيسان) عند جميع الكنائس المسيحية، عدا الكنسية القبطية، فإنه يقع في (5إبريل ـ نيسان)، ومن أسمائه الأخرى: خميس (المقدس أو الأسرار أو الخيانة)، وفي هذا العشاء قدم السيد المسيح الخبز والشراب لتلاميذه، إشارة الى لحمه ودمه.

ومن الجدير بالذكر: كانت الدولة الفاطمية تحتفل مع الأقباط في مصر بهذا العيد، وكانوا يصدرون بهذه المناسبة نقود تذكارية من الذهب (خراريب) ويوزعونها على رجالات الدولة.
وقد أشار الأجيل الى هذه الواقعة بتفاصليها، حيث قال : ((وَفِي أَوَّلِ أَيَّامِ الْفَطِيرِ تَقَدَّمَ التَّلاَمِيذُ إِلَى يَسُوعَ قَائِلِينَ لَهُ: «أَيْنَ تُرِيدُ أَنْ نُعِدَّ لَكَ لِتَأْكُلَ الْفِصْحَ؟» فَقَالَ: «اذْهَبُوا إِلَى الْمَدِينَةِ، إِلَى فُلاَنٍ وَقُولُوا لَهُ: الْمُعَلِّمُ يَقُولُ: إِنَّ وَقْتِي قَرِيبٌ. عِنْدَكَ أَصْنَعُ الْفِصْحَ مَعَ تَلاَمِيذِي». فَفَعَلَ التَّلاَمِيذُ كَمَا أَمَرَهُمْ يَسُوعُ وَأَعَدُّوا الْفِصْحَ. وَلَمَّا كَانَ الْمَسَاءُ اتَّكَأَ مَعَ الاثْنَيْ عَشَرَ. وَفِيمَا هُمْ يَأْكُلُونَ قَالَ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ وَاحِدًا مِنْكُمْ يُسَلِّمُنِي». فَحَزِنُوا جِدًّا، وَابْتَدَأَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ يَقُولُ لَهُ: «هَلْ أَنَا هُوَ يَا رَبُّ؟» فَأَجَابَ وَقَالَ: «الَّذِي يَغْمِسُ يَدَهُ مَعِي فِي الصَّحْفَةِ هُوَ يُسَلِّمُنِي! إِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ مَاضٍ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَنْهُ، وَلكِنْ وَيْلٌ لِذلِكَ الرَّجُلِ الَّذِي بِهِ يُسَلَّمُ ابْنُ الإِنْسَانِ. كَانَ خَيْرًا لِذلِكَ الرَّجُلِ لَوْ لَمْ يُولَدْ!». فَأَجَابَ يَهُوذَا مُسَلِّمُهُ وَقَالَ: «هَلْ أَنَا هُوَ يَا سَيِّدِي؟» قَالَ لَهُ: «أَنْتَ قُلْتَ». وَفِيمَا هُمْ يَأْكُلُونَ أَخَذَ يَسُوعُ الْخُبْزَ، وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَى التَّلاَمِيذَ وَقَالَ: «خُذُوا كُلُوا. هذَا هُوَ جَسَدِي». وَأَخَذَ الْكَأْسَ وَشَكَرَ وَأَعْطَاهُمْ قَائِلًا: «اشْرَبُوا مِنْهَا كُلُّكُمْ، لأَنَّ هذَا هُوَ دَمِي الَّذِي لِلْعَهْدِ الْجَدِيدِ الَّذِي يُسْفَكُ مِنْ أَجْلِ كَثِيرِينَ لِمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا. وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي مِنَ الآنَ لاَ أَشْرَبُ مِنْ نِتَاجِ الْكَرْمَةِ هذَا إِلَى ذلِكَ الْيَوْمِ حِينَمَا أَشْرَبُهُ مَعَكُمْ جَدِيدًا فِي مَلَكُوتِ أَبِي». ثُمَّ سَبَّحُوا وَخَرَجُوا إِلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ)) [إنجيل متى/ 26: 17-30].

