أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد الكحل - خلفيات ندوة العدل والإحسان حول التطبيع .















المزيد.....

خلفيات ندوة العدل والإحسان حول التطبيع .


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 7222 - 2022 / 4 / 18 - 17:29
المحور: القضية الفلسطينية
    


قد لا يختلف مغربيان حول كون القضية الفلسطينية ، قضية إنسانية / أممية ينبغي السعي إلى حلها داخل أروقة الأمم المتحدة . أما البحث ، أو محاولة فرض حلول لها بالعواصم العربية والإسلامية فلن يزيدها إلا تعقيدا ويباعد بين الفلسطينيين وبين حلم إقامة وطن مستقل .ذلك أن عددا من تلك العواصم لا تريد حلا للقضية ولا وحدة للصف الفلسطيني . لهذا سعت وتسعى لتسليح ودعم فصيل ضد الفصائل الأخرى لتغذية الصراع داخل البيت الفلسطيني .وميزة المغرب أنه ينأى بنفسه عن أي تدخل في الشأن الداخلي للفلسطينيين ، وفي نفس الوقت يدعم صمود الشعب الفلسطيني عمليا وماديا وليس شعاراتيا .وما إشادة منظمة التعاون الإسلامي ، يوم 17 أبريل الجاري، بجهود المغرب ورئيس لجنة القدس جلال الملك إلا دليل قاطع على الالتزام الثابت بالدفاع عن القضية الفلسطينية .إن متاجرة بعض الأنظمة العربية والإسلامية بالقضية الفلسطينية حوّلها إلى "أصل تجاري" تحتكره تلك الدول التي نصّبت نفسها وصيا على الشعب الفلسطيني، تقرر نيابة عنه . وسارت على نفس النهج تنظيمات الإسلام السياسي التي تتاجر بالقضية الفلسطينية وتتغذى على مآسي الشعب الفلسطيني ، حتى إنها جعلت منها سببا لوجودها ومصدرا لشرعيتها . في هذا الإطار ، وبهذه الخلفية "التجارية" والمضارباتية ، تكثف جماعة العدل والإحسان أنشطتها التي ظاهرها "مناصرة" القضية الفلسطينية وباطنها معاداة النظام والتحريض ضده . فالمغرب ، لم يمنع يوما نشاطا تضامنا صرفا مع الشعب الفلسطيني ولا تصدى للمسيرات المليونية المطالبة بحق الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة لهم . لكن حين يخرج أي نشاط عن إطار التضامن ويستهدف أمن المغرب ، فإن من واجب الدولة التصدي له . كذلك كان حين قررت جماعة العدل والإحسان تحويل الحرم الجامعي إلى حلبة للصراع ، واستغلاله لمحاكمة النظام والتحريض ضده بهدف ضرب مشروعيته الشعبية والدينية والتاريخية . إن الجماعة ، وبعد قرار منع استغلال جامعة ابن طفيل ، نظمت ندوة عن بُعد ، يوم الأربعاء 13 أبريل 2022 ، تحت عنوان "التطبيع مع الكيان الصهيوني .. رهانات الربح والخسارة" ،استدعت لها مناهضي النظام وليس مناهضي التطبيع . فالمفروض في أي جهة تحترم نفسها وتحترم قيم الاختلاف والتعايش ، أن توجه الدعوة كذلك لمساندي التطبيع لبسط وجهة نظرهم وإضاءة الجوانب الخلفية التي يخفيها المناهضون. لم يكن الهدف من الندوة تقديم مقاربة موضوعية لمسألة التطبيع ورهاناتها ، بل كان التشهير بالدولة وترويج المغالطات والأكاذيب .إذ لم يُخْفِ مقدّم الندوة الهدف الحقيقي من تنظيمها ،وقبْلها النشاط المحبَط الذي كان مقررا تنظيمه برحاب جامعة ابن طفيل أيام 12 ،13 و14 أبريل 2022 والذي تم منعه بقرار من رئاسة الجامعة ــ ، كالتالي "في الحقيقة كان الغرض من هذا النشاط هو فضح التطبيع الذي يهرول له النظام المغربي معزولا وحده ". ومادام الهدف هو التشهير والتشويه والتحريض ، فإن المداخلات جاءت مليئة بالمغالطات التي تكشف عن سخافتها بذاتها ؛ ومنها تلك التي سردها رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع ،أحمد ويحمان، الذي اعتبر أن منع نشاط العدل والإحسان يدخل في "السياق المخزي الذي يتميز بتسليم القرار كلية لجمعية "الأيباك" (جمعية ضغط أمريكية /إسرائيلية ). الآن أصبح هذا الاختراق الصهيوني وهذا التسونامي التطبيعي يطال كل القطاعات ..ما يفيد أننا الآن بصدد الصهينة الممنهجة". بل إن وايحمان سمح لنفسه ، بكل وقاحة وخسة، أن يشبه رجال الأمن الوطني في المغرب بعناصر الجيش الإسرائيلي وذلك بـ "إعلان الحرب على كل ما هو فلسطيني والرموز الفلسطينية ، على الكوفية الفلسطينية ، على الأعلام الفلسطينية ، على إحياء الأيام والمناسبات الفلسطينية ". طبعا كانت عناصر جماعة العدل والإحسان تخطط لاستفزاز رجال الأمن وتصويرهم ،أثناء تفريق صفوفهم داخل الكلية، لتقديمهم في صورة ما يفعله الجنود الإسرائيليون . خطط أحبطتها رئاسة الجامعة بقرار منع النشاط. بينما بقي وايحمان على الموقف العدائي للدولة وللنظام بتلفيقاته المخبولة (هناك جهات تتحدث عن وجود قرار لتوطين 2 مليون صهيوني (في المغرب)معناه إعلان إسرائيل .. حنا بصدد احتلال المغرب .. هناك قرار لإعلان إسرائيل جديدة في المغرب .. فهم يخططون للمجيء إلى المغرب وإشعال الحرب بين المغاربة ، وبين المغرب والجزائر ، فيفكّكون ثم يعيدون التركيب لإعلان ونقل إسرائيل للمغرب ).
ومن المشاركين في الندوة عضو الأمانة العامة للدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان محمد حمداوي الذي لم يكتف بتكرار خطاب الجماعة ومواقفها العدائية ضد النظام ، بل قدم سيلا من المغالطات حول إستراتيجية إسرائيل لاستنزاف التربة والفرشة المائية بالمغرب . الأمر الذي يطرح سؤالا بسيطا على وايحمان والحمداوي : هل يعقل أن تعمل إسرائيل على تدمير مقومات الحياة (خصوبة التربة ، الفرشة المائية) في الوطن البديل كما توهمه وايحمان ؟ إن العداء للنظام لا يبيح تزوير المعطيات والحقائق كما فعل الحمدواي حين ادعى أن حجم المبادلات التجارية بين إسرائيل والأردن عرفت انخفاضا مهولا ، ليبرر مزاعمه بكون الرهان على التطبيع لتحقيق الأرباح رهانا خاسرا ( في الأردن .. من الأمور التي دفعت الأردن إلى التطبيع أنها كانت تستورد المواد من الكيان الصهيوني وتنقل كل هذه المواد إلى دول الخليج بطريقة ملتوية تجاوزت 200 مليون دولار . في السنوات الأخيرة عندما طبّع الكيان الصهيوني مع دول الخليج أصبحت تلك السلع تمر مباشرة إلى دول الخليج وقطع نهائيا على الأردن فهبط مستوى التبادل إلى 20 مليون دولار ) . مزاعم تتبخر أمام البيانات التي أعدها مكتب إسرائيل المركزي للإحصاءات ، والتي تظهر احتلال الأردن المرتبة الثانية في حجم التجارة بين إسرائيل والدول العربية، إذ بلغ 224.2 مليون دولار، خلال السبعة أشهر الأولى من 2021، مقارنة مع 136.2 مليون دولار في نفس الفترة من عام 2020. فالمبادلات التجارية بين الأردن وإسرائيل في تزايد ، إذ كانت 41 مليون دولار عام 1999 ، ثم في عام 2000 وصلت إلى 75.5 مليون دولار.
ما ينبغي على جماعة العدل والإحسان استيعابه هو أن المغرب له قضيته الوطنية الأولى التي قدم الشعب من أجلها التضحيات الجسام . لهذا لا يمكنه أن يضيع أي فرصة أو مبادرة تقوي موقفه وتحمي أمنه ضد كل التهديدات ، خصوصا الآتية من الجيران والتي لا يقدّر خطورتها إلا الوطنيون الغيورون على وطنهم. أما القضية الفلسطينية فلن تجد حلها إلا بعد أن يستقل الفلسطينيون بقرارهم الوطني وتُرفع أيدي الوصاية والتحكم عنهم . ولعل المكاسب الدبلوماسية والعسكرية ( تطهير الڴرڴرات، تمديد الحزام الأمني إلى الحدود الموريتانية ليشمل الأراضي العازلة ، منع كل أنشطة البوليساريو شرق الجدار الأمني ، تزويد المغرب بأحدث الأسلحة وأكثرها تطورا ، توطين الصناعات الحربية خاصة في مجال الطيران ..) التي حققها المغرب ويحققها منذ قرار استئناف العلاقات مع إسرائيل وتوقيع الإعلان الثلاثي ، خير رد على ترّهات الجماعة ومناهضي التطبيع .



