تسريبات مسلسل الإختيار 3

محمد حمادى
كاتب رأى حر مصرى

الحوار المتمدن-العدد: 7213 - 2022 / 4 / 8 - 03:05
المحور: الادب والفن
    

منذ عقود عديدة ، لم نشهد عملا فنيا قويا ووطنيا يلتف حوله الشعب المصرى والعربى سوى مسلسل الاختيار ، بالرغم من أن أعمال مثل "رأفت الهجان" و"دموع في عيوم وقحة"، وحديثا "الاختيار""، في ظاهرة هي رصد أو تقديم حدث حقيقي في قالب فني، إلا أن تأثيرها عند الجمهور كان أبلغ من ذلك فقدمت نموذج وقدوة لأجيال جديدة لم تشاهد الخطر عن قرب الذي يهدد الوطن مثل الأجيال السابقة، لكنه جيل عصر السماوات المفتوحة الذي كان لابد أن يري بعينه وقلبه ما يحيط بالوطن من مخاطر.
وهنا يأتي دور الفن المرآة لكل مجتمع، ليسلط الضوء ويأتي بالصورة لأقرب مسافة يمكن أن يشاهدها كل فرد من أفراد الأسرة، فكل مشهد يحيي معه روح الوطنية والإنتماء، وكان الدليل التاثر الشديد لدي الجمهور عند مشاهدة مسلسل "الاختيار" وأجزاءه وكيف أن العدو تحول وتلون لكن يظل هدفه واحدا، وأمام هذا أيضا يظل هدف حماة الوطن واحدا لأنهم مدركين أنهم حائط الصد وصمام الأمان الأول الذي يعتمد عليه كل مواطن.
وقد تم إذاعة عدة مشاهد عند نهاية كل حلقة من مسلسل "الاختيار 3" تضمنت من أحاديث مسربة لـ "خيرت الشاطر"،وأخرى لـ عبد المعم أبو الفتوح وأخرى لـ محمد بديع المرشد العام لجماعة الاخوان الارهابية وتضمنت تسريب فيديو جمع قيادات جماعة الإخوان الإرهابية ، وكان الحديث يجري في ظل صمت محمد مرسي .

ويقدم مخرج المسلسل بيتر ميمي فى نهاية كل حلقة من المسلسل يوميا بتسريب جديد صوت وصورة، عن لقاءات سرية لقيادات الجماعة لم يسبق إذاعتها تكشف حقائق جديدة تدين وتعري الجماعة أمام المحيطين بحركتها"، وأرى أن تلك التسريبات ما هي إلا جزء من تسريبات عديدة لعصام سلطان وصفوت حجازي وعبد المنعم أبوالفتوح ومحمد البلتاجي وغيرها، وهدفها هو تعريف المشاهد المصرى والعربى بشكل واضح وقوى حقيقة هؤلاء وكيفية خيانتهم للوطن بالصوت والصورة .
اعترافات الشاطر فى التسجيلات التى ظلت محجوبة حتى إذاعة طرف منها فى الحلقات الأولى من المسلسل المهم، تعلقه من رقبته فى حبل المشنقة، إزاء خيانة عظمى بما تحتويه الكلمة من معنى ، حديث الشاطر ومرشده عن التجسس على السلفيين، يصطفوا مع بعض، ولكن حديث الشاطر عن «الفوضى الخلاقة» ودور قناة الجزيرة فى الفوضى التى ضربت مصر والمنطقة أن تراجع الجماعة الرافضة لنظرية المؤامرة ما جُبلوا عليه من رفض الفكرة أساسًا، ودحض المخطط بالكلية، وتسفيه المصطلح.

ويقدم المسلسل جرعة مكثفة من الحقائق التي تعرض لأول مرة وترتبط بثورة 30 يونيو 2013، والتي انتهت بعزل الإخوان ورئيسهم الراحل محمد مرسي ، مسلسل «الاختيار 3» بطولة أحمد عز، وكريم عبدالعزيز، وأحمد السقا، وياسر جلال، وخالد الصاوي، وعبدالعزيز مخيون، ومحمود البزاوي، وأمير المصري، من تأليف هاني سرحان، وإخراج بيتر ميمي ، وعلى مدار العامين الماضيين، حقق ”الاختيار“، نجاحًا، وحظي بمشاهدة مصرية وعربية واسعة، لتناوله فترة حرجة من تاريخ مصر الحديث ، من هنا تكمن قوة المسلسل وخطورته وتأثيره على الجماعة، ويبرر ردود أفعالها العنيفة تجاه المسلسل والقائمين عليه" ، فالغاضبين والساخرين من أنصار الجماعة الارهابية الذين يتابعون المسلسل ثم يهرعون للشتم والدعاء على المصريين والدعاء للجماعة وناسها لا يدركون أنهم بهذا الاهتمام الجارف، وإن كان سلبيًّا، يؤكدون أن العمل موجع ويُقلب مواجعهم ويؤلب عليهم أحلامهم المهدورة. الطريف أن موجة تغريد جنونية يقوم بها هؤلاء لإشهار موقفهم من المسلسل ، وهذا لو تعلمون شديد الدلالة فكل عام يفعلون ذلك لاجديد لكن هذا العام المسلسل موثق بتسريبات بالصوت والصورة ، فهى ليست مفبركة مثل تسريباتهم الخائبة فهى بالبلدى كدة كما يقولون " حراقة ".

#محمد_حمادى (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل