أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماجد الحداد - المسيح لم يمنع الطلاق















المزيد.....

المسيح لم يمنع الطلاق


ماجد الحداد

الحوار المتمدن-العدد: 7223 - 2022 / 4 / 19 - 23:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في النسخة اليونانية الاصلية لنص انجيل ( متّى ) الآية ٣٢ ، و نسخة الملك جيمس والنسخة الجديدة والنسخة الامريكية للكتاب المقدس
ولا كلمة تقول ان الطلاق ممنوع .
كل الترجمات والنسخ تقول :
( ان طلاقك للزوجة الا بعلة الزنا يدفع طليقته للزنا ومن تزوج مطلقة فقد زنى ) .
يعني هو يتكلم عن الزواج الثاني بعد الطلاق ولا يتكلم عن منع الطلاق .
بمعنى آخر :
الطلاق غير ممنوع ولا محرم اصلا بناء على كلام المسيح نفسه .
بغض النظر عن التفسير العجيب لخلق آدم وحواء وحدهم دون خلق بشر معهم ، سنتكلم عن تلك المعضلة في هذا المقال .

حتى في سِفْر ملاخي 2:16: "أنا أَكْرَهُ الطَّلاَقَ" الآية لا تمنع الطلاق .
ان الله يكره الطلاق ولم يحرمه ، وهو ما حاول بعض المسلمون تقريبه للمجتمع الاسلامي بوضع حديث ضعيف : ( إن ابغض الحلال عند الله الطلاق )

لكن في كل الحالات في موعظة الجبل لم يأمر المسيح بمنع الطلاق ولا تحريمه . بل بمحاولة التقليل منه من خلال كراهته ، انه ممكن مثلا يدفع المطلقة للزنا . ولم يكن هناك شيئا واضحا في مجتمعه في وقته الهيللنستي الا العلاقة خارج الزواج ، لان قبله كانت الثقافة العبرانية ان تُطلق الزوجة لأي سبب اتفه من ذلك بكثير ، فبمجرد ان امتنعت عن طبخ الطعام له .

ونتسائل هل ابراهيم و اسرائيل وداوود وسليمان كانت لديهم مشكلة قي فهم الناموس لكي يتزوجوا ضد فلسفة التصاق آدم بحواء وانه لم يكن هناك زوجين غيرهما ؟

وجميعنا متفقون ان المسيح لم يأتِ لينقض او يغير الناموس اي شريعة موسى .

الاحتجاج ان موسى سمح لهم باكتتاب الطلاق واعتباره ضد الناموس الاساسي ان الله يخلق رجلا وامراة وحدهما ولا يفرقهما كلام عجيب جدا ، وغير صحيح كقضية منطقية .
ان ما ينطبق على آدم وحواء لا ينطبق عل ذريتهما .
لأن آدم لو قرر تطليق حواء فلن يجد كل منهما البديل للزواج من آخر بتاتا . بعكس ذريتهم جميعا
فهل حقا المسيح وقع في هذا الخطأ المنطقي الغريب كعدة أخطاء منطقية وانثروبولوجية في تلك النوعية والتي لم تكن تناسب الا الرهبان البوذيين والهرامسة في هذا العصر كنوع من إحراق الذات في ( شامانية ) تبحث عن الاتحاد بالاله ؟... ام انها ازمة ترجمة من التعاليم الاصلية التي كتبت قد تكون لم تصلنا مضبوطة او كاملة ؟ .
وهذا الهدف الشاماني واضح في آية :
"لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِدًا، كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ، لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضًا وَاحِدًا فِينَا، لِيُؤْمِنَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي." (يو 17: 21).
مع الاخذ في الاعتبار انه لم يتحقق فيها جمع كل الاناجيل الغير قانونية بالنسبة للكنيسة _ الابوكريفا _ المعروفة والغير معروفة لدراسة صيغة موعظة الجبل فيها جيدا ، لنقارن ما المنطقي والمناسب فيها للواقع الابراهيمي والواقع العصري في عولمة العصر الهيللنستي .

ما علينا ليس هذا موضوعنا

لو رجعنا لانجيل مرقس في الاصحاح ١٠ سنجد ان الامر ابتعد اكثر عن مجرد التفكير في تحريم الطلاق بشكل أوضح
https://www.biblegateway.com/passage/?search=%EF%BB%A3%EF%BA%AE%EF%BB%97%EF%BA%B2%2010&version=NAV
و من الواضح ان من ترجم آيات الطلاق بنى كل كلامه على الافلاطونية ان كل رجل وامراة كانوا ملتصقين ببعض في عالم الملكوت ثم انفصلا وجمعهما الرب في الارض . وعندما يقابل كل انسان حبيبه يتذكر لحظة الالتصاق في الملكوت وبامكانك اختبار ذلك بالحضن .
فلسفة اخذت شكلها الرومانسي ونبذت العلاقة بين الذكر والانثى ، وتحولت لعلاقات ذكور ببعضهم البعض ، واعطاها العصر الفيكتوري في اوروبا اسما قد لا يناسب الا اصحاب التوجه اللاجنسي او اللاانجابي فقط هو ( الحب العذري ) .

