أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عامر بيبو البابيري - نسيج متناسق ام خلطة نشاز؟














المزيد.....

نسيج متناسق ام خلطة نشاز؟


عامر بيبو البابيري

الحوار المتمدن-العدد: 1672 - 2006 / 9 / 13 - 06:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يمضي علينا يوم او ساعات معدودة الا و نسمع فيه عن بعض سياسيينا الأفذاذ و (المتحنكين) و هم يحاولون ترقيع و صبغ و تلميع الملابس الرثة للشعب العراقي بأبهى ما يكون و محاولتهم إخفاء حقيقته عن الأنظار، فالكل هنا يتحدث عن ما يسمى بالطيف العراقي و بحديقته العامرة الزاخرة بألوانها الناصعة الزاهية البهية.. يتبجحون في خطاباتهم الكاذبة بأننا محظوظون بهذا الخليط الاجتماعي المتعدد وبأن الأيام القادمة ستثبت لمن يظن بتصدع وحدة الصف (المزعومة)! بانه خاطئ. فالفِرق والمذاهب المتنافرة المتناحرة و الاديان و الاقوام المنتشرة هنا و هناك عاشت و تربت على المحبة و التسامح!!.. هذا ما يردده مفكرونا ليل نهار.. الا انهم لا يدركوا ان هذه التعددية هي نفسها كانت النواة الاولى لضياع الكثير من الشعوب و ان هذه الخلطة الغريبة باتت كبركان من الدم و هي قاب قوسين او أدنى من الانفجار، و هي السبب الأعظم لما نمر به اليوم. فالمواطن العراقي اليوم يشعر بكثير من حالة التهميش و الاقصاء ، و هنا لا نتحدث فقط عن الفئات المسحوقة فالأغلبية أيضا لديها شعور اخر جعلها تدافع عن مكتسباتها التي تحققت بعد سقوط النظام.. و اذا ما اقتربنا من هذه الاغلبية نفسها نجد تكتلات غريبة تحاول الصعود نحو القمة و الوصول لابعد ما يكون بأية وسيلة.. وهم بهذا لا يخفوا مشاعر القلق و الخوف من الدسائس و المؤامرات التي من الممكن ان تطالهم و تزيحهم في اي لحظة كانت، و لهذا فان عليهم الحذر و الترقب و محاربة العملاء و الخونة. و العملاء في نظرهم هم ليسوا اكثر من اصحاب الراي الاخر او من الذين لا يؤمنوا بافكار من سرقوا أدمغة الشعب بأساليبهم الملتوية.. و لا ننسى ان من يتساقط تحت الاقدام ليسوا فقط الاقليات.
ان الكارثة لا تكمن فقط بهذه الفئة او تلك. فالعشرات من قياديينا السكارى يتسابقون دون خجل نحو شاشات التلفاز و يلوكون مرارا جملهم الطوباوية المملة التي انتهت صلاحيتها منذ اول يوم تساقطت فيه جثث الأبرياء على أرصفة الشوارع و حافات الأنهر أمام أنظار الجميع و تفاخروا حينها بهذه الديمقراطية الرعناء. هؤلاء اما انهم يعلمون و يتغافلون او انهم بالفعل مغفلون و لا يدركوا إن الدكتاتورية لا يمكنها ان تحبل يوما بالديمقراطية و يستحيل عليها ان تنضح جيلا يمكنه التفاعل و هذه المتغيرات التي اكتسحت كل نظريات النظام المقبور و أساليبه في شل التفكير ومحاولة التعبير عن الرأي.. ان سياسيي اليوم اثروا البقاء بعيدا عن هموم الفرد و فضلوا الانزواء في قصور هشة تطالها العواصف دون سابق انذار. اما اذا ما سالنا سياسيينا الذين لا يقدروا ان يحركوا ساكنا غير نضال من اجل المناصب و الكراسي و عن ما نمر به من التهجير القسري للعائلات المسكينة الذي هو ارحم بكثير من الدماء و الأشلاء المتناثرة تحت قسوة المفخخات و العبوات الناسفة و الاختطاف و القتل على الهوية، اذا ما سالناهم فانهم يهربون من الحديث عن الاسباب التي اوصلت بهم نحو هذا الحال، و انهم لا يقبلوا بالاعتراف بسطحية و عري الافكار التي يجترونها و يتاجروا بها. وليس من الغريب ان نجد جوقة اخرى من هؤلاء ان يتقاذفوا الاتهامات و يفضحون بعضهم البعض و يكشفون عن مؤامراتهم علنا و يتوعدون و يهددون و يستبيحون و يقتلون في وضح النهار، ثم يتبرؤون من الدماء دون اي شعور بالمسؤولية او بذنب او ندم.. اما شعبنا المنكوب، فانه ما زال يبحث عن اسطورة الفارس النبيل و حصانه الابيض كي يتذوقوا على يديه طعم الراحة الغائبة عنهم منذ انبثاقهم على هذه الارض. لانهم و كما عهدناهم شعب تعلم الصبر من اجل اللاشيء و ادمن الموت ببطء.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحت المطرقة
- لحظة هاربة
- نكوص 180 درجة
- تزاوج الاضداد
- عودة النبي
- سنابل فارغة
- نزوة أبدية
- الأنثى بين الواقع و الافتراض
- من وحي طرزان


المزيد.....




- مقاتلات أميركية قرب فنزويلا وترامب يجيب عن احتمال توجيه ضربا ...
- جعجع: سلاح حزب الله جلب الدمار والخراب للبنان
- زيلينسكي يدين -هجوم روسيا العدائي- على المبنى الحكومي الرئيس ...
- ترامب يؤكد استعداده لفرض عقوبات جديدة على روسيا
- بريطانيا تدرس إيواء مهاجرين في مواقع عسكرية
- حماس تعلق على المقترح الأمريكي الجديد لاتفاق وقف إطلاق النار ...
- ظروف لجوء قاسية بتشاد يعانيها سودانيون فارون من دارفور
- صحف عالمية: الاعتراف بدولة فلسطينية رمزي وكاتس أضر بإسرائيل ...
- حماس تلقت أفكارا عبر الوسطاء من الطرف الأميركي وجاهزة للتفاو ...
- إسرائيل -تعمق- هجومها في مدينة غزة وترامب يوجه -إنذارا أخيرا ...


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عامر بيبو البابيري - نسيج متناسق ام خلطة نشاز؟