أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عزالدين مبارك - المنظومة العقابية بين الوضعي والديني














المزيد.....

المنظومة العقابية بين الوضعي والديني


عزالدين مبارك

الحوار المتمدن-العدد: 7221 - 2022 / 4 / 17 - 19:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الإنسان في مرحلة طويلة من وجوده لم يكن سوى كائن من فئة الحيوانات تتحكم فيه غرائزه حسب الجينات المبرمجة ويتصرف على هذا الأساس مثل الأسد الذي يقتل الغزال ليتغذى ويعيش فمن سيأخذ بحق الغزال المقتول وهي كائن حي مثل الإنسان يتعذب ويحس وكذلك الخروف الذي نذبحه ونهدر دمه ونتلذذ بلحمه ولا نسأل عن عذاباته وقد كان الإنسان ضمن مجموعة الحيوانات قبل أن يتطور ويصبح حيوانا عاقلا في وقت متأخر من وجوده.فالإنسان حسب غرائزه وأفكاره ونوازعه الطبيعية يجرم ويخطئ ويقتل مثل سائر الحيوانات على وجه الأرض.وبمرور الزمن وبتطور الوعي لدى الإنسان وجدت منظومات عقابية لتنظيم المجتمعات ورغم ذلك فلم تتوقف الجرائم والقتل وفي الدول التي تدعي أنها إسلامية وتطبق الشرع توجد فيها أكثر الجرائم قبحا وفظاعة من قتل واغتصاب وتحرش بالنساء وفساد فالدين إذا لا علاقة له بمنظومة الأخلاق وهي مرتبطة بغرائز الإنسان الحيوانية. أما الأيان فهي ترجع كل تصرفات الكائنات بما في ذلك الإنسان دون دليل علمي وكذلك المنظومة العقابية الآخروية الخيالية والغير واقعية والغير عقلانية إلى إله قادر وعليم "وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا" (الفرقان: 2): أي كل شيءٍ مما سواه مخلوق مربوب، وهو خالق كل شيء وربه ومليكه وإلهه، وكل شيءٍ تحت قهره وتدبيره وتسخيره وتقديره (التفاسير) "إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ‘وهو الذي يحدد أفعال البشر وسائر الخلق ويأمر كنتيجة لذلك بالقتل وهو الذي ينزل مع المتأسلمين في غزواتهم ليقتل ويرمي "فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ ۚ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ رَمَىٰ" ويفعل ما يشاء بعبادة في صيغة المطلق "يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ [النحل"93] (هو الذي يهدي من يشاء  الهداية بيده -جل وعلا- يهدي من يشاء، ويضل من يشاء، ليست بيد العبد، العبد ليس بيده إلا دعاء الله، والضراعة إليه، والعمل بطاعته، والجد في الطاعة) (التفاسير) وتبعا لذلك فالإنسان عبد مسير تسييرا تاما من خالقه ولهذا فأفعاله كلها مقدرة من قبل وليست لها علاقة بإرادة الإنسان مثل الخروف والأسد والبعوضة والحشرة فإذا قتل مثلا فذلك قضاء وقدر ولهذا فالعقاب في الآخرة مجرد وهم لسببين إثنين حسب الآيات التي ذكرناها سابقا الأول هو أن الإله قادر على المحاسبة فوريا فلماذا انتظار وقت غير معلوم والثاني هو قادر على أن لا يقع القتل فأمر القتل الإلهي بعد الخلق يعتبر عبثا لا يمكن أن يأتي من إله كلي المعرفة والقدرة وبذلك فالقرآن البشري صنع إلها عبثيا وقاتلا ومتناقضا وينسى لينسخ نصوصه التي كانت في لوح محفوظ"مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا"وهكذا نعود لأرض الواقع وتحكم الطبيعة وقوانينها في تصرفات البشر المخير ضمن نوازع العقل والغريزة وبالتالي من يقتل ولم يتم القبض عليه فلا تتم محاسبته هذا من طبيعة الوجود البشري والضعف الإنساني مثل سائر الحيوانات جميعا.فالإله الذي يخلق المعاقين صغارا والأمراض المستعصية والفقر والمجاعات والأوبئة والكوارث المدمرة والمظالم والحروب وهو قادر على عدم بعثها عليه أن يحاسب نفسه أولا إذا كان عادلا ورحيما.



#عزالدين_مبارك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنسان قبل وبعد الديانات
- العالم الإفتراضي ما له وما عليه
- الإنسان العربي المقهور
- حتى لا نغادر التاريخ
- شرعية السلطة والتفويض الشعبي
- علاقة الإسلام السياسي بالتطرف والإرهاب
- البحث عن حلول بعيدا عن الأجور ومنظومة الدعم
- التهميش عملية مدبرة
- هل الأديان من صنع البشر ؟


المزيد.....




- ما سبب الاختلاف بين الطوائف المسيحية في الاحتفال بعيد الفصح؟ ...
- الرئيس الصيني يؤكد استعداد بلاده لتعزيز التعاون مع الدول الإ ...
- الاحتلال يشدد إجراءات دخول المسيحيين إلى القدس لإحياء شعائر ...
- “أحلى أغاني البيبي الصغير” ضبط الآن تردد قناة طيور الجنة بيب ...
- لماذا تحتفل الطوائف المسيحية بالفصح في تواريخ مختلفة؟
- هل يستفيد الإسلاميون من التجربة السنغالية؟
- عمارة الأرض.. -القيم الإسلامية وتأثيرها على الأمن الاجتماعي- ...
- وزير الخارجية الايراني يصل الى غامبيا للمشاركة في اجتماع منظ ...
- “يا بااابااا تليفون” .. تردد قناة طيور الجنة 2024 لمتابعة أج ...
- فوق السلطة – حاخام أميركي: لا يحتاج اليهود إلى وطن يهودي


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عزالدين مبارك - المنظومة العقابية بين الوضعي والديني