وما لا يعرفه كثيرون ان أسطورة الالتصاق ذكرها الكاهن والمؤرخ المصري #مانيتون_السمنودي في القرن الثالث قبل الميلاد في كتاب الجييتانا ، لكن لان الأسطورة مصرية فجعل ( رع ) هو من فصل بين الرجل والمرأة الجبتيين الاوائل بشعرة واحدة ، ان صح نسب هذا الكتاب له كاملا .

الافلاطونية والتصاق الرجل بالمرأة _ كآدم وحواء في ادياننا الابراهيمية _ لا يمكن ان يحدث في ذريتهم ، لأن قوانينهم في تعدد البشرية وتعقد الحياة والظروف والذين قد يجعلوا الحياة بين الزوجين مستحيلة ، فيستلزم الطلاق.
لكن الناس تبرر لتفسير الكهنة حتى يطمئنوا للحفاظ على الموروث ولضمان التحكم الكامل في حياتك وروحك حتى تستقر السلطة في مجموعة من المنتفعين بتلك السلطة ، والناس تضحي بسعادتها وراحتها لنفسية من اجلهم .
الا لو ضحى احدهما من أجل الاولاد او لمصلحتهم هذا امر آخر .

((( الشعب المتدين مندوب ممتاز لتدوير راس المال الديني لمصلحة المؤسسات الدينية وتسليم رقبة قطيع كامل للسلطة السياسية بالتالي ))) .

اما الافلاطونية القديمة والحديثة التي استوردوها ، فلسفة مثالية لا علاقة لها بشريعة الرب ولا علاقة لها بالواقع البشري اساسا .
يعني حتى المسيح نفسه لم يقحم نفسه في وضع شريعة تحريم الطلاق . بل تفضيله الشخصي لافكار فلسفية في عصره انتشرت بسبب خليط الافكار الغنوصية مع الفلسفة الافلاطونية وانتشار الزهد والرهبنة في هذا العصر .
الكهنوت المصري القديم و والبوذية والرواقيون
كانت مناهجهم اللاهوتية متجهة جميعها لهذا الاختيار بداية من القرن الثالث قبل الميلاد .

يعني تخيل المتنيح البابا شنوده لما وضع كلمة ( لا طلاق الا لعلة الزنا ) هي شريعة جديدة لم يعرفها موسى ولم يعرفها المسيح .
هل من المعقول ان يعتبر المسيحي رمز الرحمة والمحبة والخلاص الذي ينقذ الناس من الامهم ، ان يجعل حياة شخصين بأولادهم واسرهم مستحيلة وشاقة ، ويدمر كل من نفسية المرأة والرجل والأطفال واهاليهم بسبب ان الكاهن فهم خطأ ان الطلاق ممنوع ؟
بل هو تضييق على شعب الكنيسة ليزداد تحكما وسيطرة فيهم . وهذا سلوك يدعم من كانوا يتهمونه انه كان يتصرف كأن الكنيسة المصرية منفصلة عن شعب مصر .

لا حل لكم ان اصرت الكنيسة على تعنتها الا الزواج المدني مسلمين قبل مسيحيين

ولن يحل لكم اي مشكلة خاصة بالاسرة الا لو نظرتم اليها بعين العقل والدراسة العلمية .
وليس بالدروشة واساطير والكهنوت وبتفسير الاساطير وتأويلها تفسيرات وتاويلات غير عقلانية .

في هذا الرابط مختصر لتعدد الترجمات من النسخة الاصلية اليونانية لانجيل ماثيوس او بالعربي ( متّى ) من موعظة الجبل عن قضية الطلاق :
https://en.m.wikipedia.org/wiki/Matthew_5:32



#ماجد_الحداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تآمر المعلنين في الميديا والهايبر ماركت
- الرشوة المشروعة
- العلاقة بين مازنجر وعيد الغطاس
- من مقدمة كتابي ( كيف عرفوا ؟ )
- الدين و الوسواس القهري ... سبب ام علاج ؟
- البحث عن شيماء
- من وحي حفل طريق الكباش ( في حب الاسكندر الاكبر )
- طقوس التناول الإسلامية
- نعاج النبي داوود
- چايك قاتل القرموط الامريكي
- دار الافتاء تعلن بعدم تحريم الرسم والتصوير
- أهمية الترجمة القصوى
- هتك عرض اطفال برجال الدين
- الكعبة المصرية و كوكب زحل
- ما بتحلقش دقنك ليه ؟ ( تحليل انثروبولوجي عن اللحية )
- القاضي العادل امرأة
- وحدة الوجود القاسم المشترك ( اقوال لفيزيائيون لم يفيقوا من ا ...
- انفجار العظيم ٣ ( رؤية اجتماعية في سومر ) عقدة أوديب
- الإنفجار العظيم ٤ ( رؤية اجتماعية ٢ ) أسطورة عين ...
- الراصد الأعظم ( فرضية ما قبل انفجار العظيم )


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف موقع اسرائيلي حيوي ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماجد الحداد - المسيح لم يمنع الطلاق