خمس سنوات و نعم لم يكن كابوسا

جورج المصري

الحوار المتمدن-العدد: 1670 - 2006 / 9 / 11 - 10:19
المحور: ملف مفتوح بمناسبة الذكرى الخامسة لاحداث 11 سبتمبر 2001
    

وقف عماد المصري ينظر من نافذة مكتبة في الدور الأرضي في تقاطع شارع 59 وشارع لنجتسون في حي ما نهاتن بمدينة نيويورك وأخذ يستعيد ذكريات ذلك اليوم الشؤم الذي فقد فيه كل أصدقائه بما فيهم شقيقة وصديق عمرة الحميم هنري الذي ساعده في بناء شركة وساطة لتداول الأسهم و السندات وفي سنوات قليلة أصبحت هذه الشركة لها مكانه مرموقة في دنيا شركات الاليكترونيات حيث أن القائمين عليها معظمهم من الشباب محب التكنولوجي الحديثة. أسس هاني وهنري شركتهم في منتصف التسعينات وبعد خمس سنوات صارت هذه الشركة لها مكانه مرموقة لدرجة أنهم استأجروا دورين بالكامل في احد أبراج التجارة العالمية بحي مانهاتن بنيويورك. و سبب نجاة عماد في هذا اليوم أنه ذهب مع أبنه الي دور الحضانة لان هذا اليوم كان أول يوم له يذهب إلي حضانة وكم كان عماد سعيد وهو ينعم بكل هذه الثراء في وقت قصير أن يترك دنيا الأعمال ويتأخر عن الذهاب إلي المكتب لكي يصطحب كيرلس إلي الحضانة. لم ينجو أحد من شركة عماد وهنري ألا عماد وبعض الموظفين الذين كانوا خارج المكتب في هذا اليوم الشؤم.

خلال الخمس سنوات الماضية حاول عماد بناء الشركة مرة أخري و لكن من دون شقيقة أو صديقة الحميم، وحدثت له أانتكاسات غير عادية في طريق إعادة البناء كادت تؤدي إلي إفلاسه عدة مرات ولكن بعد خمس سنوات يقول هاني... لولا أنني مؤمن بإرادة الرب ومؤمن أن لكل شيء سبب لفقدت أيماني بكل شيء. ولكن بناء الشركة من جديد لم يكن هدفي غلي الرغم من أنه كان الظاهر والواضح للجميع أنما هدفي الحقيقي هو أنني أردت أن ابني نفسي وثقتي في كل شيء حولي لم أحاول أن أفهم سبب ما قام به هؤلاء الإرهابيين علي أنه موقف معاد ضدي وضد وطني وبلدي و الإنسانية فحسب ولكنني ي تخيلت أن ما حدث بأنه موجة عظيمة ضخمة في محيط الإرهاب تهدد كل شيء وأنا أمامها فوق لوح السرف وكل ما خطر في بالي أنني أمام هذه الموجة سأقع حتما وتلتهمني أن أبطات أو حتى فكرت في مجرد أن أنظر خلفي أو أنظر إلي الوراء. لم يكن أمامي الا أن انظر للمستقبل أبني من جديد بناء اقوي من البناء الأول ولم أفكر يوما في الانتقام لأنني تخيلت هذه الصدمة هي صدمة مثل الإعصار أو العاصفة ينتهي التفكير فيها بمجرد أن تمر ويبدأ التفكير في البناء مرة أخري اقوي وأفضل كي يقاوم أي إعصار أو موجة أخري جديدة. العالم لا يظل جميلا ألا بالكفاح ضد ما خربته أيادي الإرهاب و الشر و البناء و التطلع إلي المستقبل ما هو ألا أفضل وسيلة ايجابية لكي نتخطى ما حدث في الماضي.
فات علي أن الفت نظركم أنني أرثوذكسي قبطي وصديقي هنري أرثوذكسي أيضا ولكن يهودي وهو في كان ي المكتب وأنا الذي ذهبت إلي دار الحضانة !!

#جورج_المصري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات