أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزالدين مبارك - التهميش عملية مدبرة














المزيد.....

التهميش عملية مدبرة


عزالدين مبارك

الحوار المتمدن-العدد: 7214 - 2022 / 4 / 10 - 03:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التهميش في البلدان العربية يكاد يكون عملية مبرمجة وقصدية وليس قضاء وقدرا كما يوهمنا بعض المنظرين والساسة لأن في ذلك منفعة اقتصادية لأرباب الأعمال بحيث تكون العمالة متوفرة والأجور زهيدة لأن البطالة تفرض على طالبي الشغل القبول بما يعرض عليهم والعمل في الظروف القاسية فالجوع كافر والفقر لو كان رجلا لتم قتله والتخلص منه. وهو كذلك منفعة لأرباب ومحترفي السياسة بحيث يجدون المريدين على قارعة الطريق بأعداد كبيرة حاملين رايات الولاء والطاعة من أجل الفتات المتطاير من الولائم المتحركة والهبات والأحلام المجنحة. فهم وقود الحملات الانتخابية والاجتماعات والصراعات بين الأحزاب والهدف من الخطب الرنانة والوعود الزائفة.
فعلى ظهور المحتاجين والجياع والبطالين يصعد الساسة والانتهازيون إلى قمة المجد كما يصعد الموظفون المسنودون إلى الوظائف العليا حسب قفزات بهلوانية خارقة على أكتاف الذين لا حول ولا قوة لهم. وكذلك يتم الحصول على القروض باسم هؤلاء فتذهب لأرصدة أهل الحل والعقد والقرار أو من يواليهم فيزداد الغني غنى والفقير فقرا مدقعا وهكذا تتحرك دائرة الثروة في اتجاه واحد.
وقد تحدث الثورات من طرف المهمشين على النظام السائد بحثا عن أوضاع جديدة أكثر رحمة وانسانية وعدالة بحيث يودع هؤلاء الفاقة والجوع والبطالة والبؤس وتكون لهم مكانة تحت الشمس ليعمروا الأرض ويكون لهم وجود حقيقي على مسرح الأحداث لكنهم في الغالب يفشلون وسريعا ما يعودون لواقعهم المؤلم الحزين تحت ضغط المؤامرات والدسائس والحيل فتجهض أحلامهم وتتبدد آمالهم بسرعة البرق.
فرغم ما لهؤلاء من دور فعال في بناء الحضارة والعمران وتشييد الطرقات بحكم تخصصهم الطبقي في العمل اليدوي فالمناصب المرفهة والآمرة محجوزة مسبقا للنبلاء والأسياد وحكرا لبعض الأقوام وقد ولدتهم أمهاتهم في القصور وفي أفواههم ملاعق الذهب بحيث تتوارث الأجيل الغنى والفقر والتهميش كل حسب أصوله وطبقته ومنبته. فالحنظلة تأتي من الحنظل والحصرمة من الحصرم وهكذا دواليك.
فالمهمشون والجياع والكادحون هم في الأصل المحركون لدواليب التاريخ والتنمية والتطور الفكري والاجتماعي لكثرة عددهم ولالتصاقهم بالواقع ومعايشتهم لصيرورة الأحداث بعيدا عن ترف الكلام والدجل السياسي واللغو وقد رأينا بأم العين كيف أنه بعد الثورة تدحرجت كل مؤشرات التطور الاقتصادي بحكم انخفاض الضبط المؤسساتي تحت ضغط الاحتجاجات والاضرابات والمطالبة بالحقوق ولم تنفع أموال المترفين في شيء.
وقد تأتي من الجياع والمهمشين والبطالين إذا لم تلتفت لهم الدولة وخاصة فئة الشباب منهم الأخطار الكبيرة وأكبر دليل على ذلك انخراط الكثير منهم في التنظيمات المتطرفة ما دام المجتمع لفظهم ولم يحتضنهم بل تركهم فريسة للإهمال والحاجة والضياع.
وقد يعودون يوما بأفكار غريبة عن واقعنا الاجتماعي حاملين معول الانتقام والتهديم وقد صنعنا مع الأسف الشديد بأيدينا هؤلاء نظرا لجشعنا ونظرتنا الضيقة للأمور وغباء طبقتنا السياسية وفشل أنظمتنا الحاكمة والتي قدمت القشور على اللب واعتنقت اختيارات اقتصادية واجتماعية متخلفة ولا تمت للعصر والحداثة بصلة وهكذا نحصد في النهاية ما نزرع.
وإلى حد الأن لم نر على أرض الواقع تغيرا جوهريا في الاختيارات التي جربت في الماضي وفشلت بحيث ثار عليها الشعب وقدم التضحيات الجليلة ومن حقه أن يلمس تحولا واضحا للعيان ومشهدا جديدا وخطابا جديدا ورؤيا جديدة تقطع مع ما كان سائدا وبذلك يكون هناك أمل في المستقبل.
فإعادة تكرار نفس التجربة المريرة التي عشناها لا يستحق من الشعوب التضحية من أجلها بحيث تكون الثورة كقفزة في الهواء وفاصلة بين قوسين وتعود حليمة لعاداتها القديمة وتعود الغربان لنهش الطريدة والكلاب السائبة لعض الأقدام الدامية ويودع الخطاف الربيع فقد ظهرت بوادر الخريف سريعا وقد يبس الزرع وجف الضرع وليس للجياع غير تراب الأرض.



#عزالدين_مبارك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الأديان من صنع البشر ؟


المزيد.....




- -ضربه بالشاكوش حتى الموت في العراق-.. مقطع فيديو لجريمة مروع ...
- آلاف الأردنيين يواصلون احتجاجاتهم قرب سفارة إسرائيل في عمان ...
- نتانياهو يوافق على إرسال وفدين إلى مصر وقطر لإجراء محادثات ح ...
- الإسباني تشابي ألونسو يعلن استمراره في تدريب نادي ليفركوزن
- لأول مرة.. غضب كبير في مصر لعدم بث قرآن يوم الجمعة
- القيادة المركزية الأمريكية تعلن تدمير 4 مسيّرات للحوثيين فوق ...
- صاحب شركة روسية مصنعة لنظام التشغيل Astra Linux OS يدخل قائم ...
- رئيسا الموساد والشاباك يتوجهان إلى الدوحة والقاهرة لاستكمال ...
- مصر.. فتاة تنتحر بعد مقتل خطيبها بطريقة مروعة
- علاء مبارك يسخر من مجلس الأمن


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزالدين مبارك - التهميش عملية مدبرة