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكمة رجال الدولة .
- جماعة العدل والإحسان ومخطط زعزعة استقرار المغرب.
- أمانة البيجيدي تتنصل من جرائم الحزب في حق الشعب.
- مغالطات الريسوني في قضية الإجهاض 2/2.
- مغالطات الريسوني في قضية الإجهاض 1/2.
- الريسوني يناهض المساواة ويعتبرها تخريبا للأسرة.
- لا حصانة للمنتَخَبين يا وزير العدل.
- دبلوماسية الحكمة تُشتّت شمْل الانفصاليين وداعميهم .
- بكائيات بنكيران على أطلال حزب فقد صلاحيته .
- أسس الدبلوماسية المغربية :الرزانة وتنويع الشراكات الدولية.
- أيها المناهضون للتطبيع ! سفارة تركيا أمامكم .
- 8 مارس : هل تصلح الحكومة ما أفسده البيجيدي ؟
- الدبلوماسية الروحية أساس القوة الناعمة للمغرب.
- التلاعب بالفتاوى الفقهية لخدمة الأهداف السياسوية.
- ماذا وراء تشكيك بنكيران في مشروعية الحكومة ؟
- ذكرى 20 فبراير بدون تركتها .
- حتى لا تفقد الحكومة مصداقيتها .
- جذبة الإسلاميين ضد الرابطة المحمدية للعلماء.
- سيد القمني فاضح خُبث الإخوان حيا وميتا.
- حين أزال المغرب جبلا من أجل إنقاذ أحد أبنائه.


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد الكحل - خلفيات ندوة العدل والإحسان حول التطبيع .