حادي عشر: عيد الصعود:
بعد (40) يوما من قيامة السيد المسيح من القبر، صعد الى السماء من خلال سحابة، وجاء في الكتاب المقدس (العهد الجديد): ((وَلَمَّا قَالَ هذَا ارْتَفَعَ وَهُمْ يَنْظُرُونَ. وَأَخَذَتْهُ سَحَابَةٌ عَنْ أَعْيُنِهِمْ. وَفِيمَا كَانُوا يَشْخَصُونَ إِلَى السّماء وَهُوَ مُنْطَلِقٌ، إِذَا رَجُلاَنِ قَدْ وَقَفَا بِهِمْ بِلِبَاسٍ أَبْيَضَ، وَقَالاَ:"أَيُّهَا الرِّجَالُ الْجَلِيلِيُّونَ، مَا بَالُكُمْ وَاقِفِينَ تَنْظُرُونَ إِلَى السّماء؟ إِنَّ يَسُوعَ هذَا الَّذِي ارْتَفَعَ عَنْكُمْ إِلَى السّماء سَيَأْتِي هكَذَا كَمَا رَأَيْتُمُوهُ مُنْطَلِقًا إِلَى السّماء))[أعمال الرّسل 9:1-12، أنجيل مرقس:1و9:16، وإنجيل لوقا 50:24-53]، وفي إنجيل يوحنا: ((وَلَيْسَ أَحَدٌ صَعِدَ إِلَى السّماء إِلاَّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السّماء، ابْنُ الإِنْسَانِ الَّذِي هُوَ فِي السّماء))[ 13:3].

وفي الختام، نقول:
بمناسبة عيد القيامة ـ عيد الفصح الكبير ـ نقول للأخوة المسيحيين: نعم لقبول الآخر، نعم للتعاون والتعايش السلمي بين جميع الأديان والطوائف والمذاهب، لا للتخاصم والتفرقة والتشرذم باسم الدين ... علما تعتبر الديانة المسيحية من أكثر الأديان السماوية أتباعا، حيث بلغ عدد المؤمنين بها الى أكثر من (32%) من سكان العالم [أديان العالم، د.هوستن سمبث، ترجمة: سعد رستم، 392] ... وكل عام وأنتم بألف خير.



#جمعه_عباس_بندي (هاشتاغ)       Dr.jumaa_Abbas_Hassan_Bandy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صلاحيات السلطة التنفيذية في حل مجلس النواب العراقي دستوريا ...
- المحكمة الإتحادية وفتح باب الترشح لمنصب رئيس الجمهورية قراء ...
- العملية العسكرية الأمريكية في أدلب السورية 2022 قراءة: أمني ...
- المحكمة الإتحادية العليا والأوامر الولائية ... والآثار المتر ...
- إنتهاء ولاية رئيس الجمهورية وخلو منصبه في الدستور العراقي
- موقع رئيس الجمهورية ونصاب إنتخابه في الدستور العراقي دراسة ...
- بين الرتق والفتق
- بين التلذذ والتلغز ... إهداء : إلى الشيخ الأكبر إبن عربي
- قرار حل مجلس النواب العراقي والإنتخابات العامة النيابية المب ...
- بين الإختراق والإحتراق ...
- محبوبتي ...
- عيد الفصح الكبير (القيامة) في الديانة المسيحية ...
- قانون الموازنة العراقية لسنة (2021) في الميزان ...
- كلمة في حضن الجبل ...
- رسالة الى الإرهابيين ... المسيحيين أقرب الناس مودة للمسلمين ...
- يا أنتِ ...
- بين الرصاصة والقبلة والكلمة ...
- طريق منحني ...
- يا كاشف الضر ...
- دستور الحب ...


المزيد.....




- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...
- الأحزاب الدينية تهدد بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو بسبب قانون ...
- 45 ألف فلسطيني يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى ...
- استعدادا لذبحها أمام الأقصى.. ما هي قصة ظهور البقرة الحمراء ...
- -ارجعوا إلى المسيحية-! بعد تراكم الغرامات.. ترامب يدعو أنصار ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمعه عباس بندي - الأعياد والأزمنة السبعة في الديانة المسيحية قراءة تأصيلية في ضوء الفكر المسيحي والأناجيل المقدسة